علاقة محمد زايد بوزير الدفاع الأمريكي الأسبق.. وثائق تكشف عن وظيفة سرية
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
كشفت وثائق رسمية حصلت عليها صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن وزير الدفاع السابق، جيمس ماتيس، عمل سابقا مستشارا لرئيس الإمارات محمد بن زايد.
وذكرت الصحيفة، أن ماتيس لم يفصح عن هذا الأمر عند تولي وزارة الدفاع في عهد ترامب، كما أن الوكالات الحكومية أرادت إبقاء الأمر سرا.
وبحسب سيرته الشخصية، فقد قاد ماتيس، كتيبة مشاة في العراق عام 1991، ولواء في أفغانستان بعد هجوم 11 سبتمبر الإرهابي عام 2001، وفرقة مشاة للبحرية في العراق عام 2003، وقاد جميع قوات مشاة البحرية الأميركية في الشرق الأوسط في وقت لاحق، قبل أن يعينه ترامب وزيرا للدفاع في 2017.
وذكرت الصحيفة، أن بن زايد طلب عام 2015 من الجنرال الأمريكي المتقاعد أن يعمل مستشارا عسكريا له في ما يتعلق بحرب اليمن.
وتقدم ماتيس في يونيو 2015 بطلب الحصول على إذن من مشاة البحرية، ووزارة الخارجية لتقديم المشورة لمحمد بن زايد والإمارات بشأن "الجوانب العملياتية والتكتيكية والإعلامية والأخلاقية" للحرب في اليمن، وفقا لوثائق حصلت عليها واشنطن بوست، بعد أن رفعت دعوى قضائية بموجب قانون حرية المعلومات للحصول عليها من الوكالات الحكومية.
وقال ماتيس في الطلب، إنه سيقدم المشورة لمحمد بن زايد، الحكم الفعلي للإمارات في ذلك الوقت "فيما يتعلق بالحرب في اليمن، لكنه لم يوضح مقدار الوقت الذي سيخصصه للوظيفة.
وأضاف، "ستشمل واجباتي مراجعة الوضع العسكري لدولة الإمارات، مع التركيز في البداية على حملة اليمن، بغرض تقديم المشورة العسكرية".
وبينت الصحيفة إن الطلب لم يكن عاديا بالنظر إلى المكانة البارزة لماتيس، كما أن الأمور زادت تعقيدا عندما أعلنت الإدارة الأمريكية دعم الحملة العسكرية في اليمن من خلال المعلومات الاستخباراتية وتزويد طائرات التحالف بالوقود، مع الإقرار في الوقت ذاته بالمخاوف المتعلقة بسقوط مدنيين.
ومع ذلك، وافق المسؤولون الأمريكيون بسرعة على طلب ماتيس، لكنهم عملوا بقوة على إخفاء وظيفته الجديدة، وفق الصحيفة.
وأجبرت الدعوى التي رفعتها واشنطن بوست الوكالات المعنية على الكشف عن سجلات العسكريين المتقاعدين الذين عملوا لصالح حكومات أجنبية، لكن استغرق الأمر عامين ونصف لنشر السجلات المتعلقة بماتيس.
وذكرت الصحيفة أنه بعد 18 شهرا من تقدمه بالطلب، تلقى ماتيس عرضا من ترامب بتولي وزارة الدفاع، وفي ذلك الوقت وبموجب القواعد الفيدرالية، كان على ماتيس الكشف عن سيرته الذاتية، لكنها لم تتضمن وظيفته الاستشارية لصالح الإمارات.
ورغم إبلاغه لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ بالأمر بشكل سري، إلا أن العديد من أعضاء مجلس الشيوخ قالوا إنهم لم يتم إبلاغهم بذلك. كما أنه لم يذكر ذلك في مذكراته لعام 2019.
