أشتية : نحتاج إلى خطة مارشال لإعادة إعمار غزة
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
ميونخ "د ب أ": طالب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية إسرائيل بالسماح للسكان في قطاع غزة بالعودة إلى منازلهم فورا ولفت إلى الحاجة إلى مساعدات دولية لإعادة الإعمار في القطاع.
وعلى هامش مشاركته في النسخة الستين من مؤتمر ميونخ للأمن، قال أشتية في ختام المؤتمرإنه يدعو المجتمع الدولي إلى برنامج لإعادة الإعمار في القطاع الذي تعرض لتدمير بالغ، وقال:" نحتاج إلى خطة مارشال لقطاع غزة".
وأعرب أشتية عن اعتقاده بأن هذه الخطة يجب أن تتكون من ثلاثة مكونات " الأول هو الإغاثة والمساعدات الفورية، والثاني هو إعادة الإعمار، والثالث هو إحياء الاقتصاد. ونعرف أن الأضرار كبيرة للغاية . نتعاون نحن والبنك الدولي، والأمم المتحدة وأوروبا بالنسبة لما يطلقون عليه التقييم السريع لاحتياجات مواجهة الأضرار. وشاهدنا من خلال صور الأقمار الاصطناعية أن 45% من من قطاع غزة قد تم تدميره. وهذا يعني بالنسبة للأملاك الخاصة أن 281000 وحدة سكنية شهدت تدميرا كاملا أو جزئيا، ويمكن إصلاحها في أسبوع أو في شهر أو في شهرين وهلم جرا. ويعني هذا أننا في حاجة إلى قدر كبير من المال لهذا الغرض".
يذكر أن أشتية الذي يقع مكتبه في مقر السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، لا يمتلك سلطة فعلية على قطاع غزة الذي تحكمه حركة حماس.
وحذر أشتية إسرائيل مجددا من اجلاء الفلسطينيين الذين فروا إلى جنوب القطاع إلى مصر من خلال شن هجوم بري على مدينة رفح، وقال:"ما تفعله إسرائيل الآن هو محاولة دفع الجميع إلى رفح حتى يرغموا شعبنا على الانتقال من غزة إلى مصر. ونعمل نحن والمصريون على عدم السماح بحدوث ذلك". وأضاف أن الوضع في رفح " كارثي للغاية. ليس هناك غذاء أو ماء أو كهرباء؛ كما أن إمدادات الغذاء محدودة للغاية. لا يصل غزة سوى 8% فقط من المطلوب عبر بوابة رفح . ويشعر الناس الآن بالقلق البالغ، وهم في حالة غضب شديد. وكما قلت الوضع كارثي للغاية. والأمطار تهطل وينام بعض الأطفال في الوحل. ونأمل ألا تتوجه إسرائيل إلى رفح، رغم علمنا بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي يهدد بالقيام بذلك."
وتابع أشتية " نحن في حاجة إلى وقف هذه الفظائع وإلى إنهاء جاد للحرب. ونحتاج إلى رسالة سياسية من الحكومة الإسرائيلية بأن إسرائيل مستعدة لإنهاء احتلالها الذي تم في فلسطين عام 1967".
وطالب إسرائيل بدلا من ذلك بإعادة الناس إلى منازلهم، وقال: " الخيار الآخر هو ضرورة أن تسمح إسرائيل للمواطنين بالعودة إلى ديارهم. ورغم أنك محق في أن إسرائيل دمرت أكثر من 281000 وحدة سكنية، فإن هناك على الأقل بعض المساكن السليمة ومن ثم يمكن أن يعود المواطنون إلى ديارهم". وأضاف أشتية :" ثانيا: ينبغي أن تسمح إسرائيل بدخول المساعدات إلى شمال قطاع غزة، لأنه إذا لم تكن هناك مساعدات، لن يذهب الناس إلى هناك، كما يمكن لإسرائيل إعادة المياه والكهرباء لأنها هي التي قطعت إمدادات المياه، وإمدادات الكهرباء".
وواصل رئيس الوزراء الفلسطيني حديثه قائلا:" فليتم السماح للمواطنين بالعودة إلى ديارهم. وربما لا تود إسرائيل فعل ذلك، ولكن هذا هو ما نطلبه هنا في ميونخ، مع كل من التقينا بهم، ومع واشنطن، وألمانيا، وبريطانيا وكل الدول الأخرى".
