وفاة نافالني في سجنه.. لماذا يريدون من بوتين ولماذا يخافون من سلطته وقوته؟
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
وفاة نافالني في سجنه... والغرب كالعادة يصدر أحكامه المسبقة على بوتين
يبدو أنّ حادثة وفاة المعارض الرّوسي، أليكسي نافالني في سجنه لن تمرّ مرورا عاديا، كما لم يكن تسميمه قبل سنوات بالأمر العادي في نظر الغرب خاصة. الغرب الذي اتهم بشكل مباشر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين في سبب وفاة معارضه نافالني منذ إعلانها ودون أن ينتظر نتائج التحقيقات، الغرب الذي اتفق بالإجماع على تحميل النظام الروسي المسؤولية الكاملة للوفاة.
سبب جديد لفرض عقوبات إضافية
من جهتها، روسيا لا تستغرب مواقف الغرب المعادية لها واتهاماته المتواصلة تجاه أي قضية قد يراها تعمل لصالحه، وتقلب الموازين لكفته، فمنذ أن أعلنت إدارة السجون الفيدرالية الروسية، أمس الجمعة، وفاة نافالني إثر إصابته بوعكة صحية فور عودته من فسحة دورية في ساحة السجن، أكدّت السلطات الروسية أنّ التحقيقات مستمرة في معرفة سبب الوفاة. تعالت أصوات الغربيين بإلقاء التّهم المباشرة على النظام الروسي، ومحاولة ربط وفاة نافلني بسياسة الرئيس بوتين. ما الذي يريده الغرب من بوتين ولماذا يخافون سلطته وقوته؟، ولماذا يسعى الغرب لوضع صورته في خانة المتهم، كما اتهموه في أوكرانيا؟.
الخارجية الروسية اعتبرت الاستنتاجات الفورية للغرب في أنها تفضح ما في صدورهم تجاه روسيا، كما ووبالنظر لتصريحات الدبلوماسيين الروس حول هذا المف، فإنها ربما تكون محاولة أخرى غير مقبولة للتدخل في الشؤون الداخلية لبلاده وأنهم يبحثون عن سبب جديد لفرض عقوبات إضافية، كما قالها السفير الروسي لدى واشنطن.
وتعليقا على هذه الاتهامات الغربية ضدّ النظام الرّوسي بشأن وفاة نافالني، يقول الخبير بالشؤون الأمريكية، الأستاذ محمد العالم لجريدة "الفجر":
"إن الغرب يطلق الأحكام السريعة ودائما ما يتدخّل في الشؤون الداخلية للدول تحت مظلة ملف حماية حقوق الإنسان، واليوم لا يمكننا الاعتماد عليه غربيا في التدخل في شؤون الدول، لأن الغرب اليوم مدان في أنه الراعي الرسمي للإبادة الجماعية في قطاع غزة، أكثر من 30 ألف شهيد من بينهم 11 ألف طفل مدني تم قتلهم من الجيش الإسرائيلي تحت رعاية غربية، بسبب الضوء الأخضر الأمريكي، ثم الرعاية الأوروبية التي تبعت هذا الضوء، وأدت إلى ام تقوم به إسرائيل حاليا، وأحداث غزة فضحت فكرة المنظمات الحقوقية التي يعتمد عليها الغرب كشماعة للتدخل في شؤون الغير".
وحول توقعاته في فرض عقوبات جديدة على روسيا، يقول الأستاذ محمد: "نعم بالتأكيد، الغرب سيتمر في إدانة روسيا والاعتماد على هذه الإدانة في توقيع مجموعة من العقوبات سواء سياسية واقتصادية مرة أخرى، لتعطيل التقدم الروسي العالمي الذي ينعكس أيضا على التقدم الصيني وإعادة هيكلة النظام العالمي وعدم الاعتماد على قطبية العالم الواحدة".
