"العشماوى" يكافئ 9 ممرضات ومدير وحدة صحية بالفيوم وخصم ايام لغير الملتزمين
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
قرر الدكتور سامح العشماوى وكيل وزارة الصحة بالفيوم صرف مكافأت ل 9 ممرضات ومدير وحدة صحية بالفيوم .جاء ذلك عقب المرور المفاجئ لوكيل وزارة الصحة على بعض وحدات ادارات سنورس و ابشواى ومركز الفيوم والتى رافقه فيها كل من هاله احمد- مدير ادارة التمريض الدكتورة نشوى مصطفى - مدير ادارة الدعم الفني و متولي سعد - مدير الشئون الادارية و الدكتورة نشوى جلال - مدير العلاقات العامة .
بدا الجولة المفاجئة بالمرور على وحدة السعيدية التابعة لمركز سنورس وامر بفحص دفاتر الحضور والانصراف وتحويل المتغيبين دون اذن الى التحقيق ولاحظ عدم ارتداء طبيب الاسنان والصيدلانيه للزي الرسمي بالاضافه الى عدم استخدام معظم العاملين لكارت التعريف فامر بخصم ثلاثه ايام جزاء مباشر لكل من كاتب الصحة والصيدلانية وطبيب الاسنان واثنين من الرائدات لعدم تنفيذهم تعليمات الدكتور وكيل الوزارة.
وتفقد عيادة الاسنان حيث وجد فيها طبيب واحد فقط وبسؤاله عن سير العمل افاد بان كرسي الاسنان به عطل كما توجد اعطال بالكهرباء والسباكه تحتاج الى اصلاح سريع فامر بالتواصل السريع مع مهندسة الصيانة بالمديرية لاصلاح الاعطال وايضا الاتصال بمديره الاداره الصحية الدكتورة منى سعد لارسال فريق اشراف الادارة لعمل اصلاحات سريعة كما امر بمخاطبة مدير ادارة التخطيط بالمديرية لاصلاح المشاكل الخاصه بالسباكة والكهرباء واعادة توزيع اطباء الاسنان المتغيبين خارج الوحدة.
وتفقد عيادة تنظيم الاسرة وسأل احدى المنتفعات عن مدى رضاها عن الخدمه وافادت انها تاتي باستمرار الى الوحدة للحصول على الخدمة ،كما لاحظ ان الممرضة تحتاج الى مراجعة معلوماتها فامر مديرة التمريض بتدريبها. كما تفقد الاستقبال و غرفة الرعاية والتطعيمات ولم يجد المراقب الصحي حيث انه تاخر عن موعده فامر بمجازاته بخصم3 ايام جزاء مباشر لتركه جلسة التطعيم المفروض تنفيذها خلال اليوم ,كما تفقد الصيدلية وقرر مجازاة الصيدلانية المتواجدة بخصم 3 ايام من الراتب جزاء مباشر لعدم تنفيذ تعليمات الدكتور وكيل الوزارة كما امر باعادة توزيع الصيادلة المتغيبين دون اذن و تحويل الاطباء البشريين المتغيبين الى التحقيق بالمديرية.
مجازاة غير الملتزمينو توجه الى وحدة سنهور البحرية التابعة ايضا لادارة سنورس الصحية وامر مدير الشئون الادارية بفحص دفاتر الحضور والانصراف وامر بمجازاة الكاتب المسئول عن الدفتر لعدم تنفيذه التعليمات الدكتور ,وتفقد عيادة تنظيم الاسرة وقام باختبار معلومات الممرضه هناء احمد زكي بطران وامر بصرف مكافاة لها من الادارة لكفاءتها العلميه. و قام بفحص دفاتر الحضور والانصراف بنفسه وامر بتحويل المتغيبين دون اذن الى التحقيق بالمديرية
ثم تفقد الاستقبال وقام باختبار معلومات الممرضة الموجودة ايمان عبد الباقي عبد السلام وهي بالاساس ممرضة حوامل مترددين ووجدها على دراية وكفاءة بالعمل فى الاستقبال فامبصرف مكافاة مالية لها من الادارة الصحية لكفاءتها العلمية, ثم تفقد الصيدليه وقرر مجازاة الصيدلانية الموجودة بخصم 3 ايام من الراتب جزاء مباشر لعدم تنفيذ تعليمات الدكتور وكيل الوزارة وعلم ان اثنين من الصيادلة فى خط سير ولكنه غير معتمد من مدير الوحدة او الادارة فامر مديرة الادارة بتتبع خطوط السير ظ, كما تفقد عيادة الاسنان ووجد طبيب واحد وامر باعادة توزيع الباقين المتغيبين دون اذن ، كما تفقد المعمل وغرفة الملفات وابدى بعض الملاحظات وافاد الفريق المتواجد بانهم منتدبين حديثا من المركز الطبي للمساعده فيه تيسير الاعمال لقلة عدد التمريض بالوحدة, و امر بارسال امين المخزن بعمل الاجراءات المخزنية اللازمة لاستلام بعض "الاستاندات" من المديرية لتدعيم غرفة الملفات ,كما امر بالتاكيد على اعتماد خطوط السير والاذونات والاجازات من مدير الادارة اولا باول .
