إعداد: يمامة بدوان

تبنّت دولة الإمارات خلال العقود الثلاثة الماضية، مجموعة كبيرة من المبادرات والإجراءات والخطوات الاستباقية، سعت من خلالها إلى التصدي لظاهرة التغير المناخي، حيث نجحت في تحويل الكثير من التحديات إلى فرص تنموية مبتكرة، وباتت المبادرات الإماراتية منهجية ونموذجاً يحتذى، لرؤية مستقبلية لمواجهة المشاكل الناجمة عن الاحتباس الحراري، باعتباره التحدي الأكبر والأخطر على مستقبل كوكب الأرض.

اتخذت الإمارات خطوات استباقية للتعامل مع التحديات البيئية، وحققت المعادلة الصعبة بالوفاء بالتوازن الدقيق بين تعزيز قطاع الطاقة النظيفة وتلبية احتياجات الطاقة العالمية الحالية، والاستثمار في أنظمة الطاقة المستقبلية ومصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وذلك لخفض اعتمادها على الوقود الأحفوري وتحقيق أهدافها البيئية.

ليس ذلك فحسب، بل ركزت الدولة على تطوير تقنيات جديدة لإنتاج الهيدروجين منخفض الكربون، لتوفير مصدر طاقة نظيف ومستدام للمستقبل، إضافة إلى حرصها على التعاون مع الدول الأخرى في مجال الطاقة النظيفة، بما يضمن تبادل الخبرات والتكنولوجيا وتعزيز الجهود العالمية لمكافحة التغير المناخي.

نقطة تحول

شكّل يوم 13 ديسمبر من العام 2023، نقطة تحوّل في الريادة الإماراتية في مجال تغير المناخ، وذلك مع اختتام مؤتمر الأطراف «كوب 28» الذي استضافته الإمارات في مدينة «إكسبو دبي»، حيث اختتم المؤتمر باتفاق تاريخي بين 198 طرفاً يمهد الطريق لمرحلة جديدة من العمل المناخي، وتَوصل الأطراف إلى هذا الاتفاق الذي يتضمن خطة عمل مناخية طموحة للحفاظ على إمكانية تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية.

ودعا الاتفاق إلى تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي إلى منظومة طاقة خالية من كافة مصادر الوقود التقليدي الذي لا يتم تخفيف انبعاثاته، وذلك بهدف تحقيق الحياد المناخي، كما يشجع جميع الأطراف على تقديم مساهمات محددة وطنياً تشمل كافة القطاعات الاقتصادية، ويستهدف زيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة 3 مرات، ومضاعفة معدل تحسين كفاءة الطاقة سنوياً بحلول عام 2030، ويبني زخماً لتأسيس هيكل جديد للتمويل المناخي.

ويعكس نجاح استضافة دولة الإمارات لمؤتمر «كوب 28» التزامها القوي بزيادة القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة وتحقيق هدف تخفيض الانبعاثات بنسبة 43٪ بحلول عام 2030.

صدارة عالمية

في مراحل مبكرة، اتجهت الدولة إلى تبني مشاريع صديقة للبيئة، بهدف تحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة للأجيال الحالية والمقبلة، ما عزز صدارتها عالمياً في تبني تقنيات الطاقة النظيفة، وفي مقدمتها الطاقة الشمسية عبر محفظة من المحطات، منها نور أبوظبي، وشمس أبوظبي، ومجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية بدبي، معتمدة في ذلك على ما تتمتع به من مناخ مشمس على مدار العام.

وكجزء من جهودها لتنويع مزيج الطاقة وتقليل البصمة الكربونية وصولاً للحياد المناخي بحلول 2050، تستثمر الإمارات بشكل متزايد في مجال الوقود الحيوي، ويعد انضمامها إلى التحالف العالمي للوقود الحيوي خطوة إضافية تؤكد التزامها بتعزيز استخدام هذا النوع من الوقود المستدام وتطوير القطاع بأكمله.

