???? سوداني يحكي قصة مؤلمة ويقول: قناعتي بعد الذي حدث أن السودان ليس وطني أو بلدي الذي وُلدت ونشأت فيه
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
□ أهاااا – كل الخرطوم ومدني ودارفور تم نهبها، بسبب إنو الأموال كلها عند الكيزان، وبالذات الخرطوم العدمت عود الكبريت.
□ أهاااا عاد خموا وصروا – وكل الخرطوم سرقوها قنقر كي هههههه زي ما بقولوا الدعامة.
□ والحمدلله الذي لا يحمد علي مكروهٍ سواه – إغتراب ٣٧ عام صلت وجلت فيها معظم دول المعمورة – من جامعة إلي أخري ومن مؤسسة إلي غيرها – ساهمت في العديد من المشاريع التنموية الرائدة في العديد من الدول – ورغم رغد الحياة في دول المهجر ولكن يبقي الحنين للوطن.
□ أتيت قبل ١٠ أعوام وبنيتُ منزل أسرتي بأرقي أحياء الخرطوم، كلفني تشييده مئات الآلاف من العملة الأجنبية – راعيتُ فيه كل سبل الراحة للأسرة أو لعائلتي – فقد كان تُحفة عمرانية فريدة الطراز.
□ وكان ذلك بداية التفكير في الإستقرار في وطني السودان بعد عناء السنين.
□ شيدت مزرعة ضخمة لتربية الأبقار الهجين مابين مستورد ومحلي كمشروع علمي أكثر من أن يكون مشروع إستثماري ذات دخل.
□ بالإضافة لحديقة للموالح والمانجو والجوافة والليمون كملحق للمشروع، صرفت في هذا المشروع كثيراً وقد أرهقني.
□ ولكن كانت أهدافي هي التي تقودني لتحقيق النجاح، والحمدلله بدأت أجني نتائج مشروعي هذا قبل ٥ أعوام.
□ كانت لدينا ٤ سيارات لي ولأبنائي معظمها كان في خدمة مشروعي
□ قبل بداية الحرب في الخرطوم بأسبوعين، أتتني مأمورية عمل في أحدي دول أوربا، سافرت تلبيةً للطلب.
□ وأنا هناك، ومن غير سابق معرفة أو موعد بأن هناك حرب ستكون في الخرطوم، وصلتني المعلومات من السودان عبر وسائط التواصل الاجتماعي من الأبناء والأهل والمعارف.
□ حينها إتصلت علي الأبناء وتناقشنا كثيراً، ووجهوني أنهم لابد أن يبتعدوا عن الخرطوم، فالأوضاع كانت صعبة، وصوت المدافع يملأ العاصمة، وأعمدة الدخان تصل عنان السماء.
□ بالفعل إستطاعت العائلة من الخروج من الخرطوم بصعوبة، ووصلوا ميناء حلفا ومنها الي مصر ثم الي أوربا.
□ خرج جميع أبنائي وأحفادي، عدا أحد إبنائي الذي رفض ترك المنزل وتسبب بأهمية متابعته للمزرعة، حاولت إقناعه لكنه رفض، فقد كنت أخاف علي حياته، سيما والاخبار السيئة ترد الينا من الخرطوم ( من نهب وسرقة للبنوك والمحلات التجاريو والقتل والاغتصاب.
□ في تلك الأجواء المشحونة بالترقب والأمل والألم، عشنا أسوأ أيامنا ونحن بعيدين عما يجري بالخرطوم، وما سيحدث لإبننا الذي تخلف عن ركب العائلة.
□ اتصل علي جاري ليبلغني أن إبني أحمد أقتحم عليه لصوص ومرتزقة يتبعون لحميدتي، وهددوه بالقتل لو لم يخرج من المنزل، وفعلاً خرج وبعد ذلك انقطعت أخباره عنا لمدة يومين، إلي أن إتصل بنا وحكي كل معاناته حتي وصل لبورتسودان، وأقام مع عمته هناك، إلي أن حضر إلينا بعد أسبوعين من خروجه من المنزل.
□ حكي لي إبني أحمد أن مشروع الأبقار انتهي، فجنود حميدتي قد ذبحوا كل الأبقار في يوم واحد، ورحلوا لحومها إلي جهة غير معلومة، أعتقد تم توزيعها علي جنودهم المتواجدين في الخرطوم.
□ تواصلت مع أحد المعارف القريبين من منزلي لكي يذهب للمنزل ويطمننا، عاودني باتصال بعد أيام وقد قال لي ( ربنا يعوضك فمنزلك أصبح خرابة، وحتي السيراميك تم تكسيره، والشبابيك والأبواب تم خلعها.
□ أما داخل المنزل فلا يوجد شئ يوحي بوجود حياة فيه قبل ذلك، فقد تم نهب وتحطيم المنزل بتشفي وحقد شديد.
□ وهكذا فقد ذهب مشروع استقراري أو منزلي، وكذلك مشروع تربية الأبقار، وحديقة الفواكه، كل ذلك أدراج الرياح.
□ حينها أدركت أنني أضعتُ كل ما أملك، وها أنا الآن يجب أن أبدأ من الصفر.
□ وقناعتي بعد الذي حدث أن السودان ليس وطني أو بلدي الذي وُلدت ونشأت فيه.