تجدر الإشارة إلى أن الوضع في الشرق الأوسط إلى جانب الحرب في أوكرانيا كانا على رأس جدول أعمال مؤتمر ميونخ للأمن حيث أجرى رؤساء دول ورؤساء حكومات ووزراء وخبراء عسكريون وعلماء ومنظمات دولية مشاورات استمرت على مدار ثلاثة أيام. وتكرر الحديث خلال المؤتمر عن روسيا.
وتستقبل العاصمة الروسية موسكو في وقت لاحق من الشهر الجاري اجتماعا يشارك فيه ممثلو الفصائل الفلسطينية المختلفة وذلك بناء على دعوة من الحكومة الروسية حيث سيلتقي ممثلون من منظمة فتح مع ممثلين عن حركة حماس لأول مرة بعد سنوات من العداوة بين الجانبين.
وعن هذا اللقاء المزمع، قال أشتية:" قرر الروس الآن دعوة جميع الفصائل الفلسطينية . ونأمل في شىء واحد ألا وهو الوحدة، فنحن نحتاج إلى أن تكون حماس جزءا من الساحة السياسية الفلسطينية. ونحتاج أن تقبل حماس البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية. ونحن كفلسطينيين في حاجة إلى الاتفاق على أجندة سياسية واحدة. وثانيا، نحن في حاجة إلى الاتفاق على آليات الكفاح، فلا ينبغي أن يتجه أحد إلى الحرب بمفرده أو إلى السلام بمفرده. ويجب أن يتحد الفلسطينيون من جانبنا. فأنا لست فقط رئيس الوزراء، ولكني أيضا عضو في اللجنة المركزية لفتح، ولدينا وفد هناك. وتعليماتنا لوفدنا واضحة للغاية. وكلنا منفتحون . وقلوبنا منفتحة. ونريد إنهاء الإنقسام على أساس واضح للغاية".
وردا على سؤال حول كيف يمكن أن يكون لحركة حماس دور كشريك على الصعيد الدولي في حين أن الكثير من الحكومات الغربية لا تقبل بها في هذا الدور بعد أحداث السابع من أكتوبر، قال أشتية إن حماس لا يمكن أن تكون شريكا " إذا لم تكن مستعدة لقبول البرنامج السياسي مع منظمة التحرير الفلسطينية. أما إذا قبلت حماس بذلك، فحينئذ أعتقد أن المجتمع الدولي سوف يكون مستعدا لقبول مثل هذا السيناريو. لأن القضية هي أن حماس ليست فقط في غزة. حماس في الضفة الغربية. حماس في لبنان وسوريا وفي عدد كبير من المناطق. لذلك نريد وضعا يكون فيه الفلسطينيون متحدين. فهدفنا هو عدم تكرار ما حدث في 7 أكتوبر. نحن في حاجة إلى تسوية القضية الفلسطينية كلها في الضفة الغربية ، وفي القدس وفي غزة من أجل أن ننهي الصراع حقا".
وردا على سؤال حول ما الذي يمكن أن تفعله السلطة الفلسطينية لإطلاق سراح المحتجزين في غزة، قال أشتية:" نواصل التعاون مع قطر ومع مصر ومع كل الأطراف المعنية لأننا مهتمون للغاية بإبرام هذا الاتفاق. ونحن ندعم تماما الاتفاق الذي ينبغي أن يكون خطوة في الاتجاه الصحيح في طريق إنهاء الحرب وطريق إنهاء الاحتلال".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: رئیس الوزراء فی حاجة إلى قال أشتیة قطاع غزة یمکن أن
إقرأ أيضاً:
ما خيارات حماس والفصائل الفلسطينية أمام مقترح ويتكوف الأخير؟
قال الباحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية سعيد زياد، إن إعلان حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن إجراء مشاورات مع الفصائل الفلسطينية بشأن مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف يعكس توجها جماعيا لتبني موقف موحد، لا يقتصر على الحركة وحدها، بل يمثل مجموع قوى المقاومة.
