يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من سهيل الشارحي

تشهد المعالم التاريخية والأثرية في المناطق الريفية من اليمن، إهمالا غير مسبوق منذُ اندلاع الحرب في البلاد، قبل نحو تسعة أعوام، فالرغم من أهمية تلك الآثار التاريخية في بناء العقلية الحضارية لليمنيين، ولكنها لم تحظى باهتمام الجهات المختصة مما جعل تلك المعالم تتهالك وتنفى.

ففي عزلة الشراجة بمديرية جيل حبشي، غربي محافظة تعز جنوب غربي اليمن، توجد عدت معالم تاريخية وأثرية، أصيبت بالإهمال والاندثار بسبب العبث من قبل لصوص الكنوز والآثار ما جعل مخزونها الأثري يتهاوى يومًا بعد آخر، بعد أن كانت تلك المعالم تمثل رافداً كبيرا للميزانية العامة من خلال استقطاب السياح إلى زيارتها.

“حصن الوجيه”

ومن بين هذه المعالم، حصن الوجيه وهو أحد الحصون التاريخية الواقع في قرية عرشان بالعزلة نفسها، والذي شيد في العصر الاسلامي، على يد علي بن الوجيه المقرئ، أصبح اليوم يصارع الاهمال، بعد ما اندثر معظم معالمه التاريخ.

وشيد الحصن على قمة جبل عرشان، ويتم الوصول إليه عبر طريق ومتعرج مرصوف بالحجارة ما تزال بقايا منه واضحة أسفل الجبل، ومن ناحية الشمال من الحصن على، توجد ثلاث برك كبيرة للمياه، وفي الجانب الشمالي الشرقي، يوجد برج للحراسة بشكل دائري، ويوجد نفقا سريا للحصن، ويصل النفق إلى أسفل الجبل، لكنه اندثر واختفت معالمه نتيجة لسيول الأمطار، بحسب منصر سفيان، أحد أبناء المنطقة.

حصن الوجيه يتعرض للاهمال والتدمير

ويضيف سفيان في لقاء مع “يمن مونيتور”، أن الحصن يتعرض يومًا بعد اخر للاندثار والزوال بسبب الاهمال والتهميش الذي حل به منذُ سنوات نتيجة الصراعات الدائرة في المنطقة، مؤكدً، أنه لم يتبقى من معالم الحصن سوى بعض من أسواره فقط.

وبل الحرب كان الحصن يشهد زوارا من عند مناطق، لكن الاهمال الذي تعرض له من قبل الجهات المعنية أصاب الحصن بالاندثار ولكن خزانات المياه الموجودة فيه ماتزال موجودة وبإمكان المهتمين بالآثار العمل على ترميمه كونه يمثل أحد المعالم الأثرية في محافظة تعز، على حد قول سفيان.

“جامع ابن المقرئ”

على الجهة الشمالية للحصن يوجد جامع ابن المقرئ، الذي شيد في عهد الدولة الرسولية من قبل احدى بنات إسماعيل المقرئ، وشيد الجامع بشكل مستطيل بالحجارة والقضاض بني المسجد حاملًا ست قباب ترتكز على أعمدة ضخمة تحمل عقوداً نصف دائريـة.

وحول المسجد، يتحدث سيف العرشاني لـ”يمن مونيتور، أنه بسبب الاهمال والتهميش من قبل الجهة المعنية تعرض الجامع لسيول الامطار، واندثرت ثلاثة من قبب التي كانت تزين المسجد، أما بقيتها أصبحت آيلة للسقوط.

“سد الوجيه”

وفي أسفل جبل عرشان يوجد سد الوجيه، والذي كان يزود المزارعين بالمياه، وما يدل على مكانته التاريخية نقشت على جدرانه وأسفله كتابات غير منقطة وتعود إلى العصر الاسلامي.

يقول محمد قاسم أحد أبناء المنطقة في لقاء مع “يمن مونيتور”، أن السد كان يغذي وادي الوجيه والذي كان ينتج العديد من الخضروات والفواكه، بل وكان المصدر الرئيسي المزارعين في ذاك الزمان وفي عصرنا هذا.

