خبير بالشؤون الإسرائيلية: التفاوض في باريس معقد ونتنياهو يبحث عن صفقة تضمن استمرار الحرب
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
قال نبيه عواضة، الباحث اللبناني في الشؤون الإسرائيلية، إنه لا يمكن التنبؤ بمسار تفاوض معقد كالتفاوض الحاصل اليوم بين إسرائيل وحركة حماس في باريس، على الرغم من إعلان تل أبيب تقدمها.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ”سبوتنيك”، أن الأزمة تكمن في التفاصيل، وفي نتنياهو وقدرته على خوض هذا النوع من الاتفاق بما يترتب عليه من شقاق حكومي، فالأمور رهن الساعات المقبلة، وما يمكن أن تحمله من معطيات مهمة.
وتابع: “المقاومة الفلسطينية لديها مطلب أساسي وهو وقف إطلاق النار كبند أساسي وأولي، فيما يريد الاحتلال الإسرائيلي هدنة تحفظ له أجواء الحرب، وهو ما يريده نتنياهو من أجل الاستمرار”.
ويرى عواضة أن هناك إشكالية أخرى تتعلق بالنصر الجماعي، وهو ما يعني تحقيق المقاومة انتصارا يتمثل في تحرير عدد كبير من الأسرى، وهو ما يعزز نصرا مرتبطا بنتائج عملية طوفان الأقصى.
ويعتقد عواضة أن نتنياهو يراوغ ويماطل، وقد يقدم على تقديم صفقة مجزأة لشراء المزيد من الوقت، ومن أجل أن يحرج خصومه داخل الحكومة، لا سيما بيني غانتس وإيزنكوت، حيث أن إبرام صفقة جزئية يخفف ضغوط عائلات الأسرى ويتيح استمرار الحرب.
وتساءل عواضة عن موقف المقاومة وإمكانية قبولها بهذا الأمر، أو الرفض وهو ما يرد المشكلة إلى الداخل الإسرائيلي في وقت تحاصره الخيارات العسكرية، تحديدًا في رفح والتي تبدو معقدة جدًا وليست بالأمر السهل.
وعاد الوفد الإسرائيلي، اليوم السبت، من باريس حيث أجرى مباحثات حول تشكيل إطار من أجل إتمام صفقة تبادل أسرى مع حركة “حماس” الفلسطينية عبر الوسطاء.
وأفاد موقع “واللا” الإسرائيلي نقلا عن مصدرين مطلعين بأن “مفاوضات باريس شهدت تقدّما في ملفات عدد وهوية الأسرى الفلسطينيين”.
وأشار الموقع إلى أن “مجلس الحرب الإسرائيلي سيجتمع مساء اليوم السبت لعرض ما طُرح في مباحثات باريس”.
وبحسب الموقع، فإن “هناك تقدماً قد تم إحرازه في المفاوضات، إلى الحد الذي قد يسمح بالانتقال إلى تفاصيل الاتفاق مثل عدد وهوية الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم كجزء من الصفقة”.
وأكد مسؤول مطلع على المفاوضات أن “التقدم جار نحو مفاوضات أكثر تفصيلا، وتعتمد قدرة الوسطاء على إقناع حماس بالموافقة على الإطار الجديد الذي تم تحديده في اجتماع باريس”.
وفي السياق نفسه، ذكر مصدر لـ”القناة 12″ الإسرائيلية، أنها “كانت محادثات جيّدة، وهناك تقدم جدي يؤسس لمفاوضات”.
وفي إطار المباحثات، التقى رئيس جهاز (الموساد) دافيد برنياع، بشكل منفصل، مع رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكي (CIA)، وليام بيرنز، ورئيس الحكومة القطرية، ورئيس الاستخبارات العامة المصرية، عباس كامل. بالإضافة إلى ذلك، عُقدت اجتماعات موسعة بمشاركة أعضاء الوفد الإسرائيلي الذي ضم رئيس جهاز الأمن العام “الشاباك”، رونين بار، مع ممثلي الدول الثلاث.
وفي الساعات الأخيرة، ساد في إسرائيل “جو من التفاؤل الحذر”، على حد تعبير وسائل إعلام إسرائيلية، باعتبار أن المفاوضات “ستنجح هذه المرة”.
وكالة سبوتنيك
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: وهو ما
إقرأ أيضاً:
حماس تعرض صفقة كبرى: 9 رهائن مقابل 60 يوم هدنة و300 أسير فلسطيني
في تطور مفاجئ قد يغيّر مسار الحرب المستعرة في غزة، كشف قيادي بارز في حركة "حماس" لقناة CNN أن الحركة وافقت على إطلاق سراح ما بين 7 إلى 9 رهائن إسرائيليين، مقابل وقف إطلاق نار يمتد لشهرين، إضافة إلى الإفراج عن 300 أسير فلسطيني.
القيادي أوضح أن تنفيذ الصفقة مشروط بانسحاب الجيش الإسرائيلي إلى خط الحدود شرق طريق صلاح الدين، الذي يعد شرياناً رئيسياً يربط شمال القطاع بجنوبه.
المفاوضات بين الجانبين مستمرة في العاصمة القطرية الدوحة، وسط تباين واضح في المواقف.
ففيما تبدي "حماس" مرونة مشروطة، تصر إسرائيل على شروط قاسية تتضمن إنهاء الحرب بشكل كامل، وتجريد غزة من السلاح، وطرد الحركة من المشهد.
مصدر إسرائيلي أكد أن تل أبيب تدرس مقترحات متعددة، بينها مبادرة أمريكية تقضي بإطلاق 10 رهائن مقابل هدنة مؤقتة، لكنه حذر من أن "الوفد الإسرائيلي لن يبقى في الدوحة طويلاً دون تقدم ملموس".
في المقابل، شدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على أن وقف الحرب ليس مطروحًا، إلا إذا تحققت كافة الشروط الإسرائيلية، مؤكدًا: "قد يحدث وقف مؤقت لإطلاق النار، لكن القتال سيستمر".
الموقف المتشدد من كلا الطرفين يضع المفاوضات على حافة الفشل أو الانفراج الكبير، في وقت يعاني فيه قطاع غزة من كارثة إنسانية غير مسبوقة.