سياسة التجويع وفوضى سرقة المساعدات
تاريخ النشر: 3rd, July 2025 GMT
بعد الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في ميدان المواجهة كان لا بد للاحتلال أن يبحث عن خيارات أخرى لضرب هذا الصمود وتهشيم كل عوامله في إطار السعي الممنهج لكسر إرادة الشعب الفلسطيني وتركيعه ودفعه نحو الاستسلام، الأمر الذي دفعه لاستخدام (سلاح التجويع)، وهو من أشد الخيارات قسوة، ظنا منه بأن ذلك يمكن أن يؤدي لتحقيق أهداف الحرب المتدحرجة التي تتغير تبعا لمزاج صانع القرار داخل الكيان، والذي يجد من الحروب فرصة له للإفلات من الأزمات المركبة التي تحيط به “سياسيا، واقتصاديا، وأمنيا”.
لكن العالم لم يصمت طويلا على هذه السياسة وبدأت جهات فاعلة على المستوى العالمي سواء كان ذلك (دولًا، أو منظمات) بممارسة ضغوط على الاحتلال ومطالبته بوقف هذه السياسة فورا باعتبارها جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، صحيح أن هذه الخطوات لم ترق للمستوى المطلوب، وكانت في حدودها الدنيا، لكنها أثمرت بخلق نوع من الضغط، وهذا ما دفع العدو لإعادة فرض سياسة الجوع بطريقة أخرى يتم خلالها خداع العالم؛ بمعنى إيهام العالم بأنه يخفف من الوضع الإنساني ويدخل المساعدات لكنه في ذات الوقت يقوم بعكس ذلك تماما ويتخذ إجراءات تفاقم من الوضع الإنساني في غزة وتجعله في مستويات كارثية.
ويمكن فهم ملامح هذه السياسة الاحتلالية التي يمارسها، والتي تمثلت في:-
1/حجب دور المنظمات الدولية واتهام بعضها بالتعاون مع حركة حماس وشيطنة دورها.
2/ دعم مؤسسة غزة الإنسانية ” الأمريكية”، والتي تعمل وفق سياسة عسكرية بعيدة كل البعد عن أي عمل إغاثي أو إنساني، وتسببت بقتل عشرات الأشخاص بمساعدة من جيش الاحتلال أثناء انتظارهم تلقي المساعدات.
3/ استهداف عناصر تأمين المساعدات في مختلف المناطق وتمكين اللصوص من الاستيلاء عليها، ومنع وصولها لمخازن المؤسسات، ودفع اللصوص لاحتكارها لأغراض خاصة وبيعها للسكان في غزة بأسعار مرتفعة جدا.
صحيح أن بعض المحاولات نجحت وبنسب محدودة في تأمين دخول المساعدات لغزة والشمال تحت حماية ورعاية العشائر، لكن الاحتلال لا يريد لهذه المبادرات أن تنجح وسيتخذ خطوات مختلفة لإفشال تأمين المساعدات تحت ذرائع وحجج مختلفة وفي مقدمة ذلك أن حركة حماس تسيطر عليها، وهذه من أكبر وأهم الأكاذيب التي يتم تصديرها لتبرير سياسة الجوع في غزة، لذلك فإن الاحتلال سيستمر في خلق هذه الأزمات الإنسانية؛ لأنها مرتبطة بأهدافه السياسية التي يسعى لتحقيقها، ولن يستجيب لتحسين الواقع الإنساني إلا في إطار اتفاق شامل يتم فرضه من خلال المقاومة على طاولة المفاوضات.
لكن يبقى العتب كبيرا على كل المعنيين في هذا المجتمع وفي المقدمة من ذلك “الوجهاء والمخاتير في بعض العائلات الكبيرة والمؤثرة داخل المجتمع”، كيف تسمحون لأبنائكم أن يساهموا في تجويع سكان القطاع؟! وأن يتورطوا في خدمة السياسات التي يسعى الاحتلال لفرضها على السكان؟! كيف تنسون الجرائم التي ارتكبها هذا العدو بعوائلكم وقد دمر البيوت وقتل الأطفال والشيوخ والنساء منكم ولا يزال؟!، أليس منكم رجل رشيد؟! استفيقوا يرحمكم الله، فشعبنا الفلسطيني لن ينسى هذه المأساة، وسيلعن التاريخ كل من تلوث وتورط في تجويع شعبنا بأي صورة كانت.
