تعرف على نماذج من صبر النبي صلى الله عليه وسلم على الأذى وأقوى مواقف صبره على البلاء
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
تعرف على نماذج من صبر النبي صلى الله عليه وسلم على الأذى وأقوى مواقف صبره على البلاء، النبي محمد صلى الله عليه وسلم تعرض للعديد من المحن والمضايقات في سبيل نشر الإسلام وتأسيس العقيدة، وذلك منذ ولادته، وقد أظهر صبرًا عظيمًا وثباتًا لم يتزعزع رغم كل الصعاب التي واجهها.
لقد بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم دعوته للإسلام سرًا لمدة ثلاث سنوات وآمن به عدد قليل من المسلمين، إلا أن أمر الله سبحانه وتعالى الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يجهر بالدعوة السلامية ويدعو الجميع للدخول إلى الإسلام لكن الرسول صلى الله عليه لم يسلم من أذى المشركين وتعرض للكثير من الظلم من أهله الذين من واجبهم دعمه لكنهم خذلوا رسولنا الكريم.
فلقد قام عمه أبو جهل بالاستهزاء به هو وامرأته التي كانت تتعرض للرسول بالكثير من الأذى وكانت ترمي القمامة والشوك في الطريق الذي كان يسلكه الرسول صلى الله عليه وسلم.
ولكن توعد الله لهم بأشد أنواع العذاب ونزلت سورة كاملة يتوعد فيها الله بالعذاب لأبي جهل وامرأته فقال الله تعالى: (تَبَّتۡ يَدَآ أَبِي لَهَبٖ وَتَبَّ) وكانت تخفيفًا من الله لرسوله الكريم، وفي يوم كان يصلي رسول الله وحاول عقدة بن معيط خنق الرسول حتى نجد أبو بكر الرسول من يد عقبة وفي ذلك الوقت نزل قول الله تعالى (أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّـهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ).
الصبر على أذى أبو جهلفقد أمر أبو جهل أحد المشركين برمي أحشاء ناقة كانت تذبح بالقرب من الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء صلاته وأخذ الكفار يستهزءون بالرسول ورفضوا إزالة القمامة حتى جاءت السيدة فاطمة رضي الله عنها وأزالت تلك القمامة عن الرسول وهي تبكي بشدة على حال والدها والأذى الذي يتعرض له، وعن عائِشةَ رضِي اللهُ عنها زوجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أنَّها قالت للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (هل أتى عليك يومٌ كان أشَدَّ مِن يومِ أحُدٍ؟ قال: لقد لَقِيتُ مِن قومِك ما لقيتُ، وكان أشَدُّ ما لقيتُ منهم يومَ العَقَبةِ؛ إذ عرضْتُ).
عندما يأس الكفار من استسلام الرسول لهم قرروا الضغط عليه من خلال تعذيب المسلمين وأصحابه، فلقد تعرض بلال بن رباح للكثير من التعذيب ولقد قام الحكم بن العاص بتعذيب سيدنا عثمان بن عفان عذابًا شديدًا وكان الحكم عمه ولكنه يأس من عودة سيدنا عثمان للكفر، ومن أكثر القبائل التي تعرضت للعذاب قبيلة آل ياسر فقد تعرض عمار ووالده ياسر وزوجته سمية إلى الكثير من الأذى من أبي جهل حتى ماتوا.
صبر الرسول على أذى أهل الطائفعندما اشتد أذى المشركين على الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه وأصبحت الدعوة الإسلامية في العلن قرر الرسول أن ينشر الإسلام في البلاد الأخرى فذهب لمقابلة أهل الطائف، لكنهم رفضوا دعوته واستهزئوا بالرسول عليه حتى ضاق صدره بما يفعلوه وأجبروه على الخروج من مكة بلده الحبيبة البلد الذي نشأ فيها ولولا ذلك ما خرج منها أبدًا.
لقد اتهموا الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنون وأن القول الذي يقوله ليس وحي من الله إنما هو شعر يقوله الرسول، وأن الحالة التي تصيبه أثناء الوحي هي حالة من الصرع تصيب الرسول تتسبب في ارتفاع درجة الحرارة وتصيبه تشنجات فيقول هذا القول.
صبر الرسول على أذى المنافقينلقد تعرض الرسول صلى الله عليه وسلم للكثير من الأذى من المنافقين فإن المنافقين أشد خطرًا من المشركين لأن المشركين معترفون بكفرهم أما المنافقون أمام المسلمين يقولوا أسلمنا أما إذا اجتمعوا مع المشركين يقولون إنهم يفعلون ذلك للاستهزاء بالرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين.
وكانوا يضعون أصابعهم في آذانهم حتى لا يسمعوا كلام الرسول أثناء حديثه في المجالس، وتخلوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم في موقعة التبوك، ولقد اتهموا السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها في حادثة الإفك بالباطل حتى برأها الله سبحانه وتعالى والذين افتعلوا تلك الإشاعة من أهل مكة أي أهل الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا من أكبر صور التخاذل الذي تعرض له.
صبر النبي على أذى اليهودلقد تعرض الرسول صلى الله عليه وسلم للكثير من الأذى من اليهود وكان هذا الأذى نفسيًا بجانب الأذى الجسدي واتهموه بالجنو،ن وكانوا يحرضون الأعداء على رسول الله في العديد من الغزوات خاصة عندما حزبوا الأحزاب ضده وخانوا الميثاق.
