قدم عضو اللجنة المركزية السابق والمفصول من حركة فتح، ناصر القدوة، نفسه كعامل على إضعاف حركة حماس بعد العدوان على غزة، عبر حكومة جديدة، وأن الوضع الفلسطيني سيتغير بعد الحرب بحيث لا تكون حماس جزءا منها.

وقال القدوة في مقابلة مع الكاتب الإسرائيلي ناحوم برنياع، في صحيفة يديعوت أحرونوت: "بعد الحرب ستكون لنا حكومة جديدة، مسؤولة عن الضفة وغزة، وحماس لن تكون جزءا منها، ونحن يمكننا أن نضعف حماس، لكن بيانات حكومة نتنياهو حول تصفية حماس وإبادتها، لن يكون منها طائل".



وأضاف أن القيادة الحالية يجب أن ترحل، وقلت هذا حتى قبل الحرب، وبعد الحرب كل فلسطيني يفهم باننا لا يمكننا ان نسمح لانفسنا بحرب داخلية، ورأيي أن نتفاوض، أبو مازن يمكنه أن يبقى رئيسا لكن صلاحياته يجب أن تكون شرفية، والفلسطينيون تواقون لحكم يقدم لهم الخدمات التي يفترض بالحكومة أن تقدمها".



ورأى أنه في المرحلة الأولى، يجب أن تكون حكومة بدون سياسيين، وفي وقت لاحق تجرى انتخابات، وصندوق الاقتراع هو الحل الصائب، لكن ليس الآن، وعلينا في هذه اللحظة، أن نهتم بمليوني فلسطيني نزحوا من بيوتهم".

وشدد على أن الحكومة يجب أن تلبي 3 مطالب، أن تكون لها شرعية بين الفلسطينيين، والقدرة على التنفيذ، والدعم الدولي الذي يفترض أن يقدم لها المال.

وقال القدوة، إنه "لن يكون هناك فصل بين غزة والضفة، وحجم الدمار يتطلب أن يتجند كل واحد، وأنا جاهز لان اقدم نصيبي، ولا أخشى من الاتهام بالتعاون مع إسرائيل للمساهمة في الإعمار بشرط أن يتم هذا بطريقة تخدم المصلحة الفلسطينية".

وأضاف: "إذا انسحبت إسرائيل وأقيم إطار سياسي يسعى بجدية لاقامة دولة ولا يتورط بهراء يسمى مسيرة السلام الجواب هو لا، وإذا لم تحصل هذه الأمور، فالفشل سيكون مضمونا، ولا أحد لا يريد أن يأخذ المهمة على عاتقه".

وشدد على أن "إعمار غزة هو مهمة صعبة، حتى بدون تواجد إسرائيلي، ومع تواجد الجيش يكون هذا متعذرا".

وقال القدوة: "في 2005، في زمن ما أسميتموه فك الارتباط، أنتم لم تفكوا ارتباطكم عن غزة حقا، الجيش أعاد انتشاره، وهذا كل شيء. واصلتم التحكم بالأرض، بالماء وبالهواء. وفي وقت لاحق فرضتم الحصار على غزة. حتى بدون وجود جنود إسرائيليين غزة كانت ارض محتلة".

وحول وجود محمد دحلان ومروان البرغوثي، في الساحة، وأداء دور في سلطة جديدة، قال القدوة، إنه من غير الصوات، وضع فيتو على أحد، وسيكونان جزءا من القيادة لفتح والسلطة، وما سيفعلانه منوط بهما.

وشدد على أن المطالب الفلسطينية للوصول إلى تسوية مفهومة من تلقاء نفسها، وهي وقف الحرب والانسحاب التام من القطاع، صحيح أن لإسرائيل مطالب أمنية يجب معالجتها، والمرحلة الأولى هي تبادل الأسرى ويجب أن يؤدي هذا إلى حل أوسع للنزاع.

ورأى القدرة أن الوضع في غزة فظيع ومأساة، لكنه "ينطوي على وعد بمستقبل للشعبين، والمشكلة هي أن نتنياهو يمنع حاليا كل شيء، يمنع التغيير اللازم في غزة، ويمنع الطريق إلى المستقبل، وأصدقاء إسرائيل، بمن فيهم الصديقة الأفضل أمريكا، بدأت تفهم بأنه يوجد فرق بين مصلحة الدولة، ومصلحة من يقف على رأسها، وهذا بالتأكيد جديد" وفق وصفه.