وفي 2017 كانت الإمارات من أوائل الدول في المنطقة، التي أطلقت استراتيجية متكاملة وموحدة للطاقة على مستوى الدولة حتى عام 2050، حيث تهدف الاستراتيجية إلى تحقيق التوازن بين الإنتاج والاستهلاك، والالتزامات البيئية العالمية مع ضمان توفير بيئة اقتصادية مريحة ومستدامة للنمو في جميع القطاعات.

طاقة مستدامة

يعزز استثمار الإمارات في الطاقة الشمسية من تنويع مصادر الطاقة في البلاد، وهو ما قلل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وجعل الدولة أكثر استدامة من الناحية البيئية والاقتصادية، وضمن مشروع تحديث استراتيجية الإمارات للطاقة 2050، تم الإعلان عن استثمارات وطنية تصل بين 150 إلى 200 مليار درهم خلال الفترة نفسها، لضمان تلبية الطلب المتزايد على الطاقة في الدولة بسبب النمو الاقتصادي المتسارع. ويسهم الاعتماد على الطاقة الشمسية في تقليل انبعاثات الكربون، كما يسهم في حماية البيئة والمحافظة على الثروات البيئية، وتعد دولة الإمارات ضمن أقل معامل انبعاث للشبكة مقارنة بالمعدل العالمي، وتستهدف تحقيق معامل انبعاث للشبكة نحو 0.27 كجم ثاني أكسيد الكربون/ كيلوواط ساعة بحلول 2030 وخفض الانبعاثات للوصول للحياد المناخي في قطاع الكهرباء والمياه بحلول 2050.

وحرصت دولة الإمارات على الاستثمار في الطاقة المستدامة وتنويع مصادرها، حيث استثمرت بشكل كبير في مشاريع الطاقة المستدامة، مثل الطاقة الشمسية والرياح والهيدروجين والطاقة النووية والطاقة الكهرومائية وغيرها.

واستثمرت الدولة في مشاريع الطاقة النظيفة أكثر من 40 مليار دولار على مدى السنوات ال15 الماضية وستصل الاستثمارات الوطنية بين 150 - 200 مليار درهم حتى عام 2030، وذلك لضمان تلبية الطلب على الطاقة واستدامة النمو في اقتصاد الدولة، لتعزز من توجيه القطاع نحو توليد الكهرباء وتوفير الطاقة بشكل أكثر استدامة مع ضمان أمن إمدادات الطاقة واستقرار الشبكة، وهذا من شأنه تعزيز استدامة قطاع الطاقة في الدولة وتعزيز دورها الريادي عالمياً في مجال الطاقة المتجددة.

مستقبل مشرق

في أكتوبر 2021، أعلنت حكومة دولة الإمارات، عن المبادرة الاستراتيجية لدولة الإمارات لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، التي تأتي تتويجاً للجهود الإماراتية الهادفة إلى الإسهام بإيجابية في قضية التغير المناخي، والعمل على تحويل التحديات في هذا القطاع إلى فرص تضمن للأجيال المقبلة مستقبلاً مشرقاً.

وشكّل إعلان الإمارات عن هدف تحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، تتويجاً لجهود الدولة ومسيرتها في العمل من أجل المناخ، على المستويين المحلي والعالمي، خلال العقود الثلاثة الماضية، منذ انضمامها لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ في 1995، حيث تبنّت الدولة منذ ذلك الوقت مجموعة من التشريعات، وطبّقت العديد من الإجراءات الهادفة إلى خفض الانبعاثات وتقديم الحلول المستدامة، بما يتماشى مع أفضل الممارسات في جميع القطاعات الحيوية، بما فيها الطاقة والصناعة والزراعة.

وفي عام 2017 اعتمدت دولة الإمارات «الخطة الوطنية للتغير المناخي (2017 - 2050)، التي تحدد إطار عمل لإدارة انبعاثات غازات الدفيئة، والتكيف مع تداعيات التغير المناخي، والابتكار في التنويع الاقتصادي.

وفي ديسمبر 2020 سلمت الإمارات تقريرها الثاني للإسهامات المحددة وطنياً، للأمانة العامة للاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن المناخ، وشمل رفع طموحها للعمل المناخي إجراءات عديدة، منها تعزيز جهود خفض الانبعاثات بنسبة 23.5% بحلول 2030.

