معلومات تهم كل سيدة| صحيفة أمريكية ترصد ظاهرة ضعف عضلات 45% من النساء.. ماذا يحدث؟
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
نشرت صحيفة NPR الامريكية، تقريرا يرصد فيه ظاهرة ضعف العضلات لدى النساء، خصوصا مع آثارها المتراكمة مع كبر السن، وبحسب التقرير بأن كتلة العضلات تبلغ ذروتها في الثلاثينيات من العمر ثم تبدأ في الانخفاض البطيء الطويل، ويؤثر فقدان العضلات، المعروف أيضًا باسم ضمور العضلات، على أكثر من 45% من كبار السن الأمريكيين، وخاصة النساء.
ويقول ريتشارد جوزيف ، وهو طبيب يركز على الصحة : "نحن كدولة نفتقر إلى العضلات، فهو السبب الرئيسي للتدهور الجسدي، ويؤدي فقدان القوة إلى زيادة خطر السقوط، وهو السبب الرئيسي للوفاة بسبب الإصابة لدى كبار السن، وقد أطلق مكتب صحة المرأة الأمريكي مؤخرًا حملة توعية بالساركوبينيا لرفع مستوى هذه القضية.
الخبر السار .. البروتين وخطوات قد تساعد في تخطى الأزمة
وذكرت الصحيفة الأمريكية، أن هناك الآن خبرا سارا، فبغض النظر عن عمرك، يمكنك اتخاذ خطوات لزيادة قوتك إلى أقصى حد، ويعد تدريب المقاومة أمرًا أساسيًا، ولكنه على نفس القدر من الأهمية، وهو تناول كميات كافية من البروتين، فإذا كنت لا تستهلك ما يكفي من البروتين، "فأنت تفتقد نصف المعادلة"، كما تقول عالمة التغذية والتمارين الرياضية راشيل بويدنيك، والباحثة في جامعة ستانفورد لطب نمط الحياة. لكن تظهر الأبحاث أن الملايين من النساء الأكبر سنا في الولايات المتحدة لا يستهلكن ما يكفي من البروتين.
البروتين مهم للغاية لأنه موجود في جميع خلايانا - بما في ذلك الخلايا العضلية - وتقوم أجسامنا بإعادة تدويره باستمرار، فهناك طلب ثابت على الإمدادات الجديدة، وتوفر الأطعمة الغنية بالبروتين الأحماض الأمينية التي تصبح اللبنات الأساسية للبروتينات الجديدة التي تحتاجها أجسامنا، مع التقدم في العمر، يكون الهدف هو استهلاك البروتين من الطعام بمعدل أسرع من هضمه في الجسم، وهنا يقول بويدنيك إنه عندما تضيف تدريبات المقاومة، فإن ذلك سيساعد في الحفاظ على كتلة العضلات.
تلك هي الكميات المطلوبة
والتساؤل الذي يفرض نفسه، هو ما هي الكمية الكافية لجسم الإنسان، وبحسب خبراء الصحيفة الأمريكية، قإن الكمية الموصى بها هي ما لا يقل عن 0.8 جرام من البروتين لكل كيلوغرام من وزن الجسم، وهذا يعادل حوالي 0.36 جرام من البروتين مضروبًا في وزنك بالجنيه، وهذا يعني أن الشخص الذي يزن 150 رطلاً يجب أن يستهلك ما لا يقل عن 54 جرامًا من البروتين يوميًا، ولكن العديد من الخبراء يقولون إن المزيد هو الأمثل، ومع تقدمنا في العمر، يحتاج البروتين إلى الزيادة، وإذا كنت تمارس الرياضة كثيرًا – وهي الطريقة لبناء عضلات جديدة – فقد تستفيد من المزيد.