وعلى الصعيد الإقليمي، أشار إلى أن إيران امتنعت عن التدخل المباشر في الحرب، لا هي ولا وكلاؤها، وتحرك إيران انخفض في المجال الفلسطيني خلال الحرب. وتابع: "وهو الحال بالنسبة للإخوان المسلمين، ولا أنوي الدفاع عنهم، فنحن مختلفون، لكن يوجد إسرائيليون اعتقدوا أنهم جديرون بأن تضخ إليهم أموالا نقدية في غزة، وحين يصل السياسيون إلى قرار غير صحيح، تنشأ فوضى كبيرة".

ورأى القدوة أنه ليس للفلسطينيين مشكلة في اتخاذ موقف من موضوع "الإرهاب"، وفقا لسؤال برنياع، وتابع: "لكن المشكلة هي أنه يوجد من يفترض بأن حياة الفلسطيني أرخص من حياة الإسرائيلي".



وأشار الكاتب، إلى أن فكرة تكرار ما جرى في 7 أكتوبر "عملية طوفان الأقصى"، تقض مضاجع الإسرائيليين، وعلق القدوة بالقول: "أنا أفهم لكن للإسرائيليين توجد مسؤولية معينة لما حصل، أنتم تتحدثون الان عن سياسة سلام كانت لكم وفشلت، هذه ليست حقيقة، كانت لكم سياسة فرق تسد".

وتابع: "الحكومات الغربية اعطتكم القوة لمنع قيام دولة فلسطينية، وفي اللحظة التي وافقت على أن حل الدولتين لن يأتي إلا من خلال مفاوضات مباشرة، وضعت إسرائيل الفيتو، إقامة الدولة انتقلت إلى الحسم في السياسة الإسرائيلية الداخلية".

وقال القدوة: "أنا أؤيد المفاوضات المباشرة، وتوجد الكثير من المواضيع الحرجة التي يجب التوافق عليها، لكن دولة أولا، مفاوضات بعد ذلك، ويجب تعديل الطاولة، التغيير في هذا الموضوع يحصل الآن، دبلوماسيون غربيون، بما في ذلك المستشار القانوني لوزارة الخارجية الامريكية، لم يعودوا يتحدثون عن حل دولتين بل عن دولة فلسطينية".

وبشأن الخلاف مع رئيس السلطة أبو مازن، قال إن الصدام مع عباس، حصل قبل قضية الانتخابات، وبدأ بانتقاده إجراءاته المناهضة للديمقراطية، وفصله من اللجنة المركزية، وقال إنه قرار "غير قانوني".

وأضاف: "بعد أن شكلنا قائمة للانتخابات ودمجناها مع قائمة البرغوثي، وكلما تعززت قوتنا بين الجمهور، انخفض الاحتمال بأن تجري انتخابات وبالفعل تم إلغاؤها".

وأبدى القدوة تخوفه من المخاطرة بالعودة إلى رام الله، حيث يقيم في نيس بفرنسا حاليا، وقال: "نظريا يمكنني العودة، لكن يوجد هناك بضعة أشخاص أنا لا أصدقهم، وعندنا تجربة مع مثل هذه النماذج في العالم، ولست مستعدا لأن أخاطر".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية فتح ناصر القدوة حماس غزة حماس غزة الاحتلال فتح ناصر القدوة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على أن یجب أن

إقرأ أيضاً:

هل تحمل عربات جدعون نتنياهو للانتخابات المقبلة؟

رغم إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية- السماح بدخول كمية قليلة جدا من المساعدات إلى قطاع غزة مبررا ذلك "بأنه من أجل استكمال النصر وهزيمة حماس وإطلاق سراح الرهائن"، فإن وزراء في حكومته عبروا عن رفضهم القاطع لهذه الخطوة.

في المقابل، أفادت صحيفة "يسرائيل هيوم" بأن هذا السماح جاء ضمن اتفاق بين حركة حماس والإدارة الأميركية يرتبط بصفقة الإفراج عن الأسير عيدان ألكسندر، ولا يعد مبادرة إسرائيلية خالصة.

وترافقت هذه التطورات مع تصاعد الضغوط الأميركية والأوروبية، إلى جانب قلق إسرائيلي من جهود دبلوماسية يقودها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لحث دول أخرى على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ورأت بعض الدوائر السياسية الإسرائيلية أن إدخال المساعدات يهدف إلى احتواء الزخم الدولي المتنامي بهذا الشأن، بحسب الصحيفة.

