جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-01@18:14:53 GMT

نُصرة واجبة

تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT

نُصرة واجبة

 

محمد بن رامس الرواس

مع تزايد جرائم الاحتلال الإسرائيلي المدعوم دوليًا على إخواننا في قطاع غزة، نصبح كمسلمين أمام خيار وحيد لا ثاني له؛ ألا وهو نصرتهم وتقديم العون لهم، ومن أجل ذلك لا بُد وأن نتفاعل مع بعدين الأول ديني بالدعاء والإنفاق، والثاني اقتصادي بمقاطعة الشركات والعلامات التجارية الداعمة لدولة الكيان الغاصب.

وقفت مع صديق لي خارج المسجد نتجاذب أطراف الحديث عن موضوع خطبة الجمعة التي تدعو لنصرة إخواننا في فلسطين وبالتحديد في قطاع غزة، فقال لي هل يمكن أن تكون كل هذا الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة الداعية للعون والنصرة لإخواننا المسلمين، ونحن لا نزال في هذا الموقف المتأخر من البذل والعطاء! إذاً المشكلة تكمن فينا نحن، ونحن من يجب أن نقدم لأنفسنا جرعات من التغذية القرآنية في النصرة قبل أن ننصرهم بأقل سبل النصرة الغذاء والدواء، قلت له: برغم أننا درسنا معظم ما سمعناه اليوم من الآيات والأحاديث الداعية لنصرة إخواننا في المناهج خلال سنوات الدراسة، إلا أنني والله كأني أسمع بعضها لأول مرة.

مضيت نحو مركبتي ولا تزال الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي وردت بالخطبة وسمعناها جميعًا في أنحاء السلطنة تتردد بأُذني حول ضرورة نصرة المسلمين لبعضهم البعض، وأن ذلك أهم المبادئ والفضائل التي رسخها القرآن الكريم بنفوسنا وحثنا رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام عليها، فنصرة أهل الأقصى واجبة خاصة لإخواننا بقطاع غزة جراء ما يعانونه من قصف وحصار يفرض علينا أن ننصرهم ومن النصرة الإنفاق بالمال والوقوف بجانبهم ودرء الخطر عنهم من أجل وصول الغذاء والدواء.

ما أشد حاجة إخواننا أهل قطاع غزة للعون اليوم من ذي قبل فقد وصل بهم الحال إلى أبعد مما يمكننا توقعه من نفاد للطعام والدواء وانتشار غير مسبوق للجوع وتفشي الأمراض وبحجم ما أصابهم من عسر وجب علينا عونهم ونصرتهم وإسنادهم بالمال عبر إرسال المعونات بصفة مستمرة ومستدامة خاصة بمدينة رفح، إن لدينا معشر المسلمين من أدوات القوة الشيء الكثير ومن أدوات النصرة الشيء الكثير نستطيع من خلالها أن نقدم العون.

إن لم ننصر إخواننا بالأقصى بالمال عبر إرسال المعونات العاجلة لهم وبالدعاء لهم بالنصر، وعبر مقاطعة العلامات التجارية الداعمة للكيان الإسرائيلي والتي تسانده بأموالها، فماذا بقي لنا من ثوابت ديننا الإسلامي الحنيف وهل ننتظر إثمًا وعارا تسجله صحائفنا ويدونه التاريخ عن تقاعسنا عن نصرة ودعم إخواننا بفلسطين؟

إن المقاطعة الاقتصادية لمنتجات الشركات التي تدعم الكيان الإسرائيلي هي الشق الثاني من العون؛ حيث ستتعرض إسرائيل لانقطاع أحد أهم مواردها المالية التي تشتري من خلالها السلاح وتستأجر من خلاله المرتزقة للقتال في صفوفهم، وبالمقابل ستتجنب بلداننا ومجتمعاتنا آثار سموم أغذية هذه المنتجات التي تدخل بيوتنا بينما ستنمو منتجاتنا المحلية وستتوفر مزيد من فرص الصناعات الوطنية التي نعتبرها من الأمن الغذائي الذي نحتاجه في قادم الوقت.