بعد ذلك توجه والفريق المرافق الى وحدة الياس التابعة للادارة الصحية بابشواي فوجد الصيدلية مغلقه رغم تواجد الطبيبة والكثير من المرضى فقام على الفور بالاتصال بمدير الادارة الصحية الدكتورراضي رشاد وامره بمجازاة الصيدلى المسئول جزاء مباشر بخصم 3 ايام من راتبه لتعطيل العمل وايقاف خدمة وارسال صيدلى اخر على الفور لفتح الصيدلية و صرف العلاج للمرضى المتواجدين. كما امر بمجازاة طبيب الاسنان بخصم ثلاث ايام جزاء مباشر لعدم تنفيذه التعليمات , كما امر بتحويل مسئول الدفتر للتحقيق لاهماله في اعمال الدفتر
بعد ذلك توجه الى وحده شكشوك الصحية التابعة لمركز ابشواي ايضا وقد وجد الطبيب مدير الوحدة الدكتور عبد العزيز السيد وايضا الصيدلي وطبيب الاسنان والعمل يسير على ما يرام
وقد استوقفته احدى السيدات و استمع لشكواها بعدم وجود علاج فى الصيدلية فقام بتفقد الصيدلية ومعه المواطنة وقام بسؤالها اذا كانت كشفت اليوم وكتب لها علاج ولم تجده فاجابت بانها جاءت لصرف البان فابلغها بان الصيدلية مفتوحة و بها جميع انواع الادوية وان شكواها في غير محلها.
وامر بفحص دفاتر الحضور والانصراف وامر بتوزيع اثنين من الصيادلة المتغيبين دون اذن ,كما امر بمجازات الاخصائية الاجتماعية والتى تقوم ايضا باعمال كاتب الوحدة جزاء مباشر ثلاث ايام لعدم تنفيذ تعليمات الوزارة. تفقد عيادة الاسنان وقام بسؤال الطبيب الموجود عن نسبة التردد على العيادة والمشاكل الموجودة فاجاب بوجود عطل في "الكومبروسير" الملحق بالكرسى فاكد مدير الادارة ان مسىول الصيانة كان متواجد قبل الزيارة بيوم واصلح جميع الاعطال وتم الاتصال به والاستفسار عن هذه الاعطال .كما امر باعادة توزيع اطباء الاسنان المتغيبين دون اذن خارج الوحدة.
و توجه الى وحده كفر عبود ووجد الطبيبة موجودة وملتزمة بالزي و كارت التعريف فقدم لها الشكر على ذلك ثم تفقد عيادة الاسنان حيث وجد فيها طبيب ولفت انتباه مديرة الوحدة لاعتماد خطوط السير والاجازات وارسالها لمدير الادارة وتفقد الصيدلية ووجد صيدلانيه بها, وايضا غرفه الملفات ولاحظ انها بدون ترقيم فامر الممرضه المسئولة بترقيمها ثم تفقد الاستقبال وقام باختبار معلومات الممرضة ايه عبد الهادي علي وقرر بصرف مكافاة مضاعفة لها وذلك لكفاءتها العلميه و لتنظيمها للدفاتر والسجلات و اجادتها للكتابة بخط منمق وقدم لها الشكر
ثم تفقد عيادة تنظيم الاسرة وقام بسؤال المنتفعات عن رضاهن عن العمل بالعيادة و الخدمة المقدمة بها فاجبن انهن يترددن بانتظام لحسن المعاملة والتزام الممرضة فامر بصرف مكافاة مالية للممرضة حسناء رمضان عبد العظيم لكفاءتها العلمية بعدما اختبر معلوماتها وايضا لحسن تعاملها مع السيدات والتزامها بعملها.
بعد ذلك توجه الى وحده ابوكساة في حضور مدير الادارة الصحية ووجد فريق العمل ملتزم و تواجد مدير الوحدة الدكتور خالد عبد العظيم ابو حمد و تفقد غرفة الاسنان ووجد بعض الاعطال فى كرسى الاسنان فامر بالتواصل مع مهندسه الصيانه بالادارة للإصلاح ، كما امر باعادة توزيع اطباء الاسنان المتغيبين دون اذن خارج الوحدة.