ووفقا للوثائق، فإن الإمارات ستدفع لماتيس أجرا عن تقديم المشورة بشأن الحرب في اليمن، فضلا عن منحه مكافأة قدرها 100 ألف دولار لإلقاء خطاب واحد بعد ترك إدارة ترامب، لكن متحدثا باسم الجنرال المتقاعد قال إنه كان يعمل مجانا.
وقالت الصحيفة إن ماتيس كتب في استبيان التوظيف الذي قدمه إلى مشاة البحرية، أنه سيتقاضى أجرا، وأنه لايزال بحاجة للتفاوض بشأن تفاصيل راتبه مع المسؤولين الإماراتيين.
لكن روبرت تيرير، الرئيس المشارك لمجموعة كوهين، وهي شركة استشارية في واشنطن يعمل فيها ماتيس مستشارا كبيرا، قال للصحيفة إن الإمارات لم تدفع لماتيس مقابلا ماديا، خصوصا أنه أشار إلى الحصول على أجر من أجل الحصول على "مراجعة أكثر صرامة لطلبه"، لكنه لم يطلب ولم يتلق أي مقابل مادي".
ومع ذلك، تشير وثائق حصلت عليها صحيفة واشنطن بوست إلى أنه لا يوجد ما يشير إلى أن طلب ماتيس خضع لمراجعة أكثر صرامة من المعتاد.
وأوضحت، أنه على غير المعتاد تمت الموافقة على طلبه في جميع المستويات، سواء في الجيش أو وزارة الخارجية، رغم أنه عادة ما تستغرق طلبات توظيف العسكريين المتقاعدين في الحكومات الأجنبية عدة أشهر، وأحيانا سنوات.
وذكرت واشنطن بوست أن عددا قليلا للغاية من المسؤولين الفيدراليين المعنيين بملفت التوظيف بالحكومات الأجنبية كانوا يعلمون بعمل ماتيس الاستشاري لصالح الإمارات، فضلا عن دائرة ضيقة من كبار الجنرالات المتقاعدين.
وقال عضوان في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ التي راجعت طلب تعيينه ويزر للدفاع إنهما لم يعلما بتعيينه مستشارا للإمارات.
وأكدت الصحيفة أن ماتيس كان يتمتع بعلاقة متينة للغاية بالإمارات منذ وقت طويل.
وفي 18 شباط/فبراير 2017، بعد شهر واحد من تصويت مجلس الشيوخ على تعيينه وزيرا، سافر ماتيس إلى أبوظبي في إطار رحلة رسمية إلى الشرق الأوسط. واستقبله هناك محمد ن زايد بحفاوة.
ومن بين الجنرالات المتقاعدين القلائل الذين علموا بتعيين ماتيس، الجنرال المتقاعد من مشاة البحرية، جون آلين، القائد السابق للقوات الأميركية في أفغانستان، الذي خدم مع ماتيس.
وتكشف وثائق قضائية أنه في حزيران/ يونيو 2017 تلقى آلين عرضا قطريا للعمل مستشارا للأمن القومي.
وفي ذلك الوقت تواصل آلين، الذي كان يترأس معهد بروكينغز، بمستشار كبير لماتيس في البنتاغون، بواسطة البريد الإلكتروني، للحصول على نصائح بشأن كيفية التعاقد وإدارة العلاقة.
وجاء فحوى هذه الرسالة البريدية في إطار محاكمة فيدرالية لريتشارد جي أولسون جونيور، سفير الولايات المتحدة السابق في الإمارات، الذي أقر بالذنب في تهمتين تتعلقان بعمله الاستشاري بعد تقاعده، منها تهمة الضغط بشكل غير قانوني على مسؤولين أمريكيين نيابة عن حكومة قطر.
وبينت"واشنطن بوست"، أن مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) حقق في اتصالات آلين مع مسؤولين قطريين في إطار التحقيق ذاته، لكن وزارة العدل أغلقت القضية دون توجيه اتهامات إليه، بعد أن أكد أنه لم يعمل مع قطر.