ويوصي خبراء الطب الرياضي بما يصل إلى 1.7 جرام من البروتين لكل كيلوجرام من وزن الجسم يوميًا للأشخاص الذين يتدربون بنشاط، وهو ما يعادل حوالي 115 جرامًا لشخص يبلغ وزنه 150 رطلاً، ويميل معظم الشباب إلى استهلاك الكميات الموصى بها من البروتين، ولكن، في وقت لاحق من الحياة، وجدت دراسة أجريت في عام 2019 أن حوالي 30% من الرجال في الخمسينيات والستينيات من العمر يعانون من القصور، وما يقرب من نصف النساء في سن 50 عامًا أو أكثر يعانون من ذلك.
لذلك، يوصى خبراء التغذية لأي مشروع صحي للشيخوخة الصحية، يجب زيادة كمية البروتين التي يتم تناولها، ونصح الخبراء باستهداف 90 جرامًا من البروتين يوميًا، وهو الأمر الذي وجده البعض في البداية أمرًا صعبًا، ولكن الخبراء أوصوا ببعض الأطعمة والاستراتيجيات الأساسية للمساعدة في إضافة المزيد من البروتين إلى الوجبات، وهنا بعض الأفكار:
1. قم بملء وعاء الصباح الخاص بك بالزبادي اليوناني
بحوالي 17 جرامًا لكل ¾ كوب، يعد الزبادي اليوناني مصدرًا رائعًا للبروتين، حيث يمكنك تناوله عاديًا، أو إضافة إضافات حلوة أو مالحة إليه، أو رميه في العصير، يقول بويدنيك: "إنه متعدد الاستخدامات للغاية ويحتوي على نسبة عالية من بروتين الكازين، وهو بطيء الهضم، مما يبقيك ممتلئًا بينما يعزز أيضًا تخليق البروتين العضلي"، وهي عملية بناء كتلة العضلات.
2. البيض طريقة سهلة للحصول على البروتين أثناء التنقل
عند تناول 6 جرامات من البروتين لبيضة كبيرة، يعد البيض المسلوق خيارًا مفضلاً، إذا قمت بغلي عشرات البيض جيدًا واحتفظت بها في الثلاجة، فهي جاهزة للإمساك بها والخروج منها، وسواء كنت تحب البيض المخفوق أو المسلوق، فإن تناول بيضة في الصباح - أو كوجبة خفيفة في منتصف الصباح، يمكن أن يجعلك تتناول وجبة الغداء.
وتقول الإرشادات الغذائية الأمريكية إن تناول بيضة واحدة يوميًا لن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب لدى الأشخاص الأصحاء، لكن قد يحتاج بعض البالغين إلى الحد من تناول البيض بسبب مخاوف تتعلق بالكوليسترول.
3. قم بتعزيز العصائر الخاصة بك باستخدام مسحوق البروتين
وإذا كان لديك خلاط وبعض الفواكه والخضروات في متناول يدك، فأنت جاهز للانطلاق، يقول جوزيف: "لدينا لعبة عصير كبيرة في منزلنا، فأنا أحب العصائر، وأطفالي يحبون العصائر"، ومن السهل إضافة المزيد من البروتين عن طريق مزج مغرفة من مسحوق البروتين، ومسحوق بروتين مصل اللبن، المشتق من عملية صنع الجبن عندما يتم فصل مصل اللبن والخثارة، يحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية التي تحتاجها أجسامنا، وهو خيار رائع آخر للحصول على نسبة عالية من البروتين أثناء التنقل، ويمكن شراء أكياس كبيرة من التوت المجمد لتحضير العصائر وإضافة السبيرولينا إليها، وهي طحالب غنية بالبروتين أيضًا، وإذا أصبح الموز أو الخضراوات ناضجة جدًا، قم بإضافتها، حتى لا تضيع.