□ يبدو أن كثيراً من المعالم ومعرفة طباع بعض السودانيين قد غابت عني، سيما القادمون للخرطوم من أقصيٰ غرب السودان وغرب أفريقيا، القادمون المقيمون في أطراف العاصمة، فقد علمت من المعارف والأصدقاء والمقربين أن نهب الخرطوم تمت بواسطة سكان أطرافها شرقا وغرباً وجنوباً من العاصمة الخرطوم.
□ ها أنا الآن أبدأ من جديد مع أبنائي والحمدلله أن الأبناء حاصلون علي درجات علمية رفيعة، فلا خوفٌ عليهم، وهدفي إقامة أو شراء منزل وعمل مشروع اعاشي لعائلتي ولكن ليس في الخرطوم ولا حتي السودان.
□ فيكفي ما حدث لي فإنه قد فاق الخيال.
□ أنا لم يكن في عمري الوقت الكافي لأنتمي لأي حزبٍ كان، وإذا كانت العمارات والمنشئآت الجميلة والتشييد والتعمير يشبه الكيزان فقط ( أفتخر أن أكون من الكيزان ).
□ فما بنيته وأسسته كان من كدي واجتهادي خارج السودان.
□ ولم أعمل طوال عمري منذ تخرجي من جامعة الخرطوم بأي قطاع حكومي داخل السودان، فقد كان همي التحصيل العلمي، وبناء قدراتي، وتحقيق أهدافي، خارج السودان لأعوامٍ اقتربت من النصف قرن.
□ ومن هنا نقول للوطن السودان وداعاً، ولن نأتي إلا بعد اعتدال الأمور في كل مناحي الحياة البشرية.
○ حسبنا الله ونعم الوكيل فيمن ظلمنا واعتدى علينا وعلى ما نملك.
□ نصيحة لكل من امتدت يده لحقوق الغير في هذه الحرب:–
○ الذي يسعي للخراب لن يعمر أبدآ.
○ وإذا ظن أنه سينعم بما سرق فهو علي خطأ.
○ وقبل أن تجتمع الخصوم عند المليك المقتدر، سيكون هناك حسابٌ عسير في الدنيا.
** متداول
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: فی الخرطوم
إقرأ أيضاً:
شقيق الشهيد خالد عبد العال يحكي مواقف لأول مرة عن البطل.. فيديو
أكد مجدي عبد العال، شقيق الشهيد البطل خالد عبد العال، الذي ضحى بحياته من أجل إنقاذ عدد كبير من المواطنين، أن شقيقه كان محب لأسرته، ولعمله والجميع كان يحبه.
وأضاف شقيق الشهيد البطل خالد عبد العال، خلال مداخلة هاتفية مع الدكتور جمال شعبان العميد السابق لمعهد القلب القومي، ببرنامج "قلبك مع جمال شعبان" أن شقيقي الشهيد كان الأصغر سنًا ولكن الأكبر عقلا، وأن الجميع من شباب الأسرة كانوا على علاقة به قوية.
ولفت إلى أن الشهيد البطل كان مهتما بصلة الرحم، وكان يتواصل مع الجميع، ولا يتأخر عن أي شخص بالأسرة كبير أو صغير، وأن البطل رحل وترك ذكرى طيبة.
وحكى موقف لأول مرة، وقال :" أحد أصدقاء الشهيد جاء منزل الأسرة اليوم وقال إن البطل جاء له في المنام وطالبه بتوجيه رسالة لزوجته، ولأسرته بالكامل".
أعلن الدكتور جمال شعبان، عميد معهد القلب السابق، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، عن إطلاق اسم الشهيد خالد محمد عبد العال على وحدة طوارئ للقلب، بعد حادث محطة الوقود.
وكتب جمال شعبان عبر حسابه الرسمي على فيسبوك: “تكريما للبطل الشهيد خالد عبد العال شهيد العاشر من رمضان، الذي أنقذ المدينة وضحي بحياته لينقذ الأرواح تقرر إطلاق اسمه علي وحدة طوارىء القلب في جرين هارت بمدينة بروسيا الطبية بالعاشر من رمضان، ليصبح اسمها وحدة الشهيد خالد عبد العال والتي يتم فيها بإذن الله إنقاذ الأرواح يا رب تقبله شهيدا”.
وتوفي السائق البطل خالد محمد شوقي عبد العال، المعروف إعلاميًا بـ"ضحية محطة الوقود"، الذي استشهد أثناء محاولته البطولية لإنقاذ المواطنين من كارثة محققة، إثر اندلاع حريق في محطة وقود بمدينة العاشر من رمضان.
وفور إعلان الخبر سادت حالة من الحزن وانطلقت مصر كلها، حكومة وشعبا، لتكريم هذا البطل الحقيقي، سائق شاحنة لنقل المواد البترولية الذي لم يتردد لحظة في مواجهة الموت من أجل حماية الآخرين.
وعندما اشتعلت النيران في مركبته، اتخذ قرارًا مصيريًا بجرها بعيدًا عن المحطة، ليمنع انفجارًا كان من الممكن أن يحصد أرواح العشرات، وبعد أن أبعد السيارة المشتعلة، خرج منها واقفًا يستكمل عملية الإنقاذ، في مشهد مؤثر يسطر في صفحات المجد.