سودانايل:
2025-05-28@00:10:15 GMT

أفراح النصر تضع خيارا واحدا للحرب

تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن
أن الأفراح التي غمرت العديد من أحياء أم درمان ، بإلتقاء المتحرك العسكري القادم من كرري مع متحرك المهندسين في جنوب أم درمان، و الذي يؤكد الإغلاق العسكري الكامل لمناطق " الملازمين و بيت المال و أبوروف" التي يتواجد فيها عناصر من الجنجويد، و خاصة أؤلئك الذين يحتلون مبنى "الإذاعة و التلفزيون" أن هؤلاء سوف يمنع عنهم الإمداد و التشوين، و بالتالي ليس أمامهم غير تسليم أنفسهم للقوات المسلحة.

و أصبحت أم درمان في قبضة الجيش السوداني.. حيث يصبح التركيز على منطقة الصالحة.. و من ثم دعم القوات في بحري و الخرطوم.. لكي تتقابل بإذن ألله المتحركات من العاصمة مع التي تاتي من الجزيرة.. أن زغاريد النساء و دعوات الأباء و الأمهات التي تصاعدت إلي السماء سوف تعجل بالنصر الكامل و دحر الميليشيا في مناطق البلاد. سودان خالي من الميليشيا. أي انبثاق مرحلة بشروط جديدة للعملية السياسية.. مرحلة تؤكد أن السودانيين وحدهم يجب أن يحلوا مشاكل دولتهم دون أن تمد الدول الأخرى أرانب انوفها في شأنه الداخلي..
أن خروج الجماهير المندفعة نحو قواتها المسلحة إحتفالا بالنصر، و بتلاحم المتحركات، يؤكد أصرار الجماهير و الجنود على مواصلة الحرب حتى النصر، و عدم الإلتفات لدعوات التخزيل و الانكسار التي تمارسها بعض المجموعات الباحثة عن مصالحها الشخصية، و تحاول أن تنقذ عملية دحر الميليشيا، لأنها تعتقد أن هزيمة الميليشيا عسكريا تعني هزيمة المشروع الذي أدى إلي إندلاع الحرب. كما أن القيادة العسكرية نفسها قد تجاوزت مرحلة المناورة و التكتيك السياسي التي كانت تتطلبها المراحل السابقة، بهدف تخفيف الضغوط الخارجية عليها. و التي كانت تمارسها الرباعية " أمريكا و بريطانيا و السعودية و الامارات مدعومة من الاتحاد الأوروبي" و أيضا الثلاثية " الاتحاد الإفريقي و الإيغاد و الإمم المتحدة" هؤلاء كانوا ينظرون للقضية السودانية من خلال مصالحهم، و كانت محاولاتهم تهدف إلي رفع القوى السياسية التي يعتقدون إنها سوف لا تقف ضد هذه المصالح.. فكانت مثابرة قيادات تلك القوى المدعومة خارجيا كبيرة، و لكنها كانت في الاتجاه الخطأ، حيث راهنت على الخارج دون الجماهير.. مما جعلها تفقد الدعم الجماهيري المطلوب.. الأمر الذي أفشل كل محاولاتها و خطتها السياسية و الإعلامية.. صحيح أنها كانت فاعلة؛ لكنها فاعلية دون أن تحرز أي نتائج على الأرض تجعلها أن تكون مؤثرة سياسيا في المستقبل. أمامها حلا واحدا؛ أن تقدم على كسر الحائط الذي بنته بينها و الجماهير، و هذا يتطلب منها الإعتذار و نقد ممارساتها السابقة، و تقبل بشروط المعادلة السياسية الجديدة، أن يكون الحوار الوطني الجامع في السودان هو الحل و دون أي إقصاء.. حتى لا تجعل دعوة مضادة لإقصاء كل الذين وقفوا بعيدا عن مساندة الجيش و دحر الميليشيا. و أيضا يجب عليها أن تفهم أن العلاقة المتوترة بين القوى السياسية و الجيش لا تساعد على نهضة البلاد.. و لابد من بناء علاقة جيدة بين الجانبين حتى تنجح عملية التحول الديمقراطي..
و أن قيادة الجيش رغم قصن الزيتون الذي حدثنا به شمس الدين الكباش من منبر كوستي، إلا أنه لن يوقف ضد مشروع دحر الميليشيا.. و أخر خطاب لهذه القيادة كان للفريق أول شمس الدين الكباشي الذي بين فيه لا عودة إلي " الاتفاق الإطاري و لا عودة إلي الإملاءات الخارجية" و لاءات الكباشي تحدد معالم الطريق الذي رسمته القوات المسلحة و أيدته الجماهير. هذه هي المعادلة الجديدة و التي سوف تكون عصية علي الكسر مرة أخرى. أن الحرب قد غيرت ميزان القوى مرة أخرى أن يكون لصالح الجماهير، و شعارات الجماهير التي تؤكد ديمومة ثورة ديسمبر في " حرية سلام و عدالة" فالحرية لنا و لغيرنا.. و الوصول للسلطة يجب أن يرجع للجماهير هي التي تختار حكومتها عبر صناديق الاقتراع.. و أيضا النقابات تختار قياداتها عبر صناديق الاقتراع بدلا من سرقة لسان المهنيين و العاملين..
أن الحرب الدائرة و محاولة الإجابة على الأسئلة متى تقف الحرب؟ هل بالنصر أم بالتفاوض؟ كلها ملهاة و تشغل الناس عن التركيز عن منازلهم و ما أصابها.. أن عودة الناس إلي منازلهم سوف يجدون حالة الضيق التي كانوا يعيشونها في أماكن نزوحهم هي أخف وطأة من معرفة حقيقة ما حدث لهم من سرقة و نهب و تدمير لمنازلهم و سوء استخدامها.. تلك الحظة التي يشعر فيها المواطن بالمرارة الحقيقية لأنه سوف يواجه الحقيقة دون أي رتوش عليها.. في تلك الحظة تصبح ردة الفعل عنيفة جدا.. فالذي يريد أن يعتذر للجماهير عليه أن يعجل قبل النصر على الميليشيا.. نسأل الله حسن البصيرة.

