أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خطوات جديدة لدعم أوكرانيا في معركتها ضد روسيا، قائلا إنه ليس من المستبعد إرسال قوات برية غربية لتحقيق هدف أوروبا المتمثل في إنزال الهزيمة بموسكو، في وقت تحوم فيه شكوك أوروبية حيال استمرار الدعم الأميركي لكييف.

وفي كلمة له في ختام مؤتمر دولي لدعم أوكرانيا ضم أكثر من 20 من القادة الأوروبيين، رسم ماكرون صورة قاتمة لروسيا التي قال إن مواقفها "تتشدد" في الداخل وفي ساحة المعركة.

وقال "نحن مقتنعون بأن هزيمة روسيا ضرورية للأمن والاستقرار في أوروبا"، مضيفا أن روسيا تبدي موقفا أكثر عدوانية ليس فقط في أوكرانيا بل بشكل عام.

وأشار إلى أنه رغم عدم وجود إجماع بشأن إرسال قوات برية غربية إلى أوكرانيا، فإنه لا ينبغي استبعاد أي شيء، "سنفعل كل ما يلزم لضمان عدم تمكن روسيا من الفوز في هذه الحرب".

وقال ماكرون إنه تقرر إنشاء تحالف لتوجيه ضربات في العمق، وبالتالي لتزويد أوكرانيا بصواريخ وقنابل متوسطة وطويلة المدى.

وكان المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس البولندي أندريه دودا من بين نحو 20 رئيس دولة وحكومة حاضرين في المؤتمر الذي ألقى خلاله الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خطابا عبر الفيديو.

وشارك أيضا وزير الخارجية البريطاني ديفيد كامرون. كما شاركت في المؤتمر كل من الولايات المتحدة وكندا.

إقرار بتقدم روسي

وأقر مسؤولون غربيون بأن روسيا قد تتفوق عسكريا في النزاع عام 2024 مع نفاد الأسلحة والذخيرة لدى الجانب الأوكراني.

وفي مؤشر على ذلك، أعلنت أوكرانيا الاثنين أنها انسحبت من منطقة لاستوشكين في شرق أوكرانيا التي أعلنت روسيا السيطرة عليها، في هزيمة أخرى للقوات الأوكرانية منذ سقوط أفدييفكا.

وقال وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف الأحد إن نصف المساعدات العسكرية الغربية التي تم التعهد بها لكييف سلمت متأخرة، مشيرا إلى أن "التعهد لا يعني التسليم".

وفي تصريحات كشفت حجم الخسائر البشرية التي تكبدتها أوكرانيا، قال زيلينسكي إن 31 ألف جندي أوكراني قتلوا في الحرب مع روسيا.

وأفاد مسؤول في الرئاسة الفرنسية -طلب عدم كشف هويته- أن على الاجتماع أن يناقض أي "انطباع بأن الأمور تنهار" بعد الانتكاسات التي تعرّضت لها أوكرانيا في ساحة المعركة.

وأفاد المسؤول الفرنسي "لم نستسلم ولسنا انهزاميين"، مضيفا أن "روسيا لن تحقق أي انتصار في أوكرانيا".

شكوك بإستمرار الدعم

وتسري شكوك متزايدة حيال مدى جدوى الدعم الأميركي طويل المدى لأوكرانيا في وقت لم تحصل حزمة مساعدات جديدة على موافقة الكونغرس بينما يتطلع دونالد ترامب للعودة إلى الرئاسة في الانتخابات المقررة في وقت لاحق هذا العام.

وأفاد زيلينسكي الأحد أن انتصار بلاده يعتمد على الدعم الغربي. وقال إن السلطات الأميركية "تعرف أننا نحتاج إلى هذا القرار في غضون شهر".

وفي واشنطن، ناشد وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي رئيس مجلس النواب الأميركي إجراء تصويت في الكونغرس لإقرار مساعدات تحتاج إليها أوكرانيا بشدة، محذراً من أنه سيتحمل المسؤولية في حال انتصرت روسيا.

