نيويورك "أ ف ب": قلل الرئيس الأمريكي جو بايدن من أهمية الهواجس المحيطة بعمره وذلك خلال مقابلة مع مقدم البرامج الفكاهي سيث مايرز الإثنين سعى من خلالها لاجتذاب الناخبين المترددين والشبان قبل انتخابات نوفمبر.

وقال بايدن البالغ 81 عاما لمضيفه إنه رهان أفضل من "الرجل الآخر"، أي دونالد ترامب البالغ 77 عاما، الرئيس الجمهوري السابق الذي بات من شبه المؤكد أنه سيواجهه في إعادة للمشهد الانتخابي للعام 2020.

وفي المقابلة المسجلة مسبقا قال مايرز الذي عادة ما تستهدف نكاته في البرنامج على شبكة إن بي سي ترامب، إن عمر الرئيس الديموقراطي يمثل "قلقا حقيقيا للناخبين الأمريكيين".

ورد بايدن وسط ضحكات وهتافات الحاضرين "ينبغي النظر إلى الرجل الآخر. إنه تقريبا في مثل عمري، لكنه لا يستطيع تذكر اسم زوجته".

وكان يشير بذلك إلى مشاهد سابقة في البرنامج عرض فيها مايرز مقطعا مصورا لترامب يشير فيها ترامب لزوجته ميلانيا باسم "مرسيدس".

وأضاف "ثانيا، فإن الأمر يتعلق بعمر أفكارك. أقصد هذا الرجل الذي يريد إعادتنا إلى الوراء. يريد أن يعيدنا إلى +رو ضد وايد+" في إشارة إلى حرية الانجاب للنساء.

ويُنتقد بايدن بسبب قلة المقابلات الإعلامية أو المؤتمرات الصحافية التي يجريها منذ توليه منصبه، لكن أمامه الآن حملة انتخابية مكثفة في حال أراد هزيمة ترامب الذي يحسن التعاطي مع وسائل الإعلام.

وانتقل بايدن إلى نيويورك لتسجيل المقابلة مع مايرز وتوجها لاحقا إلى متجر مجاور لشراء المثلجات.

وأفاد البيت الأبيض في بيان حول برنامج سيث مايرز أنه "يصادف اليوم الذكرى السنوية العاشرة للبرنامج، وقد ظهر بايدن حين كان نائبا للرئيس في أول حلقة منه في فبراير 2014".

نظارات شمسية

صعد بايدن إلى المنصة على وقع عزف لفرقة موسيقية، وتظاهر لفترة وجيزة بأنه تائه ساخرا من هفوات ارتكبها بعد إلقائه كلمات.

وأثار ذلك ضحكات الجمهور وكذلك عندما وضع نظارته الشمسية ليجسد ميم "دراك براندون" الذي يصور أكبر رئيس أمريكي بطلا خارقا بعيون ليزر.

لكن المقابلة تناولت أيضا مواضيع جدية.

وسأل مايرز بايدن عن سبب عدم تأييده لوقف فوري لإطلاق النار في غزة رغم قوله إن الخسائر البشرية الفلسطينية للعمليات الاسرائيلية في القطاع ردا على هجوم غير مسبوق لحماس في 7 أكتوبر، مرتفعة جدا.

وقال بايدن إنه تم التوصل إلى اتفاق "من حيث المبدأ" لهدنة مؤقتة توافق إسرائيل بموجبها على عدم "الانخراط في أي أنشطة خلال شهر رمضان" مقابل إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس.

وأضاف "أعتقد أنه إذا توصلنا إلى وقف إطلاق النار المؤقت هذا، فيمكننا التحرك في اتجاه يسمح لنا بتغيير الديناميكية" والانتقال لتسوية طويلة الأمد.

وكرر بايدن انتقاداته الاخيرة لترامب الذي قال مؤخرا إنه سيشجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على غزو أعضاء الناتو الذين لم يفوا بالتزاماتهم المالية.

وبينما كان يتم تسجيل برنامج "لايت نايت وذ سيث مايرز" الاثنين، سُمح للمصورين وأحد المراسلين بالدخول لفترة وجيزة لالتقاط الصور خلال استراحة إعلانية وبينما كان الجمهور يهتف للرئيس.

وتعد مثل هذه البرامج التي تحفل بالمقابلات الفكاهية والموسيقى والأخبار وتُبث في وقت متأخر ليلا عنصرا أساسيا في التلفزيون الأمريكي، على الرغم من أنها تركز الآن على انتاج مقاطع تكون ملائمة لوسائل التواصل بقدر ما هي لمشاهدي التلفزيون في المنازل.

وتجنب بايدن مرة أخرى إجراء مقابلة الرئيس التلفزيونية التقليدية خلال مباراة "السوبر بول" في وقت سابق هذا الشهر، وبدلا من ذلك ظهر للمرة الأولى على تطبيق "تيك توك" للوصول الى الجمهور الأصغر سنا على منصة تعتبر واشنطن بشكل رسمي أنها تشكل خطرا أمنيا.

