شمسان بوست / خاص:

في ظل تدهور الأوضاع المعيشية وانعكاسات الصراع المستمر، تواجه اليمن أزمة إنسانية حادة تتفاقم بوتيرة متسارعة، حيث توقعت تقارير أممية تدهوراً إضافياً في انعدام الأمن الغذائي خلال الأشهر الأربعة المقبلة، مدفوعة باستمرار العوامل المسببة له وتراجع المساعدات الإنسانية.

تشير هذه التقارير إلى أن أكثر من 17 مليون يمني يعانون حالياً من انعدام الأمن الغذائي، في ظل اتهامات وجهها سياسيون وحقوقيون للجماعة الحوثية بتجاهل تفاقم المعاناة الإنسانية، واستمرارها في شن هجمات عبثية تستهدف إسرائيل، مما يؤدي إلى ضربات عسكرية مدمرة تستنزف ما تبقى من البنية التحتية والمنشآت الحيوية في البلاد.

وتُعرب المصادر الأممية عن خشيتها من اشتداد الأزمة الإنسانية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين خلال الفترة المقبلة، نتيجة التصعيد المستمر وانخفاض دعم المانحين، ما يزيد من معاناة السكان الذين يواجهون صعوبات متزايدة في تلبية احتياجاتهم الصحية والمعيشية.

وفي هذا الإطار، كشفت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) في تقرير حديث أن أزمة انعدام الأمن الغذائي الحاد في اليمن ستتفاقم خلال موسم العجاف الممتد من مايو حتى سبتمبر 2025، نتيجة استمرار تفاقم العوامل الأساسية مثل تدهور الاقتصاد وارتفاع أسعار الغذاء والوقود، إضافة إلى الانخفاض الكبير في المساعدات الإنسانية.

وأكدت منظمة «فاو» أن التصنيف الأمريكي للجماعة الحوثية كمنظمة إرهابية وعقوبات اقتصادية متصلة بها، إلى جانب توقف المساعدات، ستساهم في تعميق أزمة الأمن الغذائي داخل مناطق سيطرة الحوثيين.

وأشارت إلى أن واردات الغذاء والوقود إلى موانئ تحت سيطرة الحوثيين مثل الحديدة والصليف ورأس عيسى انخفضت بشكل حاد، بسبب تضرر بنيتها التحتية المستمر نتيجة الغارات الجوية المتواصلة خلال الأشهر السبعة الماضية، ما تسبب في انخفاض قدرة الموانئ على تفريغ البضائع، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتفاقم الأزمة الإنسانية المتدهورة أصلاً.

من جانب آخر، أعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) في اليمن أن أكثر من 17 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي، مع تأكيده أن ملايين اليمنيين، خصوصاً الأطفال والنساء، معرضون لخطر الجوع وسوء التغذية. وحث المكتب منظمات الإغاثة على توفير دعم عاجل لإنقاذ الأرواح في المناطق الأكثر حاجة.

وأوضح المكتب أن نقص المياه والصرف الصحي والنظافة في اليمن يهدد حياة السكان بشكل مباشر، مع تأكيده أن أكثر من نصف سكان اليمن يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وأن نحو 55% من الأطفال يعانون من سوء تغذية مزمن.

تلك المعطيات تجسد حجم الأزمة الإنسانية التي تتعمق في اليمن، وتسلط الضوء على الحاجة الماسة إلى جهود دولية متضافرة وعاجلة لتوفير المساعدات الإنسانية، وإنهاء أسباب النزاع التي تضر بالسكان الأبرياء.

المصدر: شمسان بوست

كلمات دلالية: انعدام الأمن الغذائی فی الیمن

إقرأ أيضاً:

الصليب الأحمر: الوضع الإنساني في غزة على شفا الانهيار التام

الثورة نت/,,

أكد المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة هشام مهنا، أن الوضع الإنساني في قطاع غزة على شفا الانهيار التام، بفعل استمرار الإغلاق والمنع التام لإدخال المساعدات، واستئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية.

وقال مهنا في حديث خاص لوكالة “صفا” الفلسطينية اليوم الأربعاء: “حذرنا منذ أسابيع من مغبة الوصول لهذه المرحلة، لأن العوامل والبيئة التي نعمل فيها قد تكون مستحيلة لتحقيق أي استجابة إنسانية إيجابية أو حقيقية يلمسها المدنيون في قطاع غزة، في ظل الواقع المرير الذي يعيشونه”.

وأضاف “نتابع عن كثب آلية إدخال الدعم الإنساني إلى قطاع غزة، وفق ما أعلنت عنه سلطات الاحتلال، بعد أكثر من شهرين من الإغلاق والمنع التام لإدخال المساعدات لغزة”.

ولفت إلى أن عدم إدخال الدعم الإنساني أدى لتفاقم الأزمة، خصوصًا مع استئناف العمليات العسكرية وتصاعدها في القطاع.

وأكمل مهنا “نحن نرحب بأي جهود يُمكن أن تُنهي الأزمة الإنسانية في غزة، لكن أي إدخال للدعم الإنساني يجب أن يكون متسق تمامًا مع المبادئ الإنسانية التي تضمن عدم التمييز بين مستحقي هذا الدعم”.

وأشار إلى أن هناك آليات امتدت طيلة فترة الحرب الإسرائيلية على غزة عمل فيها الفاعلون في القطاع الإنساني، بما فيها اللجنة الدولية للصليب على إيصال هذا الدعم لمستحقيه بكل شفافية واستقلالية.

وأكد مهنا أن “إسرائيل”، كقوة احتلال، تتحمل المسؤولية الكاملة أمام القانون الدولي الإنساني فيما يتعلق بضمان حصول كل المدنيين الفلسطينيين في غزة على الاحتياجات الأساسية.

وأردف “من غير المقبول تسييس الدعم الإنساني، أو استخدامه كنوع من أنواع الضغط السياسي والعسكري”.

وحول جهود الصليب إزاء تفاقم الوضع الإنساني، قال مهنا: “نحن لم نتوقف عن حوارنا المباشر مع جميع الأطراف، بما فيها السلطات الإسرائيلية، لأجل التوصل لاتفاق يُؤدي لتخفيف الأزمة الإنسانية في غزة وإنهاء معاناة سكانها”.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: أكثر من 17 مليون يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي
  • توقعات أممية بتدهور حاد في الأمن الغذائي باليمن خلال الأشهر المقبلة
  • اليونيسف: الأزمة الإنسانية في غزة تعصف بالطفولة وتتطلب تدخلاً عاجلاً
  • يونيسف: الأزمة الإنسانية في غزة تعصف بالطفولة وتتطلب تدخلا عاجلا
  • الموت البطيء : تحذير أممي من توقف المساعدات الإنسانية في اليمن
  • السودان: نزوح عشرات الآلاف في غرب كردفان وشمال دارفور خلال مايو
  • الجفاف يهدد الأمن الغذائي في سوريا وخطة حكومية طارئة لمواجهة الأزمة
  • رغم الأزمة الإنسانية الخانقة في غزة.. إسرائيليون يحاولون منع دخول المساعدات إلى القطاع
  • الصليب الأحمر: الوضع الإنساني في غزة على شفا الانهيار التام