ويضيف قاسم، “بسبب الإهمال وعدم خضوع السد لترمم ظهر على جدرانه تشققات وبعض من التسريبات للمياه، بل وأصبح عرضه للزوال، مناشدا في الوقت نفسه الجهات المعنية إلى نظر لتلك المعالم التاريخية والعمل على صيانها.

“حصن الدرب”

وفي جنوب غربي العزلة وعلى بعد 10 كيلو من حصن الوجيه يوجد حصن الدرب، والذي كان يعتبر مركزا للمراقبة وحصن دفاعي لأي هجومًا محتمل، فهو يسيطر الحصن على سوق الكدحة الشعبي القديم ومنطقة القبة.

ولأهميته الاستراتيجي والعسكري، يقول |أنور الرحبي، إن “الحصن استخدم كمعقل دفاعي وترسانة تحصين من قبل الحوثيين بعد اندلاع الحرب، مؤكدً أن الصراع الذي استمرت في تلك المنطقة بين القوات الحكومية وجماعة الحوثي، لمدة خمسة سنوات أنهى كل معالمه الاثرية، بل وأصبح من المستحيل الوصول إليه بسبب كثافة الألغام والعبوات الناسفة التي خلفتها جماعة الحوثي.

“ضريح الشيخ جابر”

على الجهة الشمالية من حصن الدرب يوجد ضريح “الشيخ جابر”، والذي يتكون من بناء مربع الشكل تغطيه قبة كبيرة ترتكز بواسطة حنايا ركنية وعقود نصف دائرية.

ويضم المكان أيضاً عدة أضرحة أهمها: “ضريح الشيخ جابر”، و”ضريح الشيخ عبد الرحيم”، وهم من الصالحين الذين كانوا يعلمون الناس بأصول الدين وعلوم القرآن خلال فترات العصر الإسلامي.

وكانت تعتبر تلك الأضرحة قديمًا مزارات دينية يتوافد الناس إليها، ويقام بجانبها سوق سنوي، ما تزال جدران مبنى ضريح “الشيخ جابر” قائمة ولكن القبة تحتاج إلى ترميم عاجل يحميها من الانهيار.

وتعتبر عزلة الشراجة جبل حبشي أحد المناطق الغنية بالمعالم التاريخية والأثرية، فبعدها عن المدينة لم تشهد إي اهتمام من قبل الدولة، ما جعل معالمها الأثرية والتاريخية تعيش الاحتضار.

ومديرية جبل حبشي، (أو جبل ذُخر) هي إحدى مديريات قضاء الحجرية في محافظة تعز يقع في الناحية الغربية لجبل صبر ويفصل بينهما وادي الضباب. يبلغ عدد سكانها (119818) نسمة عام 2004، وتقع في إطار الجزء الأوسط لمحافظة تعز، يحدها من الشمال مديريتا التعزية ومقبنة، ومن الجنوب: مديرية المعافر، ومن الشرق: مديريات صبر الموادم، والمسراخ، والمعافر، ومن الغرب: مديرية مقبنة.

 

 

 

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الآثار اليمن تعز جبل حبشي یمن مونیتور الشیخ جابر من قبل

إقرأ أيضاً:

وزير الحرب الأمريكي يعترف بفشل التدخل العسكري في اليمن .. ماذا قال ؟

يمانيون../
في تحول لافت في الخطاب الرسمي الأمريكي، أقر وزير الحرب الأمريكي “بيت هيغسيث” ضمنيًا بفشل بلاده في تحقيق أهدافها العسكرية في اليمن، مؤكدًا أن واشنطن لا تعتزم تكرار سيناريوهات كارثية كتلك التي خاضتها سابقًا في العراق وأفغانستان، مشيرًا إلى أن ما قامت به القوات الأمريكية ضد القوات المسلحة اليمنية كان – على حد زعمه – “لحماية الملاحة”.

وفي تصريح لقناة “فوكس نيوز” الأمريكية، قال هيغسيث: “إذا خصصنا وقتنا لتغيير النظام في اليمن فإننا لن نركز على المصالح الأساسية”، في إشارة واضحة إلى تبدّل الأولويات الاستراتيجية للولايات المتحدة، وتقديم ملفات كبرى كالصين وإيران على ما وصفه بـ”المعركة غير الضرورية” مع “الحوثيين”، وهو المصطلح الذي دأبت واشنطن على استخدامه في سياق إنكارها للواقع الشعبي المقاوم في اليمن.

