المصارف ملزمة بردّ أموال برامج الادّخار بعملتها: هل تعيدها 150$ شهريًا؟
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
خلافًا لأيّ منطق وقانون، تضع المصارف الودائع وبرامج الادّخار في سلّة واحدة، وعلى رغم أنّ حسابات برامج التوفير والتقاعد والتعليم الجامعي وغيرها من بوالص التأمين، لطالما كانت مدولرة، عمدت المصارف إلى تحويلها إلى لولار، وفرضت على المؤمّنين دفع أقساطهم الشهرية بالفريش دولار تحت طائلة تصفية حساباتهم. هذا الواقع جعل مدّخرات البرامج الاجتماعيّة محتجزة في المصارف ومجهولة المصير.
التعميم 166 لم ينطبق على برامج التأمين!
مع صدور التعميم 166 أخيرًا، استبشر أصحاب هذه الحسابات خيرًا، وفي اعتقادهم أنّه بات باستطاعتهم استرداد أموال برامج الادّخار، فريش دولار بقيمة 150 دولارًا شهريًا، إسوة بالودائع. لكن هذا الأمل تبدّد، كون التعميم 166 لا ينطبق على حسابات الادّخار، وفق الخبير المالي والاقتصادي الدكتور بلال علامة في حديثه لـ "لبنان 24"، لأنّ التعميم المذكور حدّد الحسابات المستفيدة من أحكامه، وهي الودائع لأّجَل، تحت عنوان "اجراءات استثنائيّة لتسديد الودائع المكوّنة بعد تاريخ ٣١/ ١٠/ ٢٠١٩ بالعملات الاجنبية" بالتالي لا يسري التعميم على بوالص التأمين.
برامج الادّخار مسؤولية من؟
الإشكاليّة المتعلقة بقطاع التأمين وبرامج الادّخار في المصارف، لا زالت عالقة منذ النكبة الماليّة للسنة الخامسة على التوالي، ولم تعمد أيّ جهة إلى تنظيمها. مصرف لبنان لم يأت على ذكر حسابات بوالص التأمين والبرامج الاجتماعيّة، في أيّ من تعاميمه السابقة، منذ الأزمة المالية، بل عمل على تنظيم العلاقة بين المصارف والمودع باجراءات موقّتة، بغياب الكابيتال كونترول، انطلاقًا من دوره المحدّد في قانون النقد والتسليف "كون المصارف تخضع لهيئة الرقابة على المصارف في مصرف لبنان، في حين أنّ شركات التأمين خاضعة لوزارة الاقتصاد وتحديدًا إلى لجنة الرقابة على هيئات الضمان" يوضح علامة "وبفعل التداخل بين المصارف وشركات التأمين ضاعت الطاسة" فعمدت المصارف إلى الاستفراد بالمؤمّنين، وتحويل أموالهم المدّخرة في هذه البرامج إلى لولار، تمهيدًا لتصفيتها.
شركات التأمين والمصارف ملزمة بإعادة أموال التأمين بالدولار
"كل ما يفعلونه مخالف للقانون، الذي ينصّ على إلزاميّة إعادة أموال بوالص التأمين بعملة الإيداع، كونها خاضعة لقانون حماية المستهلك، الذي ينصّ على أنّ عملة حساب التأمين مُلزِمة وفق ما اتُفق عليها في العقد، وفي حال استوفتها شركة التأمين أو المصرف بالدولار يجب إعادتها بعملة الإيداع أي الدولار. أمّا ما يجري حاليًا لجهة تسديدها باللولار، فهو إجراء غير قانوني على الإطلاق، والأعذار حول انهيار سعر الصرف لا تستقيم هنا، خصوصًا أنّ معاملات وبرامج شركات التأمين وإعادة التأمين لا تحصل إلّا بعملة أجنبية، والتحويل إلى الخارج لا يتم سوى بعملة أجنبية، وطيلة الأزمة ظلت هذه الشركات تحوّل الأموال إلى أصولها في الخارج بالدولار، واستثمرت أموال حاملي وثائق التأمين في عمليات الاستحواذ على الأسهم في الصناديق المشتركة وصناديق التحوّط وصناديق الأسهم الخاصة العاملة في الخارج، وحقّقت أرباحًا بالدولارات الجديدة، ولا زالت. في المقابل امتنعت عن تسوية مستحقّاتها بنفس العملة المدفوعة كأقساط، أي الدولار الفرش" يوضح علامة. لجنة الرقابة على هيئات الضمان في وزارة الاقتصاد، كانت قد طلبت من المؤمّنين الراغبين بتقديم شكاوى أو الحصول على أيّ معلومات متعلّقة بقطاع التأمين الخاص، الاتصال بأرقام لجنة مراقبة هيئات الضمان - مكتب الشكاوى. "لكن فعليّا لم تُلزم أيّ جهة رقابيّة أو قضائيّة، المصارف وشركات التأمين بإعادة الأموال بالدولار، وفق ما ينصّ عليه القانون، وبقي أصحاب هذه البرامج ضحيّة غياب الدور الرقابي والقضائي، والتملّص من المسؤولية وتقاذفها بين المصارف وشركات التأمين، علمًا أنّ الجهتين مسؤولتان عن مصير الأموال التي ادخرها اللبناني، على مدى سنوات طويلة، لتأمين حياة لائقة بعد سن التقاعد، أو بقصد تعليم أولاده".
