يحتفل المسلمين اليوم بمناسبة قدوم يوم عاشوراء، وهو اليوم العاشر من شهر الله المحرم، ويُعتبر صوم عاشوراء سنة مؤكدة، ويظهر الاحتفال بهذه المناسبة بتحضير طبق حلوى العاشوراء التي تتشابه مكوناتها وحتى طريقة تحضيرها في جميع الدول تقريبًا.

الأصل التاريخي لحلوى العاشوراء

وتوفر «الأسبوع» لمتابعيها معرفة كل ما يخص الأصل التاريخي لحلوى العاشوراء، وذلك ضمن خدمة مستمرة تقدمها لزوارها في مختلف المجالات ويمكنكم المتابعة من خلال الضغط هنا.

أولا: العاشوراء التركية

يعتبر الأتراك حلوى العاشوراء التي تصنع من القمح والفاصوليا والحمص والمكسرات وقطع الفاكهة والتي يطلق عليها «آشوراء»، أقدم الأطعمة التي عرفها الإنسان، وأول من صنعها كان نبي الله نوح.

وترجع القصة حين هرب نوح النبي ومن آمن بالله من قومه من الطوفان في السفينة، وعندما قارب الطعام على النفاذ، جمع نبي الله بقايا الطعام وصنع منها المهلبية، التي عرفت بعد باسم عاشوراء.

عاشوراء بالمكسرات ثانيا: العاشوراء المصرية

من السائد أنّ حلوى العاشوراء تركية الأصل، استقدمها المصريون من الأتراك في أثناء حكم الدولة العثمانية.

ووفقًا لرواية الشيخ أحمد الكريمة في تصريحات سابقة، انتشرت حلوى العاشوراء في مصر بعد دخول صلاح الدين الأيوبي إليها، حيث أراد أن يمحو كل ما يتعلق بإرث الدولة الفاطمية الشيعية، وبينها عاداتها الخاصة بصيام عاشوراء.

وكان من عادة المصريين في ذلك اليوم تناول اللبن دون سكر، وكبد الجمل، والخبز الأسود، وأمر صلاح الدين الأيوبي طباخي القصر بصنع حلوى مميزة مصنوعة من القمح والسكر واللبن والمكسرات، ووضع قطع من الفاكهة عليها، وتوزيعها على العامة للقضاء على العادات الموروثة من الدولة الفاطمية، ولا يزال المصريون حتى الآن يحرصون على تناول تلك الحلوى.

اقرأ أيضاًطريقة عمل العاشوراء بالمنزل

من أغنى مصادر الكالسيوم.. تعرف على الفوائد الغذائية لـ«طبق العاشوراء»

طريقة عمل العاشوراء.. بخطوات سهلة وبسيطة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: يوم عاشوراء عاشوراء طبق العاشوراء

إقرأ أيضاً:

عندما تنتصر الإرادة تُستعاد السيادة

 

 

سُلطان اليحيائي

 

ما عادت "الدّولة" تعني ما كانت تعنيه يومًا. كانت تُشير إلى كيانٍ له سيادة وحدود وقرار، فإذا بها اليوم تُشبه شركةً متعددة الجنسيات، لا تملك من استقلالها إلّا الاسم والعَلَم. تُدار من الخارج وتُدارى من الداخل، ويُراد لشعوبها أن يصدّقوا أنّهم أحرار داخل سجنٍ كبير اسمه "الاستقلال".

 

مفهومُ الدولة حين تهتزّ الأرض من تحتها

 

الدولة ليست قطعة أرضٍ مرسومة على الخريطة، بل إرادةٌ تُعبّر عن نفسها. وما دامت هذه الإرادة مرهونة، فالكلمة "دولة" لا وزن لها. السيادة لا تُمنح؛ بل تُنتزع. وما رأيناه في العقود الأخيرة أنّ كثيرًا من الدول قد باعت سيادتها بالرضا، وتنازلت عنها مقابل حماية أو دعم أو رضا قوّة كبرى.

 

الخديعة الكبرى دولة فلسطين

وعندما اجتمع الغرب بكل دهائه، وثلّة من العرب بكل غبائهم، ليقنعوا العالم بأن هناك "دولة فلسطينيّة" ستُقام على أرض عام 1967، كانت المسرحيّة في ذروتها. سبعون عامًا من الوهم، والناس ما زالوا ينتظرون ميلاد دولة وُئدت قبل أن تُولد.

 

لكن السابع من أكتوبر كشف المستور. جاءت غزوةُ طوفان الأقصى لتُسقط القناع عن الجميع. فإذا "الدولة" التي وعدوا بها لم تكن سوى سراب سياسي في صحراء الكذب. لم تُحرّرها المفاوضات، بل حرّرها الدم. لم يُثبّت وجودها القرار الأممي، بل ثبّتَه صمود غزّة وثبات رجال المقاومة الإسلاميّة.

غزّة: الدولة التي لم يُعترف بها

غزّة وحدها اليوم تُعيد تعريف الدولة. بلا مقعد في الأمم المتّحدة، وبلا جيش نظامي، وبلا سفارات، ومع ذلك أرغمت العالم أن يعترف بها - لا بالاسم، بل بالفعل. هي دولة في الإرادة، في الكرامة، في العقيدة. أسقطت أسطورة "الجيش الذي لا يُقهر"، وفرضت معادلة جديدة على من ظنّ أنّه يملك القرار وحده.

