ريف دمشق-سانا

تناولت المحاضرة التي أقامها المركز الثقافي في مدينة دوما بعنوان (الغزو الثقافي والإعلامي وأساليب مواجهته)، محاولات المؤسسات الإعلامية الغربية ولا سيما الأمريكية الهيمنة على وسائل الاتصال الحديثة لنشر ثقافتها وتذويب الهويات الوطنية ضمن مصطلحي الأمركة والعولمة تمهيداً لاستلاب الشعوب.

المحاضرة التي ألقاها الإعلامي سامر الشغري وحضرها مجموعة من الباحثين والمهتمين أكدت ضرورة التمييز بين مفهومي الغزو الثقافي الذي يهدف إلى استئصال الثقافة الوطنية واجتثاثها، والغزو الإعلامي الذي تروج له المؤسسات الأمريكية من مبدأ التدفق الحر للإعلام والمعلومات، ومن جانب واحد يعبر عن وجهة نظرها للأحداث وما أريد إملاؤه ونشره على مستوى العالم.

وتحدث المحاضر عن التحول الذي عرفه مفهوم الغزو الثقافي في العصر الحديث، ولا سيما مع نظرية القوة الناعمة التي وضعها جوزف ناي مساعد وزير الدفاع الأمريكي في عهد بيل كلينتون الذي أكد أن الهدف ليس تطويع أنظمة فحسب لترتهن للإدارة الأمريكية بل شعوب بأكملها.

وتم خلال المحاضرة عرض نماذج من التي تروج له وسائل الاتصال الأمريكية ولا سيما السينما والتي تستمد مبادئها الفكرية من المدرسة الغربية والرأسمالية، واستحواذ أمريكا بتوجيه من إدارتها المتعاقبة على أهم متصفحات وبرامج وتطبيقات الإنترنت كـ (الواتس آب) و(الفيسبوك) و(التويتر) و(اليويتوب) وغيرها لتوجيه محتواها حيث الجهة التي تريد.

وأكد الشغري أن مواجهة الغزو الثقافي والفكري تستلزم توظيف كل طاقات الشباب وتدريبهم على وسائل التواصل الاجتماعي لمواجهة مساعي الإعلام الغربي وخاصة الأمريكي لتشويه قيمنا واستلابنا ضمن مجتمعنا، لافتاً إلى تطبيقات أنتجت خارج حدود الهيمنة الغربية، ساهمت في نقل حقيقة ما يرتكبه الاحتلال الصهيوني ضد الشعوب في المنطقة ولا سيما مجازره بحق الشعب الفلسطيني.

وبينت رئيسة المركز الثقافي ريم عطايا أن هذه المحاضرة تأتي ضمن خطة يعدها المركز لإطلاق ورشة حول الغزو الثقافي وتدريب الشباب على إعداد وصناعة محتوى قادر على مواجهة حملات التضليل والتشويه.

وأشار الحضور في مداخلاتهم إلى أهمية الحفاظ على الهوية، حيث أكد الباحث في التراث أحمد دياب ضرورة افتتاح منابر أوسع للشباب تعبر عن هويتنا الأصيلة، في حين عرض أيمن السيد نائب رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء ريف دمشق مبادرات تهدف إلى نشر التوعي في صفوف الناشئة بمخاطر الغزو الثقافي.

وتحدث صبحي حيدر أمين فرقة دوما الأولى لحزب البعث العربي الاشتراكي عن مخاطر إدمان الشباب على استخدام الجوال الذي ينشر في معظم الأحيان محتوى مسيئاً، ولفت الفنان والباحث في علوم التنمية البشرية عصام تاجا إلى وجوب التصدي لأفكار الانحلال الأخلاقي التي تبثها وسائل التواصل الاجتماعي.

شذى حمود

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: الغزو الثقافی ولا سیما

إقرأ أيضاً:

صناعة وطنية …مستقبل واعد

 

 

تمثل الصناعة الوطنية ركيزة أساسية في بناء الاقتصادات القوية والمستقرة وهي العمود الفقري الذي ترتكز عليه طموحات الأمم نحو التنمية المستدامة والاكتفاء الذاتي.
في سياق مسيرة النمو التي تشهدها بلادنا تبرز الصناعة المحلية ليس فقط كقوة اقتصادية محركة بل كإرث واعد نصنعه اليوم لأجيال الغد.
تشكل حماية وتعزيز الصناعة الوطنية استثماراً في المستقبل حيث تضمن توفير فرص العمل المستدامة للمواطنين وتحافظ على تدفق الثروة داخل الوطن وتقلص الاعتماد على التقلبات والاضطرابات في الأسواق العالمية. إن كل منتج محلي يخرج من خطوط الإنتاج ليس مجرد سلعة معروضة في الأسوق بل هو لبنة في صرح الأمن الاقتصادي والسيادي للبلاد.
كما أن الابتكار والتطوير في القطاع الصناعي يخلق بيئة تنافسية محفزة تشجع على نقل وتوطين التقنيات الحديثة وترسيخ ثقافة الجودة والإتقان. هذا التطور لا يرفع من قيمة منتجاتنا في الأسواق المحلية والدولية فحسب بل يضع أسسا متينة لاقتصاد معرفي قادر على مواكبة متغيرات العصر.
وعلاوة على الجوانب الاقتصادية تحمل الصناعة الوطنية رسالة هوية وطنية فهي تجسد إرادة الشعب وقدرته على تحويل التحديات إلى فرص والموارد الخام إلى منتجات ذات قيمة مضافة عالية.
إن دعمنا للمصنع المحلي يعني مشاركتنا الفاعلة في كتابة فصل جديد من فصول نهضة أمتنا.
لذلك يقع على عاتقنا جميعاً أفرادا ومؤسسات
مسؤولية دعم هذا القطاع الحيوي. من خلال تفضيل المنتج الوطني والثقة في جودته والعمل على تطويره بشكل مستمر نكون قد ساهمنا بشكل مباشر في بناء درع واق لاقتصادنا وضمان مستقبل مزهر لأبنائنا وأحفادنا.
فليست الصناعة الوطنية خياراً اقتصادياً فحسب بل هي التزام أخلاقي وواجب وطني نحو الأجيال القادمة.
إنها الجسر الذي نعبر به من الحاضر إلى المستقبل حاملين معنا قيماً من العمل الجاد والعزيمة الصادقة لتبقى بلادنا شامخة بعز منتجيها قوية باقتصادها المنتج.

مقالات مشابهة

  • صناعة وطنية …مستقبل واعد
  • يوم ثقافي فني للطلاب في أبوقرقاص بالمنيا
  • الفيل … وضل الفيل
  • السلطات الأمريكية تطلب من السياح كلمات سر حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي
  • برنامج ثقافي مصاحب لبطولة المصارعة وزيارة الجامع الكبير بصنعاء
  • اليونسكو في بيرياس والجزر ينظم احتفالًا ثقافيًا يجمع الجاليات في حضور لافت
  • هيغسيث يتباهى بصورة له خلال الغزو الأمريكي للعراق
  • رئيس وزراء إسبانيا: سنسير دوما إلى جانب فلسطين
  • هل هناك موت ثقافي في القدس؟
  • اليونسكو تعتمد الكشري المصري تراثًا ثقافيًا غير مادي لعام 2025 | تفاصيل