4. أضف بعض التونة إلى سلاطتك
وكذلك السمك مليء بالبروتين، حيث يحتوي سمك القد على ما يقرب من 40 جرامًا لكل حصة، ويحتوي كل من سمك السلمون والتونة على حوالي 30 جرامًا، وتقول راشيل بويدنيك إن الأسماك مصدر ممتاز للدهون غير المشبعة، وليس المشبعة، لذلك يعد ذلك ميزة إضافية لصحة القلب، وأحد الخيارات البسيطة للغاية هو رمي علبة من التونة المصفاة فوق طبقة من الخضر، ثم إضافة الفاكهة والمكسرات للحصول على قرمشة. وها قد حققت هدف البروتين الخاص بك.
5. رش البروتين بالمكسرات والبذور
ويقول بويدنيك إن المكسرات والبذور تميل إلى أن تكون مماثلة - أو حتى أفضل - في فئة البروتين من البقوليات، لذا حاول رشها على السلطات وأوعية الأرز. وتقول إن بذور القنب واليقطين تحتوي على حوالي 8 جرامات لكل ربع كوب، ويمكنك إضافتها كـ "مقرمشات" صحية فوق الزبادي أو دقيق الشوفان أو السلطات أو الأطباق، وتحتوي بذور اليقطين أيضًا على الكثير من المغنيسيوم المفيد لصحة القلب.
6. اللحوم بجرعات صغيرة تضيف كمية من البروتين
تعد اللحوم مصدرًا رئيسيًا للبروتين، حيث تقدم حوالي 7 جرامات من البروتين للأونصة، ويقول العديد من خبراء التغذية إنهم يهدفون إلى تناول قطع قليلة الدهن، مثل صدور الدجاج أو الديك الرومي المطحون قليل الدهن، ولكن بما أن الكثير من الناس يهدفون إلى تقليص استهلاكهم، فهناك الكثير من البدائل النباتية، وقد وجدت دراسة جديدة نشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية هذا الشهر أن تناول كمية كافية من البروتين في منتصف العمر - وخاصة البروتين النباتي - يرتبط باحتمالات أعلى بكثير للشيخوخة الصحية.
7. طرق لذيذة لتناول التوفو والفاصوليا
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن العدس والحمص هما من مصادر البروتين النباتي المفضلة لدي، وهما لذيذان بمفردهما أو في الكاري والحساء، ويمكنك أيضًا طهي وعاء والاحتفاظ به في الثلاجة جاهزًا لإضافته إلى السلطات، وهناك أيضًا التوفو والإدامامي، وهي بأسعار معقولة ومتوفرة في معظم محلات السوبر ماركت، وتشمل الخيارات الأقل شهرة التمبيه (الذي يعتمد على فول الصويا) والذي يأتي بحوالي 18-20 جرامًا من البروتين لكل وجبة، وهناك حيلة لمنع هريسة التوفو، قم برش القليل من نشا الذرة على مكعبات التوفو وأقليها في المقلاة، مما يجعلها مقرمشة من الخارج، ثم أضف الصلصات، مثل صلصة الفول السوداني أو البيستو.
8. لا تفوت الحبوب التي تحتوي على نسبة عالية من البروتين
يحب الكثيرون الطعم الجوزي والملمس المطاطي للفارو، وهي حبة قديمة حازت على إعجاب الكثير من المعجبين، ومن السهل طهيها - ما عليك سوى وضع الحبوب في الماء المغلي وتركها على نار هادئة، وبضعة أكواب تكفي لعدة وجبات، ويقول بويدنيك، إنه يحتوي على ضعف البروتين، وهو "بديل رائع للأرز"، ويحتوي الفارو أيضًا على الكثير من الألياف، وتعد الكينوا خيارًا جيدًا آخر، حيث تحتوي على ما يقرب من 8 جرام من البروتين لكل كوب.