وأضاف الوزير الأمريكي: “لم ندمر الحوثيين تمامًا”، في اعتراف ضمني بالفشل في تحقيق الهدف العسكري الأساسي من عملية “الراكب الخشن” التي أطلقتها واشنطن مطلع مارس الماضي، بهدف كبح العمليات اليمنية في البحر الأحمر وخليج عدن دعماً لغزة. لكن سرعان ما انكشفت حدود القوة الأمريكية بعد أن تكبدت قواتها خسائر مؤلمة، واضطرت إلى إعلان وقف إطلاق النار في أبريل بعد فشلها في تحجيم قدرات القوات المسلحة اليمنية أو تأمين طرق الملاحة لصالح السفن المتجهة إلى كيان الاحتلال.

هيغسيث حاول التخفيف من وطأة هذا الفشل بالقول إن الحملة الأمريكية كانت “دؤوبة” في سعيها لتحقيق الأهداف، لكنه لم يُخفِ حجم الإرباك الذي تعيشه الإدارة الأمريكية بعد فشلها في كسر إرادة صنعاء، حيث بدا التصريح أقرب إلى التبرير العلني منه إلى التقييم العسكري.

وتكشف هذه التصريحات عن تحوّل استراتيجي في السياسة الأمريكية تجاه اليمن، وهو تحوّل فرضته الوقائع الميدانية والانتصارات المتتالية التي حققتها القوات اليمنية، لا سيما في قطاع البحر الأحمر، والتي لم تفلح كل أدوات الردع الأمريكية في إيقافها أو تقليص آثارها على حركة التجارة الدولية والاقتصاد العالمي.

ويأتي تصريح الوزير الأمريكي في سياق سلسلة مؤشرات على تراجع الحضور العسكري الأمريكي في المنطقة، بفعل تصاعد كلفة المغامرات العسكرية، والرفض الشعبي العربي والإسلامي للعدوان على اليمن، إلى جانب الصعوبات الداخلية التي تواجه إدارة بايدن في الحفاظ على هيبتها في ظل اشتداد التنافس مع الصين، وتصاعد التوتر مع روسيا وإيران.

ويرى مراقبون أن هذا الاعتراف الرسمي يحمل أبعادًا أكبر من مجرد تبرير تكتيكي، فهو يعكس أيضًا مأزقًا استراتيجيًا تعانيه الولايات المتحدة في المنطقة، حيث فشلت أدواتها التقليدية من الحصار والغارات والتدخلات في فرض الهيمنة، بينما صعدت قوى محلية ذات طابع تحرري واستقلالي، كسيناريو اليمن الذي بات اليوم نموذجًا لمعادلة جديدة تقول بوضوح: “من أراد أن يمر من سواحلنا، فليدفع ثمن مواقفه السياسية”.

مقالات مشابهة

  • اليمن في كفة والمال العربي في كفة
  • تقرير أمريكي أكثر واقعية.. الفشل وراء وقف إطلاق النار في اليمن
  • منظمة: ارتفاع عدد النازحين في اليمن إلى أكثر من 6500 فرد هذا العام
  • اللحوم المهربة .. مواشي اليمن هدفا للتهريب بحرا إلى جيبوتي ثم السعودية بكميات مهولة ومسارات متعددة (تقرير خاص)
  • جريمة مجهولة المعالم.. 58 جثة في مستشفى ليبي
  • وزير الحرب الأمريكي يعترف بفشل التدخل العسكري في اليمن .. ماذا قال ؟
  • اليمن الجديد: من ركام الحرب إلى قوة إقليمية صاعدة
  • شركات طيران عالمية تلغي رحلاتها إلى مطار اللد بسبب الحصار الجوي من اليمن
  • تقرير بريطاني: اليمن يفرض معادلاته ويعيد تشكيل الأمن البحري في المنطقة
  • معالم في أبوظبي وجهة مشجعي الدوري الأوروبي لكرة السلة