في نهاية مقالنا نكون قد تعرفنا على مدى الأذى الذي تعرض له رسول الله فلقد تعرض لأذى من قريش واليهود ولم يقتصر الأذى على الأذى الجسدي إنما كان هناك أذى نفسي أيضًا؛ تلقاه بإيمان واحتساب ليترك لنا قدوة نحتذي بها.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الصبر محمد صلى الله عليه وسلم ابو جهل البلاء سيدنا محمد الرسول صلى الله علیه وسلم للکثیر من من الأذى على أذى
إقرأ أيضاً:
هل يستجاب الدعاء وقت نزول الأمطار؟.. الإفتاء تجيب
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا يقول صاحبه: هل وقت نزول الأمطار يُعدُّ من الأوقات التي يُستجاب فيها الدعاء؟
وأجابت الإفتاء عن السؤال قائلة: الدُّعاءَ عند نزول المطر من الأوقات التي يُستَجَاب فيها الدعاء، لأنَّها أوقات مِنَّةٍ وفَضْلٍ ولُطْفٍ ورحمة من الله على عباده كما دَلَّت على ذلك السنة النبوية المشرفة.
ما ورد في السنة النبوية في فضل الدعاء وقت نزول المطر
اصطفى الله تعالى بعض المواطن والأوقات وجعلها مظنَّةً لإجابة الدعاء رحمةً منه وتفَضُّلًا على عباده؛ ومن هذه الأوقات: الدعاء عند نزول المطر؛ لأنَّها أوقات مِنَّة وفضل ولطف ورحمة من الله على عباده، كما في الحديث الذي رواه أبو داود والحاكم بلفظه عن سهل بن سعد رضي الله عنه مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «ثنتان ما تُرَدَّان: الدُّعاء عند النداء، وتحت المطر» أي: عند نزوله.
قال العلامة المناوي في "فيض القدير" (3/ 340، ط. المكتبة التجارية الكبرى): [أي: دعاء من هو تحت المطر لا يُرَدُّ أو قلَّمَا يُرَدُّ، فإنَّه وقت نزول الرحمة، لاسِيَّمَا أول قطر السنة، والكلام في دعاءٍ متوفر الشروط والأركان والآداب] اهـ.
وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «تُفْتَحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَيُسْتَجَابُ الدُّعَاءُ فِي أَرْبَعَةِ مَوَاطِنَ: عِنْدَ الْتِقَاءِ الصُّفُوفِ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَعِنْدَ نُزُولِ الْغَيْثِ، وَعِنْدَ إِقَامَةِ الصَّلَاةِ، وَعِنْدَ رُؤْيَةِ الْكَعْبَةِ» أخرجه البيهقي في "المعرفة"، والطبراني في "الكبير".
وروى الإمام الشافعي في "الأم" عن عبد العزيز بن عمر عن مكحول عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «اطْلُبُوا إجَابَةَ الدُّعَاءِ عِنْدَ الْتِقَاءِ الْجُيُوشِ، وَإِقَامَةِ الصَّلَاةِ، وَنُزُولِ الْغَيْثِ».
نصوص الفقهاء الواردة في استجابة الدعاء وقت نزول الأمطار
كما استدل الفقهاء بالآثار التي تدُلُّ على استحباب الدعاء أثناء نزول المطر على أنَّ الدعاء حال نزول المطر مستجاب؛ من ذلك: حديث أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا رأى المطر يقول: «اللهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا» رواه البخاري. وفي لفظ لأبي داود أنه كان يقول: «اللهُمَّ صَيِّبًا هَنِيئًا».
قال الإمام الطحطاوي في "حاشيته على مراقي الفلاح" (1/ 553، ط. دار الكتب العلمية): [ويستحب الدعاء عند نزول الغيث؛ لما ورد من استجابة الدعاء عنده] اهـ.
وقال العلامة ابن رشد في "بداية المجتهد ونهاية المقتصد" (1/ 224، ط. دار الحديث): [أجمع العلماء على أنَّ الخروج إلى الاستسقاء، والبروز عن الِمصْر، والدعاء إلى الله تعالى والتَّضرُّع إليه في نزول المطر سُنَّة سنَّها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم] اهـ.
وقال الإمام النووي في "المجموع" (5/ 96، ط. دار الفكر): [قال الشافعي: وحفظت عن غير واحد طلب الإجابة عند نزول الغيث وإقامة الصلاة] اهـ.
وقال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في "شرح منهج الطلاب" (2/ 126، ط. دار الفكر): [(و) أن (يقول عند مطر: اللهم صيّبًا) بتشديد الياء، أي: مطرًا (نافعًا) للاتباع، رواه البخاري، (ويدعو بما شاء)؛ لخبر البيهقي: «يستجاب الدعاء في أربعة مواطن: عند التقاء الصفوف، ونزول الغيث، وإقامة الصلاة، ورؤية الكعبة»] اهـ.
وقال الإمام ابن قدامة في "المغني" (2/ 327، ط. مكتبة القاهرة): [ويستحب الدعاء عند نزول الغيث؛ لما رُوِي أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «اطلبوا استجابة الدعاء عند ثلاث: عند التقاء الجيوش، وإقامة الصلاة، ونزول الغيث»] اهـ.