هآرتس: الإسرائيليون يفضلون من يكذب عليهم على من يواجههم بالحقيقة المؤلمة
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
الحكومة الإسرائيلية ضد الجميع، فهي ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وضد حزب الله اللبناني، وضد الجيش الإسرائيلي وضد الشعب، وإذا قالت إن حماس لا تهتم بما يحدث لسكان غزة، فهل تهتم هي بما يحدث في إسرائيل؟ فما يحدث هو النهب وتمرير الأموال إلى الأصدقاء، ومساعدة اليهود المتشددين وتجاهل من هم في جبهة القتال.
بهذه المقدمة افتتح الكاتب يوسي كلاين مقالا بصحيفة هآرتس، قال فيه إن المقاتلين في الجيش الإسرائيلي ليسوا غائبين عن الواقع ولا أغبياء، وهم يدركون أن الحكومة تقاتل على ظهورهم وأنهم وقود مدافعها.
وأضاف أن هؤلاء المقاتلين يرون أين تذهب الأموال، ويرون تمديد خدمة الاحتياط، وعدم الكفاءة في التعامل مع النازحين الإسرائيليين، واللامبالاة تجاه المحتجزين، وهم فوق ذلك يرون تغيير هدف الحرب كل أسبوع، من "إسقاط حماس" في الماضي إلى "النصر المطلق" الآن.
وما هو هذا "النصر المطلق" الذي يضحون بحياتهم من أجله؟ -يتساءل الكاتب- ليرد بأن وسائل الإعلام تعرف، والصحفيون الذين يستطيعون تحليل كل ثانية في ذهن قائد حماس يحي السنوار، يعرفون ما يحدث في ذهن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وهم يعرفون أن "النصر المطلق" يعني الحفاظ على حكم نتنياهو، لا "اليوم التالي" ولا إسقاط حماس ولا إطلاق المحتجزين.
الصحفيون يعرفون ذلك -حسب الكاتب- لكنهم لا ينقلون ما يجب أن يعرفه الجمهور بل ما يريده الجمهور، أما الذي لا يريد أن يعرفه الجمهور فهو أن أبناءهم يقاتلون من أجل نتنياهو، والدليل أن القناة الأولى الأكثر موثوقية -حسب استطلاع للراي- هي الأقل مشاهدة، لأن الجمهور يفضل أن يكذبوا عليه بدلا من أن يعذبوه بالحقيقة المرة.
والمعلقون -كما يقول الكاتب- لا يروون الحقيقة المؤلمة أمام الكاميرات، كحقيقة أن المحتجزين تحت فوهة المسدس، بل يقدمون مشهدا زائفا لجنود احتياط مستعدين للخدمة عامين أو 3 إذا كان ذلك سيحقق الهدف، وفي الوقت نفسه يتسترون على حقيقة أن الهدف غامض بشكل متعمد.
وخلص الكاتب -بتهكم- إلى أن العقول اللامعة التي لا تعرف حتى كيف تعتني بـ100 ألف لاجئ إسرائيلي، "ستعرف" كيف "تنقل" 1.4 مليون لاجئ من غزة، وهي ما انفكت تمطرهم بمنشورات تطلب منهم نقل أنفسهم، ومن يبقى "رحمة الله عليه".
واقترح يوسي كلاين -في ختام مقاله- على مسؤول استطلاعات الرأي أن يتحقق من مدى تأييد الجمهور لعمل في رفح يقتل خلاله 5 آلاف من كبار السن والنساء والأطفال، مخمنا أن الجمهور سيدعمه، بشرط ألا يراه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ما یحدث
إقرأ أيضاً:
نقيب الصحفيين يعبّر عن انزعاجه من صدور حكم بالحبس ضد الكاتب الصحفي محمد الباز
عبر خالد البلشي، نقيب الصحفيين، عن انزعاجه من صدور حكم بالحبس اليوم، ضد الكاتب الصحفي محمد الباز في قضية تتعلق بالنشر.
وأكد البلشي على موقف نقابة الصحفيين الثابت الرافض لتوقيع عقوبات سالبة للحرية في قضايا النشر، تنفيذًا لنص المادة 71 من الدستور، والمادة 29 من قانون تنظيم الصحافة والإعلام، والتي جاءت أحكامها مطابقةً لنصوص الدستور.
وأشار البلشي إلى أن حكم الحبس الصادر بحق رئيس مجلس إدارة "الدستور" يؤكد أهمية مطالب النقابة المتكررة خلال العامين الماضيين، والتي دعمتها مخرجات المؤتمر العام السادس للنقابة، بضرورة الإسراع في إصدار قانون يمنع العقوبات السالبة للحرية في قضايا النشر، باعتباره قانونًا مكملًا للدستور. موضحًا أن النقابة أعدت مشروع قانون في هذا الصدد داعيا جميع الأطراف للعمل على إقراره.
وشدد نقيب الصحفيين على تقديره للشاعر الكبير الراحل أحمد فؤاد نجم، مؤكدا على ضرورة الفصل بين نقد الشخصيات العامة وتوجيه الإساءة لها، داعيًا الزملاء الصحفيين إلى الالتزام بالقواعد المهنية وميثاق الشرف الصحفي عند تناولهم للحياة الشخصية للمواطنين أو الشخصيات العامة.
وأكد البلشي أن رفض النقابة للحبس في قضايا النشر ليس حكرًا على آراء بعينها، ولا تمييزًا للصحفيين، بل يمتد ليشمل جميع المواطنين، انسجامًا مع موقفها الثابت واحترامًا لنصوص الدستور. كما دعا منظمات المجتمع المدني إلى دعم مطالب النقابة وترسيخ مبدأ منع الحبس في قضايا النشر عبر ممارسة تؤكد هذا الحق.
وشدد نقيب الصحفيين على أن رفض الحبس في قضايا النشر لا يُقصد به تحصين المتهمين في قضايا النشر ( صحفيين أو مواطنين) من المحاسبة، لكنه حماية للحق في التعبير وصونا للدستور، مشيرًا إلى وجود سبل قانونية ونقابية تكفل حماية حقوق المواطنين والمجتمع من أي انتهاكات عبر النشر، دون اللجوء إلى الحبس.