9. لا تنس الخضار
والخضروات ليست اللاعب الرئيسي عندما يتعلق الأمر بالبروتين، لكنها يمكن أن تضيف بضعة جرامات، وعلى سبيل المثال، يحتوي كوب من البروكلي على حوالي 2.6 جرام، وتحتوي الخضراوات والخضروات الملونة على العديد من الفيتامينات المفيدة والمغذيات الدقيقة والمركبات المضادة للأكسدة المفيدة للصحة، ويرتبط تناول السلطة يوميًا بذاكرة أكثر وضوحًا أيضًا، لذا، احتفظي بوعاء من الخضار المقطعة لتتناوليها كوجبة خفيفة وتخلطيها مع السلاطات واليخنات والحساء.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ا من البروتین البروتین ا الکثیر من جرام ا یومی ا
إقرأ أيضاً:
ماذا يحدث لمن يقرأ سورة الفاتحة في الصباح؟.. 10 عجائب
اذا يحدث لمن يقرأ سورة الفاتحة في الصباح أسرار هذه السورة العظيمة ينبغي أن نعرفها، حيث إن سورة الفاتحة هي من أعظم سور القرآن الكريم بحسب ما جاء في نصوص كثيرة بالسُنة النبوية الشريفة، كما أنها ركن من أركان الصلاة فلا يقبل الله صلاة العبد دون قراءة سورة الفاتحة ، وهذا ما يشير إلى فضلها العظيم ويثير الاستفهام عن ماذا يحدث لمن يقرأ سورة الفاتحة في الصباح وهو أحد طرق الاستدلال على فضلها، والحرص على اغتنامه ، ولأن معرفة الفضل تزيد الحرص ومن ثم الاغتنام ، من هنا ينبغي معرفة ماذا يحدث لمن يقرأ سورة الفاتحة في الصباح فقد ورد فيه أن سورة الفاتحة هي أعظم سورة في القرآن، ولها فضائل كثيرة ومزايا عظيمة في استجابة الدعاء والرقية والشفاء وقضاء الحوائج.
ورد عن قراءة سورة الفاتحة في الصباح ، بلا شك أن في قراءة سورة الفاتحة خيرا كثيرا وأجرا عظيما، فقد دلت نصوص الوحي من القرآن والسنة على فضلها؛ فهي أعظم سورة في كتاب الله تعالى، وهِيَ السَّبْعُ المَثَانِي، وَالقُرْآنُ العَظِيمُ الَّذِي أُوتِيهُ النبي صلى الله عليه وسلم، كما جاء في الصحيح، ولكننا لم نقف على دليل يثبت أن قراءتها في أذكار الصباح والمساء من السنة، أو أنها من الأذكار الواردة بعد الصلاة؛ ولكن لو قرأها الشخص أحياناً فلا حرج في ذلك.
سورة الفاتحةتعد سورة الفاتحة هي سورةٌ مكيَّةٌ تتكوَّن من سبعِ آياتٍ، سمِّيت بالفاتحة لافتتاح الكتاب بها، كما وسمِّيت أمُّ الكتاب لاشتمالها على معاني توحيد الله -عزَّ وجل-، والتعبُّد بأمر الله ونهيه، وبيان وعد الله ووعيده، وتسمَّى بالسَّبع المثاني؛ لأنَّها تتكوَّن من سبع آياتٍ، ولأنَّها تُثنَّى في الصَّلاة، أي: تُعاد، نزلت قبل هجرة النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- من مكَّة إلى المدينة.
أسماء سورة الفاتحةسُمّيت سورة الفاتحة بهذا الاسم مُنذ عصر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، فهيَ فاتحة الكتاب، بها ابتدأ الله -تعالى- القرآن الكريم لفظاً وكتابةً، وبالفاتحة تُفتتح الصّلاة.
وقد قيل إنّها أوّل سورةٍ نزلت من السّماء كسورةٍ كاملة، ويُطلق على سورة الفاتحة أسماءً أخرى مثل:
سورة الحمد؛ لأنّها تشتمل على الثّناء والحمد لله -تعالى-.
أمّ القرآن؛ لأنّها تُعتبر أصل القرآن الكريم وهي من أفضل السّور، ولأنّها تتضمّن أصول العقيدة الأساسية، وبتطبيق أحكامها يصل العبد للصّراط المستقيم، وقد قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (أُمُّ القُرْآنِ هي السَّبْعُ المَثانِي والقُرْآنُ العَظِيمُ).
