الجرافة دي 9.. آلية مدنية تستخدم في مهام عسكرية
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
"دي 9″ جرافة مدرعة معدلة، تعرف عالميا بـ"كاتربيلر دي-9". تستند إلى نموذج "كاتربيلر" مصمم لعمليات محددة في المناطق الحضرية. يكمن استخدامها الأساسي في قدرتها على إزالة التحصينات والأنفاق، استخدمتها إسرائيل في جميع حروبها، وخضعت لعددد من التطويرات والتحسينات في دروعها وحمايتها، ويطلق على نسختها الأخيرة "دي-9 تي".
جرافة "دي 9" صممتها وأنتجتها شركة "كاتربيلر" الأميركية لصناعة وبيع المعدات الثقيلة في الولايات المتحدة في 1955. وعلى الرغم من أن الشركة المذكورة لا تُصنّع أي نسخة عسكرية خاصة من هذه الجرافة لحساب أي دولة، فإنها تُستخدم في التطبيقات والخطط العسكرية.
التكلفةتبلغ تكلفة الجرافة "دي 9" ما لا يقل عن 900 ألف دولار، لكن تعزيزها بالدروع لدعم قدراتها الهجومية جعل تكلفتها الإجمالية قد تتجاوز مليونا و200 ألف دولار.
تحتوي على محرك ديزل بسعة 18 لترا مزود بشاحن توربيني بقوة 474 حصانا بخاريا. تبلغ قوة جرها 71.6 طنا، وارتفاعها 4 أمتار، وعرضها 4 أمتار، وطولها 8 أمتار. كما تبلغ سرعتها القصوى 15 كيلومترا في الساعة.
توفر المقصورة المدرعة الحماية من نيران الأسلحة الصغيرة وشظايا قذائف المدفعية، وتقول بعض المصادر إن جرافات جيش الدفاع الإسرائيلي صمدت في وجه متفجرات ضخمة من العبوات الناسفة، بل وأدت إلى انحراف قذائف آر بي جي.
المهام القتاليةتستخدم جرافات "دي 9" المدرعة لعدد من المهام ، بما في ذلك التخلص من الذخائر المتفجرة، وتطهير المناطق المفخخة، وهدم التحصينات، وفتح الطرق، واستعادة المركبات المدرعة العالقة، وبناء الأكوام الرملية والحواجز المختلفة، وإعداد المواقع الدفاعية.
ويستخدمها الإسرائيليون -أيضا- في التوغلات الهجومية وفي حرب المدن من أجل تقليل خسائرهم البشرية، كما تستعمل في حالات المواجهات مع المدنيين غير المسلحين لاكتساح الأحياء وهدم المنازل وردم السراديب والأنفاق والمواقع المحفورة.
واستخدمت -كذلك- في عمليات الإغاثة والإجلاء في الحالات الطارئة التي تعقب العمليات واسعة النطاق، ويعتمد عليها الجيش الإسرائيلي في سحب دبابات القتال الرئيسية والمركبات القتالية الأخرى التي يزيد وزنها عن 70 طنا، التي تتعرض للإصابات والأعطال من ساحات القتال.
استخدامها عسكريايعود الاستخدام القتالي للجرافات في إسرائيل إلى حرب 1956، وحرب 1967، وحرب أكتوبر 1973، وحرب لبنان 1982. نظرا للتقارير الصادرة من مناطق القتال والمواجهات مع المقاومة الفلسطينية، التي أوجبت ضرورة إيجاد وسائل للحماية من نيران الأسلحة الصغيرة وشظايا القذائف المدفعية.
ولجأت إسرائيل إلى الجرافة "دي 9" نظرا لبنيتها الهندسية وقوتها الميكانيكية، ونظرا لإمكانية إدخال تعديلات جوهرية عليها. ويمتلك الجيش الإسرائيلي حوالي 100 جرافة مدرعة من طرازها، إضافة النسخة الحديثة منها "دي 9 تي".