غابات القرم

عززت الإمارات طموحها لتوسيع غطاء غابات القرم «المانجروف»، من خلال زيادة هدف زراعة هذه الأشجار من 30 مليون شجرة أُعلن عنها سابقاً ضمن التقرير الثاني للمساهمات المحددة وطنياً وفقاً لاتفاق باريس للمناخ، إلى 100 مليون شجرة بحلول 2030.

وتعزز هذه الخطوة مكانة الدولة الرائدة عالمياً في الاعتماد على الحلول المستندة إلى الطبيعة، للتخفيف من آثار التغير المناخي والتكيف معها.

وتلعب غابات القرم دوراً مهماً في حماية سواحل الدولة من ارتفاع مستويات سطح البحر، والعواصف الشديدة، وتوفير الموائل الطبيعية للتنوع البيولوجي، كما أنها تعمل كأحواض طبيعية للكربون.

وتمثل الإمارات موطناً ل 60 مليون شجرة قرم، وتمتد هذه الغابات على مساحة تصل إلى 183 كيلومتراً مربعاً، وتلتقط 43,000 طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، ومع إضافة 100 مليون شجرة أخرى، سيصل إجمالي مساحة غابات القرم إلى 483 كيلومتراً مربعاً، وستسهم بدورها في التقاط 115 ألف طن تقريباً سنوياً من ثاني أكسيد الكربون.

مشاريع عملاقة

تسهم جهود الدولة في التحول نحو استخدام الطاقة المتجددة، لا سيما الطاقة الشمسية، في الإسراع في تحقيق مستهدفات الاستراتيجية والمتمثلة في تنويع مصادر الدخل، وخلق فرص للنمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام، مع تحقيق التوازن بين التنمية المستدامة والحدّ من تداعيات تغير المناخ، وبناء اقتصاد المعرفة، والاستفادة من التكنولوجيا النظيفة في تحقيق التنمية المستدامة، وخلق مزيج متنوع من مصادر الطاقة.

ولم تألُ الدولة جهداً في إطلاق المبادرات والمشاريع العملاقة، لزيادة الاعتماد على الطاقة الشمسية، حيث واصلت بناء مشاريع الطاقة المتجددة والنظيفة، وأبرزها مشروع «شمس أبوظبي» و«مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية» في دبي، الذي ستصل قدرته الإنتاجية إلى 5000 ميغاوات بحلول عام 2030، كذلك محطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية، التي تبلغ قدرتها الإنتاجية 2 غيغاواط، وتسهم في تزويد نحو 200 ألف منزل بالكهرباء وتفادي إطلاق 2.4 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً. وبدأت رحلة الطاقة المتجددة في الدولة منذ عام 2009، مع تدشين محطة «مصدر» أول مشاريعها بقدرة إنتاجية بلغت 10 ميغاواط، كما تعدّ محطة «شمس» الواقعة في منطقة الظفرة بأبوظبي، إحدى أكبر محطات الطاقة الشمسية المركزة قيد التشغيل في العالم بقدرة 100 ميغاواط، وتسهم في دعم جهود الدولة لتنويع مزيج الطاقة وتقليل البصمة الكربونية لديها بتفادي إطلاق نحو 175 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً.

ويعد مشروع «مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية»، الذي تنفذه هيئة كهرباء ومياه دبي، أكبر مشروع لإنتاج الطاقة الشمسية في موقع واحد في العالم، وفق نظام المنتج المستقل، وستبلغ قدرته الإنتاجية 5 آلاف ميغاوات بحلول عام 2030، باستثمارات إجمالية تصل إلى 50 مليار درهم، وعند اكتماله، سيسهم في خفض أكثر من 6.5 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً.

بينما تنتج محطة «نور أبوظبي»، أكبر محطة مستقلة للطاقة الشمسية في العالم، نحو 1.2 غيغاواط من الطاقة، ما يقلل الاعتماد على الغاز الطبيعي والمساعدة على تقليل البصمة الكربونية بمقدار 1 مليون طن متري سنوياً.

