#سواليف

#الأستاذ_الحقيقي بين #الرتبة و #الرسالة: نحو معايير نزيهة وعادلة لتسمية الأستاذ المتميز في #جامعة_اليرموك
بقلم: الأستاذ الدكتور محمد تركي بني سلامة

بعد صدور النظام المعدّل لأعضاء هيئة التدريس في جامعة اليرموك، برزت مادة في غاية الأهمية ضمن هذا النظام، وهي المادة (48) التي تنص على:
“للمجلس، بناءً على تنسيب الرئيس، تسمية الأستاذ المتميز، والأستاذ الفخري، وأستاذ الشرف، وفق تعليمات تصدر لهذه الغاية.

هذا النص القانوني الجديد يفتح الباب أمام ما يمكن أن يكون تحولًا نوعيًا في التقدير الأكاديمي داخل الجامعة، لكنه في ذات الوقت يطرح سؤالًا جوهريًا:
من هو الأستاذ الذي يستحق أن يُلقّب بالمتميز أو الفخري أو أستاذ الشرف؟ وهل سيتم وضع تعليمات نزيهة، شفافة، ومعلنة مسبقًا، تكفل العدالة والمهنية في منح هذه المسميات؟

مقالات ذات صلة وزير التربية .. تطوير امتحان (التوجيهي) ليكون إلكترونيًا من خلال بنك الأسئلة 2025/07/26

الحقيقة المؤلمة التي لا يمكن إغفالها، أن رتبة “أستاذ دكتور” في الجامعات الأردنية باتت، مع مرور الوقت، تُمنح ثم تُهمَل. فالكثير من أعضاء هيئة التدريس ما إن يصلوا إلى هذه الرتبة، حتى يركنوا إلى الراحة، ويتوقفوا عن الإنتاج العلمي والبحثي.
تحوّلت الرتبة الأكاديمية إلى غاية بحد ذاتها، لا وسيلة للاستمرار في خدمة المعرفة والمجتمع. وللأسف، لم ترافقها حوافز حقيقية تشجع على الاستمرار في البحث والتأليف وخدمة الجامعة بعد الترقية، مما أفقدها بريقها، بل وتحول بعض الحاصلين عليها إلى “أساتذة بلا أثر”.

إن الرتب الأكاديمية العليا، وعلى رأسها “أستاذ متميز”، لا ينبغي أن تكون مجرد لقب فخري أو مكافأة شكلية، بل يجب أن تُمنح لمن يواصل العطاء، ويحقق التميز العلمي والبحثي، ويُسهم بفاعلية في خدمة جامعته ومجتمعه، ويحقق انتشارًا أكاديميًا دوليًا يُعتدّ به. لذلك، فإن إصدار تعليمات واضحة ومعلنة تُنظّم عملية منح هذه التسميات، هو أمر في غاية الأهمية والضرورة، كي لا نكرّر أخطاء الماضي.

لقد شهدت جامعة اليرموك، في مسيرتها الطويلة، الكثير من الاختلالات في آليات الترقية الأكاديمية، وبعضها وصل إلى القضاء الأردني للفصل فيها، ومنها قضيتي الشخصية، التي ما زالت منظورة أمام القضاء النزيه العادل، بعد أن كنت أحد ضحايا غياب المعايير والعدالة في التقييم.

ومن هنا، فإننا نُحذر – بكل محبة وانتماء للمؤسسة – من تحوّل التسميات الجديدة إلى نسخة مكرّرة من الممارسات السابقة، التي اتّسمت أحيانًا بالانتقائية، وأُفرغت من معناها الحقيقي.

ما نأمله – بإخلاص وصدق – هو أن تكون هذه فرصة تاريخية لبداية جديدة في جامعة اليرموك، تقوم على أسس من العدالة، والشفافية، والموضوعية. وأن تُبنى معايير الأستاذ المتميز على أسس واضحة تشمل:

الإنتاج العلمي الموثّق والمنشور دوليًا،

السمعة الأكاديمية العالمية،

المساهمة في خدمة الجامعة والمجتمع،

النشاط البحثي المستمر بعد الحصول على رتبة الأستاذية.

إننا نريد أن نرى في جامعة اليرموك أساتذة متميزين بجهدهم، وعلمهم، ومكانتهم العلمية، وليس بألقاب تُمنح لأسباب غير أكاديمية.

وأخيرًا، فإن تكريم المتميزين في الجامعات لا يُقاس بالألقاب فقط، بل بالمسؤولية التي تُرافق هذه الألقاب. فالأستاذ المتميز الحقيقي، هو من يجعل من علمه جسراً للتغيير، ومن جامعته منبرًا للفكر والبحث والإنجاز.

