قمة الويب.. الذكاء الاصطناعي في طريقه للسيطرة على أسواق الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
الدوحةـ بات الذكاء الاصطناعي وما يحمله من تطبيقات متنوعة جزءا لا غنى عنه في عمل الشركات الضخمة والناشئة، الأمر الذي أوصل البعض من أصحاب هذه الشركات لدفع ملايين الدولارات لإنشاء نماذج أعمال وخطط تشغيلية بالذكاء الاصطناعي، لما يحققه من أرباح طائلة مع الوقت.
ووفقا لصندوق النقد الدولي فإن اعتماد تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي يمكن أي يؤدي لزيادة نمو الإنتاجية بمقدار 1.
وتقول المديرة الإقليمية للسياسة العامة لشركة "ميتا" بسمة عماري، إن الذكاء الاصطناعي يشجع على الابتكار اللامركزي الواسع النطاق الذي يتطور يوميا ويبتعد عن احتكار الشركات الكبرى، مؤكدة خلال مشاركتها في قمة الويب قطر 2024 أن الاقتصاد العالمي يحتاج لمزيد من المُبتكرين الخلاقين في مجال الذكاء الاصطناعي.
وأشارت إلى أن الشباب في منطقة الشرق الأوسط بدأ في أخذ خطوات فعلية لأن يكونوا أصحاب شركات صغيرة بدلا من أن يكونوا موظفين في شركات كبيرة، وهذا أمر إيجابي لأن بعض الشركات الصغيرة الذكية ستعمل على إغلاق الفجوة التكنولوجية مع نظيراتها الأكبر حجما أو حتى عكس اتجاه هذه الفجوة واستعادة المزيد من حصة السوق.
وبينت بسمة عماري أن انتشار تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتحقيقها أرباحا ضخمة دفع الكثيرين من الشباب في الشرق الوسط، إلى تطوير أدواتهم ومنتجاتهم وخدماتهم وإنشاء تطبيقات خاصة بهم، وهذا ما شهدناه في قطر والإمارات والسعودية بفاعلية كبيرة، حيث نلمس يوميا سيطرة الذكاء الاصطناعي على أسواق الشرق الأوسط.
المديرة الإقليمية للسياسة العامة لشركة "ميتا" دعت صانعي السياسات وقادة الصناعة وأصحاب المصلحة في العالم إلى تخصيص المزيد من الأموال لتطوير عملية دمج الذكاء الاصطناعي في الشركات الناشئة لما سيحققه من نهضة غير مسبوقة تقدم للعالم حياة أفضل في مجالات التعليم والصحة والمرور والتحول الرقمي الشامل.
لم تبتعد بسمة عماري في حديثها كثيرا عن منطقة الشرق الأوسط بل أكدت أن آخر الاحصائيات تشير إلى أن الذكاء الاصطناعي يحظى بفرص كبيرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث تحاول الدول المتطورة جاهدة تحويل تركيزها من النفط إلى الاستثمار في الابتكار التكنولوجي من أجل التقدم الاقتصادي.
وتوقعت أن يصل النمو السنوي في مساهمة الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد لـ20% إلى 25% سنويا في جميع أنحاء المنطقة، خاصة في الإمارات وقطر والسعودية.
ننتظركم اليوم في #قمة_الويب_قطر حيث نستعرض أحدث التقنيات والشركات الناشئة الواعدة ضمن جامعة حمد بن خليفة، ونخوض حوارات حول الذكاء الاصطناعي، والاستدامة، والرعاية الصحية وغيرها. pic.twitter.com/jjoNc7tXRN
— جامعة حمد بن خليفة (@HBKU) February 27, 2024
تغير المنظومةأما بنيامين فيج بروسر المدير التنفيذي لشركة غلوبال كونسيل (Global Counsel) العاملة في مجال التكنولوجيا فذهب إلى أبعد من ذلك، وأكد أن الذكاء الاصطناعي سيشكل تغيرا كبيرا في منظومة الاقتصاد بمنطقة الشرق الأوسط بسبب التطور الكبير في استخدام الذكاء الاصطناعي.
واستدل بروسر في كلامه على حجم التحول الرقمي المدموج بالذكاء الاصطناعي الذي يشهده عدد من دول الشرق الأوسط، مشددا على ضرورة محاربة الفساد في هذا المجال وتوظيف الكفاءات بما يخدم عملية التحول الرقمي الكاملة التي يشهدها العالم الآن.
