"نريد السلام لا الحرب".. فلسطينيون سئموا الموت والجوع والنزوح
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
الوضع يزداد سوءا في قطاع غزة بعد أربعة أشهر من حرب مدمرة. الشعور باليأس أصبح السمة الرئيسية للسكان، وفي خضم الفوضى والنزوح، ترسم أصوات العائلات الفلسطينية المتضررة صورة صارخة للخسائر البشرية التي راحت ضحية الصراع.
يعبّر غازي أبو عيسى، أحد النازحين من مخيم البريج والذي انتقل كغيره إلى دير البلح، عن حالة اليأس التي يشعر بها الكثيرون قائلاً: "ندعو الله أن تتوقف الحرب، وندعو الله أن تقف الحكومة مع هؤلاء الناس الفقراء".
وأضاف أبو عيسى: "مرت ثلاثة أشهر ليس لدينا لا طماطم، لا ماء ولا كهرباء ولا طعام ولا شراب ولا دورات مياه، استخدمنا الخيام وغرقنا بسبب الأمطار وغرقت نساؤنا، وغرق أطفالنا، وتعرضنا للذل، ماذا تبقي؟".
وبنفس الشعور المليئ بالألم واليأس قال محمود الخور، الذي فرّ من غزة إلى دير البلح، "يكفي ... يكفي. لا نريد الحروب. لقد تمّ تهجيرنا من غزة منذ حوالي 115 يومًا اليوم. لقد تم التخلي عنا. لدينا أطفال والآن نصاب بالأمراض. أصبنا بالمرض بسبب هذه الحياة. هذا يكفي حقاً".
ولا يقل الوضع خطورة بالنسبة لأكرم أبو الحسن، النازح من شمال غزة، الذي تحدث عن فقدان الأمل في صفوف الفلسطينيين، الذين شهدوا الكثير من المعاناة: "هذه حياة مأساوية. نحن الكبار لا نتشبث بالحياة لأنها مليئة بالقصف والدمار والتشريد واللجوء والاغتيال والنفي. ولذلك نريد وقف إطلاق النار من أجل حياة الأطفال. لقد سئمنا نحن الكبار من هذه الحياة وهذا العذاب".
وتؤكد دعوة أبو هشام حمدان لوقف إطلاق النار الرغبة العامة لدى النازحين الفلسطينيين من أجل السلام وإتاحة الفرصة لإعادة البناء: "نطالب بوقف إطلاق النار، وعودة النازحين، الذين تركوا وراءهم منازلهم وأموالهم وأراضيهم إلى ديارهم. وحتى أولئك الذين تهدمت بيوتهم، يعوضهم الله، فلينصبوا خياما فوق بيوتهم ويعيشوا. نريد السلام ولا نريد الحرب".
تقرير: سيدات يلدن في دورات المياه وعمليات قيصرية دون تخدير..الأوضاع الكارثية للحوامل في قطاع غزة شهادة طبيب عائد من غزة: "عدد القتلى من الأطفال مأساوي وما رأيته لا يُوصف"شاهد: أطفال مصابون بقصف إسرائيلي يعالجون على أرضية مستشفى في غزةالشعور باليأس بدا واضحا لدى الأمهات، فقد أكدت أم العبد الجوطشان، والتي نزحت بدورها إلى دير البلح: "نريد هدنة، نريد أن يكون الناس طيبين، نريد أن نعيش في أمان، ونريد أن نعيش. نريد أن نعيش مثل أي شخص آخر. لقد مات أطفالنا. كل ما نريده هو أن نعيش في سلام".
نفس الرغبة في العودة أكدتها أم سلمى العواودة: "نريد العودة إلى منازلنا، نريد الأمان، نريد السلام، ونريد الاستراحة من هذه الحياة. حياتنا اصبحت كحياة الحيوانات، في كل مرة تسمع كلمة من هذا الشخص أو ذاك. هذه حياة بائسة".
وعلى الرغم من الندوب العميقة التي خلفها الصراع بين حماس وإسرائيل على مدى الأشهر الأربعة الماضية، لا يزال الكثيرون متمسكين بالأمل في وقف إطلاق النار الذي ينهي مأساتهم ومعاناتهم، وألا تُنسى أو تُسكت خسائرهم.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن عدد القتلى الفلسطينيين بعد نحو أربعة أشهر من الحرب وصل إلى نحو 27 ألفا و585 قتيلا، واتهمت جماعات حقوق الإنسان إسرائيل باستخدام القوة غير المتناسبة.
مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أكد أن أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة "محشورون" الآن في مدينة رفح على الحدود مع مصر والمناطق المحيطة بها.
ويعاني ربع سكان القطاع من الجوع، وقد تم تهجير 85 في المائة من السكان من منازلهم، ويعيش مئات الآلاف في مخيمات مؤقتة.
