الأستاذ الحقيقي بين الرتبة والرسالة: نحو معايير نزيهة وعادلة لتسمية الأستاذ المتميز في جامعة اليرموك
تاريخ النشر: 27th, July 2025 GMT
#سواليف
#الأستاذ_الحقيقي بين #الرتبة و #الرسالة: نحو معايير نزيهة وعادلة لتسمية الأستاذ المتميز في #جامعة_اليرموك
بقلم: الأستاذ الدكتور محمد تركي بني سلامة
بعد صدور النظام المعدّل لأعضاء هيئة التدريس في جامعة اليرموك، برزت مادة في غاية الأهمية ضمن هذا النظام، وهي المادة (48) التي تنص على:
“للمجلس، بناءً على تنسيب الرئيس، تسمية الأستاذ المتميز، والأستاذ الفخري، وأستاذ الشرف، وفق تعليمات تصدر لهذه الغاية.
هذا النص القانوني الجديد يفتح الباب أمام ما يمكن أن يكون تحولًا نوعيًا في التقدير الأكاديمي داخل الجامعة، لكنه في ذات الوقت يطرح سؤالًا جوهريًا:
من هو الأستاذ الذي يستحق أن يُلقّب بالمتميز أو الفخري أو أستاذ الشرف؟ وهل سيتم وضع تعليمات نزيهة، شفافة، ومعلنة مسبقًا، تكفل العدالة والمهنية في منح هذه المسميات؟
الحقيقة المؤلمة التي لا يمكن إغفالها، أن رتبة “أستاذ دكتور” في الجامعات الأردنية باتت، مع مرور الوقت، تُمنح ثم تُهمَل. فالكثير من أعضاء هيئة التدريس ما إن يصلوا إلى هذه الرتبة، حتى يركنوا إلى الراحة، ويتوقفوا عن الإنتاج العلمي والبحثي.
تحوّلت الرتبة الأكاديمية إلى غاية بحد ذاتها، لا وسيلة للاستمرار في خدمة المعرفة والمجتمع. وللأسف، لم ترافقها حوافز حقيقية تشجع على الاستمرار في البحث والتأليف وخدمة الجامعة بعد الترقية، مما أفقدها بريقها، بل وتحول بعض الحاصلين عليها إلى “أساتذة بلا أثر”.
إن الرتب الأكاديمية العليا، وعلى رأسها “أستاذ متميز”، لا ينبغي أن تكون مجرد لقب فخري أو مكافأة شكلية، بل يجب أن تُمنح لمن يواصل العطاء، ويحقق التميز العلمي والبحثي، ويُسهم بفاعلية في خدمة جامعته ومجتمعه، ويحقق انتشارًا أكاديميًا دوليًا يُعتدّ به. لذلك، فإن إصدار تعليمات واضحة ومعلنة تُنظّم عملية منح هذه التسميات، هو أمر في غاية الأهمية والضرورة، كي لا نكرّر أخطاء الماضي.
لقد شهدت جامعة اليرموك، في مسيرتها الطويلة، الكثير من الاختلالات في آليات الترقية الأكاديمية، وبعضها وصل إلى القضاء الأردني للفصل فيها، ومنها قضيتي الشخصية، التي ما زالت منظورة أمام القضاء النزيه العادل، بعد أن كنت أحد ضحايا غياب المعايير والعدالة في التقييم.
ومن هنا، فإننا نُحذر – بكل محبة وانتماء للمؤسسة – من تحوّل التسميات الجديدة إلى نسخة مكرّرة من الممارسات السابقة، التي اتّسمت أحيانًا بالانتقائية، وأُفرغت من معناها الحقيقي.
ما نأمله – بإخلاص وصدق – هو أن تكون هذه فرصة تاريخية لبداية جديدة في جامعة اليرموك، تقوم على أسس من العدالة، والشفافية، والموضوعية. وأن تُبنى معايير الأستاذ المتميز على أسس واضحة تشمل:
الإنتاج العلمي الموثّق والمنشور دوليًا،
السمعة الأكاديمية العالمية،
المساهمة في خدمة الجامعة والمجتمع،
النشاط البحثي المستمر بعد الحصول على رتبة الأستاذية.
إننا نريد أن نرى في جامعة اليرموك أساتذة متميزين بجهدهم، وعلمهم، ومكانتهم العلمية، وليس بألقاب تُمنح لأسباب غير أكاديمية.
