تتزين سماء مصر الليلة، ظاهرة فلكية فريدة ومميزة، حيث نشهد اقتران كوكبي الزهرة (ألمع كواكب المجموعة الشمسية) وكوكب المريخ (الكوكب الأحمر)، فى مشهد يجذب أنظار جميع هواة الفلك والمهتمين بهذا المجال، وهى تعد من الظواهر البديعة والجميلة فى المشاهدة والرصد والتصوير، وهذه الظاهرة يترقبها جميع هواة الفلك والمهتمين بهذا المجال.

وقال الدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفلك بـ المعهد القومي للبحوث الفلكية ورئيس قسم الفلك السابق: إننا على موعد مع مشاهدة بديعة لظاهرة فلكية جديدة، حيث يشرق كلا من كوكب الزهرة (ألمع كواكب المجموعة الشمسية) وكوكب المريخ (الكوكب الأحمر) مقترنان بحلول الـ 5:20 صباحا تقريبا في ذلك اليوم.

أوضح إلى أن مشهد اقتران كوكبي الزهرة (ألمع كواكب المجموعة الشمسية) وكوكب المريخ (الكوكب الأحمر)، يختفي في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس، علما بان الكوكبان يبدءا في الاقتراب من بعضهما البعض قبل هذا الموعد بأسبوع تقريبا ، ثم يبدآ في الابتعاد عن بعضهما البعض بعد هذا الموعد وحتى نهاية الشهر.

وأوصى أستاذ الفلك، جميع هواة الفلك ومحبي رصد الظواهر الفلكية مثل اقترانات القمر مع النجوم  والكواكب أو ميلاد أهلة الشهور العربية بالتوجه إلى مكان يتمتع بإطلالة جيدة، وإن الأمر يتطلب صفاء الجو وخلو السماء من السحب والغبار وبخار الماء.

وأكد الدكتور أشرف تادرس علي أن الظواهر الفلكية  ليس لها أي أضرار على صحة الإنسان أو نشاطه اليومي على الأرض.


كوكب الزهرة ألمع كواكب المجموعة الشمسية

كوكب الزهرة هو الكوكب الثاني بعدا من الشمس وهو أقرب الكواكب للأرض، وهو واحد من أربعة كواكب داخلية  أو صخرية و يطلق عليه توأم الأرض لأنهما متشابهان في الحجم والكثافة.

يصل ضغط الهواء على كوكب الزهرة لأكثر من 90 مرة من ضغط الأرض، كما أن له غلاف جوي سميك وسام مليء بثاني أكسيد الكربون وهو محاط بسحب سميكة صفراء من حامض الكبريتيك التي تحبس الحرارة مما يتسبب في ظاهرة الاحتباس الحراري.

الزهرة هو أكثر الكواكب حرارة في نظامنا الشمسي على الرغم من أن عطارد أقرب إلى الشمس، فتبلغ درجة حرارة سطح الكوكب حوالي 475 درجة مئوية، سطحه ذو لون صدئ ومليء بالجبال شديدة التكسير وآلاف البراكين الكبيرة.

يختلف كوكب الزهرة في دورانه حول محوره حيث يدور الكوكب للخلف، أي أن الشمس تشرق من الغرب وتغرب في الشرق على عكس ما نشهده على الأرض.


كوكب المريخ “الكوكب الأحمر”
ويُعد كوكب المريخ هو رابع الكواكب من حيث البُعد عن الشمس، وتبلغ المسافة بينهما ما يقارب من 228 مليون كم، ويقع كوكب المريخ في المركز السابع بين كواكب المجموعة الشمسية من حيث الحجم ويبلغ قطره 3400 كم تقريباً أي ما يعادل نصف قطر الأرض.

يظهر المريخ بلون أحمر، والسبب في ذلك وجود كميات كبيرة من الصدأ أو أكسيد الحديد في صخوره وتربته، ويشتهر المريخ الآن في أحيان كثيرة باسم الكوكب الأحمر.