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

في قلب أفراح نابولي.. مكتوميناي يشارك مشجعًا مسنًا رقصة العمر

 ظهر النجم الأسكتلندي سكوت مكتوميناي لاعب نابولي، وهو يرقص مع مشجع مسن في أحد شوارع المدينة، بينما كان يدخن سيجارته ويشارك لحظات الاحتفال الصاخبة بلقب نابولي، الذي لا يبدو أنه سينتهي قريبًا.

 مكتوميناي يشارك مشجعًا مسنًا رقصة العمر

الاحتفال الذي بدأ مع تتويج نابولي بلقب الدوري الإيطالي لا يزال يملأ الأجواء بأغانيه وألوانه وأهازيجه، وقد جذب هذه المرة نجم مانشستر يونايتد إلى أجوائه. مكتوميناي، الذي بدا مرتاحًا ومندمجًا، شارك لحظة إنسانية خالصة مع أحد المشجعين القدامى، في مشهد عكس روح كرة القدم الحقيقية التي تتجاوز حدود الملاعب.

الزمالك يؤجل الإعلان عن صفقاته الجديدة بسبب بيراميدز الزمالك يجري اختبارات جديدة لاكتشاف المواهب

رغم أنه لم يكن جزءًا من قائمة نابولي، فإن وجوده في المدينة وظهوره في هذه اللحظة جعلا منه جزءًا من قصة احتفال استثنائية، مستمرة منذ أسابيع، وتُظهر كيف أن كرة القدم  حين ترتبط بالفرح توحّد الجميع، نجمًا كان أو مشجعًا بسيطًا.

اللقطة سرعان ما انتشرت على مواقع التواصل، وأثارت تفاعلًا واسعًا، حيث وصفها البعض بأنها “الصورة الأجمل لما تعنيه كرة القدم”، فيما اعتبرها آخرون “لقطة العام”.

مقالات مشابهة

  • وكيلة وزارة المعادن: الوثائق الروسيه تحتوي على قاعدة بيانات قوية لاستعادة كل الوثائق والتقارير الجيولوجية التي فقدت في الحرب
  • الرئيس الشرع: نلتقي اليوم على ثرى حلب الشهباء هذه المدينة التي ما انحنت لريح ولا خضعت لعاصفة بل كانت القلعة وكانت الجدار وكانت الشاهد على الصمود
  • في قلب أفراح نابولي.. مكتوميناي يشارك مشجعًا مسنًا رقصة العمر
  • المصافحة التي لم تتم.. خلافات عميقة تعوق التوصل لاتفاق في غزة برعاية أمريكية
  • السباعي: البندقية ليست خياراً بين مصراتة ومدن المنطقة الغربية
  • كبسولات في عين العاصفة : رسالة رقم [190]
  • فاتن حمامة.. سيدة الشاشة التي صنعت مجد السينما المصرية وقلوب الجماهير لا تزال تنبض باسمها
  • لماذا سكتت الأبواق، التي كانت تعارض المقاومة الشعبية فى نوفمبر 2023م
  • على غير المتوقع، هزيمة الصالحة كانت قاصمة الظهر للمليشيا
  • ???? العمدة الدعامي يعترف بما قامت به الميليشيا من (طرد) المواطنين من بيوتهم