قرار مؤقت لأسبوع حتى إنشاء مراكز التوزيع.. إسرائيل تقرر إدخال المساعدات إلى قطاع #غزة وأنباء عن دخول أول قافلة محملة بمواد غذائية وأدوية اليوم الاثنين
تفاصيل أكثر: https://t.co/ZOhIG7Bx6r pic.twitter.com/XtU2lPW2Pt

— Aljazeera.net • الجزيرة نت (@AJArabicnet) May 19, 2025

إعلان ورقة نتنياهو لتأجيل الانتخابات

وفي افتتاحيتها، تقول صحيفة "هآرتس" إن عملية "عربات جدعون" التي بدأها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة لا تهدف إلى إطلاق سراح الأسرى أو توفير الأمن لمواطني إسرائيل، بل إن الهدف في أفضل الأحوال هو الحفاظ على ائتلاف نتنياهو "المتطرف" من خلال تأجيل نهاية الحرب.

ووفقا للصحيفة، فإن مخطط ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط الذي من المفترض أن يُنفذ على مدار نحو شهرين، قد يتيح لنتنياهو عبور دورة الصيف في الكنيست بسلام، والتي تنتهي في 27 يوليو/تموز.

وتتابع الصحيفة أنه في مثل هذا السيناريو، سيبقى الائتلاف قائما على الأقل حتى بداية الدورة الشتوية في نهاية أكتوبر/تشرين الأول، مما يعني أن الانتخابات المقبلة لن تعقد قبل ربيع 2026، وهذه هي الأولوية القصوى لنتنياهو في الوقت الراهن، بينما تبدو باقي الاعتبارات ثانوية بالنسبة له.

وتكرر الصحيفة في مقالات عدة أن نتنياهو يستخدم الظروف الأمنية كدرع سياسية ويصور نفسه كحاجز لا يمكن لإسرائيل الاستغناء عنه، ويعطل أي محاولة لتغييره بزعم الخطر الأمني، لتعطيل أي جهود للمعارضة أو الدعوة لانتخابات مبكرة.

ويرى المحلل السياسي الإسرائيلي يوني بن مناحيم أن "تحقيق نتنياهو لإنجازات في قطاع غزة هو الأساس الوحيد الذي يمنحه فرصة الفوز في الانتخابات القادمة، المقررة نهاية العام المقبل".

وأضاف في مقابلة مع وكالة الأناضول أن ما بقي من عمر حكومة نتنياهو رسميا "سنة واحدة، وإذا لم تتمكن خلال هذه الفترة من إسقاط حماس بالكامل في قطاع غزة، فإنها ستسقط في الانتخابات".

وفي معرض الحديث عن الخلافات في الداخل الإسرائيلي بشأن السماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، قال بن مناحيم "هناك معارضة لإدخالها، ويعتبرون أن هذا جزء من الضغط على حماس للقبول بالشروط الإسرائيلية للتبادل ووقف إطلاق النار".

إعلان

ومن جانبه، يرى المختص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور أن "نتنياهو يستخدم عملية عربات جدعون كسيف مسلط على رقاب أهالي غزة، وأن هذا العدوان لن يتوقف إلا إذا خضعت حماس -وفق تعبير نتنياهو- لصفقة جزئية دون التزامات واضحة لإنهاء الحرب، إذ يدرك رئيس وزراء الاحتلال أن التعهد المباشر بوقف الحرب قد يعني تهديد حكومته وزعزعة ائتلافه".

نتنياهو يستخدم الحرب لتعطيل أي تحرك للمعارضة لإسقاطه أو الذهاب إلى انتخابات بحجة الوضع الأمني (شترستوك) مفاوضات تحت النار

ويتزامن هذا الجدل السياسي مع إعلان الجيش الإسرائيلي انطلاق "عربات جدعون" كعملية عسكرية شاملة تهدف لتحقيق أهداف الحرب في غزة، أبرزها القضاء على حماس وتحرير الرهائن".

ووفق ما صرح به وزير الدفاع يسرائيل كاتس، فإن الضغط العسكري بسبب عربات جدعون ونزوح مئات الآلاف تحت نار القصف والتجويع، هي السبب لقبول حماس بالانخراط في المفاوضات التي تجري في الدوحة.

ورغم أن نتنياهو أعلن بقوة بدء عملية عربات جدعون بهدف القضاء على حماس وتحرير الأسرى والسيطرة على كامل قطاع غزة، فإنه ما زال يصر على شروطه التعجيزية السابقة برفض الحديث عن وقف الحرب، وهو شرط حماس الرئيسي.

على الطرف المقابل، حمّل رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني تل أبيب مسؤولية تقويض فرص السلام، مشيرا إلى أن قصف القطاع عقب الإفراج عن الجندي الأميركي الإسرائيلي عيدان ألكسندر أجهض محاولات جرت في هذا السياق.

