ليلة موسيقية من ذهب.. عمر خيرت يُطرب الجمهور بأعماله الخالدة في دار الأوبرا المصرية
تاريخ النشر: 23rd, June 2025 GMT
يُحيي الموسيقار الكبير عمر خيرت مساء اليوم حفلًا موسيقيًا على خشبة المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، في تمام التاسعة مساءً، حيث يصحب الجمهور في رحلة فنية عبر الزمن، يقدم خلالها مجموعة من أشهر مقطوعاته التي أصبحت جزءًا من الذاكرة السمعية لعشاق الموسيقى، من بينها: “صابر يا عم صابر”، “ليلة القبض على فاطمة”، “ضمير أبلة حكمت”، و”خلي بالك من عقلك”، إلى جانب أعمال أخرى من أرشيفه الغني.
ويُعد عمر خيرت، المولود عام 1948، من أبرز أعلام الموسيقى في العالم العربي، إذ استطاع أن يصنع هوية موسيقية فريدة امتزجت فيها الروح الشرقية بالأداء الكلاسيكي العالمي، وهو ما أهّله للفوز بلقب “شخصية العام الثقافية” ضمن جائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها السابعة عشرة عام 2023، تكريمًا لمسيرته الفنية الطويلة والمؤثرة.
بدأت رحلة عمر خيرت الموسيقية منذ صغره بتعلم العزف على البيانو في الكونسرفتوار، تحت إشراف البروفيسور الإيطالي كارو، ثم واصل دراسته في التأليف الموسيقي مع كلية ترينتي في لندن، ليصقل شخصيته الإبداعية المستقلة ويصبح من القلائل الذين طوّروا الموسيقى العربية برؤية حديثة وعميقة.
امتدت إبداعات خيرت إلى الموسيقى التصويرية، التي برع فيها منذ انطلاقته بفيلم “ليلة القبض على فاطمة” عام 1984، وقدّم على مدار عقود أكثر من 100 عمل موسيقي لأفلام ومسلسلات ومسرحيات، تركت بصمتها في الوجدان العربي، منها: “إعدام ميت”، “عفوًا أيها القانون”، و”قضية العم أحمد”، ليُرسّخ اسمه كرمز للموسيقى الراقية والمعاصرة.
ويعد الحفل الليلة فرصة نادرة لاستعادة لحظات فنية لا تُنسى، تُعيد إحياء مشاعر ومواقف مرّت بنا يومًا، على أنغام لا تزال تسكن القلوب.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: آخر حفلات عمر خيرت أعمال الموسيقار عمر خيرت
إقرأ أيضاً:
ذكرى رحيل «بنت الشاطئ».. عائشة عبد الرحمن «الخالدة» بإرثها الفكري والأدبي
تحل اليوم الأول من ديسمبر ذكرى رحيل الدكتورة عائشة عبد الرحمن، المعروفة باسم «بنت الشاطئ»، إحدى أبرز رائدات الفكر العربي والإسلامي، والمرأة التي كسرت القيود الاجتماعية لتصنع لنفسها مكانًا بارزًا في ميادين المعرفة والصحافة والبحث العلمي، تاركة إرثًا فكريًا وأدبيًا خالدًا.
ولدت عائشة عبد الرحمن في السادس من نوفمبر 1913 بمدينة دمياط، في أسرة أزهرية محافظة، حيث كان والدها مدرسًا بالمعهد الديني، وجَدُّها لأمها شيخًا بالأزهر.
نشأت في بيئة علمية راسخة، وبدأت تعليمها في كُتّاب القرية وحفظت القرآن الكريم، وعندما رغبت في الالتحاق بالمدرسة، رفض والدها خروج البنات للتعلم وفق العادات الأسرية، فتلقّت تعليمها في المنزل، وبرغم ذلك تفوّقت على قريناتها في الامتحانات.
حصلت على شهادة الكفاءة للمعلمات عام 1929 وكانت الأولى على مستوى مصر، ثم أكملت الشهادة الثانوية، والتحقت بجامعة القاهرة لدراسة اللغة العربية، وتخرجت عام 1939 بمساندة والدتها التي دعمتها في مواجهة رفض والدها، وخلال دراستها، ألفت كتابها الأول بعنوان «الريف المصري»، ثم حصلت على درجة الماجستير بامتياز عام 1941.
دخلت عائشة عبد الرحمن مجال الصحافة وهي في الـ18 من عمرها، ونشرت مقالاتها في مجلة النهضة النسائية، ثم بدأت الكتابة في جريدة الأهرام، لتصبح ثاني امرأة تكتب فيها بعد مي زيادة، مستخدمة اسمها المستعار «بنت الشاطئ» نسبةً إلى شاطئ دمياط الذي أحبته في طفولتها.
واصلت مسيرتها العلمية وحصلت على درجة الدكتوراه عام 1950 بإشراف الدكتور طه حسين، وشغلت مناصب أكاديمية مرموقة، منها أستاذة التفسير والدراسات العليا في كلية الشريعة بجامعة القرويين بالمغرب، وأستاذة اللغة العربية في جامعة عين شمس، كما دُعيت للتدريس في جامعات عدة داخل العالم العربي.
اشتهرت بنت الشاطئ بمواقفها الفكرية الثابتة، دفاعًا عن التراث الإسلامي ورفضًا للتفسير العصري للقرآن الكريم، وكانت من أبرز المدافعات عن تعليم المرأة من منظور فقهي راسخ، وقد ألّفت أكثر من أربعين كتابًا تناولت مجالات التفسير والدراسات الإسلامية والأدب والتاريخ، من أبرزها التفسير البياني للقرآن الكريم، القرآن وقضايا الإنسان، وتراجم سيدات بيت النبوة، إلى جانب مؤلفاتها الأدبية مثل سكينة بنت الحسين، نساء النبي، رحلة في جزيرة العرب، آمنة بنت وهب، أرض المعجزات، وأعداء البشر.
كما سجلت سيرتها الذاتية في كتابها «على الجسر» بعد وفاة زوجها المفكر أمين الخولي، الذي تزوجته عام 1944 ودعمها في مسيرتها العلمية، وأنجبت منه ثلاثة أبناء.
حصلت بنت الشاطئ على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1978، وكانت أول امرأة عربية تفوز بجائزة الملك فيصل العالمية للأدب العربي عام 1994، كما مُنحت عضويات علمية مرموقة لم تُمنح لغيرها من النساء، وحملت مدارس وقاعات جامعية اسمها في عدة دول عربية.
تأتي ذكرى رحيلها لتُعيد إلى الأذهان مسيرة امرأة استثنائية وهبت حياتها للعلم والكتابة، فخلّدت اسمها بجهدها وإيمانها بقيمة الفكر، ورغم رحيلها في الأول من ديسمبر عام 1998، يبقى حضورها مؤثرًا في صفحات الأدب والتفسير، وأن العطاء الصادق هو ما يبقى ويستمر عبر الأجيال.
اقرأ أيضاًذكرى رحيل «آخر ظرفاء الأدب والصحافة».. كامل الشناوي شاعر قتله الحب
في ذكرى رحيله.. فاخر فاخر مبدع تراجيدي بقي أثره رغم غيابه المبكر
«الأوقاف» تحيي ذكرى رحيل القارئ عبد الباسط عبد الصمد