حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الأربعاء، من أن العالم يدخل “حقبة الفوضى”، ما يتطلب إصلاحات حاسمة في ظل الحرب بين إسرائيل وحماس وفي أوكرانيا و”الحرب على الطبيعة”.

وأشار المسؤول الأممي، إلى أن انقسامات غير مسبوقة في مجلس الأمن الدولي جعلته في حالة شلل.

وفي خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عرض فيه أولوياته للعام 2024، أكد غوتيريش وجود “حكومات تتجاهل مبادئ التعددية وتقوضها من دون مساءلة”.

وقال إن “مجلس الأمن الدولي — المنصة الأولى لقضايا السلام العالمي — وصل إلى طريق مسدود نتيجة الانقسامات الجيوسياسية”.

وأضاف “هذه ليست المرة الأولى التي ينقسم فيها المجلس، لكنها الأسوأ. الخلل الحالي أعمق وأخطر”.

وأشار إلى أنه بخلاف ما كان عليه الحال خلال الحرب الباردة، عندما “ساعدت الآليات الراسخة في إدارة العلاقات بين القوى العظمى”، فإن هذه الآليات أصبحت غائبة “في عالم اليوم المتعدد الأقطاب”، محذرا من أن “عالمنا يدخل حقبة الفوضى”.

وقال “نرى النتائج: صراعات خطيرة لا يمكن التنبؤ بها بهدف تحقيق مكاسب، مع إفلات تام من العقاب”، معربا عن قلقه بشأن تطوير “وسائل جديدة لقتل بعضنا البعض ولإبادة البشرية نفسها”.

وبدا مجلس الأمن غير قادر على التحرك في مواجهة الغزو الروسي لأوكرانيا بسبب استخدام روسيا حق النقض (فيتو)، وواجه أيضا صعوبات في اتخاذ موقف موحد بشأن الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، بينما عارضت الولايات المتحدة دعوات لوقف إطلاق النار مستخدمة حق النقض.

ومع دخول الحرب في غزة شهرها الخامس، حذر غوتيريش من أن أي هجوم بري إسرائيلي محتمل على مدينة رفح في جنوب القطاع، “سيزيد بشكل هائل ما هو أصلا كابوس إنساني، مع تداعيات إقليمية لا تحصى”، مجددا مطالبته بـ”وقف إنساني فوري لإطلاق النار” والإفراج عن جميع الرهائن.

وتقصف إسرائيل التي توعدت بـ”القضاء” على حماس بعد هجوم السابع من أكتوبر، قطاع غزة بلا هوادة ونفذت عملية برية دفعت أكثر من مليون شخص للنزوح نحو جنوب القطاع.

تأتي تصريحات غوتيريش في ظل نزاعات مدمرة في كل من غزة وأوكرانيا مرورا بالسودان وجمهورية الكونغو الديموقراطية واليمن وبورما… أدت إلى نزوح الملايين، وزادت الحاجة إلى المساعدات.

وقال غوتيريش “مع انتشار النزاعات، بلغت الاحتياجات الإنسانية العالمية أعلى مستوياتها، لكن التمويل لا يواكبها”.

وأضاف “هناك كثير من الغضب والكراهية والضجيج في العالم حاليا. كل يوم، وفي أي مناسبة، تنشب حرب على ما يبدو. حروب كلامية. حروب على أراض. حروب ثقافية”.

وفي هذا السياق، دعا غوتيريش قادة العالم لاستغلال فرصة انعقاد “مؤتمر القمة المعني بالمستقبل” المرتقب في سبتمبر في نيويورك على هامش الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، من أجل “تشكيل التعددية الدولية لسنوات مقبلة”.

ودعا كذلك إلى إحداث تغييرات في مجلس الأمن والنظام المالي الدولي.

كما جدد دعوته إلى تطوير “منصة طارئة لتحسين الاستجابة للصدمات العالمية المعقدة” بعد أزمة وباء كوفيد.

وشدد غوتيريش الذي اعتبر مسألة تغير المناخ على رأس أولوياته منذ تولى منصبه عام 2017 على أن هذه الأزمة “تبقى التحدي الرئيسي في زمننا”.

ودعا الولايات المتحدة إلى بذل جهود إضافية بهدف تقليص انبعاثات غازات الدفيئة، وتقديم المساعدات للدول الأكثر فقرا .