السّبع المثاني؛ لأنّها تتكوّن من سبع آيات. الشّافية؛ لأنّ فيها الشفاء والعلاج. الصّلاة؛ إذ جاء عن أبي هريرة -رضيَ الله عنه- أنّه قال: (مَن صَلَّى صَلاةً لَمْ يَقْرَأْ فيها بأُمِّ القُرْآنِ فَهي خِداجٌ ثَلاثًا غَيْرُ تَمامٍ. فقِيلَ لأَبِي هُرَيْرَةَ: إنَّا نَكُونُ وراءَ الإمامِ؟ فقالَ: اقْرَأْ بها في نَفْسِكَ؛ فإنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: قالَ اللَّهُ تَعالَى: قَسَمْتُ الصَّلاةَ بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ).
فاتحة الكتاب: لقول النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام-: (لا صَلَاةَ لِمَن لَمْ يَقْرَأْ بفَاتِحَةِ الكِتَابِ). الحمد لله رب العالمين: لقول النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام-: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ هي السَّبْعُ المَثانِي).
فضل سورة الفاتحةيتمثّل فضل سورة الفاتحة بما يأتي: انفردت سورة الفاتحة بفرضيّتها عن سائر السور في الصّلاة، إذ لا تصح صلاة العبد إلّا بتلاوتها، فهيَ رُكنٌ من أركانها، لقول الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم-: (لا صَلَاةَ لِمَن لَمْ يَقْرَأْ بفَاتِحَةِ الكِتَابِ)، وقال العديد من العلماء إنّها أول ما نزل من القرآن الكريم، وكانت أوّل سورةٍ كاملة نَزَلت.
تعد سورة الفاتحة هي أعظم سور القرآن الكريم، استناداً لما رواه أبي سعيد بن المعلى -رضي الله عنه-: (كُنْتُ أُصَلِّي في المَسْجِدِ، فَدَعانِي رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَلَمْ أُجِبْهُ، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنِّي كُنْتُ أُصَلِّي، فقالَ: ألَمْ يَقُلِ اللَّهُ: (اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ)، ثُمَّ قالَ لِي: لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هي أعْظَمُ السُّوَرِ في القُرْآنِ قَبْلَ أنْ تَخْرُجَ مِنَ المَسْجِدِ. ثُمَّ أخَذَ بيَدِي، فَلَمَّا أرادَ أنْ يَخْرُجَ، قُلتُ له: ألَمْ تَقُلْ: لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هي أعْظَمُ سُورَةٍ في القُرْآنِ؟ قالَ: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) هي السَّبْعُ المَثانِي، والقُرْآنُ العَظِيمُ الذي أُوتِيتُهُ).
وروى أبو هريرة -رضي الله عنه- في فضلها أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (والذي نفسي بيده، ما أنزل اللهُ في التوراةِ ولا في الإنجيلِ ولا في الزبورِ ولا في الفرقانِ مثلَها، وإنها سبعٌ من المثاني والقرآنِ العظيمِ الذي أُعطيتُه).
تتضمّن سورة الفاتحة مواضيع عدّة؛ إذ تبدأ بالحمد والثناء والتعظيم لله -تعالى-، وتشتمل على توحيد الله -تعالى- بأقسامه الثلاث، واستحقاقه وحده لالعبادة، وإخلاص العمل له -تعالى-، وفيها توضيح لأقسام النّاس كلٌّ حسب عمله، وإثبات مصير الضّالين والمؤمنين، وسؤال الله -تعالى- الهداية للوصول للطريق المستقيم.
و تُعتبر سورة الفاتحة من الرُّقية الشّرعيّة، وذلك استناداً لِما رواه أبو سعيد الخدريّ -رضيَ الله عنه-: (أنَّ نَاسًا مِن أَصْحَابِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كَانُوا في سَفَرٍ، فَمَرُّوا بحَيٍّ مِن أَحْيَاءِ العَرَبِ، فَاسْتَضَافُوهُمْ فَلَمْ يُضِيفُوهُمْ، فَقالوا لهمْ: هلْ فِيكُمْ رَاقٍ؟ فإنَّ سَيِّدَ الحَيِّ لَدِيغٌ، أَوْ مُصَابٌ، فَقالَ رَجُلٌ منهمْ: نَعَمْ، فأتَاهُ فَرَقَاهُ بفَاتِحَةِ الكِتَابِ، فَبَرَأَ الرَّجُلُ، فَأُعْطِيَ قَطِيعًا مِن غَنَمٍ، فأبَى أَنْ يَقْبَلَهَا، وَقالَ: حتَّى أَذْكُرَ ذلكَ للنبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فأتَى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَذَكَرَ ذلكَ له، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، وَاللَّهِ ما رَقَيْتُ إلَّا بفَاتِحَةِ الكِتَابِ، فَتَبَسَّمَ وَقالَ: وَما أَدْرَاكَ أنَّهَا رُقْيَةٌ؟ ثُمَّ قالَ: خُذُوا منهمْ، وَاضْرِبُوا لي بسَهْمٍ معكُمْ. وفي رواية: بهذا الإسْنَادِ. وَقالَ في الحَديثِ: فَجَعَلَ يَقْرَأُ أُمَّ القُرْآنِ، وَيَجْمَعُ بُزَاقَهُ وَيَتْفِلُ فَبَرَأَ الرَّجُلُ).
وُصفت سورة الفاتحة بأنّها نورٌ بُشّر به رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على لسان ملكٍ مُنزَل من السّماء، فقد روى ابن عباس -رضي الله عنهما-: (بيْنَما جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، سَمِعَ نَقِيضًا مِن فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقالَ: هذا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ اليومَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَنَزَلَ منه مَلَكٌ، فَقالَ: هذا مَلَكٌ نَزَلَ إلى الأرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَسَلَّمَ، وَقالَ: أَبْشِرْ بنُورَيْنِ أُوتِيتَهُما لَمْ يُؤْتَهُما نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ البَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بحَرْفٍ منهما إلَّا أُعْطِيتَهُ).
معاني آيات سورة الفاتحةبسم الله الرحمن الرحيم بدأت السورة بحرف جر الباء لتُفيد الابتداء، ويُقصد من بسم الله التبرّك والتوكّل به -سبحانه وتعالى- وسؤاله وطلب العون منه في التمام والقبول، إذ يدعو العبد بأسماء الله الحسنى امتثالاً لقوله -تعالى-: (وَلِلَّـهِ الأَسماءُ الحُسنى فَادعوهُ بِها وَذَرُوا الَّذينَ يُلحِدونَ في أَسمائِهِ سَيُجزَونَ ما كانوا يَعمَلونَ).
وأجمع عددٌ من أئمة اللغة العربية؛ كالخليل وسيبويه والشافعي والخطابي وإمام الحرمين وغيرهم على أن الله اسم علم بذاته غير مشتق، وقد قيل إن الله هو الاسم الأعظم من الأسماء الحسنى لكمال صفاته.
وأُتبع لفظ الله بصفاتٍ أُخرى؛ وهي الرحمن والرحيم، فالله -تعالى- مُتفرد في صفاته وأسمائه، ويتّصف بعظمة عطفه ولطفه وحنانه على العباد، ولفظ الرحمن مختصٌّ بالله -سبحانه وتعالى- وحده فلا يُطلق وصفه على بشرٍ أبداً.