استخدمها الجيش الأميركي خلال حرب فيتنام لإزالة الغابات وفتح المسالك لكشف المساحات الغابية، التي كانت منطلقا لعمليات أفراد الجيش الفيتنامي. وبعد الحرب الأميركية الفيتنامية استبدلت هذه الآلات بجرافات كاتربيلر "دي 7 جي" الأصغر.
وحصل الجيش الأميركي ومشاة البحرية سنة 2003، على إجمالي 14 جرافة مدرعة من طراز "دي 9" المطورة من قسم الهندسة العسكرية الإسرائيلي لنشرها في العراق.
التعديلات الهندسيةأدخلت قوات الهندسة التابعة للجيش الإسرائيلي المسماه "تزاما" العديد من التعديلات على الجرافة "دي 9″، إذ جهّزتها بشفرة كبيرة قابلة للفصل وملحق كسارات خلفي مع المحافظة على تشغيل جميع وظائف الجرافة المدرعة -بما في ذلك شفرة الجرار والكسارة- عن بعد من خلال لوحة تحكم محمولة.
كانت الجرافة تزن 55 طنا ومع التعديلات التي أدخلها عليها الجيش الإسرائيلي أصبحت تزن 62 طنا.
صُممت مجموعة الدروع الإضافية لجرافات "دي 9 كاتربيلر" من قِبل الصناعات العسكرية الإسرائيلية، عن طريق إضافة مجموعة من الدروع الهيكلية لحماية الأنظمة الميكانيكية ومقصورة القيادة.
وفي 2015، زودت الجرافة بـ"دورع " معروفة -أيضا- باسم "الأقفاص"، لضمان حمايتها من القذائف الصاروخية (آر بي جي)، وهو السلاح الذي تستخدمه كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشكل أساسي. وتحيط تلك الدروع بشكل كامل بالجرافة "دي 9″، بالإضافة إلى تزويدها بالزجاج المضاد للرصاص لحماية طاقم قيادتها.
لها بابان للدخول في مقدمة قمرة القيادة، واستحدث باب خلفي ليكون مخرجا للطوارئ، إضافة إلى فتحة سقف للمراقبة.
ويمكن تركيب مدفع رشاش عيار 7.62 ملم، وقاذفات قنابل يدوية على السطح لإطلاق النار يتحكم به قائد الجرافة. كما تحتوي الجرافة على 3 تروس أمامية و3 أضيفت لدعم قدرتها على صدّ القذائف، وطلقات الأسلحة الخفيفة.
وغيّر الجيش الإسرائيلي كذلك معايير إغلاق قمرة القيادة بحيث يمكن للمركبة العمل في المناطق الملوثة بالغازات الناجمة عن هجمات بالأسلحة الكيميائية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
نهب المزيد من المساعدات في غزة والإمارات تلقي باللوم على الجيش الإسرائيلي
القدس (CNN)-- تعرضت المزيد من المساعدات الإنسانية المحدودة للغاية التي دخلت غزة للنهب، السبت، بينما ألقت حملة الإغاثة الإماراتية باللوم على الجيش الإسرائيلي لإصراره على استخدام طرقات غير آمنة لشاحنات التوصيل.
وأظهرت مقاطع فيديو تم تحديد موقعها الجغرافي حشودا بالمئات تهرع نحو إحدى الشاحنات، السبت، وأشخاصا يحملون أكياسا من الدقيق.
وأصدرت عملية "الفارس الشهم 3" الإماراتية للمساعدات بيانا قالت فيه إن الكثير من المساعدات التي أرسلتها إلى غزة تم نهبها في مناطق خاضعة للسيطرة الإسرائيلية. وأضافت الحملة أن السلطات الإسرائيلية سمحت بدخول 24 شاحنة، لكن شاحنة واحدة فقط وصلت إلى المستودع بأمان، صباح السبت.
وأضافت العملية الإماراتية: "يرجع ذلك إلى إصرار الجيش الإسرائيلي على فرض طرق عبور غير آمنة، حيث تعرضت الشاحنات للنهب والسرقة داخل منطقة "حمراء" خاضعة للسيطرة الإسرائيلية، مما أدى إلى فقدان معظم حمولتها"
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، الأربعاء: "لم تسمح السلطات الإسرائيلية لفرقنا بالمرور إلا عبر منطقة واحدة مكتظة للغاية، شعرنا أنها غير آمنة، وشعرنا أن النهب فيها محتمل للغاية نظرا للحرمان منذ فترة طويلة في غزة".
