آمنة البلوشية: الانضمام أتى في إطار سعي سلطنة عُمان إلى تحقيق أهداف وغايات التنمية المستدامة -

د.هلال الحبسي: تتمتع ولاية صور بنسيج اجتماعي متماسك أسهم في تعزيز القيم الإيجابية الفاعلة -

العُمانية: أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) عن ضم ثلاث مدنٍ عُمانية إلى شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلم؛ وهي ولاية مسقط بمحافظة مسقط، وولاية نزوى بمحافظةِ الداخلية، وولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية؛ وذلك في إطار خطة وزارة التربية والتعليم ممثلة في اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم بالشراكة مع وزارة الداخلية للترويج للمدن العُمانية على الساحة العالمية؛ نظرًا لما تملكه من مقوّمات سياحية وثقافية، ولنشر الوعي عن التعليم من أجل التنمية المستدامة في المجتمع المحلي، وللارتقاء بترتيب سلطنة عُمان في المؤشرات الدولية بما فيها أهداف التنمية المستدامة.

جاء ذلك خلال حفل افتراضي نظّمه معهد اليونسكو للتعلم مدى الحياة مساء اليوم بمشاركة ممثلي المدن المدرجة من مختلف دول العالم. ويعد الانضمام لهذه الشبكة اعترافًا بجهود هذه المدن في تحقيق مبدأ التعلم مدى الحياة على أرض الواقع. وتهدف شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلّم ـ التي تتبع معهد اليونسكو للتعلم مدى الحياة منذ 2012م ـ إلى دعم وتحسين ممارسات التعلّم مدى الحياة في مدن العالم؛ من خلال تعزيز الحوار حول سياسات التعليم، وإقامة روابط بين القائمين على إدارة المدن والمؤسسات التعليمية المختلفة، وكذلك تعزيز الشراكات بين المدن مع نظيراتها المحلية والدّولية.

التنمية المستدامة

وقالت آمنة بنت سالم البلوشية أمينة اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم: «جاء الانضمام في إطار سعي سلطنة عُمان إلى تحقيق أهداف وغايات التنمية المستدامة للوصول إلى عالمٍ ينعم فيه الجميع بالعدالة الاجتماعية والبيئة السليمة؛ حيث تسهم هذه المدن في تحقيق هدفين من أهداف التنمية المستدامة بشكل مباشر وهما الهدف الرابع (ضمان التعليم الجيّد والمنصف والشامل للجميع، وتعزيز فرص التعلّم مدى الحياة)، وكذلك الهدف الحادي عشر (جعل المدن شاملة للجميع، وآمنة وقادرة على الصمود ومستدامة)، وذلك من خلال تنفيذ عدد من المبادرات والأنشطة الريادية في مجال التعليم من أجل التنمية المستدامة، ومحو الأمية، وريادة الأعمال، والصحة والرفاهية، والإدماج والإنصاف، وتعليم المواطنة العالمية، والتخطيط التربوي والمتابعة والتقييم، حيث ستحصل المدن المنضمة لهذه الشبكة على عدّة مكاسب أهمها: التعرف على أحدث تطورات مدن التعلّم العالمية عبر فريق تنسيق الشبكة التابع لليونسكو، والتواصل مع مدن التعلّم الأخرى لتبادل المعارف والخبرات، وإيجاد بيئة تنافسية بين مختلف ولايات سلطنة عُمان لإطلاق وتنفيذ مبادرات وأنشطة ومشاريع تخدم التنمية المستدامة لتحسين بيئة التعليم بشكل خاص والحياة بشكل عام في ولايات السلطنة».