ومن الآثار الحسنة للمقاطعة الاقتصادية أنها ذات تأثير فعال وفوائد عديدة فقطع إحدى قنوات التمويل للكيان الإسرائيلي سيضعفه بلا شك، وهو تعبير ووسيلة شرعية من أجل حدوث عزلة لاقتصاد دولة الاحتلال، لذا يجب أن تكون هذه المقاطعة جماعية متحدة وبنية النصرة لأهل فلسطين، ولقد قال الشيخ أحمد الخليلي- أطال الله عمره- في إحدى تغريداته "إن المقاطعة من أمضى الأسلحة وأنجحها في إخضاع العدو".

إن الآيات عديدة والأحاديث كثيرة، وخلاصتها قول النبي صلى الله عليه وسلم "وكونوا عباد الله إخوانا"، لذلك إن البعد الديني للنصرة هو عون إخواننا، والاقتصادي مقاطعة منتجات الشركات الداعمة للكيان الإسرائيلي؛ فالنصرة واجبة وتجلب للمسلمين دفع الضرر عن بعضهم البعض.

ختامًا.. لقد أنعم الله علينا بسلطان حكيم- حفظه الله ورعاه- وحكومة واعية وعلماء أجلاء، مما مكنّا من اتخاذ مواقف ثابتة، وقد تيسّرت لنا سبل المعونة والإنفاق في سبيل الله نصرة لإخواننا في فلسطين عبر مؤسسات حكومية على رأسها الهيئة العمانية للأعمال الخيرية، وغيرها العديد من مؤسسات المجتمع المدني، وتوفرت لدينا كذلك سبيل اختيار المقاطعة للتعبير عن تضامننا مع أهل غزة في النكبة التي أصابتهم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية قيادي في "حزب الله" جنوبي لبنان

أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، قتل مسؤول الاستخبارات في "قوة الرضوان" التابعة لحزب الله عباس الحسن وهبي في غارة بمنطقة محرونة جنوبي لبنان.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان على حسابه في "تلغرام": "في وقت سابق من يوم السبت، استهدف جيش الدفاع الإسرائيلي عباس الحسن وهبي في منطقة محرونة جنوبي لبنان، وتمكن من قتله".

وأضاف البيان أن وهبي "كان متورطا في جهود إعادة بناء حزب الله ونقل الأسلحة".

وكان الجيش الإسرائيلي، أعلن السبت، القضاء على مسؤول الصواريخ المضادة للدروع التابع لـ"حزب الله" في منطقة بني جبيل في بلدة كونين جنوبي لبنان، إثر هجوم بواسطة طائرة مسيرة.

وأفاد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، في بيان، بأنه تم القضاء على حسن محمد حمودي مسؤول الصواريخ المضادة للدروع في حزب الله بمنطقة بنت جبيل، مضيفا "قام حمودي خلال الحرب بتوجيه العديد من عمليات إطلاق الصواريخ المضادة للدبابات باتجاه الأراضي الإسرائيلية"، وفقا لصحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية.

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية في وقت سابق من يوم السبت مقتل ثلاثة أشخاص، في غارتين إسرائيليتين على جنوب لبنان.

ورغم سريان وقف لإطلاق النار منذ نوفمبر، تشنّ إسرائيل باستمرار غارات على لبنان، خصوصا في الجنوب توقع قتلى.

وتشدد إسرائيل على أنها لن تسمح لحزب الله بإعادة بناء قدراته بعد الحرب التي تكبّد فيها خسائر كبيرة على صعيد بنيته العسكرية والقيادية.

مقالات مشابهة

  • الهدهد: الجهل بأحوال وأسباب تنزيل الآيات من أهم أسباب التطرف
  • منذ سنوات... حرب خفيّة تُخاض بين حزب الله والموساد الإسرائيليّ وتقريرٌ يكشف تفاصيلها
  • شهيدان برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في رام الله والخليل
  • في العديسة.. هذا ما يقوم به الجيش الإسرائيلي
  • بوزلاعة: نظافة مصراتة واجبة تنفيذاً لتعليمات الدبيبة   
  • حماس تعلن استشهاد أسير في مستشفى «سوروكا» الإسرائيلي
  • مستوطنون يهاجمون الجيش الإسرائيلي قرب رام الله: قائد الكتيبة خائن!
  • استشهاد مُعتقل فلسطيني في مستشفى سوروكا الإسرائيلي
  • مستوطنون يحرقون موقعا أمنيا حساسا للجيش الإسرائيلي قرب رام الله
  • الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية قيادي في "حزب الله" جنوبي لبنان