* كاتب فلسطيني
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
AP: مسلحون أمريكيون في مؤسسة غزة الإنسانية يطلقون النار على الفلسطينيين
قال متعاقدون أمريكيون يعملون على تأمين مواقع توزيع المساعدات التي تقوم عليها "مؤسسة غزة الإنسانية" المثيرة للجدل، إن المسلحين الأمريكيين الذين في المواقع غير مؤهلين، لكنهم مجهزون بأسلحة ثقيلة ولديهم "ترخيص مفتوح" للتصرف كما يشاؤون، مؤكدين حالات إطلاق رصاص حي على الفلسطينيين الذين ينتظرون استلام المساعدات.
وبحسب ما نقلت عنهم وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، فقد أفاد مقاولان أمريكيان، تحدثا لأنهما شعرا بالانزعاج من تلك الممارسات التي اعتبراها خطيرة وغير مسؤولة، أن أفراد الأمن الذين تم توظيفهم غالبًا غير مؤهلين، ولم تُجرَ لهم فحوصات مناسبة، وهم مجهزون بأسلحة ثقيلة ويُبدون تصرفات أشبه بمن لديهم "ترخيص مفتوح" للتصرف كما يشاؤون.
وقالا إن زملاءهما كانوا بشكل منتظم يقذفون قنابل صوتية ورذاذ فلفل نحو الفلسطينيين. وأشار أحد المقاولين إلى أنه تم إطلاق رصاص في جميع الاتجاهات في الهواء، في الأرض، وأحيانًا باتجاه الفلسطينيين.
وأضافا أن العاملين الأمريكيين على هذه المواقع يراقبون القادمين طلبًا للطعام ويوثقون أي شخص يعتبرونه “مريبًا”، وأنهم يشاركون هذه المعلومات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأظهرت مقاطع الفيديو التي زود بها أحد المقاولين والتي تم تصويرها في المواقع تجمع مئات الفلسطينيين بين بوابات معدنية، يتدافعون للحصول على المعونات وسط أصوات الرصاص والقنابل الصوتية ولسعات رذاذ الفلفل.
وتعد مؤسسة غزة الإنسانية منظمة أمريكية مسجلة في ديلاوير وأُسست في شباط/ فبراير الماضي لتوزيع المساعدات أثناء الأزمة الإنسانية في غزة. ومنذ ما يزيد على شهر على بدء عمل مواقعها، يقول الفلسطينيون إن القوات الإسرائيلية تطلق النار يوميًا تقريبًا على الحشود المتجهة نحو مراكز التوزيع ضمن مناطق عسكرية إسرائيلية. وقد قتل عدة مئات وأُصيب المئات وفق بيانات وزارة الصحة وشهود عيان.
قال متحدث باسم مؤسسة غزة الإنسانية إن هناك أناسًا لديهم "مصلحة شخصية" في إفشال عمل المؤسسة، ومستعدون لفعل أو قول أي شيء لتحقيق ذلك. وأضاف أن الفريق مكوّن من محترفين متمرسين في مجالات الإغاثة واللوجستيات والأمن ولديهم خبرة ميدانية عميقة. وتقول المؤسسة إنها وزّعت أكثر من 50 مليون وجبة داخل غزة.
وأكدت أن تعاملها مع سكان غزة كان دائمًا بمنتهى التعاطف.
يقول أحد المتعاقدين الذي وثّق الفيديو إنه رأى زملاء يطلقون النار باتجاه الفلسطينيين الذين كانوا يخرجون بعد أخذ طعامهم. وأضاف أنهم أطلقوا منه من برج أعلى الموقع ومن قمة ربوة ترابية، بهدف تفريق الحشد، لكنه لم يفهم سبب استمرار إطلاق النار بعد تراجع الناس.
لا تُظهر الكاميرا من كان يطلق النار أو ما الذى كان يُستهدف، لكن المقاول المصوّر قال إنه شاهد شخصًا يسقط على الأرض على بُعد نحو حوالي 55 مترًا في اتجاه إطلاق النار.
في مقاطع أخرى وفرتها أسوشيتد برس، يظهر رجال يرتدون زي رمادي — قال إنهم زملاؤه — وهم يحاولون تفريق فلسطينيين محشورين في ممر ضيق بأسلاك المعدن يؤدي لأحد المراكز. ويُسمع صوت رش رذاذ الفلفل وقنابل صوتية تنفجر وسط الجمع.
ويُسمع وقع إطلاق النار. وأضاف مصوّر الفيديو أن أفراد الأمن عادة يطلقون باتجاه الأرض بجانب الحشود أو من الأبراج فوق رؤوسهم.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة بغزة أن عدد ضحايا مراكز توزيع المساعدات عبر الآلية الأمريكيةـ الإسرائيلية ارتفع إلى 640 شهيدا و4 آلاف و488 مصابا، منذ بدء العمل بها في 27 مايو/ أيار الماضي.