وللحديث بقية، إن شاء الله.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف الرتبة الرسالة جامعة اليرموك فی جامعة الیرموک الأستاذ المتمیز

إقرأ أيضاً:

ورشة علمية في صنعاء حول الملتيميديا والذكاء الاصطناعي والتنمية الأكاديمية

الثورة نت /..

عُقدت في صنعاء اليوم ورشة علمية بعنوان “تعزيز الملتيميديا في ظل الذكاء الاصطناعي للتنمية الأكاديمية واحتياجات وتحديات سوق العمل المعاصر”، نظّمتها جامعة تونتك الدولية للتكنولوجيا.

وتناولت الورشة ثلاث أوراق عمل؛ استعرضت الأولى المقدَّمة من الدكتور شريان السري موضوع “الملتيميديا والذكاء الاصطناعي”، وتطرقت الثانية إلى “الملتيميديا والتنمية الأكاديمية” للدكتور فضل باعلوي والدكتور أيمن الصبري، فيما سلطت الثالثة الضوء على “الملتيميديا: مخرجات وتحديات سوق العمل” للدكتور عقيل الصرمي.

وفي الورشة، أكد وزير التربية والتعليم والبحث العلمي حسن الصعدي أهمية تسليط الضوء على موضوع الملتيميديا الذي يدخل في مختلف المجالات والأنشطة والبرامج العالمية، مشيرًا إلى أن كثيرًا من الممارسين للملتيميديا ممّن يمتلكون الخبرة قد تجاوزوا بعض الدارسين والمتخصصين.

ونوّه بجهود القائمين على الجامعة ودورهم في إقامة مثل هذه الورش التخصصية والنوعية التي يحتاجها السوق اليمني في جميع مجالاته.

من جانبه، أكد نائب وزير التربية والتعليم والبحث العلمي الدكتور حاتم الدعيس أهمية الورشة التي شارك فيها نخبة من الأكاديميين على مستوى اليمن، داعيًا الجامعة إلى إمكانية تبنّي مشروع مشترك بين الوزارة وجامعة تونتك للعمل معًا في تصميم المحتوى الرقمي للمناهج الخاصة بهذا التخصص الحيوي.

وفي الورشة التي حضرها وكيل قطاع التعليم العالي الدكتور إبراهيم لقمان، ورئيس مجلس الاعتماد الأكاديمي الدكتور عادل المطري، أُلقيت كلمات من رئيس مجلس إدارة الجامعة الدكتور فؤاد حنش، ورئيس الجامعة الدكتور وائل الأغبري، وعميد كلية الملتيميديا الدكتور عقيل الصرمي، أشارت إلى أهمية مناقشة تحديات الملتيميديا في سوق العمل المعاصر والخروج بتوصيات ومقترحات لمواجهتها.

وأكدت الكلمات أهمية الملتيميديا كعلم، وضرورة تعزيز هذا التخصص في ظل الذكاء الاصطناعي والتحديات المعاصرة، والسعي إلى تأهيل كوادر وبناء قدرات عالية المستوى تواكب احتياجات سوق العمل اليمني والإقليمي.

وفي ختام الورشة، أوصى المشاركون بضرورة بناء إطار وطني للتحول الرقمي للمقررات والمناهج الدراسية في الجامعات اليمنية، وتأهيل كوادر أكاديمية متخصصة في هذا المجال من خلال فتح برامج دراسات عليا، وإدراج مقرر الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات والتخصصات الجامعية.

مقالات مشابهة

  • جامعة البترا وجامعة ولفرهامبتون توقعان مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي
  • المجلس الأعلى للجامعات يناقش تطوير آليات تقييم البرامج الأكاديمية
  • منتخب عمان الاهلية يتألق ويظفر بوصافة بطولة كرة السلة بين الجامعات
  • رهانات الداخل والخارج: معادلة معقدة لتسمية رئيس وزراء عراقي
  • ورشة علمية في صنعاء حول الملتيميديا والذكاء الاصطناعي والتنمية الأكاديمية
  • هل قتل ياسر أبو شباب بالرصاص؟ يديعوت أحرونوت تكشف السبب الحقيقي
  • قرارات جديدة لتعيين رؤساء أقسام جدد بكليتي الآداب والطب
  • وفود سياحية متعددة الجنسيات تزور المناطق الأثرية بالمنيا خلال الموسم السياحي المتميز
  • المنظمة المصرية الألمانية تشيد بالتنظيم المتميز لسفارة مصر في برلين خلال زيارة وزير الخارجية
  • رئيس جامعة المنوفية يصدر قرارين بتعيين رؤساء أقسام جدد بكليتي الآداب والطب