المصادر الإضافية • أ ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: هلع وفرار بعد إطلاق نار في خان يونس جنوب غزة كأن زلزالا ضرب المدينة.. فلسطينيون يسيرون في شوارع غزة المدمرة بعد محاصرتها بالدبابات الإسرائيلية في غزة.. مصير الطفلة هند وفريق إنقاذها مجهول منذ 110 ساعات إسرائيل قطاع غزة حركة حماس مخيمات اللاجئين وقف إطلاق النارالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل قطاع غزة حركة حماس مخيمات اللاجئين وقف إطلاق النار إسرائيل غزة ضحايا الشرق الأوسط انتخابات مظاهرات فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني احتجاجات تركيا أنتوني بلينكن إسرائيل غزة ضحايا الشرق الأوسط انتخابات مظاهرات یعرض الآن Next إطلاق النار نرید أن أن نعیش
إقرأ أيضاً:
خبراء فلسطينيون: «قمة شرم الشيخ للسلام» تعكس دور مصر المحوري الداعم للقضية الفلسطينية
أكد خبراء فلسطينيون أهمية قمة شرم الشيخ في تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإحلال السلام بالمنطقة، وأنها تأتي انعكاسا لدور مصر التاريخي والثابت في دعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، انطلاقا من مسؤوليتها القومية وقيادتها بالمنطقة، والتي تمكنت بجهود دؤوبة من حشد الدعم الدولي لوقف الحرب على غزة ومنع تهجير الشعب الفلسطيني وتسعى بجهود دبلوماسية حثيثة إلى إعادة إعمار ما دمرته الحرب ودعم صمود الفلسطينيين على أرضهم.
وقال رئيس الهيئة الدولية لدعم فلسطين صلاح عبد العاطي، إن الهيئة «تثمن عاليا الجهود المصرية تجاه القضية الفلسطينية وإنهاء الحرب في قطاع غزة، بما في ذلك انعقاد قمة شرم الشيخ التي تجمع قادة وممثلي دول العالم من أجل تثبيت وقف إطلاق النار، ودعم الاستجابة الإنسانية وجهود التعافي وإعادة الإعمار».
وأضاف أن هذه الخطوات تأتي ضمن دور مصري أصيل يهدف إلى ضمان الترتيبات اللازمة للمرحلة المقبلة، وتسريع إعادة الإعمار، وتنظيم مؤتمر دولي مخصص لدعم الشعب الفلسطيني.
وأوضح عبد العاطي، أن هذا الدور ليس جديدا على مصر، التي كانت على الدوام وما زالت الحاضنة للقضية الفلسطينية والمدافعة عنها منذ عقود، مشيرا إلى أن القاهرة شكلت منذ اندلاع الحرب حائط صد أمام مخططات التهجير، ووقفت إلى جانب أبناء الشعب الفلسطيني بإدخال المساعدات الإنسانية واستقبال الجرحى والمرضى في مستشفياتها، إلى جانب تحركاتها الدبلوماسية المتواصلة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وأشار إلى أن مصر دعمت دائما الحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف، معربا عن ثقته في استمرار الدور المصري لدعم المصالح الوطنية الفلسطينية وتعزيز التقارب الداخلي وإيجاد حلول للمشكلات السياسية، بما في ذلك التوافق على لجنة الإصلاح المجتمعي كخطوة لإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني على أسس من الشراكة والديمقراطية.
من جانبه.. قال المحلل السياسي الفلسطيني جهاد حرب، إن مصر كانت وما زالت الداعم الأكبر للشعب الفلسطيني قبل السابع من أكتوبر وبعده، مشيرا إلى أن القاهرة مثلت محطة حاسمة لمنع تنفيذ مخططات التهجير التي سعت إليها سلطات الاحتلال.
وأضاف أن الجهود السياسية التي قادها الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ اليوم الأول للحرب، عبر اجتماعاته مع قادة وزعماء العالم ومشاركته في المؤتمرات الدولية، كان لها أثر بالغ في تثبيت الموقف الدولي الرافض للتهجير وفي الحفاظ على وحدة الموقف العربي.
وأشار حرب إلى أن الخطة المصرية لإعادة الإعمار، التي قدمت إلى جامعة الدول العربية وأُقرت في الرابع من مارس 2025، مثلت أساسا عربيا وإسلاميا لأي تحرك يهدف إلى إدارة قطاع غزة وإعادة بنائه في ظل بقاء الفلسطينيين على أرضهم، مؤكدا أن الجهود المصرية كان لها أثر مباشر في تعزيز صمود الفلسطينيين وإبقاء القضية الفلسطينية على رأس أولويات المجتمع الدولي.
في السياق، قال أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني الدكتور أيمن الرقيم، إن القاهرة كثفت جهودها منذ اندلاع الحرب لمنع تهجير سكان قطاع غزة، مشيرا إلى أن أولى قوافل المساعدات الإنسانية التي اصطفت على الحدود المصرية الفلسطينية كانت مصرية خالصة، مما دعم صمود الشعب الفلسطيني ومنع تصفية القضية.
اقرأ أيضاًالاستعلامات: حضور إعلامي دولي واسع لنقل قمة شرم الشيخ للعالم
أبرزها إعادة إعمار غزة وإدارتها بسلطة انتقالية.. 20 بندًا في اتفاق غزة بقمة شرم الشيخ
أحمد موسى يكشف تفاصيل كلمة ترامب في قمة شرم الشيخ للسلام غدًا