وعن أفضل الطرق لاستغلال الشركات الناشئة الذكاء الاصطناعي ركز المدير التنفيذي لشركة لغوبال كونسيل على استخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل بيانات السوق والاتجاهات، مما يساعد أصحاب الشركات الناشئة على فهم احتياجات العملاء وتوجيه الإستراتيجيات بناء على هذه التحليلات.
أرقام من #قمة_الويب_قطر 2024، أول نسخة من الحدث التكنولوجي الأكبر في العالم لأول مرة في المنطقة. @websummitqatar pic.twitter.com/ZyLUW56rWk
— مكتب الاتصال الحكومي (@GCOQatar) February 27, 2024
تخفيض التكاليفورأى بنيامين خلال مشاركته في قمة الويب قطر 2024 أن استخدام الذكاء الاصطناعي يوفر الوقت والعمالة، الأمر الذي يخفض من تكاليف رأس المال والإدارة، فالذكاء الاصطناعي يمكنه أن يقوم بعمل التسويق والمحاسبة والتحليل والتواصل مع العملاء بدلًا من الاعتماد على الموظفين من بني الإنسان، كما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يسهل عملية التخطيط والتنظيم والتقييم والتحسين لأداء الأعمال.
وأكد فيج أن العالم بات مقتنعا اليوم أن عملية التحول الرقمي تحقق تأثيرا إيجابيا على الناتج المحلي، مما يؤثر إيجابا على ارتفاع نصيب الفرد، منهيا حديثه بأن "الدول التي تنجح في تجربة التحول الرقمي تصبح أكثر ازدهارًا من نظيراتها التي تفشل في تحقيقها".
وانتهت الجلسة ولكن النقاشات حول مدى تأثيرات الذكاء الاصطناعي على قطاع الأعمال لم تنته، فكثيرون يرونه سلاحا ذا حدين، من جهة يقدم مزاياه متعددة للشركات والمستثمرين والمستهلكين إلا أن أحدا لا يمكن أن ينكر مدى الخطورة التي يحملها الذكاء الاصطناعي في تهديد الوظائف.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی فی الشرکات الناشئة التحول الرقمی قمة الویب قطر الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
ترامب يزور الشرق الأوسط وعينه على بعض من السياسة وكثير من المصالح
11 مايو، 2025
بغداد/المسلة: يتوجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاثنين الى الشرق الأوسط في زيارة تشمل السعودية وقطر والامارات، ويأمل خلالها في أن يبرم على الأقل صفقات تجارية كبرى، في ظل الصعوبات التي تواجه تحقيق تسويات للنزاعات الاقليمية.
وأكد البيت الأبيض أن ترامب يتطلع لـ”عودة تاريخية” الى المنطقة، في أبرز زيارة خارجية يجريها منذ عودته الى البيت الأبيض مطلع العام الحالي، وستطغى عليها الحرب في غزة والمباحثات النووية مع إيران.
في مطلع ولايته الأولى قبل ثمانية أعوام، اختار ترامب الرياض محطة خارجية أولى له في زيارة طبعتها صورة له وللملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يضعون أيديهم على بلورة متوهجة.
ويؤشر قرار ترامب مجددا تخطي الحلفاء الغربيين التقليديين واختيار دول الخليج كمحطة خارجية أولى له (باستثناء زيارته الفاتيكان للمشاركة في تشييع البابا فرنسيس)، الدور الجيوسياسي المتزايد الذي تحظى به هذه البلدان الثرية، إضافة الى مصالحه التجارية الخاصة في المنطقة.
ويقول مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية جون ألتمان “يصعب علي أن أتجنّب فكرة بأن الرئيس ترامب يزور الخليج لمجرد أنه يشعر بالسعادة في هذه المنطقة”.
ويتابع “سيكون مستقبلوه كرماء ومضيافين. سيتطلعون لعقد صفقات. سيكيلون له المديح ولن ينتقدونه، وسيعاملون أفراد عائلته على أنهم شركاء تجاريون في الماضي والمستقبل”.
“عودة تاريخية”
ويتوقع أن تقدم الرياض وأبوظبي والدوحة أفضل ما لديها لاستقبال الرئيس الجمهوري البالغ 78 عاما.
وإضافة الى الترحيب الحار والمراسم الاحتفالية بالزائر الأميركي، يتوقع أن تبرم الدول الثلاث صفقات مع إدارة ترامب تشمل مجالات الدفاع والنقل الجوي والطاقة والذكاء الاصطناعي.
وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت الجمعة أن “الرئيس يتطلع لبدء عودته التاريخية الى الشرق الأوسط”، وذلك للترويج لرؤية سياسية “يهزم فيها التطرف لصالح التبادلات التجارية والثقافية”.
على رغم ذلك، لن يكون في مقدور ترامب تجنّب القائمة الطويلة من الأزمات الاقليمية، بما في ذلك الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، والتوتر مع المتمردين الحوثيين في اليمن، والمرحلة الانتقالية في سوريا عقب الاطاحة بالرئيس بشار الأسد.
وأدت دول الخليج أدوارا جيوسياسية متزايدة في الولاية الثانية لترامب، اذ تشارك قطر في جهود الوساطة بين إسرائيل وحماس بشأن غزة، بينما استضافت السعودية مباحثات متعددة الأطراف بشأن الحرب في أوكرانيا.
وتقول الباحثة في معهد دول الخليج العربي في واشنطن آنا جايكوبز “يأتي ترامب الى الخليج أولا لأن المنطقة أصبحت مركز ثقل جيوسياسي ومالي”.
وسيلتقي ترامب في الرياض قادة الدول الست لمجلس التعاون الخليجي.
الا أن جدول الزيارة الاقليمية لا يشمل إسرائيل، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط.
وأثار استبعاد الدولة العبرية تساؤلات بشأن توتر محتمل بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنامين نتانياهو.
وجعلت إسرائيل من موعد الزيارة مهلة لمساعي التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حماس في غزة، ملوّحة في حال فشل ذلك بتوسيع عملياتها العسكرية في القطاع تمهيدا “للسيطرة” عليه.
ويبدو أن ترامب يعتمد بشكل متزايد أسلوب عدم التدخل في هذه المسألة، على رغم إعلان السفير الأميركي لدى إسرائيل هذا الأسبوع، أن بلاده تعدّ خطة لإيصال المساعدات الى غزة من دون مشاركة الدولة العبرية التي أطبقت حصارها على غزة مطلع آذار/مارس.
ويتوقع أن مساعي ترامب منذ ولايته الأولى لابرام اتفاق تطبيع بين السعودية وإسرائيل، ستبقى على نار هادئة طالما أن الرياض تشدد على تحقيق تقدم نحو إقامة دولة فلسطينية قبل أي اتفاق مع الدولة العبرية.
في المقابل، سيكون الملف النووي الإيراني في مرتبة متقدمة على جدول أعمال الزيارة، خصوصا أن واشنطن وطهران ستعقدان في مسقط الأحد، جولة رابعة من المباحثات بهذا الشأن.
الا أن الجمهورية الإسلامية حذرت الرئيس الأميركي من مغبة تغيير التسمية الرسمية للخليج، بعدما أفادت تقارير صحافية بأنّه يعتزم إطلاق اسم “الخليج العربي” أو “خليج العرب” على المسطح المائي الذي تعتبره إيران “الخليج الفارسي” منذ قرون عدة.
“سخافة”
وتثير زيارة ترامب تساؤلات بشأن تضارب المصالح بين استثماراته الخاصة والعلاقات السياسية مع دول ثرية.
وفي حين شدد البيت الأبيض على أن الأعمال التجارية لترامب وعائلته لن تكون موضع بحث خلال زيارة الرئيس الأميركي، الا أن بعض الاتفاقات المبرمة في الآونة الأخيرة تترك مجالا للتساؤل.
ووقعت “مؤسسة ترامب” في آذار/مارس أول اتفاق تطوير عقاري لها في قطر، تضمّن بناء ملعب غولف وفلل سكنية. كما أطلقت المؤسسة تفاصيل بشأن مشروع بناء ناطحة سحاب في دبي بكلفة مليارات الدولارات، يمكن استخدام العملات الرقمية في شراء شقق فيها.
وعلى رغم حضور نجل ترامب إريك الى الدوحة ودبي للترويج لهذه الصفقات، وتأكيد شقيقه دونالد جونيور ضرورة تحقيق إيرادات من شعار “لنجعل أميركا عظيمة مجددا” الذي يرفعه الرئيس الأميركي، يصرّ البيت الأبيض على الفصل بين السياسة والمصالح التجارية.
وقالت ليفيت “من السخافة بمكان أن يلمّح أي كان فعلا الى أن الرئيس ترامب يقوم بأي شيء لمصلحته الخاصة”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts