حتى نبقى ممسكين بفرحة المطر الخالدة
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
عاشت محافظات سلطنة عمان على مدى الأيام الثلاثة الماضية فرحة استثنائية بالمطر بعد غياب طويل وشهور من الجفاف بدأت تأثيراته تبدو واضحة على الكثير من الأفلاج والآبار.. وفي عُمان وبعض دول عربية، يوم المطر فيها يوم عيد وحبور يستبشر الناس به وتنشرح نفوسهم؛ فيتجاوزون متاعب الحياة ومصاعبها ويعيشون اللحظة التي تفتح فيها أبواب السماء بغيث منهمر.
وهذا حال الكثير من المواقع الجغرافية في الكرة الأرضية التي يكون المطر فيها شحيحا، وينتظره الناس كما تنتظر الأعياد.
لكنّ الإنسان يحتاج إلى أن يحافظ على صفاء العيد، أو اللحظة التي يضعها في مقال لحظة العيد حتى لا تنسلّ الفرحة من بين يديه، ويتحوّل عيده إلى لحظة ألم وحزن، فتبقى اللحظة بكل تناقضاتها خالدة في ذاكرته، حتى إذا ما هطل المطر مرة أخرى يتذكر لحظة حزنه وفقده.
وعلى مدى السنوات الماضية تتحوّل فرحة هطول المطر، إلى لحظة حزن مع بعض الأسر التي تفقد عزيزا لها قضى نحبه غرقا في البرك المائية أو جرفته الأودية. تتحوّل اللحظة التي كان من الممكن تخليدها لتبقى لحظة فرح دائم إلى لحظة حزن وألم. إن الكثيرين يستهينون بقدرة الأودية على الجرف، ويعتقدون أنهم قادرون على تخطيها أو قهر قوتها، فيتداخل في تلك اللحظة الصعبة غرور النفس وفرحها بالمشهد فيذهب الإنسان في لحظة يغيب فيها العقل والوعي ليغامر بنفسه وبأطفاله وبأسرته وبحياة الآخرين وما هي إلا لحظات حتى يكتشف حجم المأزق الذي وضع نفسه فيه.
لكن العاقل الذي يرى تكرار التجارب المأساوية في حالات الغرق أو الجرف التي تحدث عند كل موجة مطر تجعل الإنسان يستفيد من الدروس التي مرّت على غيره، فلا يجازف بحياته ولا يعرّض حياة المسعفين للخطر، فهم رغم أنهم نذروا حياتهم لإنقاذ حياة الآخرين ممن يحتاجون إلى المساعدة إلا أنهم قبل كل شيء هم بشر مثلنا، لا يمتلكون قوة خارقة تجعلهم يستطيعون خوض الأودية ومصارعة مدها العاتي.
كان يمكن أن تمضي أيام المطر هذه والناس جميعا في فرحة وحبور دون أخبار مفجعة عن أطفال أو كبار جرفتهم الأودية.
إن المرحلة القادمة مرحلة تستحق أن تقوم الجهات المعنية بفرض عقوبات صارمة على كل من يخالف التعليمات ويعرّض نفسه للخطر، والله يغيّر بالسلطان ما لا يغير بالقرآن.. ولذلك ليس هناك أقوى من سلطان القانون لنبقى جميعا ممسكين بفرحة المطر دون أن ينسل شيء منها من بين أصابعنا.. فهي فرحة لا تتكرر كثيرا.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
شغب في باريس يعكر فرحة تأهل سان جيرمان فكيف علق مغردون؟
وجدد سان جيرمان فوزه على أرسنال الإنجليزي في مباراة الإياب -التي احتضنها ملعب "حديقة الأمراء" مساء الأربعاء- ليتأهل إلى الموقعة الختامية في البطولة الأوروبية بمجموع المواجهتين (3-1).
وخلال الاحتفالات، أُصيب 3 أشخاص بجروح متفاوتة، واعتقلت الشرطة 43 شخصا بتهم الإخلال بالنظام، وإلحاق أضرار بالممتلكات العامة، وحيازة مواد محظورة.
تنديد واسعورصد برنامج "شبكات" -في حلقته بتاريخ (2025/5/8)- جانبا من التعليقات التي تفاعلت مع هذه الفوضى وأعمال التخريب في قلب باريس احتفالا بالتأهل القاري.
ومن بين تلك التعليقات، قال أورلان في تغريدته إن فرحة التأهل "لا تعني أن نحول شوارع باريس إلى ساحة فوضى. نحن نحب سان جيرمان، لكننا نحب مدينتنا أكثر. أعمال الشغب لا تشرّف أحدا".
واستهجن مايل أحداث ما بعد المباراة القارية متسائلا: "كيف يُعقل أن تنتهي ليلة احتفال بإصابات واعتقالات؟ أين الاحترام؟"، وأضاف "هذا ليس دعما للفريق، بل عبث بسمعة باريس أمام العالم".
واستبعد كلير أن يكون جماهير الفريق الباريسي وراء أعمال الشغب والفوضى، إذ قال: "مجرد مشاغبين استغلوا الاحتفالات كغطاء للتكسير والتخريب. ليسوا من مشجعي باريس سان جيرمان"، معربا عن أمله في ألا تتكرر هذه الأحداث في المباراة المقبلة.
إعلانأما محمد فحاول -من وجهة نظره- توصيف ما يحدث مع جماهير الكرة عندما تحتفل بانتصارات فرقها الحاسمة أو تتوج بألقاب محلية وقارية.
وقال محمد: "هناك ظاهرة اسمها السلوك الجماعي وقت الاحتفال، تشعر أن الناس يخرجون من وعيهم بسبب الفرحة ويصيرون في حالة بدائية وهمجية تدفعهم للتخريب والحرق والتدمير"، مضيفا "الظاهرة منتشرة بشكل كبير مع مشجعي كرة القدم".
يشار إلى أن سان جيرمان سيواجه إنتر ميلان الإيطالي في نهائي دوري أبطال أوروبا، بعدما أقصى الأخير نادي برشلونة الإسباني في مواجهة كروية مثيرة.
8/5/2025