وتعد هذه القضية واحدة من عدة تحقيقات جنائية فتحتها وزارة العدل، في السنوات الماضية، مع شخصيات أمريكية بارزة تتعلق بالوقوع تحت ضغط حكومات أجنبية.
وتشير الصحيفة إلى أنه بعد 3 أشهر من استقالته من منصبه وزيرا للدفاع في ديسمبر 2018، تقدم ماتيس مرة أخرى بطلب للحصول على موافقة لإلقاء خطاب أمام مؤتمر بشأن العلاقات الأمريكية الإماراتية، في أبوظبي، استضافه محمد بن زايد.
وفي طلبه، أشار ماتيس إلى أن الإمارات ستدفع له أتعابا وستغطي نفقات سفره، وقال: "نعم، المكافأة المعتمدة لجميع مقدمي سلسلة المحاضرات هذه هي 100 ألف دولار بالإضافة إلى سداد تكاليف السفر والإقامة"، بحسب الوثائق.
وقال تيرير، المتحدث باسم ماتيس، إنه لم يحصل على أجر عن الخطاب في النهاية، مشيرا مرة أخرى إلى أنه "أدرج فقط مبلغ الأتعاب الذي يتم تقديمه عادة للمشاركين" حتى يخضع طلبه لمراجعة "صارمة".
وعقد المؤتمر في أيار/مايو 2019 في قصر البطين، في أبوظبي. وفي كلمته، قال ماتيس إنه رفض "99 في المئة" من دعوات إلقاء خطابات، لكنه استثنى الإمارات ومحمد بن زايد بسبب العلاقة الوثيقة مع الولايات المتحدة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية ماتيس الإمارات بن زايد البنتاغون الولايات المتحدة الولايات المتحدة الإمارات البنتاغون بن زايد مستشار صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مشاة البحریة محمد بن زاید واشنطن بوست فی الیمن إلى أن
إقرأ أيضاً:
المريخ الذي لا يشبه نفسه.. أمطار وثلوج تكشف ماضيا مختلفا
كشفت دراسة حديثة أعدها فريق من علماء الجيولوجيا في جامعة كولورادو عن تصور جديد للمريخ القديم مغاير تماما لما استقر في الأذهان لعقود.
فبدلا من أن يكون كوكبا متجمّدا وقاحلا كما نعرفه اليوم، تشير النتائج إلى أن المريخ كان، في حقبة سحيقة، أكثر اعتدالا ووفرة بالمياه، حيث كانت الأمطار أو الثلوج تهطل من السماء باستمرار، وتتدفق الأنهار عبر الأودية لتغذي مئات البحيرات.
وقد نُشرت نتائج هذه الدراسة مؤخرا في دورية "جورنال أوف جيوفيزيكال ريسيرتش: بلانتس"، وقادتها الباحثة أماندا ستيكل، التي نالت درجة الدكتوراه في علوم الجيولوجيا عام 2024 من جامعة كولورادو الأميركية.
وأفادت ستيكل بأن الأدلة الجيومورفولوجية على سطح المريخ تُظهر تشابها لافتا مع تضاريس مناطق على كوكب الأرض، مثل ولاية يوتا الأميركية. ويعزز هذا الطرح الفكرة القائلة بأن المناخ القديم للمريخ لم يكن جليديا فحسب، بل ربما شهد فترات دافئة رطبة لعبت دورا محوريا في تشكيل سطحه.
والجيومورفولوجية علم يهتم بدراسة أشكال سطح الأرض، مثل الجبال والوديان والأنهار، وتحليل كيفية تشكلها وتغيرها عبر الزمن نتيجة للعوامل الطبيعية كالرياح والمياه والزلازل.
اعتمد الفريق البحثي في تحقيقاته على نموذج محاكاة رقمي لتطور التضاريس، طوّره سابقا علماء لدراسة سطح الأرض.