التعلم مدى الحياة

وحول إدراج مدينة صور في هذه الشبكة العالمية، قال سعادة الشيخ الدكتور هلال بن علي الحبسي والي صور: «يأتي الإنجاز لما تمتلكه ولاية صور من مقومات وإمكانيات أهلت المدينة لتكون ضمن ثلاث مدن عُمانية وأربع وستين مدينة حول العالم لهذا العام في هذه الشبكة؛ بعد نجاحها في تلبية كافة المعايير والمتطلبات، حيث نجحت المدينة في تقديم ملف متكامل أظهر تضافر جهود الجهات الحكومية المختلفة والمؤسسات التعليمية والشركات الخاصة ومؤسسات المجتمع المدني في سبيل تعزيز التعلم الشامل داخل الأسر وبين أفراد المجتمع، والعمل على وضع سياسات وأهداف وخطط وبرامج مستدامة أتاحت التعلم لكافة الفئات والأعمار والجنسيات، وعملت أيضًا على تحسين الوصول إلى التعلم مدى الحياة عبر المشاركة في المسابقات المحلية والدولية وتنظيم المهرجانات والفعاليات التي تستقطب كافة فئات المجتمع، كما ركّزت على مجالات الصحة والرياضة والأمن وكيفية تحسين حياة الفرد في المدينة، وتنفيذ مبادرات ومشاريع من أجل تعزيز مصادر الطاقة المتجددة وضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة، والدعوة إلى زيادة المساحات الخضراء لتعزيز صحة الفرد والبيئة، وإشراك جيل الشباب في رصد أبرز التحديات البيئية والمجتمعية ووضع الحلول لها وعرضها على الجهات الحكومية ذات الاختصاص لدراستها وتبنّيها، علاوة على ما أظهرته المدينة من نسيج اجتماعي متماسك أسهم في تعزيز القيم الإيجابية الفاعلة التي يؤمن بها المجتمع، وتحقيق نهضة اقتصادية وازدهار ثقافي وتنمية مستدامة أسهمت في أن تفرض مدينة صور اسمها في خارطة مدن التعلم في سلطنة عمان».

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: التنمیة المستدامة م مدى الحیاة هذه الشبکة الع مانیة ع مانیة

إقرأ أيضاً:

إنشاء كرسي لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في جامعة نزوى

"عمان": أعلنت جامعة نزوى عن إنشاء كرسي جامعة نزوى لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في خطوة نوعية تهدف إلى دعم البحث العلمي والابتكار في التقنيات الحديثة، وتعزيز دور الذكاء الاصطناعي في تطوير منظومة التعليم العالي وخدمة خطط التنمية المستدامة في سلطنة عُمان. ويأتي هذا التوجه في إطار جهود الجامعة المستمرة لمواكبة المتغيرات المتسارعة في مجالات التكنولوجيا والعلوم الرقمية، وبما يتماشى مع الأهداف الاستراتيجية للارتقاء بجودة الأداء في التعليم والبحث وخدمة المجتمع.

وقد تم تصميم الأهداف البحثية والعلمية للكرسي وفق خطة استراتيجية متدرجة تمتد على مراحل زمنية محددة، تضمن بناء قاعدة علمية متينة، وتعزيز القدرات البحثية والمعرفية للجامعة بشكل مستدام، إضافة إلى المساهمة في تأهيل الكفاءات العُمانية الشابة في مجالات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المتنوعة.

وأكد الأستاذ الدكتور ربيع رمضان، أستاذ كرسي جامعة نزوى لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، أن هذه المبادرة لم تأتِ من فراغ، بل جاءت نتيجة تقاطع عدة عوامل استراتيجية تجعل من هذه اللحظة الوقت الأنسب لإطلاق المشروع.

وأوضح قائلًا: "نعيش اليوم في عصر تتوافر فيه كميات ضخمة من البيانات التي تحتاج إلى تحليلات ذكية لاتخاذ قرارات دقيقة مبنية على الأدلة، بالتوازي مع الطفرة الكبيرة في قدرات الحوسبة والحوسبة السحابية، مما يمكّن من تطوير تطبيقات ذكاء اصطناعي أكثر تقدما وكفاءة مما كان متاحًا في السابق".

وأشار إلى أن التوجه الوطني في "رؤية عُمان 2040" يجعل من الابتكار التقني والتحول الرقمي ركيزة أساسية للتنويع الاقتصادي، مما يستدعي استثمارا جادًا في البحث والتطوير، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي.