وأفادت العملية الإماراتية بأن دخول المساعدات في الأيام الأخيرة - لأول مرة منذ 11 أسبوعا- أعطى بصيصا من الأمل، لكن لم يتم السماح بالدخول إلا لربع الشاحنات، البالغ عددها 103 شاحنات التي تحمل الدقيق والنفط والغاز وغيرها من الإمدادات الأساسية للمخابز، عبر معبر كرم أبو سالم بين إسرائيل وقطاع غزة.
ودعت العملية الإماراتية المجتمع الدولي إلى التدخل لضمان وجود ممرات آمنة ودائمة لضمان إيصال المساعدات بشكل آمن وسريع.
وأعلنت الإمارات العربية المتحدة هذا الأسبوع أن إسرائيل وافقت على السماح لها بتوصيل مساعدات لـ15 ألف مدني في غزة.
وقال منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق (COGAT)، الذي يشرف على عمليات التسليم، إنه تم السماح بدخول 83 شاحنة تابعة للأمم المتحدة والمجتمع الدولي، محملة بمساعدات إنسانية، بالعبور من معبر كرم أبو سالم إلى غزة، الجمعة. وبذلك، وصل إجمالي عدد الشاحنات التي دخلت قطاع غزة خلال الأسبوع إلى حوالي 350 شاحنة.
ويمثل هذا جزءا بسيطا من المساعدات التي دخلت غزة قبل الحرب، حيث كانت تصل إلى غزة يوميا ما بين 500 و600 شاحنة، وفقا للأمم المتحدة.
وقالت جمعية الخبازين في غزة لشبكة CNN، السبت، إنه يجب توزيع الدقيق مباشرة على سكان غزة قبل إرساله إلى المخابز.
وأكد رئيس الجمعية، عبدالناصر العجرمي، أن ذلك من شأنه أن يخفف الضغط على المخابز ويمنع اقتحامها.
وقال العجرمي إن 4 مخابز فقط من أصل 25 مخبزا متعاقدا مع برنامج الغذاء العالمي تعمل، وجميعها في دير البلح وسط غزة. وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يمنع تشغيل عمل العديد من المخابز فيما أسماها "المناطق الحمراء"، وأنه لا يوجد أي مخابز تعمل في خان يونس، حيث وقعت معظم عمليات النهب.
وكان مخبز في مخيم النصيرات للاجئين وسط غزة فتح أبوابه ليوم واحد فقط قبل إغلاقه، بعد اقتحامه من قبل المدنيين الجائعين.
وأعلنت وزارة الداخلية الفلسطينية، التي تسيطر عليها حماس، الجمعة، أنها أعدمت عددا من الرجال بزعم تورطهم في عمليات نهب. وقالت: "كإجراء رادع لحماية الجبهة الداخلية، نفذت المقاومة الفلسطينية أحكاما ثورية ضد مجموعة متورطة في نهب منظم لقوافل الإغاثة".
ويأتي الوضع المتفاقم في الوقت الذي تسعى فيه منظمة خاصة ترعاها الولايات المتحدة تُدعى "مؤسسة غزة الإنسانية" إلى إقامة نظام جديد لتوزيع المساعدات في غزة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الجمعة، إن إسرائيل لم تسمح إلا بما "يرقى إلى ملعقة صغيرة من المساعدات بينما يتطلب الأمر فيضانا من المساعدات".
وأكد غوتيريش مجددا أن الأمم المتحدة لن تشارك في خطة التوزيع الجديدة المدعومة من الولايات المتحدة.
وقال غوتيريش للصحفيين: "بدون وصول سريع وموثوق وآمن ومستدام للمساعدات، سيموت المزيد من الناس، وستكون العواقب طويلة المدى وخيمة على جميع السكان".