أما مشروع المحطة الكهرومائية بتقنية الطاقة المائية المخزنة، الذي تنفذه هيئة كهرباء ومياه دبي في منطقة حتا، فيُعد الأول في دول مجلس التعاون، وستصل قدرته الإنتاجية إلى 250 ميغاوات بسعة تخزينية 1,500 ميغاوات / ساعة، وبعمر افتراضي يصل إلى 80 عاماً، وتصل استثمارات المشروع إلى مليار و421 مليون درهم، ومن المتوقع الانتهاء منه في الربع الأول من عام 2025.

الصورة

اقتصاد هيدروجيني

تمثل مبادرة الإمارات الرائدة عالمياً، بإطلاق الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين 2050، خطوة مهمة في مسيرة الدولة نحو تحقيق الحياد المناخي والتحول إلى اقتصاد أخضر ومستدام، وتستهدف هذه الاستراتيجية أن تصبح الإمارات رائدة عالمياً في مجال إنتاج وتصدير الهيدروجين منخفض الانبعاثات بحلول عام 2031.

وتلعب الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين دوراً محورياً في دعم الصناعات المحلية منخفضة الانبعاثات، وذلك من خلال توفير مصدر طاقة نظيف ومستدام لهذه الصناعات، حيث يُعد الهيدروجين وقوداً متعدد الاستخدامات يمكن استخدامه في العديد من القطاعات الصناعية.

وستساعد هذه الاستراتيجية على تخفيض الانبعاثات في القطاعات الكثيفة الانبعاثات، والمتمثلة في قطاعات النقل، البري والبحري والجوي، وصناعة الأسمدة والمواد الكيميائية، وصناعة الألمنيوم والحديد والصلب، بما يحقق نسبة انخفاض تصل إلى 25% بحلول عام 2031، و100% بحلول 2050.

كما تسهم الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين في تسريع الاقتصاد الهيدروجيني العالمي، حيث تمتلك الإمارات 7 مشاريع استراتيجية لإنتاج الهيدروجين، بل وتدرس غيرها ضمن خطط الشركاء، وتعزيز القدرات المحلية لإنتاج 1.4 مليون طن متري في السنة من الهيدروجين منخفض الانبعاث بحلول 2031، منها مليون طن متري سنوياً من الهيدروجين الأخضر، و0.4 مليون من الهيدروجين الأزرق، وبنحو 7.5 مليون طن سنوياً بحلول 2040، و15 مليون طن متري في السنة بحلول 2050.

الصورة

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات القمة العالمية للحكومات تحقیق الحیاد المناخی ثانی أکسید الکربون الطاقة المتجددة الطاقة النظیفة التغیر المناخی الطاقة الشمسیة للطاقة الشمسیة دولة الإمارات ملیون طن متری مصادر الطاقة الاعتماد على بحلول عام 2030 على الطاقة ملیون شجرة بحلول 2050

إقرأ أيضاً:

المشاري: التطوير العقاري ضرورة حتمية لمواكبة التغيرات البيئية والاقتصادية

(كونا) – قال وزير الدولة لشؤون البلدية ووزير الدولة لشؤون الاسكان عبداللطيف المشاري اليوم الاثنين إن “تطبيق التطوير العقاري في منطقتنا اصبح ضرورة حتمية تفرضها التغيرات البيئية والاقتصادية السريعة”.
وأكد الوزير المشاري في الكلمة الافتتاحية للنسخة الثالثة من الاسبوع الاسكاني الخليجي الذي تستضيفه الكويت إتخاذ خطوات تنفيذية على العديد من قوانين ذات الصلة بالتطوير العقاري حيث تم العمل على قانون 118 لسنة 2023 بما يمكن شركات التطوير العقاري من المشاركة في تطوير الوحدات السكنية بشكل فعال.
وقال ان العمل جار على قانون التمويل العقاري مع الجهات المالية المعنية من وزارة المالية والهيئة العامة للاستثمار وبنك الائتمان بما يسهم في تحقيق استدامة الرعاية السكنية وبما يضمن تحقيق التوازن الاقتصادي والصول الى أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال.
وأضاف أن هذه النسخة من الاسبوع الاسكاني تحت شعار (تطوير عقاري لاسكان مستدام) تتميز بمشاركة نخبة من المختصين من دولة الكويت والجهات المعنية بشؤون الاسكان من دول الخليج فهذا الحدث يشكل منصة مثالية لتبادل الخبرات والرؤى حول افضل الممارسات والسياسات التي تعزز من تنمية الاسكان المستدام في منطقتنا بتطبيق التطوير العقاري.
واشار الى التطلع من خلال جلسات الاسبوع مجموعة من التوصيات يمكن الاستفادة منها لتطوير منظومة الرعاية السكنية في دول مجلس التعاون ونقل الخبرات التي تحقق الفائدة لشعوبنا.
واعتبر ان “مسابقة هاكاثون الاسكان الخليجي الثاني ستكون منصة للتعاون والابداء ومشاركة الافكار المبتكرة من طلابنا الاعزاء من دول الخليج يمتلكون القدرة على المساهمة في تغيير مجتمعاتهم نحو الافضل فهم مستقبل بلدانهم واملها المشرق”.
وفي الجلسة النقاشية الاولى التي حملت عنوان (تطلعات التطوير العقاري في دولة الكويت) قال الوزير المشاري ان القانون الجديد يركز على عدة مفاهيم جديدة ابرزها التنوع في الحلول وتعدد الخيارات امام المواطنين الامر الذي يمكن ايجاده من خلال مرونة القانون واتاحة ادخال القطاع الخاص لحل الازمة الاسكانية بشكل فعال عبر منظومة المطور العقاري.
من جانبه قال رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لمجموعة الشايع محمد الشايع ان الكويت تعاني من ندرة الاراضي المعروضة للاستثمار اذ ان 95 في المئة من الاراضي مملوكة للدولة مؤكدا ان القطاع الخاص الكويتي شجاع وجريء ويمتلك افضل الخبراء والمهندسين على مستوى العالم.
واعتبر الشايع ان تطوير القوانين المحلية ضرورة لاعطاء جدوى استثمارية للقطاع الخاص للدخول في القطاع العقاري الذي يعد قطاعا واعدا تمكن من استقطاب العديد من الشباب الكويتي للعمل فيه.
وأكد ضرورة الحوار الدائم والمستمر بين الحكومة من جهة والقطاع الخاص من جهة اخرى بهدف ايجاد الحلول التي ترضي جميع الاطراف وتعود بالنفع والفائدة على المواطنين والوطن.
من جهته أكد نائب رئيس شؤون مجلس الادارة والرئيس التنفيذي لشركة عقارات الكويت طلال البحر الامكانيات الكبيرة للقطاع الخاص الكويتي على المساهمة في حل القضية الاسكانية مشيرا الى ان شركته تعمل في 25 بلدا حول العام انشات اكثر من 25 الف وحدة سكنية.
واعتبر ان الطلب على الوحدات الاسكانية في الكويت موجود لكن تبقى المشكلة في الجدوى الاقتصادية لاي مشروع يقوم به المستثمر في البلاد وهو ما يتطلب تعاونا مثمرا بين القطاع الخاص واعداد منظومة متكاملة تكون جاذبة للقطاع الخاص المحلي وبالتالي للمستثمر الاجنبي.
وفي الجلسة النقاشية الثانية التي حملت عنوان (تطلعات التمويل العقاري في الكويت) قالت وزيرة المالية وزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار نورة الفصام إن قانون التمويل والسيولة تم الانتهاء منه وقانون الصكوك الحكومية سيتم الانتهاء منه قريبا .