لا يمكن وضع حدّ لتمادي المصارف وشركات التأمين، وتجاوزها النصوص القانونية في التعامل مع برامج الإدّخار، من دون أن تمارس الأجهزة الرقابيّة والقضائيّة المعنيّة دورها الحاسم في تطبيق القانون، وإيقاف عملية نهب حقوق المدّخرين وأموالهم، بوقاحة قلّ نظيرها، لاسيّما وأنّ إعادة إحياء المصارف وشركات التأمين على حدّ سواء، يعتمد على استعادة ثقة المودعين والمدّخرين، من هنا حريّ بالقطاع المصرفي وشركات التأمين تقليل خطاياهم، وبالأجهزة المعنيّة إيقاف سرقة العصر، ففي ذلك مصلحة مشتركة للأطراف كافة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
ريفيان تعرض وظيفة لا تفوت.. اركب سيارة آلية مقابل 50 دولار شهريًا
في خطوة استراتيجية نحو تعزيز تقنيات القيادة الذاتية، أعلنت شركة "ريفيان" (Rivian) عن إطلاق خطة جديدة تسمى "أوتونومي بلس" (Autonomy+)، والتي تهدف إلى تحويل السائق إلى مجرد راكب في سيارته الكهربائية مقابل اشتراك شهري.
ويأتي هذا الإعلان خلال أول "يوم للقيادة الذاتية والذكاء الاصطناعي" نظمته الشركة، والذي قدم لمحة واضحة عن رؤيتها المستقبلية التي تركز على الأتمتة الكاملة.
مكافأة شهرية للتحرر من المقودسيتم تقديم تقنية القيادة بدون استخدام اليدين العالمية (Universal Hands-Free Driving) من "ريفيان" عبر خدمة اشتراك تحمل اسم "أوتونومي بلس" بتكلفة تبلغ 49.99 دولاراً أمريكيًا شهريًا.
وبموجب هذا الاشتراك، سيتمكن مالكو سيارات "ريفيان" من تفعيل القيادة الذاتية بالكامل دون تدخل بشري على أكثر من 3.5 مليون ميل من الطرق في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وهذا التوسع الهائل في تغطية الطرق المتاحة للاستخدام يؤكد جاهزية التقنية الجديدة وقدرتها على العمل في بيئات طريق متنوعة.
التقنية الجديدة: قيادة بدون استخدام اليدين ومستقبل المستوى الرابعأكدت "ريفيان" أن الخدمة الجديدة ستمكن قريبًا ميزة القيادة بدون استخدام اليدين على هذا النطاق الواسع من الطرق.
وتعد هذه الخطوة جزءًا من هدف أسمى أعلنه الرئيس التنفيذي للشركة، آر جاي سكارنج (RJ Scaringe)، وهو تطوير نظام قيادة ذاتية من المستوى الرابع (Level 4).
ويعني نظام المستوى الرابع أن المركبة ستكون قادرة على أداء جميع مهام القيادة في ظروف معينة دون الحاجة إلى تدخل بشري على الإطلاق، مما يجعل السائق ركابًا فعليين في العديد من السيناريوهات.
لم تقتصر إعلانات "ريفيان" على الخدمة المدفوعة فحسب، بل شملت أيضًا تحديثات جذرية للبنية التحتية التقنية لمركباتها.
فقد كشفت الشركة عن خطط لإطلاق شريحة جديدة (New Chip) مصممة خصيصاً لتعزيز قدرات المعالجة اللازمة لتشغيل أنظمة القيادة الذاتية المعقدة. بالإضافة إلى ذلك، أعلنت "ريفيان" عن تطوير مساعد جديد يعمل بالذكاء الاصطناعي (AI-powered assistant)، والذي من شأنه أن يعزز التفاعل بين السائق والمركبة، ويحسن تجربة المستخدم الشاملة داخل السيارة.
هذا التكامل بين الأجهزة المحدثة والذكاء الاصطناعي يضع الأساس لتحقيق طموحات "ريفيان" في الوصول إلى الأتمتة الكاملة.