وتنتج حملة بايدن أيضا محتوى خفيفا لوسائل التواصل الاجتماعي على أمل اجتذاب الناخبين الذين لا تستهويهم القنوات والمواقع الإخبارية.

وسبق أن أجرى بايدن خلال ولايته مقابلات على يوتيوب وأخرى إذاعية باسلوب البودكاست، بالإضافة إلى ظهوره من حين لآخر في برامج تلفزيونية.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

FT‏: ترامب يربك العواصم الأجنبية والمستثمرين بقرارته.. ما العالم الذي يريده؟‏

قالت صحيفة "فايننشال تايمز" إن التوجهات المتقلبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السياسة الخارجية، أربكت العواصم الأجنبية والمستثمرين، وبات الوضع يقوم على "عدم القدرة على التنبؤ"، ما يضع العالم أمام زعيم يتبع مصالحه الشخصية أكثر من أي رؤية استراتيجية.

وقالت الصحيفة في التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إن حلفاء أمريكا عبر الأطلسي كان لديهم ما يدعو للقلق قبيل قمة الناتو في لاهاي هذا الأسبوع.

فبعد أيام حافلة في السياسة الخارجية الأمريكية، شملت غارات جوية أمريكية على منشآت نووية إيرانية، بدا الرئيس الأمريكي غير مستعد للمجاملات وهو يتوجه إلى هولندا بعد أن تفاقم إحباطه من حالة المفاوضات مع إسرائيل وإيران مستخدما لغة حادة في الحديث عن الدولتين.



ومع ذلك، تحدى الرئيس المخاوف في القمة، مما سمح للاتفاقية التي دعمت الأمن الأوروبي منذ بداية الحرب الباردة بالصمود.

وذكرت الصحيفة أن ترامب كان راضيا لأنه حصل أخيرا على تعهدات من جميع أعضاء الناتو تقريبا بزيادة إنفاقهم الدفاعي بشكل حاد، وهي القضية التي انتقدها بشدة وهددهم بشأنها منذ بداية ولايته الأولى، كما تحسنت حالته النفسية بفضل الإطراءات الكثيرة التي تلقاها من مارك روته، رئيس الوزراء الهولندي السابق والرئيس الجديد لحلف الناتو.

غير أن المودّة في الناتو كانت صعبة المنال لدرجة فضحت مدى سيطرة نزوات الرجل في البيت الأبيض على العالم، ومدى تحكم تكتيكاته الصاخبة والمتقلبة في السياسة الخارجية.

ففي هذا الشهر فقط، غادر الرئيس الأمريكي قمة مجموعة السبع في كندا في وقت مبكر بطريقة دراماتيكية ليعود إلى واشنطن للنظر في توجيه ضربات ضد المنشآت النووية الإيرانية، ثم شرع في العمل العسكري في غضون خمسة أيام، ثم توسط على الفور في اتفاق لوقف إطلاق النار في محاولة لإنهاء الأعمال العدائية.

وقد وصل إلى قمة الناتو مجادلا بأن اتفاقية الدفاع المشترك التي تشكل جوهر التحالف "قابلة للتأويل"، مما تسبب في حالة من الذعر بين بعض الوفود، لكنه لم يقل أكثر من ذلك لتقويض التحالف في هولندا.

وأوضحت الصحيفة أن المسؤولين والمستثمرين على الصعيدين الدولي والمحلي يجدون صعوبة في فهم ما إذا كان ترامب مناصرا للتدخل الخارجي أم صانع سلام، أو ما إذا كانت هناك أي نظرية توجيهية لأفعاله وخطاباته.

وتحاول العواصم الأجنبية أيضا تقدير ما إذا كانت مقاومة ترامب هي الخيار الأفضل لحماية اقتصاداتها ومصالحها على الرغم من المخاطر الواضحة، أو ما إذا كان الرضوخ هو الخيار الأكثر أمانا، لكن جميعا يدركون أنهم سيضطرون إلى التعامل مع تقلبات ترامب ومطالبه الغاضبة، والتي تُنقل أحيانا عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وأشارت الصحيفة إلى أن قرار ترامب شن غارات جوية على المنشآت النووية الإيرانية كان لا يزال يتصدر قائمة اهتماماته عندما وصل إلى هولندا يوم الثلاثاء لحضور قمة الناتو.

وقد تمكن الرئيس الأمريكي وكبار مستشاريه من التوصل إلى هدنة هشة بين الاحتلال  وإيران عشية زيارته، مما خفف بعض المخاوف من تصعيد إقليمي واشتعال الوضع في الشرق الأوسط.

ولكن في الوقت الذي كانت تردد فيه أصداء الصدمة الدبلوماسية والعسكرية التي أحدثتها الضربات الجوية الأمريكية في جميع أنحاء العالم، وُضع ترامب في موقف دفاعي بعد الكشف عن أن التقييم الأولي الذي أجرته الاستخبارات العسكرية وجد أن الضربات الجوية أدت إلى تراجع البرنامج النووي الإيراني بضعة أشهر فقط.

