سودانايل:
2025-07-29@23:35:25 GMT

أفراح النصر تضع خيارا واحدا للحرب

تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن
أن الأفراح التي غمرت العديد من أحياء أم درمان ، بإلتقاء المتحرك العسكري القادم من كرري مع متحرك المهندسين في جنوب أم درمان، و الذي يؤكد الإغلاق العسكري الكامل لمناطق " الملازمين و بيت المال و أبوروف" التي يتواجد فيها عناصر من الجنجويد، و خاصة أؤلئك الذين يحتلون مبنى "الإذاعة و التلفزيون" أن هؤلاء سوف يمنع عنهم الإمداد و التشوين، و بالتالي ليس أمامهم غير تسليم أنفسهم للقوات المسلحة.

و أصبحت أم درمان في قبضة الجيش السوداني.. حيث يصبح التركيز على منطقة الصالحة.. و من ثم دعم القوات في بحري و الخرطوم.. لكي تتقابل بإذن ألله المتحركات من العاصمة مع التي تاتي من الجزيرة.. أن زغاريد النساء و دعوات الأباء و الأمهات التي تصاعدت إلي السماء سوف تعجل بالنصر الكامل و دحر الميليشيا في مناطق البلاد. سودان خالي من الميليشيا. أي انبثاق مرحلة بشروط جديدة للعملية السياسية.. مرحلة تؤكد أن السودانيين وحدهم يجب أن يحلوا مشاكل دولتهم دون أن تمد الدول الأخرى أرانب انوفها في شأنه الداخلي..
أن خروج الجماهير المندفعة نحو قواتها المسلحة إحتفالا بالنصر، و بتلاحم المتحركات، يؤكد أصرار الجماهير و الجنود على مواصلة الحرب حتى النصر، و عدم الإلتفات لدعوات التخزيل و الانكسار التي تمارسها بعض المجموعات الباحثة عن مصالحها الشخصية، و تحاول أن تنقذ عملية دحر الميليشيا، لأنها تعتقد أن هزيمة الميليشيا عسكريا تعني هزيمة المشروع الذي أدى إلي إندلاع الحرب. كما أن القيادة العسكرية نفسها قد تجاوزت مرحلة المناورة و التكتيك السياسي التي كانت تتطلبها المراحل السابقة، بهدف تخفيف الضغوط الخارجية عليها. و التي كانت تمارسها الرباعية " أمريكا و بريطانيا و السعودية و الامارات مدعومة من الاتحاد الأوروبي" و أيضا الثلاثية " الاتحاد الإفريقي و الإيغاد و الإمم المتحدة" هؤلاء كانوا ينظرون للقضية السودانية من خلال مصالحهم، و كانت محاولاتهم تهدف إلي رفع القوى السياسية التي يعتقدون إنها سوف لا تقف ضد هذه المصالح.. فكانت مثابرة قيادات تلك القوى المدعومة خارجيا كبيرة، و لكنها كانت في الاتجاه الخطأ، حيث راهنت على الخارج دون الجماهير.. مما جعلها تفقد الدعم الجماهيري المطلوب.. الأمر الذي أفشل كل محاولاتها و خطتها السياسية و الإعلامية.. صحيح أنها كانت فاعلة؛ لكنها فاعلية دون أن تحرز أي نتائج على الأرض تجعلها أن تكون مؤثرة سياسيا في المستقبل. أمامها حلا واحدا؛ أن تقدم على كسر الحائط الذي بنته بينها و الجماهير، و هذا يتطلب منها الإعتذار و نقد ممارساتها السابقة، و تقبل بشروط المعادلة السياسية الجديدة، أن يكون الحوار الوطني الجامع في السودان هو الحل و دون أي إقصاء.. حتى لا تجعل دعوة مضادة لإقصاء كل الذين وقفوا بعيدا عن مساندة الجيش و دحر الميليشيا. و أيضا يجب عليها أن تفهم أن العلاقة المتوترة بين القوى السياسية و الجيش لا تساعد على نهضة البلاد.. و لابد من بناء علاقة جيدة بين الجانبين حتى تنجح عملية التحول الديمقراطي..
و أن قيادة الجيش رغم قصن الزيتون الذي حدثنا به شمس الدين الكباش من منبر كوستي، إلا أنه لن يوقف ضد مشروع دحر الميليشيا.. و أخر خطاب لهذه القيادة كان للفريق أول شمس الدين الكباشي الذي بين فيه لا عودة إلي " الاتفاق الإطاري و لا عودة إلي الإملاءات الخارجية" و لاءات الكباشي تحدد معالم الطريق الذي رسمته القوات المسلحة و أيدته الجماهير. هذه هي المعادلة الجديدة و التي سوف تكون عصية علي الكسر مرة أخرى. أن الحرب قد غيرت ميزان القوى مرة أخرى أن يكون لصالح الجماهير، و شعارات الجماهير التي تؤكد ديمومة ثورة ديسمبر في " حرية سلام و عدالة" فالحرية لنا و لغيرنا.. و الوصول للسلطة يجب أن يرجع للجماهير هي التي تختار حكومتها عبر صناديق الاقتراع.. و أيضا النقابات تختار قياداتها عبر صناديق الاقتراع بدلا من سرقة لسان المهنيين و العاملين..
أن الحرب الدائرة و محاولة الإجابة على الأسئلة متى تقف الحرب؟ هل بالنصر أم بالتفاوض؟ كلها ملهاة و تشغل الناس عن التركيز عن منازلهم و ما أصابها.. أن عودة الناس إلي منازلهم سوف يجدون حالة الضيق التي كانوا يعيشونها في أماكن نزوحهم هي أخف وطأة من معرفة حقيقة ما حدث لهم من سرقة و نهب و تدمير لمنازلهم و سوء استخدامها.. تلك الحظة التي يشعر فيها المواطن بالمرارة الحقيقية لأنه سوف يواجه الحقيقة دون أي رتوش عليها.. في تلك الحظة تصبح ردة الفعل عنيفة جدا.. فالذي يريد أن يعتذر للجماهير عليه أن يعجل قبل النصر على الميليشيا.. نسأل الله حسن البصيرة.