وأضاف: هناك حاجة ملحة لتطوير حلول محلية أصيلة تعالج التحديات العُمانية بطرق مبتكرة، بدلًا من الاعتماد على حلول مستوردة قد لا تلبي خصوصية احتياجاتنا الوطنية، ووجود الكرسي البحثي في الجامعة سيسهم في تمكين الباحثين من تطوير حلول تتناسب مع واقعنا المحلي.

وبيّن الأستاذ الدكتور رمضان أن الذكاء الاصطناعي أصبح اليوم عاملا محوريًا في تشكيل مستقبل الجامعات والتعليم العالي، ليس كأداة تقنية مساعدة فقط، بل كقوة محركة لإحداث تحولات جذرية في طرائق التعليم والبحث والابتكار. وأوضح أن الذكاء الاصطناعي سيسهم في تطوير مناهج أكاديمية متقدمة في مجالات مثل التعلم الآلي وذكاء الأعمال والنمذجة الاقتصادية، مما يتيح للطلبة فرصًا حقيقية للتأهيل لسوق العمل المستقبلي المدفوع بالتقنيات الذكية .. مشيرا إلى أن دمج الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي يفتح آفاقا جديدة للاكتشاف والابتكار، لا سيما في المجالات الحيوية مثل الطب الحيوي، والنمذجة البيئية، والإدارة المستدامة للموارد. وسيمكّن ذلك من تقديم حلول علمية متقدمة للتحديات البيئية والصحية في المنطقة، إلى جانب بناء شراكات نوعية مع القطاعات الصناعية والصحية والتعليمية، مما يعزز التطبيق العملي للبحوث ويخلق فرصًا جديدة للتطوير والابتكار.

وأضاف قائلا: إن إنشاء هذا الكرسي يتماشى مع التوجهات العالمية في جعل الجامعات مراكز رائدة لإنتاج المعرفة وتطبيقها في خدمة المجتمعات، بما يدعم الاقتصاد الوطني ويعزز قدرات المؤسسات على مواكبة التحولات الرقمية الكبرى التي يشهدها العالم.

وأكد الأستاذ الدكتور ربيع رمضان أن الكرسي يمثل منصة استراتيجية للابتكار الوطني في مجال الذكاء الاصطناعي، تسعى الجامعة من خلالها إلى تمكين الباحثين العُمانيين من الإسهام الفاعل في بناء اقتصاد معرفي يقوم على الابتكار والتقنيات الحديثة، مع الالتزام الكامل بوضع الأطر الأخلاقية الحاكمة لاستخدام الذكاء الاصطناعي بما يتماشى مع قيم المجتمع العُماني وثقافته، مشيرا إلى أن جامعة نزوى ستواصل دورها الريادي في تعزيز التعاون مع مختلف المؤسسات والجهات الحكومية والخاصة لدفع عجلة الابتكار التقني في سلطنة عُمان.

مقالات مشابهة

  • جامعة حلوان تصنع المستقبل.. إنجازات رائدة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة
  • إيران.. مقتل قادة عسكريين وعلماء نوويين مع توسيع الضربات الاسرائيلية لمدن جديدة
  • استعرضت دور الفن التشكيلي في التنمية المستدامة.. ملتقى «تنومه» الدولي يكرم الدكتورة منال الرويشد
  • المعهد القومي لعلوم البحار ينظم فعالية دولية لتعزيز حماية الثروات البحرية بالتعاون مع اليونسكو"
  • عاشور:جسور التنمية تساهم في ربط العقول المصرية لتحقيق التنمية المستدامة
  • إنشاء كرسي لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في جامعة نزوى
  • الزراعة: التنمية المستدامة للمصايد السمكية من أهم أولويات الدولة
  • بعد 6 أيام من الاحتجاجات.. ترامب يستعد لإرسال قوات لمدن أخرى
  • مبادرة بمحافظة الداخلية لتعزيز الثقافة الاستهلاكية لدى الأسر العُمانية
  • محافظ قنا لـ ممثلى المجتمع المدنى: الشراكة ركيزة التنمية المستدامة