وقد سارع ترامب إلى رفض الاستنتاجات التي تتعارض مع ادعائه بأن المنشآت النووية قد "دُمّرت"، ثم شرع في مهاجمة وسائل الإعلام بما في ذلك شبكة "سي إن إن" وصحيفة "نيويورك تايمز" التي كانت أول من نشر هذه النتائج.

غير أنه وسط الضجة، برز تحول في سياسة ترامب تجاه إيران، إذ أعلنت واشنطن استعدادها لاستئناف المفاوضات النووية في وقت مبكر من الأسبوع المقبل، ما قد يمهّد لتخفيف العقوبات المفروضة على البلاد.

وأعرب السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام عن قلقه من اعتبار الأزمة مع إيران منتهية، رغم أن كثيرين في الحزب الجمهوري يرون أن إستراتيجية ترامب تجاه إيران كانت ناجحة حتى الآن.

ونقلت الصحيفة عن هيذر ناويرت، المسؤولة السابقة في الخارجية الأميركية، إن الإدارة ربما نجحت في دفع إيران للتفكير بالتخلي عن طموحاتها النووية، مشيرة إلى استعداد طهران للجلوس إلى طاولة الحوار بشأن مستقبلها.

وبحسب الصحيفة، قال جيم تاونسند، نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق، إن إدارة البيت الأبيض تبدو وكأنها تتخذ قراراتها بشكل مرتجل، مشيرا إلى أن المسؤولين لا يعرفون ما إذا كانت أقوالهم أو أفعالهم ستتعارض مع تغريدة مفاجئة من الرئيس.

وقالت الصحيفة إن نجاح قمة الناتو لم يكن مضمونا، خاصة مع تشكيك ترامب في المادة الخامسة، ورفض إسبانيا في اللحظة الأخيرة الالتزام بهدف إنفاق دفاعي بنسبة 5 بالمائة من الناتج المحلي، ما اعتبره ترامب "غير عادل لبقية الدول".



ونقلت الصحيفة عن أحد مستشاري السياسات الخارجية في حكومة دولة عضو في الناتو قوله إن على الأوروبيين "أن يفعلوا كل ما بوسعهم لإبقاء الولايات المتحدة ضمن التحالف"، حتى لو تطلب الأمر "الرقص كالقردة" لإرضاء ترامب.

وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء الهولندي مارك روتا أشاد بترامب ونعته بـ"بابا" خلال اجتماع ثنائي، وكتب له في رسالة نصية نشرها ترامب: "دفعتنا إلى لحظة مهمة، وستحقق ما عجز عنه رؤساء أميركيون منذ عقود".

ورسّخ إعلان قمة لاهاي التزام دول الناتو بإنفاق 5 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع بحلول سنة 2035، مشيرا إلى "التهديد طويل الأمد الذي تمثله روسيا على الأمن الأوروبي الأطلسي، والتهديد المستمر للإرهاب".

وأضافت الصحيفة أن إسبانيا رفضت الالتزام بهدف الدفاع، وهددها ترامب في مؤتمر صحفي بعقوبات تجارية، قائلا: "سنجعلهم يدفعون ضعف المبلغ، وأنا جاد في ذلك"، في إشارة إلى مفاوضات تجارية جارية بين واشنطن ومدريد.

ومن المرجح أن تتقدّم قضايا التجارة على حساب الأمن القومي في اهتمام ترامب خلال الأسابيع المقبلة، مع اقتراب موعد 9 تموز/ يوليو الذي حددته واشنطن للعديد من شركائها التجاريين للتوصل إلى اتفاق، وإلا سيواجهون زيادات في الرسوم الجمركية.

ولفتت إلى أن نجاح تحركات ترامب الدفاعية سيُقاس بمدى صمودها، إذ حذّر رئول تقيه من أن الضربة ضد إيران والتزام حلفاء الناتو بزيادة الإنفاق قد لا يكونان دائمين، خاصة إذا طوّرت إيران سلاحا نوويا سرا أو انقسم التحالف بسبب خلافات حول تقاسم الأعباء.

مقالات مشابهة

  • ترامب يشمت بسلفه بايدن خلال زيارة لـ "سجن التمساح"
  • ترامب: على وزارة الكفاءة النظر في خفض الدعم الذي تتلقاه شركات إيلون ماسك لتوفير أموال طائلة
  • رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية يستقبل رئيس إقليم أرض الصومال
  • اجتماع تنسيقي في طرابلس لتأمين عملية توزيع «بطاقات الناخبين»
  • العميد لعكب يظهر في شبوة مجددًا.. هل بدأ التمهيد لعودته الأمنية؟
  • الرئيس الإيراني يدعو لفتح صفحة جديدة مع دول الخليج
  • FT‏: ترامب يربك العواصم الأجنبية والمستثمرين بقرارته.. ما العالم الذي يريده؟‏
  • بعد حادث الطريق الإقليمي.. تامر أمين: تشديد القانون والعقوبات هو الشيء الوحيد الذي يمنع من ارتكاب الأخطاء
  • أحمد عبد القادر يظهر من خلال مرانه اليومي.. شاهد
  • بولتون يكشف "السبب الحقيقي" الذي ضرب ترامب إيران لأجله