وتفقد الاستقبال وفحص سجلات الطوارئ وامر بمكافاة مالية من الادارة للممرضة شيماء صلاح السيد لكفاءتها العلمية و طلب منها فحص مولد الاكسجين الموجود للتاكد من سلامته وعمله بكفاءة ,كما تفقد عيادة تنظيم الاسرة وامر بمكافاة مالية من الادارة للممرضة هاله وليد محمد لكفاءتها العلمية ,ثم فحص غرفة الملفات وامر باعادة ترتيبها وترقيمها واعطاء مهلة حتى يوم الاحد للانتهاء من ذلك , كما تفقد غرفه الرئدات والصيدلية ثم مركز العلاج الطبيعي بالمبنى المقابل ووجد اخصائيو العلاج الطبيعى ملتزمين ويعملون لاخر دقيقة فامر بصرف مكافاةمالية من الادارة للدكتور خالد عبد العظيم ابو حمد - مدير الوحدة لانضباط العمل بالوحدة وتواجد الفريق حتى اخر دقيقة وسير العمل على اكمل وجه.
وواصل وكيل الوزارة جولته والفريق المرافق لوحدة منشاة دكم التابعة لمركز سنورس وكان قد تلقى شكوى من احد المواطنين بانها لا يوجد بها اطباء او علاج فوجد جميع العاملين من اطباء وصيادلة واطباء اسنان وتمريض متواجدين وتفقد الصيدلية وعيادة الاسنان وغرفة التطعيمات وغرفة الملفات وامر بصرف مكافاة مالية من الادارة للممرضة اسماء عزت السيد لكفاءتها العلمية ولتنظيمها حجرة الملفات وفقا للمعايير المحددة .كما تفقد عيادة تنظيم الاسرة و قام باختبار معلومات الممرضة مها عدلي جلال وامر بصرف مكافاه مالية لها من الادارة لكفاءتها العلمية ,كما تفقد مكتب الصحة وقام بسؤال الكاتب عن كيفية تسجيل حالات المواليد و الوفاة على سيستم الوزارة ,ثم تفقد غرفة التطعيمات وامر بمكافاة مالية للممرضة ايمان عبد العزيز السيد - ممرضة التطعيمات .
وفي فتره النوباتجية توجه الى وحدة سنرو البحرية التابعة لادارة ابشواي ووجد الممرضة والكاتب وعلم ان الاعمال محالة الى وحدة زيد لوجود الطبيب هناك ,وتفقد الاستقبال واطلع على السجلات ، كما تفقد اعاده تنظيم الاسرة وامر باصلاح بعض الادوات الموجودة .
وفي نهاية الجولة قام بالمرور على وحدة المندرة التابعة لمركز الفيوم في فتره النوباتجية ايضا فوجد الكاتب والممرضة والعاملة واطلع على سجلات الاستقبال وطلب استيفائها وعلم ان الاعمال محالة على وحدة بني صالح وان الطبيب متواجد هناك وقام بتدريب الممرضة على راس العمل على استخدام "الفاركولين" ,كما لاحظ وجود الات جراحيه غير مستخدمة فامر بعمل الاجراءات اللازمة لاعادة توزيعها على المستشفيات حسب الاحتياج .
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صرف مكافأت 9 ممرضات مدير وحدة صحية الصحة المرور المفاجئ السعيدية سنورس قرر
إقرأ أيضاً:
هل تفقد إسرائيل مكانتها المطلقة في واشنطن؟
ناصر بن جمعة بن محمد الزدجالي
قبل شهور بسيطة، كان طرح مثل هذا السؤال ضربًا من الخيال، ومناقشة احتمالية كهذه من المستحيلات لأي باحث مطّلع على العلاقات الدولية، وبثوابت السياسة الأمريكية ودهاليزها. لم يجتمع الحزبان الديمقراطي والجمهوري على سياسة، مثلما اتفقا على أولوية إسرائيل، ولم تغلب مصلحة دولة على أمريكا ذاتها إلا إسرائيل.