محلّلو الهزيمة وجنرالات الورق

وفي الطرف الآخر يقف المتشدّقون المتفيقهون في شاشات التحليل، يملؤون الدنيا صخبًا بمصطلحات عسكرية لا يعرفونها إلا من كتب المناهج القديمة. يضعون النظريات على الورق ثم يقيسون عليها دماء الميادين. يعيشون وهْم البطولة خلف الميكروفون وكأنّ الشجاعة لا تكون إلا صوتًا مرتفعًا وتحليلًا باردًا.

يتحدّثون عن "تكتيك" و"خطط محكمة"، وهم الذين لم يختبروا رائحة بارود العدو، ولم تطأ أقدامهم ساحة قتال حقيقية. خاضوا حروبًا تمثيلية في الصحراء، وكتبوا تقاريرهم في القاعات المكيّفة، ثم خرجوا ليُقيّموا حرب غزّة كما لو كانت مناورات تدريبية. ينظرون إليها ماديًا لا معنويًا، لأنهم أبعد ما يكونون عن الإيمان بالله، وبأنّ النصر وعدٌ من عنده لا من عند سلاحهم. أولئك ليسوا محلّلين؛ بل شهود زور على بطولة لم يفهموا معناها.

أمّا أولئك المجاهدون في غزّة، فهم أحفاد حمزة وخالد وجعفر الطيّار وعبد الله بن رواحة، لم تكن على أكتافهم النجوم ولا الأوسمة المزيّفة، ولم يحملوا الكيلوغرامات من المعادن التي تُعلّق على صدور الجبناء في العروض العسكرية. سلاحهم الإيمان، ودرعهم الصبر، ورايتهم الحق. لم يدخلوا حربًا في ألعاب الفيديو، ولا تدربوا على القتال مع أعدائهم في صحاري التبعيّة وعلى نفقة بلدانهم، بل دخلوا النار بأقدام ثابتة وقلوب مطمئنّة بأنّ وراءهم وعد الله بالنصر أو الشهادة. فمن أراد أن يرى الإسلام حيًّا، فليذهب إلى غزّة، ففيها يسكن الشرف ويتنفّس الإيمان.

المُثبّطون بالأمس المُشكّكون اليوم

ويأتي أحدهم من هنا وهناك ممن لم يكن لأهل غزّة به صلة إلا بالتقليل من نضالهم، وبالتشكيك في صبرهم، وبالتخوين لمن يساندهم. يتحدّث اليوم كأنّه العارف بخفايا الميدان، فينظّر ويُشكّك، ولا يترك للناس بارقة أمل أو خيط تفاؤل بقيام دولة لأطهر وأشرف خلق الله على وجه الأرض في زماننا، وهم أهل غزّة ومقاومتهم الشريفة.

هؤلاء لا يُدافعون عن الحق؛ بل يُدافعون عن عجزهم، لأن قلوبهم خوَت من الإيمان، وأرواحهم بردت من شدّة الخنوع. مرادهم خَطف فرحة القلوب بالانتصار وبثّ في النفوس الهزيمة والإحباط والانكسار.

نحن المتفرّجين المرجِفين

ونحن اليوم أبناء اللسان والدين والجلد، نقف عند أسوار المجد متفرّجين، نُصفّق ولا نتحرّك، نرفع الشعارات ولا نحمل الهمّ. نُمارس البطولة في الكلام، ونخفي الجبن في صدورنا، نُدمن الجدل ونتقن النقد، لكن لا نملك الشجاعة أن نقف موقفًا يُغضب السيّد الأشقر أو يعبر عن غضبتنا أمام سفارات الظلم والظلال.

منّا من يعيش على فتات الإعلام، ومنّا من تهيّأ له أنّ الإيمان بالحق لا يتطلّب تضحية. نُكثر من التحليل، ونقلّل من العمل. نُفاخر ببطولة غزّة، ونحن في بُعدنا عنها شركاء في خذلانها بصمتنا وخوفنا وتبريرنا للباطل.

الحمد لله رب العالمين الذي جعل من غزّة ميزانًا تُوزَن به الأمم وتكشف الأستار الزائفة وتسقط الأقنعة عن الوجوه الكالحة.

من كان معها فهو في صف الحق، ومن خذلها فقد خذل الله.

﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (آل عمران: 26).

مقالات مشابهة

  • ندوة ثقافية حول الرواية الأردنيّة في جامعة مؤتة
  • عندما تنتصر الإرادة تُستعاد السيادة
  • ضمن جهود وزارة الثقافة للارتقاء بمقوماتها التراثية.. الأمير سعود بن عبدالله بن جلوي يطّلع على المشاريع الحالية والمستقبلية بـ”جدة التاريخية”
  • باحث يمني ينال الدكتوراه من الهند بدراسة الصراع الثقافي في الرواية العربية
  • أحكام صلاة الكسوف والخسوف .. اعرف أسهل طريقة لأدائها والسنن المستحبة
  • للفرج العاجل إذا ضاق صدرك.. اتبع طريقة الشعراوي لتفريج الكرب
  • طريقة التطهر من الجنابة للرجال والنساء.. اعرف الخطوات الصحيحة
  • أجهزة التنفس التي جعلت إسرائيل حيّة إلى اليوم
  • بوتين يدعو إلى تعزيز التعاون الإقليمي في قمة دوشنبه التاريخية
  • أشرف مروان وسر الخداع الاستراتيجي في حرب أكتوبر.. اللواء صفوت الديب يكشف أخطاء إسرائيل التاريخية