إعلانوقد استخدم الباحثون هذا النموذج لمحاكاة تضاريس قريبة من خط الاستواء المريخي، حيث جرى اختبار سيناريوهين مختلفين: الأول يفترض ذوبان القبعات الجليدية، والثاني يفترض هطول الأمطار أو الثلوج. وعلى مدى آلاف إلى مئات الآلاف من السنين في المحاكاة، دُرست الكيفية التي أثرت بها المياه على تكوين الأودية ورؤوس الجداول.
وظهرت النتائج جلية على النحو التالي، ففي حالة ذوبان الجليد، ظهرت رؤوس الأودية في نطاقات ضيقة من الارتفاعات، متوافقة مع حواف الكتل الجليدية.
أما في سيناريو الهطول، فقد ظهرت رؤوس الأودية في مجموعة واسعة من الارتفاعات، تراوحت من دون متوسط مستوى السطح المريخي وصولا إلى ارتفاعات تتجاوز 3.5 كيلومترات، ويشير هذا التنوع إلى أن شبكة الأودية لا يمكن تفسيرها بالكامل بذوبان الجليد، بل يرجّح أن تكون نتيجة هطولات منتظمة ومتفرقة.
وتُظهر صور الأقمار الصناعية الحديثة للمريخ بصمات مائية واضحة، قنوات متفرعة عند خط الاستواء تتدفق من المرتفعات نحو بحيرات، وربما نحو محيط قديم.
وتدلّ الرواسب الضخمة التي عُثر عليها في فوهة "جيزيرو"، حيث يعمل الآن المسبار "بيرسيفيرنس"، على تدفق أنهار قوية وعميقة في تلك المنطقة إبان "الحقبة النواخية"، قبل أكثر من 3.7 مليارات سنة.
وعلق براين هاينيك، الباحث الرئيس المشارك في الدراسة وأحد علماء مختبر فيزياء الغلاف الجوي والفضاء في جامعة، قائلا: "لترسيب تلك الكتل الصخرية، تحتاج إلى مياه جارية بعمق أمتار". وأضاف أن المريخ، ومنذ توقف عمليات التعرية المائية، بدا وكأنه تجمد في الزمن، ليحتفظ بصورة مدهشة عن الأرض في عصورها الأولى، قبل أن تتغير معالمها بفعل العوامل الجيولوجية والبيولوجية المعقدة.
هل المريخ اليوم مرآة لماضي الأرض؟تشير الدراسة إلى أن المريخ، على الرغم من غرابته، قد يشكّل نافذة تطل على ماضٍ سحيق للأرض نفسها. فبينما أدى الغلاف الجوي الرقيق للكوكب الأحمر إلى تجميد ملامحه، تحتفظ تضاريسه بخصائص جيومورفولوجية تشبه ما كان موجودا على كوكبنا قبل 3.5 مليارات سنة.
إعلانوهذه الفرضية تمنح العلماء فرصة نادرة لفهم مراحل مبكرة من تكوّن الأنظمة الهيدرولوجية والكيميائية التي سبقت الحياة على الأرض.
وتُعد النماذج الرقمية التي طوّرها الفريق أداة حاسمة لفهم تلك الحقبة الغامضة، إذ تتيح مقارنات مباشرة مع البيانات الحقيقية التي جمعتها بعثات وكالة ناسا، مثل "مارس أوديسي" و"مارس غلوبال سرفاير".
ورغم توافق نتائج الدراسة مع أنماط الأودية المرصودة على سطح المريخ، يظل أحد الأسئلة الأساسية دون إجابة واضحة: كيف احتفظ الكوكب بحرارة كافية تسمح بهطول الأمطار أو ذوبان الثلوج، رغم أن الشمس في تلك الحقبة كانت أضعف بنسبة 25% مما هي عليه اليوم؟ لا تزال الآليات التي سمحت بتدفئة الغلاف الجوي محل جدل واسع بين العلماء، لكن هذه الدراسة تضع الأساس لمزيد من الاستكشافات في هذا السياق.