من جانبها، أفادت الدبلوماسية الأميركية السابقة ديبرا كاغان أنه "لو أن الغرب زوّد أوكرانيا بأسلحة على غرار مقاتلات إف-16 أو صواريخ تورس الألمانية لكنا رأينا نزاعا مختلفا تماما الآن".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

مسؤول روسي يرد على تصريحات ترامب بشأن بوتين.. هذا هو الأسوأ

شدد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف، على أن "الأمر السيئ حقا هو حرب عالمية ثالثة"، وذلك في معرض رده على تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتبر فيها أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين "يلعب بالنار" بشأن أوكرانيا.

وقال مدفيديف في تدوينة شاركها عبر منصة "تلغرام"، الثلاثاء، "فيما يتعلق بتصريحات ترامب حول ’لعب بوتين بالنار‘ و’وقوع أمور سيئة للغاية‘ في روسيا، لا أعرف سوى أمر واحد سيء للغاية: الحرب العالمية الثالثة.

وتابع مدفيديف، وهو الرئيس الروسي السابق كذلك، قائلا "آمل أن يفهم ترامب هذا".


والثلاثاء، صعد الرئيس الأمريكي لهجته ضد نظيره الروسي على وقع تواصل الهجمات الروسية على أوكرانيا وتعثر محادثات السلام بين كييف وموسكو.

وقال ترامب في تدوينة عبر حسابه على منصة التواصل الاجتماعي الخاصة به "تروث سوشيال"، "ما لا يدركه فلاديمير بوتين هو أنه لولا تدخلي، لحدثت بالفعل أمور كثيرة سيئة في روسيا، وأعني سيئة حقا، إنه يلعب بالنار".

وعلق المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف على تصريحات ترامب،  معتبرا أن المصلحة الوطنية تأتي فوق كل اعتبار عند الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفق وكالة رويترز.

وقال المتحدث الروسي في مؤتمر صحفي أن إدارة ترامب تبذل "جهودا كبيرة نحو تسوية سلمية"، لافتا إلى أن موسكو "ممتنة لجهود الوساطة التي يبذلها الرئيس ترامب شخصيا".


وأضاف بيسكوف "روسيا، شأنها شأن الولايات المتحدة، لديها مصالحها الوطنية الخاصة والتي تأتي فوق كل اعتبار بالنسبة لنا ولرئيسنا"، مردفا بالقول "وبالتالي، نعمل أيضا بشكل مكثف، ونستعد للجولة التالية من المفاوضات مع الجانب الأوكراني، وسنواصل اتصالاتنا مع الأمريكيين".

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، عقدت مباحثات مباشرة بين وفدي روسيا وأوكرانيا بمدينة إسطنبول التركية من أجل بحث وقف إطلاق النار، إلا أن المباحثات التي توسطت بها تركيا لم تصل إلى تلك النتيجة.

وأسفرت المباحثات المباشرة التي تعد الأولى من نوعها منذ ربيع 2022، عن اتفاق الجانبين على تبادل ألف أسير مقابل ألف أسير، كما جرى مناقشة قضايا وقف إطلاق النار واجتماع محتمل على مستوى القادة.

مقالات مشابهة

  • روسيا تعتزم إرسال وفد لإسطنبول لإجراء جولة جديدة من المفاوضات مع أوكرانيا
  • روسيا تعتزم إرسال وفد إلى إسطنبول لإجراء جولة جديدة من المفاوضات مع أوكرانيا
  • خبير: روسيا تناور سياسياً لتأخير العقوبات الأمريكية عبر شروط غير مقبولة لأوكرانيا
  • روسيا تطالب بـ«آليات ملزمة» من أجل السلام في أوكرانيا
  • روسيا تنتظر الرد الأوكراني على المقترح الروسي
  • روسيا مستعدة لتقديم "مذكرة سلام" لأوكرانيا في مفاوضات إسطنبول
  • مسؤول روسي يرد على تصريحات ترامب بشأن بوتين.. هذا هو الأسوأ
  • روسيا تعلن أنها ستقدّم لأوكرانيا شروطها للسلام
  • دبلوماسي روسي سابق يكشف تفاصيل المناطق العازلة مع أوكرانيا
  • روسيا: رفع القيود على مديات الأسلحة الموردة لأوكرانيا يتعارض مع السلام