اللعب بالورق قبل الانتخابات الرئاسية في روسيا
لم يستصغ الغرب مقابلة الرئيس بوتين مع الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون الذي عبّر علنيا عن إعجابه بروسيا وفي أن العاصمة موسكو أجمل من أي مدينة في الولايات المتحدة الأمريكية، وأنه استغرب من عدة أمور لم يكن له تصور مخالف من قبل غير ذلك الذي يروج عبر وسائل الإعلام عن روسيا، تفاجأ من مترو الأنفاق ومن الأسعار والوضع الاقتصادي رغم العقوبات الهائلة، ليتساءل من عليه عقوبات هل روسيا أم الغرب، وأيضا نمط الحياة في روسيا عموما.
المقابلة التي استغرقت ساعتين وست دقائق، والتي وجّه فيها كارلسون 60 سؤالا على الرئيس بوتين لا سيما ما يتعلق بالشأن الأوكراني، مقابلة حققت أكثر من 200 مليون مشاهدة على منصة "إكس" (تويتر سابقا) منذ بثها في التاسع من فبراير الجاري، أظهرت رؤية بوتين وروسيا للعالم أجمع، مهما حاول النظام الغربي منذ عامين منع الوسائل الإعلامية الروسية من الظهور والبث عبر أراضيه. والجميع يتساءل ما الذي سيجنيه كارلسون من هذه المقابلة في هذا التوقيت تحديدا، قبيل الانتخابات الرئاسية لكل من بوتين وفي أمريكا بايدن ومنافسه دونالد ترامب؟. فبعد تلك المقابلة لا أحد ينكر أنّ نظرة العديد من المتابعين حول العالم تغيرت تجاه روسيا وتجاه الرئيس الروسي بوتين، خاصة بعد حديثه عن التاريخ الروسي وأوكرانيا وطبيعة المقابلة كيف كانت سلسة وودية نوعا ما.
حول تأثير الحوار الصحفي الذي قام به كارلسون مع الرئيس بوتين في هذا التوقيت، يقول المحلل السياسي المختص بالشؤون الأمريكية، الأستاذ محمد العالم لجريدة "الفجر":
"بالطبع، لقد كان هناك تأثير كبير لهذا اللقاء وهذا ما بيّنته كمّ المشاهدات المليونية خلال الساعات الأولى من عرضه، لقد فتح هذا اللقاء أمور كثيرة وبيّن للعالم أنه في طريقه إلى عدم الاعتماد على القطبية واحدة وعلى الولايات المتحدة الأمريكية كمدير واحد، وعدم قبول النظام السابق الذي استخدم في الحرب العالمية في السنوات القادمة".
وحول شعبية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومحاولة الغرب التشويش على الانتخابات المقبلة وتداعيات ذلك على الشارع الروسي، يقول الخبير: "أعتقد أن الداخل الروسي ربما يفقد فكرة أنه لا يمكن الربط بين الانتخابات الرئاسية أو شعبية مرشح معين، بهذا الحدث بالتحديد، فشعبية الرئيس بوتين كانت ضخمة للغاية في الفترة الأخيرة، واستطلاعات الرأي كشفت بأن أكثر من 79 بالمئة يؤيدون إعادة انتخابه، وبالفعل تجاوز مرحلة شعبية معينة لا يمكن تغطيتها بأي حدث من هذا القبيل، ولا أعتقد أنه سيعتمد المجتمع الروسي على البروباغندا الغربية، خصوصا بعد سقوط الحقوقية الغربية في أحداث غزة، ورأينا كمّ التهويل والأكاذيب التي تم ترويجها للمجتمع العالمي، ولكن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في كشف هذه الأكاذيب وبالتالي لا يمكن الاعتماد على أيّ رواية غربية إعلامية على أنها الحقيقة".
وفي ظل ما يحدث في الساحة الدولية، لا بد من الإشارة إلى أنّ الواقع في روسيا مختلف تماما عمّا يروّج له عبر الإعلام الغربي، فمن يعيش في روسيا يلمس ويرى ما يقدّمه الرئيس بوتين لشعبه وللبلاد والتطور الذي وصلته روسيا في مختلف المجالات والصناعات.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: وفاة نافالنی الرئیس بوتین الاعتماد على فی روسیا
إقرأ أيضاً:
وفاة حارس الأميرة ديانا الشخصي.. الرجل الذي علّم هاري الصغير قيادة الدراجة المائية
أعلنت زوجة الحارس الشخصي للأميرة الراحلة ديانا، عن وفاته، أمس الإثنين، بالقول إنّ "رفيق روحها" ضابط الشرطة العسكرية الملكية السابق لي سانسوم، المعروف بـ"رامبو"، قد أصيب بنوبة قلبية قاتلة.