ثمَّة تغيّرات جذرية طرأت على مستوى الداخل الأمريكي وعلى المستوى الدولي، ساهمت في جعل السؤال يبدو أمرًا مَنطِقيًا وطبيعيًا إلى حد ما. بدأنا أخيرا نرى من يتجرّأ، ويناقش هذا السؤال المحرّم عادةً، على الملأ، ويتحدث عنه وهو غير خائف من فقدان وظيفته، أو انهيار شعبيته، أو حتى محاكمته علنًا بتهمة معاداة السامية. كيف حدث هذا بين يوم وليلة؟ ومن سمح لهؤلاء بالحديث علنًا عن ما كانوا يكبتونه لسنوات، دون أن تتاح لهم القدرة على الحديث؟ وهل يمكن أن تسمح إسرائيل بخسارة نفوذها المطلق وتفقد مكانة "الحليف المميّز" لدى واشنطن؟
لطالما اعتمدت إسرائيل على دعم أمريكا المطلق لها، فهي بمثابة الضامن الأول والأخير لأمنها، والمُمَوّل الأكبر لخزينتها وإنفاقها العسكري، والمدافع الشرس عنها في المحافل الدولية. وهي من مَنّحَها الحرية والغطاء لمهاجمة من تشاء، ومتى تشاء، وكيفما تشاء، وما لأمريكا إلا غضّ النظر عن مغامراتها وتبرير شيطنتها، وعليها أن تضع مبادئها جانبًا، وتتخلى عن التزاماتها ومصالحها، وتعمل بلا كلل لتوظيف دبلوماسيتها وأسـلحتها وتشرّع قوانينها للدفاع المستميت عن إسرائيل وأفعالها، مع التأكد من ضمان عدم تمكين أي دولة، أو منظمة دولية، أو محكمة للقانون الدولي، أو الإنساني، من الاقتراب من إسرائيل، أو محاولة التأثير على مصالحها. لسنوات طويلة، مثّل موضوع إسرائيل، سياسة داخلية لا خارجية، وكان على كل سياسي طامح للوصول إلى السلطة أن يقدم القرابين ليحظى بمباركة ودعم جماعات الضغط الأمريكية الإسرائيلية، مثل لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية المعروفة بـ"آيباك AIPAC"، التي كانت تستخدم تبرعاتها وإعلامها وشبكات نفوذها المالي لضمان سياسات مؤيدة بشكل مطلق لإسرائيل.
ماذا تغيّر إذن لتفقد أمريكا ذلك الحماس؟ وما المستجدات التي طرأت لتتحدى إسرائيل وتحوّلها إلى موقع دفاع وتفقدها تدريجيًا شيئًا من نفوذها؟ لقد أظهرت الاستطلاعات الأخيرة انخفاضًا في دعم الأمريكيين لإسرائيل من 69% إلى 43% خلال عامين فقط من حرب غزة، كما أظهر استطلاع مؤسسة جالوب البحثية في يوليو الماضي، أن 9% فقط من الأمريكيين بين 18 و34 عامًا يدعمون العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.
من وجهة نظري، هناك 3 متغيرات وأحداث ساهمت، أكثر من غيرها، في هذا الانعطاف؛ في مقدمتها التحول الكبير في التفكير لدى الشباب الأمريكي، خاصة في الجامعات، ومن ينتمي منهم إلى أقصى اليمين واليسار. كما لوحظ بشكلٍ متزايد أن الشباب الأمريكي لا يكترث بعقدة الضمير الخاصة بالهولوكوست، وكثيرون منهم لا يؤمنون بالمحرقة أصلًا. كما شهدت الجامعات تجمعات ومظاهرات تندد بالحروب شارك فيها فئات من اليهود أنفسهم. وبفضل الزخم، أصبح هذا الحراك الشبابي بين يوم وليلة القوة المحركـة للسياسات. ولقد شهدنا جميعًا كيف استفادت حملة زُهران ممداني عمدة نيويورك المنتخب من هذا التحول المثير.
من هذه المتغيرات أيضًا، حركة "أمريكا أولًا"- والمعروفة اختصارًا بـ"MAGA"- التي روّج لها الرئيس ترامب ومثلت قاعدته الانتخابية الأبرز. وكان لهذه الحركة الناشئة الفضل في صعود الرئيس ترامب إلى السلطة عام 2016 والعودة إليها مجددًا في عام 2025.