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ يُقصد بقول "الحمد لله"؛ أي أنّ الله -تعالى- هو المُستحقّ للحمد، والثّناء، والشّكر، والتّعظيم، والفضل، وذلك لاتّصافه -جل وعلا- بكل صفات الكمال والجمال والفضل، ولأنّ الله -تعالى- هو الواجد للمخلوقات جميعها. الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الرّحمن الرّحيم: هما اسمان مُشتقّان من الرّحمة، ويحملان المعنى نفسه، إلا أنّ لفظ الرّحمن صيغة مبالغة وكثرة مقارنة بلفظ الرّحيم.
وفسّر آخرون أنّ لفظ الرّحمن عام، والرّحيم خاص، فالرّحمن رازق الخلق جميعاً في الحياة الدنيا دون تفريقٍ بين مسلمٍ وكافرٍ استناداً لقوله -تعالى-: (وَرَحمَتي وَسِعَت كُلَّ شَيءٍ)، والرّحيم خاص للمسلمين في الآخرة، فقد اختُصّوا بعفوه ورحمته.
مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ المقصود "بيوم الدّين" بالآية هو يوم القيامة، وقد اختصّ الله -تعالى- بذكر هذا اليوم رغم امتلاكه أيام الدنيا والآخرة كلّها؛ وذلك بسبب تجلّي ملكه وحده في هذا اليوم.
قال -تعالى-: (يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّـهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّـهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ). فالله -تعالى- هو المتصرّف الوحيد في هذا اليوم وبيده الأمر كلّه من الثّواب أو العقاب، قال -تعالى-: (يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّـهِ)، والدّين من الدَّيْن؛ أيّ الحساب، وقد ذكر ابن كثير -رحمه الله-: "وتخصيص الملك بيوم الدّين لا ينفيه عمّا عداه، لأنّه قد تقدّم الإخبار بأنّه رب العالمين، وذلك عامّ في الدنيا والآخرة. وإنّما أضيف إلى يوم الدّين؛ لأنّه لا يدعى أحد هنالك شيئا، ولا يتكلّم أحدٌ إلا بإذنه".
إياك نعبد وإياك نستعين يُقصد بهذه الآية أنّ المستحقّ الوحيد بالعبادة والاستعانة به هو ربّ الأرباب الله -تبارك وتعالى-، وهي دليلٌ على وحدانيّته -تعالى-.
اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ يطلب العبد من الله -تعالى- أن يدلّه ويرشده على طريق الهداية والصّلاح المستقيم الذي لا اعوجاج فيه، فيقرأ سورة الفاتحة في كلّ فرض صلاة لأهميّتها في حياته، فيحرص على سؤال الله -تعالى- الهداية والزّيادة في الخير والثبات، فالإيمان يزيد وينقص كما وضّح أهل السنّة والجماعة، وقد كان النبيّ عليه الصّلاة والسّلام- يدعو الله -تعالى- ويقول: (يا مقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ) .
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ تُوضّح الآية الفئة التي ستُرشَد للصّراط المستقيم؛ وهو طريق الهداية والصّلاح، وهم الذين أنعم الله -تعالى- عليهم بفضله، وهم أهل الصّراط من الأنبياء والصِدّيقين والصالحين من المؤمنين، وأمّا المغضوب عليهم فهم الذين عصوا الله -تعالى-، واسْتخَفّوا بعقابه، والتفتوا للدنيا ونسوا الآخرة، فاستحقّوا غضب الله -تعالى- عليهم، وفي الآية نوعٌ من التأدّب مع الله -تعالى- من خلال إلحاق أفعال الإحسان والخير لاسم الله -تعالى-، وفِعل الغضب باسم المفعول "مغضوب".
ثم تنتهي الآية بحرف النّفي "لا" للتأكيد بأنّ من هُدي للصّراط هم عكس المغضوب عليهم والضالين، وقد ذَكر العديد من المفسّرين أنّ المغضوب عليهم هم اليهود، والضالين هم النّصارى، وقد ورد بتفاسير أخرى أنّ المغضوب عليهم من جَحَد الحقّ رغم علمه به وقرّر تركه وعدم العمل به، والضالين هم الذين انحرفوا عن الطريق فانغمسوا بالضّلال.