توقع المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، أن العالم سيواجه "عقدا أكثر خطورة" على خلفية الصراعات المستمرة التي اندلعت في قارات مختلفة.
وجاء في النشرة السنوية "التوازن العسكري" التي يصدرها المعهد أن "الوضع الأمني العسكري الحالي ينذر بما من المرجح أن يكون عقدا أكثر خطورة، يتسم بالاستخدام الوقح للقوة العسكرية من قبل البعض لتحقيق مطالبهم".



ويشير المعهد إلى أن تدهور الأمن دفع الإنفاق الدفاعي العالمي إلى مستوى قياسي بلغ 2.2 تريليون دولار في عام 2023، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 9%عن العام السابق، ويتوقع المعهد أن هذا المبلغ سيرتفع على الأرجح هذا العام.

وأوضحت النشرة بشكل منفصل أن العديد من الدول الأوروبية قامت بزيادة الإنفاق الدفاعي منذ عام 2014. وهكذا، منذ انضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا الاتحادية، قامت دول الناتو، باستثناء الولايات المتحدة، بزيادة الإنفاق في هذا المجال بنسبة 32%.

ومن الواضح أن الولايات المتحدة تحتفظ بقيادة الإنفاق العسكري، وتمثل الولايات المتحدة 41% من الإنفاق العالمي و70% في حلف شمال الأطلسي.

وبحسب المعهد، فقد زاد الإنفاق الدفاعي أيضا في روسيا الاتحادية والصين، اللتين تمثلان مع حلف شمال الأطلسي أكثر من 70% من الإنفاق العسكري العالمي.

ووفقا للخبراء، فإن الصراع في أوكرانيا يجبر الدول الأخرى على إعادة النظر في نهجها في قطاع الدفاع، و"الدروس المستفادة من القتال بدأت تؤثر على تفكير العديد من الجيوش، وهذا يشمل تقديرا أكبر للمدفعية وأنظمة الطائرات المسيّرة، فضلا عن فهم قيمة الزوارق البحرية المسيرة والتهديد الذي تشكله".

وتشير النشرة إلى الخسائر الفادحة التي تكبدتها أوكرانيا، على الرغم من الإمدادات الغربية.

المصدر: السومرية العراقية

إقرأ أيضاً:

معهد “غيت ستون” للسياسات الخارجية الدولية يكشف خطورة “سيطرة” روسيا والصين وإيران على السودان

مع اشتعال الصراع الأهلي في السودان منذ عامين، يرى معهد "غيت ستون" للسياسات الخارجية الدولية، أن الدولة الأفريقية أصبحت هدفا رئيسيا للأنظمة الاستبدادية في روسيا وإيران والصين.

وذكرت المؤسسة البحثية الأميركية أنه مع تراجع النفوذ الأوروبي في أفريقيا في العقود الأخيرة، ظهرت دول أجنبية بديلة تتنافس اليوم لتعزيز سيطرتها على الدول الأفريقية الرئيسية، وعلى رأسها السودان.

واندلعت المعارك في الخرطوم، في 15 أبريل 2023، بسبب الخلاف بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، الحليفين السابقين، على خطة سياسية مدعومة دوليا للانتقال بالسودان إلى حكم مدني.

وذكر المعهد أن انحدار السودان السريع إلى حرب شاملة أثبت أنه كارثي بالنسبة للشعب السوداني الذي طالت معاناته، حيث تقدر الأمم المتحدة أن ما لا يقل عن 15 ألف شخص قتلوا خلال أعمال العنف في العام الماضي، رغم أن وكالات الإغاثة تعتقد أن الرقم أعلى بكثير.

وبالإضافة إلى ذلك، أُجبر أكثر من 8.6 مليون شخص على ترك منازلهم، في حين يقال إن 25 مليون شخص في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية، مع تحقيق السودان رقماً قياسياً في أكبر عدد من الأطفال النازحين في العالم، بحسب المعهد.

وبينما تسبب الصراع في دمار واسع النطاق في السودان، فأوضح المعهد أنه أتاح أيضًا فرصة لعدد من الأنظمة الاستبدادية للسعي إلى توسيع نفوذها داخل البلد الذي مزقته الصراعات.

وذكر المعهد أنه قبل الحرب كانت روسيا قد بدأت بالفعل محاولات لتأسيس موطئ قدم في السودان من خلال مجموعة فاغنر شبه العسكرية التي كانت تحت قيادة زعيمها السابق، يفغيني بريغوجين، بمثابة الجيش الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأوضح المعهد أن مرتزقة فاغنر عملوا في الغالب مع قوات الدعم السريع، وأفادت التقارير أن فاغنر زودت السودان بكميات كبيرة من الأسلحة والمعدات، بما في ذلك شاحنات عسكرية ومركبات برمائية وطائرتي هليكوبتر للنقل.

وفي المقابل، مُنحت روسيا إمكانية الوصول إلى ثروات الذهب في الدولة الواقعة في شرق إفريقيا، ما مكن موسكو من التحايل على العقوبات الغربية لتمويل غزوها الحربي في أوكرانيا، بحسب المعهد.

ومنذ وفاة بريغوجين في حادث تحطم طائرة غامض، العام الماضي، أوضح المعهد أن موسكو أجرت تغييرًا جذريًا في مشاركتها في الصراع السوداني، حيث يقدم الكرملين الآن للقوات المسلحة السودانية المتحالفة مع الإسلاميين بقيادة البرهان دعما عسكريا "غير محدود".

وفي المقابل، تأمل موسكو، بحسب المعهد، أن يلتزم الزعيم السوداني بالاتفاق المبرم، في عام 2020، للسماح لروسيا بإنشاء قاعدة بحرية في بورت سودان، وهي خطوة من شأنها أن تمكن البحرية الروسية من تهديد طرق التجارة الغربية التي تمر عبر البحر الأحمر بشكل مباشر.

دولة أخرى اهتمت لسنوات عديدة قبل الصراع بالسودان وهي الصين، بحسب المعهد الذي أوضح أنها كانت واحدة من أهم شركاء الاستثمار في السودان، حيث استثمرت بكين ما يقدر بنحو 6 مليارات دولار في قطاعات الطاقة والزراعة والنقل في البلاد منذ عام 2005. كما أبدت الصين اهتمامًا وثيقًا بالأصول البحرية السودانية مثل ميناء بورتسودان، الذي تأمل أن يصبح يومًا ما عنصرًا حيويًا في مبادرة طريق التجارة العالمية "الحزام والطريق".

وذكر المعهد أنه في حين حاولت الصين الحفاظ على درجة من الحياد في الصراع السوداني، فإن الدعم الروسي المتزايد للبرهان والقوات المسلحة السودانية قد أرسى الأسس لدخول نظام استبدادي معادٍ آخر إلى الصراع، وهو إيران.

ويرى المعهد أنه نظراً للدعم الحيوي الذي قدمته إيران لروسيا في جهودها الحربية في أوكرانيا، فربما كان من المحتم أن يمهد التدخل الروسي في السودان الطريق في نهاية المطاف لنشر المعدات العسكرية الإيرانية في ساحة المعركة السودانية.

ووفقا للتقارير الأخيرة، فإن تيار الحرب بدأ يتحول لصالح القوات المسلحة السودانية، بعد أن بدأت في استخدام طائرات بدون طيار إيرانية الصنع، في وقت سابق من العام الجاري. كما تم استخدام المركبات الجوية بدون طيار التي تم الحصول عليها حديثًا للاستطلاع ورصد المدفعية خلال انتصارات الجيش الأخيرة في أم درمان، عبر نهر النيل من العاصمة الخرطوم.

وأكد مسؤولون إيرانيون لوكالة "رويترز" للأنباء أن القوات المسلحة السودانية بدأت في استخدام الطائرات بدون طيار في حربها ضد قوات الدعم السريع. وجاء وصول الطائرات الإيرانية بدون طيار إلى السودان بعد زيارة قام بها علي صادق، وزير الخارجية السوداني بالإنابة، العام الماضي، التقى خلالها بكبار المسؤولين الأمنيين الإيرانيين.

ووفقا للمعهد، لدى النظام الإيراني تاريخ طويل من التعاون مع الخرطوم، حيث يستخدم الحرس الثوري الإيراني السودان بانتظام كقاعدة لشحن الأسلحة إلى المنظمات التابعة له مثل حماس وحزب الله خلال حكم الرئيس السوداني السابق، عمر البشير.

ويرى المعهد أنه من المؤكد أن نشر الطائرات الإيرانية بدون طيار في السودان، جنباً إلى جنب مع تورط روسيا المتزايد في الصراع السوداني، لابد أن يكون سبباً للقلق بالنسبة لصناع السياسات الغربيين نظراً للأهمية الجغرافية للبلاد في البحر الأحمر.

الحرة / ترجمات - واشنطن  

مقالات مشابهة

  • الموت الطائر.. لماذا تعد المروحيات أكثر خطورة وعرضة للسقوط؟
  • تحذيرات من تداعيات الانسحاب الأميركي على الوضع الأمني في تشاد
  • اقتصاد روسيا ينمو 5.4% في الربع الأول بفضل الإنفاق العسكري
  • كيف تقي نفسك من غرغرينا السكري؟.. «الجافة» أكثر خطورة و«الرطبة» سريعة الانتشار
  • رئيس “الأنتربول” يشيد بالدور الريادي للمغرب على مستوى التعاون الأمني الدولي
  • رئيس منظمة الشرطة الجنائية الدولية يشيد بالدور الريادي للمغرب على مستوى التعاون الأمني الدولي
  • رئيس “انتربول” يشيد بالدور الريادي للمغرب على مستوى التعاون الأمني الدولي
  • معهد “غيت ستون” للسياسات الخارجية الدولية يكشف خطورة “سيطرة” روسيا والصين وإيران على السودان
  • تحذير أممي من توقف أعمال الإغاثة في غزة “نهائياً” خلال أيام
  • «مؤسسة بحثية» تكشف خطورة سيطرة روسيا والصين وإيران على السودان