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: مجلس الأمن

إقرأ أيضاً:

مايكروسوفت تغادر باكستان رسميا بعد 25 عاما من العمل

أفادت تقارير إعلامية بأن شركة مايكروسوفت قد أنهت رسميا عملياتها في باكستان، لتنهي بذلك وجودا امتد لـ25 عاما منذ انطلاق فرعها المحلي في يونيو 2000. 

ووفقا لموقع TechRadar، فقد أغلقت مايكروسوفت جميع أنشطتها التشغيلية داخل البلاد، مع الإبقاء على مكتب تنسيقي صغير يضم نحو خمسة موظفين فقط.

⁠خلل من مايكروسوفت يمنع تشغيل متصفح كروم في ويندوز

هذا التطور لم يعلن عنه رسميا من قبل الشركة حتى الآن، لكنه كشف عنه من خلال منشور على منصة لينكدإن للمدير المؤسس لـ مايكروسوفت باكستان، جواد رحمن، الذي وصف الحدث بأنه “نهاية حقبة”.

نهاية حقبة مايكروسوفت باكستان


في منشوره المؤثر، كتب رحمن: “اليوم، علمت أن مايكروسوفت تغلق رسميا عملياتها في باكستان، تم إبلاغ الموظفين المتبقين، وبهذا تنتهي حقبة... لقد كان لي شرف تأسيس وقيادة مايكروسوفت باكستان قبل 25 عاما، في يونيو 2000”.

وأعرب رحمن عن حزنه لما آلت إليه الأمور، معتبرا أن مغادرة مايكروسوفت تمثل “أكثر من مجرد خروج شركة”، بل هي “إشارة مقلقة للبيئة التي أصبحت غير مستدامة حتى بالنسبة للعمالقة العالميين”.

دعوة للتفكير والمحاسبة

طرح رحمن تساؤلات حول الأسباب التي دفعت شركات عالمية إلى مغادرة باكستان، متسائلا: 'ما الذي تغير؟ ما الذي فقد؟ ماذا حدث للقيم والقيادة والرؤية التي جعلت ذلك ممكنًا في السابق؟".

وأضاف: “الله يمنح الشرف والفرص لمن يشاء، وينزعها عمن يغفل عنها.. لكن إن ترك عملك أثرا ونزاهة وإلهاما، فاعلم أن توفيق الله كان معك”.

وفي منشور لاحق، دعا رحمن الحكومة الباكستانية ووزير تكنولوجيا المعلومات إلى التواصل الفعال مع قيادة مايكروسوفت الإقليمية والعالمية في محاولة للحفاظ على وجود ولو رمزي للشركة داخل البلاد.

ويأتي هذا القرار بعد أن أشارت بعض التقارير مؤخرا إلى أن مايكروسوفت تستعد لإجراء موجة جديدة وكبيرة من تخفيضات الوظائف، حيث من المتوقع أن يتحمل قسم Xbox وفرق المبيعات العالمية النصيب الأكبر منها.

وأفادت "بلومبرج"، بأن هذه التخفيضات ستطال آلاف الموظفين، وتأتي ضمن خطة إعادة هيكلة شاملة تتزامن مع نهاية السنة المالية للشركة في 30 يونيو 2025.

طباعة شارك مايكروسوفت باكستان نهاية مايكروسوفت باكستان

مقالات مشابهة

  • برنامج التمكين الإقتصادي بالداخلة يدخل مرحلة التنفيذ رغم التحديات
  • الاحتلال: 70% من قتـ.ـلى الجيش بغزة سقطوا نتيجة تفجيرات موجهة
  • مبابي يدخل التاريخ مع ريال مدريد برقم قياسي غير مسبوق
  • إلى سالكي طريق صيدا.. إليكم هذا الخبر
  • عراقجي: الهجمات الأمريكية والإسرائيلية على منشآتنا النووية انتهاك صارخ لمعاهدة حظر الانتشار النووي وقرارات مجلس الأمن
  • مايكروسوفت تغادر باكستان رسميا بعد 25 عاما من العمل
  • مقرر النظام الدولي بالأمم المتحدة: ما يحدث في غزة كارثة إنسانية
  • «كافد» يدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية بصفته أطول شبكة ممرّات معلّقة ومتّصلة في العالم
  • تشابي ألونسو بعد هزيمة دورتموند: علينا تفادي الفوضى قبل مواجهة باريس
  • خبير استراتيجي يحذر: توتر ليبيا والسودان يزيد أعباء مصر.. ومجلس الأمن فقد قيمته |فيديو