وقال في كلمته خلال افتتاح منتدى قطر الاقتصادي إن المفاوضات التي استضافتها الدوحة خلال الأسابيع الماضية لم تفضِ إلى أي تقدم، مرجعا ذلك إلى "خلافات جوهرية بين الأطراف"، حيث تتمسك إسرائيل باتفاق مرحلي، في حين تطالب حركة حماس باتفاق شامل ينهي الحرب ويشمل إطلاق الأسرى.

انتقادات واعتراضات

وفي سياق الحديث عن المساعدات الشحيحة التي ستسمح إسرائيل بدخولها لقطاع غزة، تؤكد وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن نتنياهو نفسه يعتبر أن قرار المساعدات مؤقت لمدة أسبوع تقريبا حتى الانتهاء من إنشاء مراكز توزيع تخضع لإشراف الجيش الإسرائيلي وتديرها شركات مدنية أميركية، لحرمان حماس من قدراتها الحكومية ومنعها من الوصول إلى توزيع المساعدات.

إعلان

غير أن لهجة الانتقادات كانت كبيرة من قبل وزراء بارزين داخل حكومته، وفي مقدمتهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الذي قال إن "أي مساعدة إنسانية تدخل القطاع ستغذي حماس وتزودها بالأكسجين، بينما يقبع رهائننا في الأنفاق" واعتبر أن نتنياهو "يرتكب خطأ فادحا" إذ لا يحظى بدعم الأغلبية الحاسمة بين شركاء الائتلاف.

أما وزير المالية بتسلئيل سموترتيش، فقد هاجم القرار واصفا الحديث عن إدخال المساعدات إلى غزة بـ"الجنون المطلق"، مضيفا أنه "لا ينبغي السماح بدخول حتى المياه، لحين الإفراج عن آخر أسير إسرائيلي".

ورأى أن استمرار الحكومة في هذا المسار قد يدفع المجتمع الدولي لفرض وقف الحرب على إسرائيل.

من جانبه، حذر الوزير عميحاي إلياهو من أن إدخال المساعدات في هذا التوقيت يعد ضربة مباشرة للجهد الحربي، ويشكل عقبة إضافية أمام تحرير الأسرى.

أما عضو الكنيست عن حزب الليكود، تالي غوتليب، فاتهمت وزير الخارجية جدعون ساعر بأنه وراء القرار بالضغط على رئيس الحكومة، استجابة للمخاوف الأوروبية من اتخاذ عقوبات ضد إسرائيل.

جدل الصفقة

ورغم ما تتداوله وسائل الإعلام الإسرائيلية من مقترحات تقتصر على إطلاق سراح 10 أسرى أحياء وبعض جثث القتلى مقابل تهدئة مؤقتة لمدة 40 يوماً، يبقى إنهاء الحرب خارج نطاق النقاش، إذ يرفض نتنياهو بشكل قاطع التعهد بذلك، معتبراً الأمر خطا أحمر.

ووفقاً لما نشره إيتمار إيخنر في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن وزراء في الحكومة يرون أن نتنياهو يواجه قرارا مصيريا بين المضي في المرحلة الأولى من خطة ويتكوف، التي تنص على إطلاق سراح 10 رهائن، أو القبول بصفقة شاملة، في ظل رفض بن غفير وسموتريتش لفكرة الإفراج عن جزء من المختطفين فقط، وتشديدهم على ضرورة ردع حماس الكامل حتى في حال إبرام صفقة شاملة.

من ناحية أخرى، أضاف إيخنر أن هناك في الحكومة من يعتقد أن أي صفقة يجب أن تتم بسرعة، حتى لو كانت تتعلق فقط بنصف الرهائن، وبعد ذلك "إذا ظهرت إمكانية التوصل إلى صفقة شاملة، فيجب مناقشة استسلام حماس ووقف الحرب".

إعلان

ويرى عصمت منصور أن نتنياهو لا يمكن أن يوافق على صفقة شاملة كالتي طرحتها إدارة ترامب، وأنه نجح باللعب على عامل الوقت، فقد أرسل وفدا لا يملك أي تفويض وبتمثيل يعتبر متوسط لكسب الوقت والتحرر من ضغط زيارة ترامب للمنطقة الذي حاول عبر تصريحاته والتسريبات إيصال رسالة بأنه مهتم بإنهاء ملف غزة".

وأضاف منصور أن استمرار الحرب يمثل مفتاح استقرار ائتلاف نتنياهو، في ظل ضغوط قوية من سموتريتش وبن غفير لدفع عملية عربات جدعون قُدماً، وتجسدت هذه الضغوط بتصريحات حول حصار الفلسطينيين جنوب محور موراغ تمهيدا لتهجيرهم والسيطرة على غزة لعقود.

