سلاح التجويع.. الهلال الأحمر الفلسطيني: الاحتلال يستهدف من يحاول إدخال المساعدات إلى غزة
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
الهلال الأحمر الفلسطيني: تقارير تؤكد بأن الفلسطينيين لا يجدون الأكل والماء الهلال الأحمر الفلسطيني: تراجع إدخال المساعدات إلى مناطق الشمال
يواصل الاحتلال حربه على قطاع غزة من خلال سلاح التجويع، حيث أكد المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني أن الاحتلال يستهدف من يحاول إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، مشيرا إلى تراجع إدخال المساعدات شمال القطاع.
وحذر الهلال الأحمر بوقوع مجاعة حقيقية في قطاع غزة، أدت إلى وفاة عدد من الفلسطينيين.
اقرأ أيضاً : الأونروا: 3 من كل 4 أشخاص في غزة يشربون من مصادر مياه ملوثة
ونبه أن المجاعة التي يعاني منها أهل شمال القطاع، ستمتد إلى مناطق أخرى من القطاع.
وقف إرسال المساعدات شمالاوبدوره أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين "أونروا" فيليب لازاريني، أن المساعدات الغذائية لم تصل إلى شمال غزة منذ 23 كانون الثاني/يناير الماضي.
وقرر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة وقف إرسال المساعدات الغذائية إلى شمال غزة، معللا القرار بأن "الوضع الأمني لا يسمح بتوزيع آمن للمساعدات"، ما ينذر بوقوع كارثة إنسانية وشيكة.
وأكد المكتب الإعلام الحكومي بغزة أن الاحتلال تعمد تجويع شمال قطاع غزة ومنع إدخال المساعدات.
وكان المكتب الحكومي بغزة قد أشار إلى نزوح نحو 2 مليون فلسطيني في قطاع غزة، وإصابة 700 ألف فلسطيني بالأمراض المعدية نتيجة النزوح، ورصد 8 آلاف حالة التهاب الكبد الوبائي.
ويتعرض نحو 350 ألف مريض مزمن للخطر جراء عدم إدخال الأدوية للقطاع، و60 سيدة حامل معرضة للخطر نتيجة عدم توفر الرعاية الصحية لهن.
عدوان الاحتلال لليوم الـ138ويأتي ذلك مع تستمر آلة حرب الاحتلال باستهداف كل ما هو حي في قطاع غزة وبلا هوادة، لليوم الثامن والثلاثين بعد المئة، بقصف طال مناطق مختلفة من القطاع غزة.
أكثر من 29 ألف شهيدحيث أسفر العدوان المتواصل على غزة عن استشهاد 29,195 فلسطينيا، فضلا عن و69 ألفا و 170 مصابا، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفقدان الآلاف تحت الأنقاض، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
المقاومة في المرصاد
وأطلقت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، ردا على انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
في المقابل، أطلق الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية ضد قطاع غزة أسماها "السيوف الحديدية"، وشنت سلسلة غارات عنيفة على مناطق عدة في القطاع، أسفرت عن ارتقاء مئات الشهداء وآلاف الجرحى، إضافة إلى تدمير أعداد كبيرة من البنايات والأبراج السكنية والمؤسسات والبنى التحتية.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: الحرب في غزة غزة عدوان الاحتلال المساعدات الانسانية الهلال الأحمر الفلسطینی إدخال المساعدات قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
سياسة التجويع وفوضى سرقة المساعدات
بعد الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في ميدان المواجهة كان لا بد للاحتلال أن يبحث عن خيارات أخرى لضرب هذا الصمود وتهشيم كل عوامله في إطار السعي الممنهج لكسر إرادة الشعب الفلسطيني وتركيعه ودفعه نحو الاستسلام، الأمر الذي دفعه لاستخدام (سلاح التجويع)، وهو من أشد الخيارات قسوة، ظنا منه بأن ذلك يمكن أن يؤدي لتحقيق أهداف الحرب المتدحرجة التي تتغير تبعا لمزاج صانع القرار داخل الكيان، والذي يجد من الحروب فرصة له للإفلات من الأزمات المركبة التي تحيط به “سياسيا، واقتصاديا، وأمنيا”.
لكن العالم لم يصمت طويلا على هذه السياسة وبدأت جهات فاعلة على المستوى العالمي سواء كان ذلك (دولًا، أو منظمات) بممارسة ضغوط على الاحتلال ومطالبته بوقف هذه السياسة فورا باعتبارها جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، صحيح أن هذه الخطوات لم ترق للمستوى المطلوب، وكانت في حدودها الدنيا، لكنها أثمرت بخلق نوع من الضغط، وهذا ما دفع العدو لإعادة فرض سياسة الجوع بطريقة أخرى يتم خلالها خداع العالم؛ بمعنى إيهام العالم بأنه يخفف من الوضع الإنساني ويدخل المساعدات لكنه في ذات الوقت يقوم بعكس ذلك تماما ويتخذ إجراءات تفاقم من الوضع الإنساني في غزة وتجعله في مستويات كارثية.
ويمكن فهم ملامح هذه السياسة الاحتلالية التي يمارسها، والتي تمثلت في:-
1/حجب دور المنظمات الدولية واتهام بعضها بالتعاون مع حركة حماس وشيطنة دورها.
2/ دعم مؤسسة غزة الإنسانية ” الأمريكية”، والتي تعمل وفق سياسة عسكرية بعيدة كل البعد عن أي عمل إغاثي أو إنساني، وتسببت بقتل عشرات الأشخاص بمساعدة من جيش الاحتلال أثناء انتظارهم تلقي المساعدات.
3/ استهداف عناصر تأمين المساعدات في مختلف المناطق وتمكين اللصوص من الاستيلاء عليها، ومنع وصولها لمخازن المؤسسات، ودفع اللصوص لاحتكارها لأغراض خاصة وبيعها للسكان في غزة بأسعار مرتفعة جدا.
صحيح أن بعض المحاولات نجحت وبنسب محدودة في تأمين دخول المساعدات لغزة والشمال تحت حماية ورعاية العشائر، لكن الاحتلال لا يريد لهذه المبادرات أن تنجح وسيتخذ خطوات مختلفة لإفشال تأمين المساعدات تحت ذرائع وحجج مختلفة وفي مقدمة ذلك أن حركة حماس تسيطر عليها، وهذه من أكبر وأهم الأكاذيب التي يتم تصديرها لتبرير سياسة الجوع في غزة، لذلك فإن الاحتلال سيستمر في خلق هذه الأزمات الإنسانية؛ لأنها مرتبطة بأهدافه السياسية التي يسعى لتحقيقها، ولن يستجيب لتحسين الواقع الإنساني إلا في إطار اتفاق شامل يتم فرضه من خلال المقاومة على طاولة المفاوضات.
لكن يبقى العتب كبيرا على كل المعنيين في هذا المجتمع وفي المقدمة من ذلك “الوجهاء والمخاتير في بعض العائلات الكبيرة والمؤثرة داخل المجتمع”، كيف تسمحون لأبنائكم أن يساهموا في تجويع سكان القطاع؟! وأن يتورطوا في خدمة السياسات التي يسعى الاحتلال لفرضها على السكان؟! كيف تنسون الجرائم التي ارتكبها هذا العدو بعوائلكم وقد دمر البيوت وقتل الأطفال والشيوخ والنساء منكم ولا يزال؟!، أليس منكم رجل رشيد؟! استفيقوا يرحمكم الله، فشعبنا الفلسطيني لن ينسى هذه المأساة، وسيلعن التاريخ كل من تلوث وتورط في تجويع شعبنا بأي صورة كانت.
* كاتب فلسطيني