وأعلنت حركة حماس اليوم الجمعة، أنها تجري مشاورات مع القوى والفصائل الفلسطينية بشأن مقترح ويتكوف لوقف إطلاق النار في غزة الذي تسلمته أمس الخميس عبر الوسطاء، وقالت حينها إنها "تدرسه بمسؤولية بما يحقق مصلحة الشعب الفلسطيني ويسهم بإغاثتهم ويحقق وقف إطلاق نار دائم".
واعتبر زياد في حديثه للجزيرة، أن هذا التوجه يمثل رسالة سياسية واضحة للوسطاء والإدارة الأميركية بأن أي رد على المقترح لن يكون حمساويا بحتا، بل فلسطيني جامع، مما يعزز من مصداقية الموقف التفاوضي للمقاومة ويمنحه قوة تمثيلية أوسع أمام الرأي العام الداخلي والخارجي.
وأشار زياد إلى أن تضمين الفصائل في عملية المشاورة يمنح القرار الفلسطيني طابعا وطنيا عاما، ويبعده عن الانطباع القائل، إن حماس تنفرد بالتفاوض، مشددا على أن هذا التوافق الفصائلي قد يمنح فرصة حقيقية لإنجاح أي موقف تفاوضي مشترك، ويصعب في الوقت نفسه على إسرائيل والولايات المتحدة كسر هذا الاصطفاف.
إعلانوكانت الجزيرة نت، قد حصلت على تفاصيل المقترح الأميركي الذي وافقت عليه الحكومة الإسرائيلية وينص على وقف إطلاق نار مدته 60 يوما، تتعهد فيه تل أبيب بوقف العمليات العسكرية مقابل إطلاق سراح 10 رهائن أحياء و18 من جثامين القتلى، وتسليمهم على دفعتين في اليومين الأول والسابع، إلى جانب إدخال المساعدات الإنسانية فور موافقة حماس على الاتفاق.
4 قضايا مركزيةوعن بنود المقترح، قال زياد إن حماس والفصائل تركز في ردها المرتقب على 4 قضايا مركزية لم ترد بوضوح في الورقة الأميركية، وتشمل توقيتات إطلاق الأسرى، وضمانات وقف الحرب، وآلية دخول المساعدات، وكذلك الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة إلى ما قبل 2 مارس/آذار الماضي.
وأضاف أن السلاح لم يُذكر صراحة ضمن المقترح، لكنه يظل قضية ضمنية تثير حساسية بالغة، لأن التخلي عنه يعني إنهاء وظيفة المقاومة وتسليم أوراق قوتها الجوهرية، وهو ما لا يمكن لأي فصيل أن يقبل به، لا سيما في ظل المعادلة القائمة.
وأوضح زياد، أن الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها حماس، تحاول التوازن بين الحفاظ على موقف مرن يظهر الإيجابية والحرص على حياة المدنيين، وبين عدم تقديم تنازلات مجانية يمكن أن تُفهم كضعف أو رضوخ للمطالب الإسرائيلية.
وشدد على أن حماس تواجه ضغوطا مضاعفة هذه المرة، بسبب الوضع الإنساني الكارثي في غزة، والانتقادات الدولية التي تطالب بوقف الحرب، دون أن تقدم حلولا فعلية، مشيرا إلى أن الحركة لا تملك ترف الرفض القاطع ولا القبول المطلق، وتحتاج إلى صيغة وسطية تحفظ ماء وجهها وحقوق شعبها.
وأشار إلى أن توقيت تسليم الأسرى، كما ورد في المقترح، يمثل تحديا كبيرا، لأن توزيعهم على يومين فقط قد يؤدي إلى انهيار التفاهم سريعا، لا سيما إذا ما استغلت إسرائيل ذلك للتنصل من التزاماتها في اليوم الثامن، كما فعلت في تجارب سابقة.
إعلانورأى زياد، أن الخيار الأنسب لحماس والفصائل هو تقديم ورقة رد بديلة تتضمن تعديلات جوهرية على بنود المقترح، والتمسك بها كحد أدنى يمكن التفاوض عليه، مما يعيد توجيه الكرة إلى ملعب الوسطاء ويمنع انفراد الاحتلال بصياغة شروط المعركة السياسية.