المعروف أن سياسات وتوجهات الحملة بنيت على أفكار يمينية تحاول انصاف الأمريكيين البيض، تناقش سياسات الهوية، وتناهض الهجرة، وتدعو إلى إعطاء الأولوية المطلقة لأمريكا، وتدعو لاحترام مبادئها، وعدم الزّج بها في حروب غير معنية بها أصلًا. ومع أن إسرائيل ساندت بعض هذه الأفكار في مرحلة ما، إلا أنها سرعان ما اكتشفت أنها أتت عليها بنتائج عكسية. لقد ساهمت هذه الأفكار في صعود حراك شبابي حفّز على البحث عن الحقيقة. أدركوا أنه أريد لهم فهم نصف الحقيقة، وأنه، بفعل فاعل، تم تغييب أذهانهم عن الصورة الكلية. ولذلك كان السعي الدؤوب لمعرفة من هي الاستثناء الوحيد؟ ومن هو الكيان الذي يأتي فوق القانون؟ وما الدولة التي تسبق مصلحتها الولايات المتحدة؟ ولماذا لم يتحقق في كل الحالات مبدأ "أمريكا أولًا"؟ وكانت إسرائيل هي الجواب لكل هذه الأسئلة الحائرة! الأمر الذي جعل هذه الفئة تتساءل لماذا إسرائيل؟ ولماذا يسمح لها بالقفز على المصالح؟ ولماذا يُصرّح لليهود الأمريكيين بازدواجية الجنسية؟ والأهم، أين يكمن الولاء؟ وكيف يمكنهم الانتساب لجيش دولة أخرى والقتال في صفوفها؟ ولماذا تقوم الولايات المتحدة بخوض الحروب نيابة عن إسرائيل؟
وعلى عكس العادة، سرعان ما أضحت هذه الأسئلة منطقية، وبات يردّدها كثيرون، كان آخرهم اليمين المتدين أو ما يطلق عليهم "القوميين البيض" أو أجنحة "اليمين المتطرف". ولعل خير دليل على ذلك ما قدمته مقابلة الشاب الصاعد نيك كونتيز مع الإعلامي المعروف تكر كارلسون من شعبية وانتشار، والتي حصدت أكثر من ستة ملايين ونصف المليون مشاهدة في فترة وجيزة، وتسببت في نقاش لم يهدأ بعد.
وأخيرًا، هناك تداعيات ومآسي حرب غزة وتعنّت السياسة الإسرائيلية والسيطرة المطلقة عليها من قبل حكومة يمينية متطرفة. لقد وجد المجتمع الدولي نفسه في حالة عدم قبول لهذه الممارسات الرعناء، خاصة الشباب منهم، وبدء التنديد يزداد لغطرسة هذه الحكومة اليمينية المتطرفة، ورفض سياسات التطهير العرقي، والاستيطان والاستبداد، والتصدي لنكران حل الدولتين التي تنتهجها هذه الحكومة. كل ذلك ادى إلى رفض المجتمع الدولي لهذه الممارسات الهمجية.
ومع أن هذا التراجع يعد غير مسبوق بالنسبة للتحالف التاريخي بين إسرائيل والأمريكيين، يذكرنا التاريخ أنه لا يجوز لنا أن نغرق في التفاؤل. فلا تزال يد إسرائيل طويلة بما يكفي، ولا يزال نفوذها قائمًا بفضل سطوة ونفوذ المال والإعلام المؤيد لإسرائيل. إضافة إلى دعم الإنجيليين، والقوانين والتشريعات الصارمة التي سُنّت لصالح إسرائيل تحت غطاء "مُعاداة السامية". ناهيك، عن متانة دعم الحزب الجمهوري وتضامن قياداته معها.
لقد استشعرت إسرائيل الخطر، وباتت تجاهد على أكثر من صعيد لاسترداد مكانتها المسلوبة. فهي تقوم بتنظيم حملات مركّزة في مجال "الدبلوماسية العامة" داخل الولايات المتحدة وبدول اوربية كبرى، وتوظيف وسائل التواصل الاجتماعي للتأثير على الرأي العام الأميركي. وباشرت اسرائيل حملات مركّزة تستهدف على وجه الخصوص جيل الشباب المعروف بـ"الجيل زد" (Gen Z)، ويُعد الاستثمار اليهودي في منصة تيك توك أحد الأدوات لتحقيق ذلك.
لم تنجح إسرائيل، ومعها اليهود والصهاينة، في صد موجة التسونامي التي تسببها زُهران ممداني. فهل تستمر في فقدان النقاط، وتخسر أمريكا الحليف المخلص لها، أم إنها نزوة وتنتهي؟ وجولة وتتوقف؟ حدسي يقول إنها بدأت لتستمر؛ فلقد باتت الاختراقات واضحة، خاصة في صفوف الديمقراطيين، الذين كانوا في السابق الداعم الأكبر لإسرائيل. والأهم، لقد بدأ سقوط الجدران، وكسرت قيود الخوف، وأصبح التوافق المطلق على مبدأ "إسرائيل أولًا" شيئًا من الماضي.
** باحث ومحلل استراتيجي