وعبر منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، أوضحت زوجة "رامبو" وهي مدربة الفنون القتالية واللياقة بدنية، بالقول: "منذ لقائنا عام 1998، كان لي سانسوم رفيق روحي وبطلي وأروع رجل في عالمي. لذا، أشعر بحزن شديد لإعلان رحيله عنا. لقد أصيب بنوبة قلبية قاتلة صباح السبت في المنزل".
وتابعت كيت: "سنفتقده بشدة حول العالم كما نفتقده في منزلنا، على الرغم من أن حبه ومهاراته الحياتية التي شاركها تركت إرثاً لن يندثر أبداً. سيظل محبوباً إلى الأبد وسيبقى معنا دائماً. أحبك أكثر من أي وقت مضى يا حبيبي لي".
وحرس "رامبو" الذي توفّي عن عمر ناهز الـ 63 عاما، ليدي ديانا، قبل شهر من وفاتها المأسوية، وذلك خلال عطلة عائلية في منتجع سان تروبيه الفرنسي خلال صيف عام 1997، كما ساعد في حماية الأميرين ويليام وهاري.
وفي سياق متصل، كان الحارس الشخصي للأميرة الراحلة ديانا، أب لستة أطفال، وأيضا حارسا شخصيا للوزير الأول السابق لاسكتلندا، الراحل أليكس سالموند، في الأيام الأخيرة المشتعلة من حملة استفتاء استقلال اسكتلندا عام 2014.
كذلك، كان الحارس الشخصي الراحل، حائزا على أحزمة سوداء في الكاراتيه والجوجيتسو والكيك بوكسينغ، فيما عمل أيضا مع مشاهير هوليوود مثل سيلفستر ستالون وتوم كروز.
وعُيّن لحماية دودي، ابن محمد الفايد، وديانا في تموز/ يوليو من عام 1997، قبل شهر من وفاتها، أثناء قضائهما عطلة على متن يخت صاحب متجر "هارودز" الفاخر في سان تروبيه.
وكان قد قال في إحدى حواراته الصحفية، إنّ: "ديانا كانت امرأة رائعة"، مضيفا: "لقد اهتمت كثيرا. لم تقل كلمة سيئة عن أحد قط". وكشف أن الأميرة قد بكت على كتفه بعد مقتل صديقها المقرب، مصمم الأزياء جياني فيرساتشي.
إلى ذلك، أصبح سانسوم قريبا من ويليام وهاري، حتى أنه علّم الأمير هاري قيادة دراجة مائية بالقرب من المصورين حتى يتبللوا. وتلقى رسالة شكر مؤثرة من ديانا على خدماته، جاء فيها: "الأيام العشرة السحرية.. ما كانت لتتحقق لولا مساهمتك القيّمة".
وأطلقت عليه ديانا لقب "رامبو"، بينما زعم سانسوم لاحقا أن الأميرة كانت ستظل على قيد الحياة لو كان في الخدمة ليلة وفاتها في حادث سيارة في باريس في آب/ أغسطس من عام 1997.
وفي عام 2018، كان الحارس الراحل قد كشف عن معاناته من اضطراب ما بعد الصدمة أثناء حمايته لديانا وابنيها، كما روى رغبته في لمّ شمله مع هاري ليتمكنا معاً من رفع مستوى الوعي بهذه المشكلة النفسية الخطيرة.
وقال آنذاك: "لم يكن أحد يعلم بذلك، لكنني كنت أعاني من اضطراب ما بعد الصدمة حتى عندما كنت أعتني بالأميرة وابنيها. عندما تركتُ الجيش، لم يكن هناك أي مساعدة تُذكر للأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية. كنت أروي لهاري الصغير قصصا عن الجيش والأنشطة التي قمتُ بها. كان مفتونا بها".