صور جديدة من المريخ تكشف سبب انتهاء مهمة مروحية إنجينيويتي التاريخية
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
أظهرت صور جديدة التقطتها مركبة برسفيرنس التابعة لناسا، مدى صعوبة الهبوط الذي أدى إلى إنهاء المهمة التاريخية خارج كوكب الأرض، إنجينيويتي، على سطح المريخ.
وتعرضت إحدى شفرات المروحية التجريبية التابعة لوكالة ناسا إنجينيويتي للضرر عندما هبطت بشكل خاطئ في السهول المغطاة بالرمال في وادي نهر جاف، خلال رحلتها الـ72 على الكوكب الأحمر في 18 يناير.
Earlier today, the @NASAPersevere rover captured a high resolution image of the Ingenuity using the SuperCam RMI instrument.
One rotor blade is broken off completely, the others have damaged tips.
Credit: NASA/JPL-Caltech/LANL/CNES/IRAP/Simeon Schmauß pic.twitter.com/lZ1Qd0Tg7r
وتم إيقاف المروحية التي يبلغ وزنها 1.8 كغ، والتي سافرت إلى المريخ على متن المركبة الجوالة برسفيرنس، عن العمل نهائيا بعد تلك الحادثة كونها لم تعد قادرة على الطيران.
وأظهرت البيانات المبكرة بعض الأضرار الطفيفة التي لحقت بإحدى شفرات المروحية الأربعة.
One of these images also showed what looks like the missing blade, lying roughly 15m to the south west of the Heli. I expect that we will soon see additional SuperCam images of that blade.https://t.co/ud7b1F9GQm
— Simeon Schmauß (@stim3on) February 25, 2024وقال أعضاء فريق المهمة في ذلك الوقت إن هذا الضرر في حد ذاته كان كافيا لإنهاء مهمة طيران إنجنيويتي على المريخ، حيث يجب أن تكون شفرات المروحية متوازنة بشكل مثالي للحفاظ على طيران متحكم فيه، وفقدان أجزاء منها يحرم براعة هذا التوازن.
A closer crop on the blade shows a small disturbance in the sand to the right of it. This is where the blade first contacted the ground after flying some 15m from Ingenuity.
The tip of the blade appears to be clipped, just like the other blades which are still attached. pic.twitter.com/PZWZoNMnQu
والآن، تكشف الصور الجديدة التي التقطتها برسفيرنس باستخدام جهاز التصوير عن بعد SuperCam يوم الأحد (25 فبراير)، رفيقتها إنجينيويتي بشكل أكثر وضوحا من ذي قبل، وتظهر أن إحدى الشفرات الدوارة كانت مكسورة تماما
وكشفت التحقيقات الإضافية أن هذه القطعة المكسورة تقع على بعد نحو 15 مترا من يسار إنجينيويتي على رمال المريخ الحمراء، ويبدو أنها ابتعدت عن المروحية قبل أو أثناء هبوط المركبة في رحلتها الأخيرة الشهر الماضي.
إقرأ المزيدوقال أعضاء فريق المهمة في ناسا إن الرحلة الأخيرة للمروحية تمت فوق رقعة رملية من التضاريس تفتقر إلى الصخور البارزة وغيرها من الميزات التي اعتمدت عليها إنجنيويتي في الملاحة. ولم تتمكن المروحية من التمسك في أثناء الهبوط لأن التضاريس الرملية كانت "عديمة المعالم" إلى حد كبير بحسب وكالة ناسا، وارتطمت شفراتها سريعة الدوران بالأرض.
وقالت وكالة الفضاء في بيان: "كلما كانت التضاريس أقل وضوحا، كان من الصعب على إنجينيويتي أن تتنقل بنجاح عبرها. يعتقد الفريق أن التضاريس الخالية نسبيا في هذه المنطقة كانت على الأرجح السبب الجذري للهبوط غير الطبيعي".