جدير بالذكر أن المريخ يحتوي على أكبر بركان في المجموعة الشمسية وهو بركان جبل أوليمبوس الذي يبلغ ارتفاعه 24 كم، أي ما يقارب ثلاثة أضعاف ارتفاع قمة إفرست على الأرض.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الکوکب الأحمر کوکب الزهرة کوکب المریخ

إقرأ أيضاً:

الفلك والتنجيم.. الفصل بين العلم والادعاء

يعتبر علم الفلك من أقدم العلوم التي عرفها الإنسان وربما يكون أقدمها على الإطلاق، فقد ارتبطت النجوم والكواكب منذ القدم بحياة الناس اليومية من خلال جوانب متعددة كالتوقيت والملاحة والزراعة والتقاويم المختلفة التي أنشأتها الحضارات القديمة. إلا أن هذا الارتباط التاريخي لم يُترجم دومًا إلى فهم علمي دقيق لدى العامة، فعلى مدى العصور استخدمت المفاهيم الفلكية في غير معناها العلمي وخرجت عن السياق المعرفي لهذا العلم ولا يزال الفهم الخاطئ لهذه المفاهيم مستمرا حتى يومنا هذا. في هذا المقال نستعرض أبرز المفاهيم الشائعة التي يشيع الخلط فيها بين الفهم الشعبي والمعنى الفلكي، ونوضح أهمية التصحيح المفاهيمي في رفع مستوى الوعي العلمي وتعزيز الفهم الصحيح للظواهر الفلكية.

علم الفلك والتنجيم

نشأ علم الفلك مع بداية الإنسان على هذا الكوكب فقد وجد في النجوم والكواكب مشاعل نور يهتدي بها في ظلمات البر والبحر ويوقت بها المواقيت، واستمرت علاقته بها مع اختلاف الأجيال وتعاقب السنين، غير أن التطور هو سبيل الديمومة للمعرفة والبحث هو الطريق إلى الاكتشاف، ومع ارتباط الإنسان ببيئاته المختلفة (الزراعية منها والبحرية والصحراوية وحياة الجبال) حاول إيجاد طريقة تسهل له معرفة النجوم ومعرفة حركتها في السماء ونقل الخبرات بين الأجيال، فتخيل النجوم في مجموعات بأشكال تعكس البيئة التي يسكن فيها فالعربي في الصحراء تخيل أن هناك محاربًا يرعى يذهب لصيد برفقة كلبه وهناك توأمان في السماء يلتقيان عن قرب، في حين طغت الميثولوجيا الإغريقية والرومانية في التصورات التي حددت بها هذه الحضارات المجموعات النجمية والتي عرفت لاحقا باسم الأبراج، فنجد أن كوكبة برشاوس (Perseus) أو المعروف ببرج حامل رأس الغول عرفت بهذا الاسم تيمناً بالبطل اليوناني القديم فرساوس أو برشاوس. وهو بطل أسطوري له الكثير من الأعمال البطولية في الأساطير اليونانية كما أنه الابن الأسطوري لزيوس والأميرة داناي (من المطر الذهبي). وربما أكثر المغامرات الملحمية له عبر البحر المتوسط والشرق الأدنى هو قتله لميدوسا إحدى أخوات الغرغون المرعبات والتي تحول كل من ينظر لها إلى حجر إلا أنه استطاع الوصول إليها وقتلها والعودة برأسها.

كما أنه وفي أثناء عودته استطاع إنقاذ الأميرة أندروميدا (أطلق اسما على مجرة المرأة المسلسلة أقرب المجرات إلى مجرتنا درب التبانة) والتي تخلى عنها والداها لتهدئة وحش البحر، وعثر عليها برشاوس على صخرة من المحيط، ليتزوجها وأنجبت سبعة أبناء وابنتين. من هذا نجد أن التسميات للأبراج انطلقت إما من بعد مكاني أو من آخر ثقافي مرتبط بالأساطير والحكايات الشعبية المنتشرة بين الشعوب على اختلاف أنماط حياتهم ومعارفهم. غير أن الارتباط بين النجم والمواسم المختلفة في حياة الناس جعلت العديد منهم ينزل النجوم موضع القداسة بل واتخذوا منها آلهة يعبدونها من دون الله ظنا منهم أنها سبب النفع أو أنها تجلب الضرر كما ذكر في القرآن من عبادة طائفة من العرب كوكب الشعرى أو تقديس قدماء المصريين.

لنجم الشعرى اليمانية المرتبطة بفيضان نهر النيل وبالتالي خصوبة الأرض، هذا ما عزز من فكرة قدرة النجم على التأثير في حياة البشر وبالتالي استغل بعض المشتغلين بعلم الفلك هذا الاعتقاد وأوجدوا ما عرف بالتنجيم، على أن الفصل بين علم الفلك والتنجيم لم يحدث إلا في عصور التنوير أي في القرن السابع عشر فقد كان المشتغل بعلم الفلك هو من يقوم بحساب الطالع من النجوم، ومن المفارقات أن بطليموس صاحب كتاب المجسطي هو من يعتقد أنه أسس للتنجيم في كتابه «المقالات الأربعة»، كما أن العديد من علماء العرب والمسلمين اشتغلوا بالتنجيم وهم المقربون من الخلفاء والحكام وممن مارسوا علم الهيئة من حساب لمواقع النجوم وحركاتها وتأثيرها على الأرض.

فقد كان بعض الخلفاء لا يخرجون إلى معركة أو غزو إلا بمعرفة الطالع وسؤال العرافين، بل إن الأمر استمر إلى العصور الحديثة فقد وقّع «ريغان» و«غورباتشوف» أخطر معاهدة دولية في قمة جنيف عام 1985 حول الصواريخ متوسطة المدى في أوروبا، بعد استشارة “ريغان” للعرافين حول أفضل وقت لتوقيعها. والأغرب من ذلك، أن وثيقة استقلال أمريكا التي وُقعت في الرابع من تموز 1776، تحدد وقت توقيعها بناء على نصيحة المنجمين والعرافين هذا يعطي إشارة إلى مدى تعمق الفهم الخاطئ لعلم الفلك وتأثير ذلك ليس على المستوى الفردي فقط بل وحتى على المستوى القرارات الدولية في بعض الأحيان.

الأبراج بين التنجيم وعلم الفلك:

من ما سبق نستنتج أن الأبراج هي ما قام عليه التنجيم في أساسه فالأبراج عند المنجمين هي 12 برجا تسير فيها الشمس كما أن نقطة الاعتدال أو نقطة الحمل الأولى، حيث يتقاطع مدار البروج مع خط الاستواء لديهم تقع في برج الحمل، وهذا يعد صحيحا قبل آلاف السنين، ولكن هذه المفاهيم تغيرت وتغيرت معها الجداول المستخدمة لدى المنجمين فالمعروف فلكيا أن محور الأرض يتحرك حول مركز الأرض حركة بطيئة، يتغير فيها اتجاه محور الأرض في دورة تستمر حوالي 25000 ألف سنة تقريبا وهو ما يتغير معها نجم القطب والذي يحدد اتجاه الشمال (نجم الجدي في أيامنا هذه) كما أن نقطة التقاطع لم تعد في برج الحمل كما كانت سابقا بل إنها تغيرت إلى برج الحوت وهو ما يتنافى مع الافتراضات التي يتمسك بها المنجمون في حساباتهم، كما أن الاتحاد الفلكي الدولي قسم القبة السماوية إلى 88 قسما، وحدد حدود كل كوكبة، هذا التقسيم أوجد مسار مغايرا للشمس فنجد أنها تعبر برجا جديدا غير البروج الإثني عشر المعروفة وهو برج الحواء الذي يقع مباشرة فوق برج العقرب، ليصبح عدد الأبراج “الكسوفية” ثلاثة عشر برجا، هذا يجعل الفترات الزمنية غير متساوية في كل برج من الأبراج مخالف لما هو موجود في التنجيم الذي يعتمد على 12 برجا فقط.

أثر الخلط بين الفلك والتنجيم على الوعي العام:

إن الخلط بين الفلك القائم على أسس علمية دقيقة وتجارب مدروسة وبين التنجيم كادعاء غير علمي له تبعات معرفية خطيرة على مستوى الفرد والمجتمع، حيث إن الترويج للتنجيم والمشتغلين به يمنح الشرعية لهم رغم عدم خضوع المفاهيم المعرفية لديهم لاختبار أو تحقق علمي، ويضعف في المقابل الفهم العلمي للكون وعلى المعرفة القائمة على رصد الأجرام وتحليل بياناتها وتزداد خطورة هذا الخلط حين يُستغل في تسويق معلومات مغلوطة تحت غطاء «العلم»، أو حين يُقدم في الإعلام أو المحتوى الرقمي بأسلوب يوهم المشاهد بأنه قائم على علم فلكي حقيقي. هذا إلى جانب التشكيك في الجانب الإيماني للفرد بحيث يعتقد الفرد بأن النفع أو الضرر (وإن كان محدود) يمكن أن يحدث بسبب تناسق أجرام كونية مع حسابات لا تمت للعلم بصلة بل قائمة بكل جوانبها على التأثيرات الرمزية للكواكب ما يدخل الفرد في دائرة الشرك بالله من دفع ضرر أو جلب منفعة.

ومع الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية، يبدوا أن التنجيم استفاد بقوة وبوسائل تبدوا أكثر انتشارا وأقل كلفة، فالترويج لهذه الخرافات في وسائل التواصل الاجتماعي شهدت أشكالا متعددة منها «قراءات الأبراج اليومية» أو «تحليلات الشخصية الفلكية». وتطورت التطبيقات التي تزعم تقديم خرائط فلكية شخصية معقدة، وأدخلت الذكاء الاصطناعي في بعض الحالات لتقديم «نصائح» للمستخدمين بناء على مواقع الكواكب.

هذا الانتشار السريع والخطير لمفهوم التنجيم المغلف بالتكنولوجيا يُعطي انطباعًا زائفًا بالعلمية، بينما هو لا يعدو كونه تسويقًا للمفاهيم القديمة نفسها بلغة رقمية حديثة. والأسوأ من ذلك، أن فئة من الشباب، بمن فيهم طلبة الجامعات، يتداولون هذه التطبيقات ويُشاركون محتواها باعتبارها «علمًا»، ما يشكل تهديدًا حقيقيًا على التربية العلمية ومصداقية المعرفة الفلكية الصحيحة.

هذا ما جعل الاتحاد الفلكي الدولي والعديد من الجامعات والمجلات العلمية لا تعترف بالتنجيم كعلم وترفض نشر أبحاث أو أوراق علمية تختص بهذا الجانب وهذا بحد ذاته يفصل التنجيم تمامًا عن المجال العلمي ويعيد وضعه في سياقه الحقيقي: معتقد أو ممارسة ثقافية لا علاقة لها بالعلم.

التصحيح المفاهيمي: مسؤولية مشتركة

إن الدور الرئيسي لتصحيح هذه المفاهيم لا يقع على عاتق مؤسسة بعينها أو أشخاص محددين بل هي مشتركة بين المؤسسات البحثية والأكاديمية والتعليمية والجمعيات الفلكية لتصحيح هذه المفاهيم المغلوطة والتي ما زالت منتشرة إلى يومنا هذا، وتعتبر المناهج هي السبيل الأمثل لزرع بذور المعرفة العلمية والبحث والتجريب في شتى العلوم والبعد عن التكهنات والأفكار المبنية على الافتراض دون سند علمي تقوم عليه، كما أن المؤسسات البحثية والجمعيات الفلكية دورها كبير في هذا الجانب لرفع الوعي الفلكي وتصحيح المفاهيم لدى العامة من خلال الفعاليات الجماهيرية والنشرات التوعوية والمحاضرات العلمية الهادفة وتصحيح المفهوم المتوارث عند بعض الناس والذي يرقى في بعض الأحيان إلى كونه من الثوابت التي لا نقاش فيها عند الكثير من الناس رغم أنها خاطئة في كل جوانبها لكن كونها موروث من الأجداد فهي يقين لا شك فيه.

وعلينا أن ندرك أنه طالما بقي الوعي العلمي ضعيفًا لدى المجتمع، فإن التنجيم سيجد طريقه دائما للاستمرار فالبشر بطبيعتهم يميلون إلى البحث عن أنماط وتفسيرات لما يحدث في حياتهم، حتى لو كانت هذه التفسيرات غير مؤسسة على دليل. لكن مع ارتفاع المستوى المعرفي والكم العلمي وتزايد الاهتمام بعلم الفلك كعلم رصدي وتطبيقي وانتشاره بشكل صحيح، فإن المسافة بينه وبين التنجيم تتسع أكثر، ويصبح من السهل على المتعلم أن يميز بين العلم والخرافة. ولهذا السبب، فإن الاستثمار في التعليم العلمي والتواصل الفلكي ليس فقط خيارًا معرفيًا، بل هو أيضًا خط دفاع حضاري ضد الخرافة والادعاء.

د. إسحاق بن يحيى الشعيلي رئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية للفلك والفضاء

مقالات مشابهة

  • تصوير ألسنة اللهب الشمسية من مركز الفلك.. وصورة توثق
  • الفلك والتنجيم.. الفصل بين العلم والادعاء
  • فعاليتان في المنيرة والزهرة بذكرى يوم الولاية
  • عاصفة شمسية اتجاه الأرض.. قصة ثقب يهدد الكوكب
  • عروض فلكية استثنائية فى سماء يونيو.. ماذا سيحدث ؟
  • «فلكية جدة»: اقتران المريخ مع نجم قلب الأسد اليوم
  • الأحمر يخوض التصفيات الآسيوية في استاد بنوم بنه الأولمبي
  • فلكية جدة: اقتران المريخ مع نجم قلب الأسد اليوم
  • روسكوسموس: روسيا تخطط لبناء محطة طاقة نووية على القمر
  • تحذيرات من حدوثها 18 يونيو.. ما تريد معرفته عن العاصفة الشمسية