[email protected]  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الدمار الشديد في الخرطوم ليس كله بيد أفراد الميليشيا

الحقيقة التي يخشى كثيرون من ذكرها أن الدمار الشديد في الخرطوم ليس كله بيد أفراد الميليشيا،بل في جزء كبير كان بواسطة الشفشافة أصحاب السكن العشوائي بمختلف مناطق الخرطوم
وأنا كنت شاهد عيان على عدة مناطق دخلها هؤلاء ينهبونها كلها ثم يدمرونها ثم يحرقونها
حتى البيوت أفراد الميليشيا ما كان ليسرقوا إلا ما خف وزنه وغلا ثمنه،هذه سرقة أفراد الميليشيا في الغالب
أما الذي نهب العفش و شلع السيارات واقتلع كوابل الكهرباء هم في الغالب هؤلاء الشفشافة؛وهذا لا يعني تبرئة الميليشيا بل ما كان ليكون ذلك لولا تسهيل الميليشيا لهم،بل وتشجيعهم الميليشيا لهم في التدمير ده
وديل قاعدين في الخرطوم لسه والناس عارفاهم وما قادرين يعملو شي بل وفيهم من هو لسه مواصل في الشفشفة
ورحم الله شيخنا محمد سيدحاج رحمه الله تعالى
كان زمان قبل عشرين سنة اتكلم عن إشكالية السكن العشوائي وأطفال الشوارع
وقال انو المجتمع ده محتقن ويغلي
قال الليلة الود لمن يشوف ود جارو بمشي المدرسة ولابس أحسن لبس هو حيكون شعوره شنو؟
ولمن أشوف جاري بيأكل أحسن أكل و أحسن شراب وأنا ما لاقي شيء حيكون الشعور شنو؟
عشان كده في كلام شين مرق من ناس كانوا جيراننا والناس كانت بتحسن ليهم
طلعوا ما في قلوبهم تجاهنا
وحقيقة وللأسف ماف زول قاعد يذكر حلول حقيقية لهذه المشكلة
بل إذا ترك الأمر عائما هكذا قد تحصل ردة جرائم ما أنزل الله بها من سلطان من أصحاب الممتلكات تجاه هؤلاء
ولا شك أن أصحاب السكن العشوائي ليس كلهم سيئون بل فيهم ناس هم من خيرة خلق الله تعالى
ولكن أنا أقول هذا الكلام ليتحرك المجتمع نحو حل فعلي لهذه الإشكالية
لازم وزارة الرعاية الاجتماعية تنظر في هذا الأمر
مجرد إزالة السكن العشوائي ليست حلا
لأنو حيمشو يقعدو ليك في أماكن تانيه
على الأقل تكون في إحصائيات ومعرفة السودانيين من غيرهم ثم يتم إنشاء وحدات سكنية في مناطق معينة يتم إسكانهم و يتم تعليمهم و يتم صهرهم في المجتمع شيئا فشيئا لإذابة الفروقات الجوهرية و ليعيش المجتمع في وئام،
مع معاقبة ومحاكمة المتورطين و إنزال أشد العقوبات عليهم …ا

مصطفى ميرغني

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • تمبور: الجديد في حكومة الميليشيا الفيسبوكية هو الكشف عن زيف مجموعات “لا للحرب”
  • ترامب يقلص المهلة التي منحها لبوتين لوقف الحرب
  • ترامب: أنقذت العالم من 6 حروب.. وسأقلل مهلة الـ 50 يوما التي منحتها لبوتين
  • فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)
  • المقاومة ليست خيارا ديمقراطيا
  • من أين تحصل أوكرانيا على المال للحرب؟ وكيف ستسدد ديونها؟
  • الدردير: قولا واحدا ديربي القاهرة المباراة الأعظم في أفريقيا
  • كاتب بريطاني: إبادة غزة كانت متوقعة نظرا لخطاب صراع الحضارات والإسلاموفوبيا لسنوات
  • الناطق الرسمي باسم الجيش..حكومة الميليشيا محاولة بائسة لشرعنة مشروعهم الإجرامي
  • الدمار الشديد في الخرطوم ليس كله بيد أفراد الميليشيا