وأكدت حرص الدولة على توفير كل المنتجات الخاصة لحل القضية الإسكانية عبر قوانين تدعم المواطن وتتيح له اختيار البيت المناسب عبر التنوع وطرح حلول وبدائل عديدة من خلال قانون المطور العقاري وقانون التمويل العقاري لافتة إلى سعيها إلى تطوير قانون منع احتكار الأراضي وكذلك قانون التمويل والسيولة الحكومية وقانون الصكوك الحكومية بما يسهم في رسم السياسة العامة للدولة.
وأشارت الى مساع لسن التشريعات اللازمة لحل القضية الإسكانية قائلة “إننا نعمل اليوم على إطلاق قوانين تهم المواطن بالدرجة الاولى ومنها قانون المطور العقاري” مشيرة إلى أهمية وجود تمويل عقاري كأحد الأدوات التي يتم الاعتماد عليها وهو حاليا في مراحله الأخيرة وتجرى بشأنه مشاورات مع صناع القرار وذوي الخبرة.
ولفتت الى ان الحكومة مطالبة بتقديم نموذج عملي مبتكر ومستدام بهدف تسريع سكن المواطن خصوصا مع وجود 100الف طلب إسكاني حاليا واذا تم الاستمرار على هذا النحو ستضاعف الاعداد بطريقة غير مجدية على الدولة حيث ترتفع الكلفة المالية لتصل بعد 5 سنوات إلى 29 مليار دينار.
وأوضحت ان هدف الدولة حاليا ان الميزانية تصرف على المشاريع ذات الأولية الخاصة بالبنية التحتية من خلال مساندة القطاع الخاص من خلال تمويل عقاري لكي يستفيد من بيته دون تحميله أعباء إضافية مع تحمل الحكومة للمنتج بطريقة مناسبة.
وذكرت ان قانون التمويل العقاري سيتيح للدولة دعم القطاع الخاص فيما يخص الفائدة وليست أصل القرض مشيرة الى وجود فرص ذهبية استثمارية يمكن ان تطرح عبر تعديلات تشريعه تمكن المستثمر ان يكون شريكا مع الدولة.
وقالت إن الدولة لديها أراض يمكن تخصيصها وإعطاؤها اولوية للمساهمة في حل القضية الإسكانية.
من جانبه ذكر رئيس مجلس إدارة بيت التمويل الكويتي حمد المرزوق إن قانون المطور العقاري هو مهم لتنشيط التطوير والحركة العمرانية الاسكانية داعيا الى ضرورة ان تكون هناك مبادرات للقطاع الخاص في التطور السكني.
واكد المرزوق ضرورة وجود منظومة متكاملة تستهدف اعادة النظر في الرعاية السكنية مؤكدا ان القطاع المصرفي لديه سيولة كافية لمواجهة التطلعات لتمويل المشاريع العقارية حيث يوجد السيولة لدى البنوك تتجاوز 5 مليار دينار.
من جهته وقال رئيس مجلس ادارة البنك التجاري الكويتي الشيخ احمد دعيج الصباح إن التنافس بين البنوك يخولها لتقديم أفضل الممارسات والحلول الصرفية فيما يعد التنافس في القطاع الخاص مطلبا مهما لتقديم أفضل منتجاته.
وأشار الى أن المطور العقاري الذي يملك حلولا جديدة يستطيع ان يحقق عوائد جيدة الأمر الذي يجعله هدفا للبنوك في تقديم التمويل اللازم له مما ينعكس ايجابا على المواطنين في حل القضية الإسكانية.
يذكر ان المؤسسة العامة للرعاية السكنية تستضيف في الفترة من 18 الى 22 الجاري النسخة الثالثة من الأسبوع الإسكاني الخليجي تحت شعار (تطوير عقاري لاسكان مستدام).

مقالات مشابهة

  • محافظ الوادي الجديد: تم زراعة 4 مليون نخلة ونسعى للوصول إلى 5 ملايين بحلول العام المقبل
  • نهاية العام .. العراق يدشن أول محطة كهرباء بسعة 250 ميغاواط باستخدام الطاقة الشمسية
  • الإمارات تُشارك في اجتماع وزراء الطاقة لمجموعة “بريكس” بالبرازيل
  • الإمارات عضواً بالمجلس التنفيذي للرابطة الدولية لسلطات مكافحة الفساد
  • الإمارات تحقق نسبة 100% في الوصول للكهرباء
  • الإمارات عضو بالمجلس التنفيذي للرابطة الدولية لسلطات مكافحة الفساد
  • بحوث الصحراء يكشف أهداف آثار التغيرات المناخية على الصحاري المصرية
  • وزارة الكهرباء:لابديل عن الطاقة الشمسية
  • الإمارات تُشارك في اجتماع وزراء الطاقة لمجموعة «بريكس»
  • المشاري: التطوير العقاري ضرورة حتمية لمواكبة التغيرات البيئية والاقتصادية