وأخيرًا، فإن تكريم المتميزين في الجامعات لا يُقاس بالألقاب فقط، بل بالمسؤولية التي تُرافق هذه الألقاب. فالأستاذ المتميز الحقيقي، هو من يجعل من علمه جسراً للتغيير، ومن جامعته منبرًا للفكر والبحث والإنجاز.
وللحديث بقية، إن شاء الله.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الرتبة الرسالة جامعة اليرموك فی جامعة الیرموک الأستاذ المتمیز
إقرأ أيضاً:
الأكاديمية السلطانية للإدارة تطلق برنامج "القيادات التنفيذية"
مسقط- الرؤية
أطلقت الأكاديمية السلطانية للإدارة برنامج "القيادات التنفيذية" لرؤساء الأقسام، الذي يهدف إلى تعزيز قدراتهم من خلال برنامج تعلم تنفيذي متقدم يركز على تنمية المهارات القيادية والتطوير الإداري والابتكار المؤسسي مساهمًا في رفع كفاءة الأداء المؤسسي في سلطنة عُمان.
وقالت الدكتورة فتحية بنت عبدالله الراشدية مساعدة الرئيس لشؤون البرامج، إن إطلاق برنامج "القيادات التنفيذية" لرؤساء الأقسام يمثل خطوة محورية في تحقيق مستهدفات رؤية "عُمان 2040"، من خلال تطوير قادة يمتلكون عقلية نمو متجددة، وقادرة على قيادة فرق عمل مبتكرة، مضيفة إن البرنامج المتكامل يهدف إلى تطوير المهارات القيادية والإدارية للمشاركين، وتعزيز فهمهم للابتكار المؤسسي، وتمكينهم من التكيف مع المتغيرات المتسارعة في بيئة العمل. كما أشارت إلى أن الوحدات التعلمية المتنوعة للبرنامج ستسهم في بناء جيل جديد من القادة الحكوميين القادرين على صناعة التغيير والابتكار في سلطنة عُمان.
ويستهدف البرنامج 30 مشاركًا من رؤساء الأقسام ومن في حكمهم من شاغلي الوظائف الإشرافية بوحدات الجهازي الإداري للدولة. ويتضمن البرنامج 5 وحدات تعلمية رئيسية مصممة لتطوير مهارات القيادة والإدارة والابتكار لدى المشاركين، تركز الوحدة الأولى من البرنامج على عدد من الموضوعات المتنوعة أبرزها، تطوير عقلية النمو، وقيادة الذات وفرق العمل والمؤسسات، والقيادة التحفيزية ومهارات التفاوض، بينما تغطي الوحدة التعلمية الثانية عدة محاور حول الابتكار التنفيذي في القيادة أهمها، التفكير الإبداعي، واستراتيجيات الابتكار، بالإضافة إلى القيادة التكيفية، أما الوحدة الثالثة من البرنامج تناقش التخطيط المالي، ومبادئ وأساسيات إدارة الميزانية الحكومية، إلى جانب تحليل البيانات المالية واستراتيجيات الاستثمار الحكومي والتقارير المالية الفعالة، وتطرق الوحدة الرابعة إلى إدارة المشاريع واستراتيجياتها، بالإضافة إلى إدارة المخاطر.
وسيتم خلال الوحدة التعلمية الخامسة من البرنامج، عرض لمشاريع المشاركين من خلال التركيز على تعزيز مهارات التواصل والثقة، واستخدام الأدوات التقديمية المبتكرة. كما سيشتمل البرنامج على زيارات ميدانية وعرض تجارب محاكاة للتغيرات الواقعية، بالإضافة إلى جلسات إرشاد وهاكاثون مع نخبة من الخبراء والمتحدثين في هذه المجالات.
ويسعى برنامج القيادات التنفيذية إلى تمكين المشاركين من تحقيق العديد من النتائج التي تتمثل في: تنمية عملية التفكير الإبداعي في القيادة، وتطبيق الابتكار في العمل، بالإضافة إلى بناء فرق عمل فعّالة، وتطوير حلول مبتكرة، إلى جانب تعزيز الثقة وتنمية مهارات التواصل المؤثر، بما يمكنهم من القيادة بفاعلية والتأثير إيجابًا في بيئات عملهم.
يشار إلى أنَّ الأكاديمية السلطانية للإدارة تعمل وفق خطط إستراتيجية ونهج ثابت لتحقيق فلسفة عملها وذلك من خلال مختلف المبادرات والبرامج التي تستهدف مختلف القطاعات والمجتمعات القيادية بسلطنة عُمان.