من جهة أخرى، يرجح الخبير في الشؤون الإسرائيلية عماد أبو عواد أن نتنياهو قد يقبل بصفقة جزئية من دون أي التزام بإنهاء الحرب، مستغلاً سياسة التجويع للضغط على الغزيين وإخضاعهم، بينما تستمر آلة الحرب في غزة سعياً لتحقيق "نصر مطلق" يسعى إليه نتنياهو.

سقف التوقعات

وتبقى التوقعات بإنهاء حرب الإبادة ضد غزة تراوح مكانها مع حالة من التشكيك بقدرة إدارة ترامب على الضغط على نتنياهو بشكل جدي لإنهائها.

فقد اعتمد نتنياهو سياسة مزدوجة، يظهر مرونة معلنة أمام واشنطن بينما يعمل خلف الكواليس لإعاقة أي تقدم نحو إنهاء الحرب، في الوقت ذاته، يسعى لتسويق صورة "الانتصار" للرأي العام الإسرائيلي لتمرير صفقة مؤقتة والحفاظ على تماسك ائتلافه اليميني مع بن غفير وسموتريتش، بحسب صحيفة هآرتس.

ويرى عماد أبو عواد أن إسرائيل ستوسع عملياتها العسكرية في غزة، اعتمادا على أن العالم بات معتادا على ما يحدث وباتت شلالات الدماء تسيل من دون أي ردود فعل، وصولا لإنجاز ميداني يمكن لنتنياهو وتسويقه لشركائه من اليمين المتطرف في صورة انتصار من بينها، سعيا لتحقيق إنجاز ميداني يمنحه ورقة قوة أمام شركائه.

أما منصور، فيرى أن أي حل لغزة يجب أن يرتبط بتسوية إقليمية أوسع، لأن عربة التعاون والاتفاقيات التي وقعت لا يمكن أن تنجح مادامت الحرب قائمة.

إعلان

ويتوقع أن تصعيد عمليات عربات جدعون قد يمنح نتنياهو موقعا ميدانيا أفضل يسمح له بفرض إملاءات جديدة على شركائه إذا ما تبلورت تحركات لإنهاء الحرب.

الإبادة مستمرة

رغم المفاوضات التي تجري بالدوحة، صعدت آلة الإبادة الإسرائيلية وتيرة مجازرها في قطاع غزة، مما أدى إلى تهجير واسع في شمال القطاع، خصوصا بيت لاهيا وتل الزعتر، ومحاصرة المستشفى الإندونيسي، إضافة إلى استهداف منطقة الرمال الجنوبي ومستشفى الشفاء، ومعظم محافظة خان يونس.

وأكد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة سقوط نحو ألفي فلسطيني بين شهيد وجريح خلال التصعيد الإسرائيلي الأخير، بينما أفاد الدفاع المدني بأن عشرات الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض، إذ تعيق غارات الاحتلال وصول فرق الإنقاذ والإسعاف إلى المناطق المنكوبة نتيجة الاستهداف المباشر.

وتعليقا على الجرائم في غزة، اعتبرت صحيفة "هآرتس" أن سكان القطاع لم يكونوا بحاجة لإعلان رسمي عن بدء عملية عربات جدعون كي يدركوا حجم المأساة، مشيرة إلى أنه لم يعد بالإمكان التغاضي عما يفعله الجيش في قطاع غزة.

واستشهدت الصحيفة بتصريح لعضو الكنيست تسفي سوكوت الذي قال "الجميع اعتاد أن يقتل 100غزي في ليلة واحدة أثناء الحرب، ولم يعد أحد يكترث"، موضحة أن هذا التصريح يُمثّل حالة تبلد أخلاقي خطيرة وليست دعوة للاستفاقة أو التحذير.

مقالات مشابهة

  • صحيفة روسية: الحرب الأمريكية على “الحوثيين” انتهت بانكسار إمبراطوريتها
  • أنشيلوتي يصف مودريتش بـ" القدوة"
  • المرحلة الأخيرة في الحرب ضد المليشيات هي شراء القيادات الرخيصة
  • إسرائيل تواجه عزلة دولية وضغوطا محلية متزايدة من أجل السلام
  • صحيفة: إسرائيل تواصل امتصاص الضغوط الدولية لوقف حرب غزة
  • ماهي شروط نتنياهو لإنهاء الحرب على غزة
  • نتنياهو يحدد 3 شروط لوقف حرب غزة
  • هل تضغط دول الخليج على ترامب لإنهاء الحرب على غزة؟
  • أريد أن تكون في حياتي من جديد وأعدها بالحب الأكيد
  • هل تحمل عربات جدعون نتنياهو للانتخابات المقبلة؟