ومع ذلك، كانت مهمة إنجينيويتي ناجحة بشكل كبير، حيث كانت أول مركبة على الإطلاق تحقق طيرانا آليا في سماء عالم خارج الأرض. وأثبتت أن الطيران في ظروف مريخية قاسية للغاية - غلاف جوي رقيق جدا (1% فقط من حجم الأرض) حيث يصعب خلق قوة رفع - كان ممكنا.
وسيمهد نجاحها الطريق أمام المستكشفين الجويين الآخرين، وفي العقود المقبلة، ربما تطير ناسا بطائرة في سماء المريخ، وهي مركبة مبتكرة مزدوجة الجناحين مستوحاة من إنجازات إنجينيويتي على الكوكب الأحمر المنعزل.
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الفضاء المريخ كواكب مركبات فضائية مروحيات معلومات عامة ناسا NASA
إقرأ أيضاً:
اكتشاف غير مسبوق.. مسبار “برسفيرنس” يلتقط الشفق القطبي المرئي على المريخ
يمن مونيتور/قسم الأخبار
في سابقة فلكية غير مسبوقة، كشفت وكالة ناسا النقاب عن أول صورة للشفق القطبي المرئي على سطح المريخ، التقطها مسبار “برسفيرنس” خلال مهمته الجارية على الكوكب الأحمر.
وهذه الظاهرة الضوئية الفريدة، التي ظهرت كوميض أخضر خافت في سماء المريخ، نتجت عن عاصفة شمسية عنيفة ضربت الكوكب في مارس 2024، محققة ما كان يعتبر حتى وقت قريب مستحيلا في عالم الفضاء.
ويمثل هذا الاكتشاف الجديد نقلة نوعية في فهم الظواهر الجوية على الكواكب الأخرى. فعلى مدى عقود، ظل الشفق القطبي حكرا على الأرض في ما يتعلق بالرؤية بالعين المجردة، بينما اقتصرت مشاهداته على الكواكب الأخرى ضمن أطوال موجية غير مرئية. لكن الصورة الجديدة حطمت هذا القيد، وكشفت أن سماء المريخ قادرة على تقديم عروض ضوئية مرئية، وإن كانت خافتة جدا مقارنة بنظيرتها الأرضية.
واللافت في هذه الظاهرة أنها نتجت عن تفاعل معقد بين العاصفة الشمسية والمجال المغناطيسي الفريد للمريخ. فعلى عكس الأرض التي تمتلك مجالا مغناطيسيا قويا وشاملا، يفتقر المريخ إلى مجال مغناطيسي قوي يغطي كامل الكوكب، ما جعل العاصفة الشمسية تثير الغازات في الغلاف الجوي الرقيق للكوكب بطرق غير مألوفة.
وكشف التحليل الطيفي أن الضوء الأخضر الخافت ناتج عن إثارة جزيئات الأكسجين، التي تشكل نسبة ضئيلة لا تتجاوز 0.13% من الغلاف الجوي المريخي الهش.
ولم يكن التقاط هذه الصورة مجرد صدفة، بل جاء نتيجة تخطيط دقيق من فريق ناسا. فعندما توقع العلماء وصول موجة الجسيمات الشمسية إلى المريخ، وجهوا كاميرا Mastcam-Z على متن المسبار نحو السماء ليلا، على أمل رصد أي ظاهرة ضوئية غير عادية. وكانت المفاجأة أكبر من التوقعات، عندما كشفت الصورة عن وميض أخضر خافت. واضطر العلماء لمعالجتها رقميا لإزالة وهج قمر “فوبوس” وإبراز الضوء الشفقي المرئي إلى حد ما.
ويفتح هذا الاكتشاف آفاقا جديدة لاستكشاف المريخ، ويثير إمكانية أن يشهد رواد الفضاء المستقبليون عروضا شفقية بالعين المجردة على سطح الكوكب الأحمر. فإذا ما توافرت ظروف مثالية من شدة العواصف الشمسية وصفاء الغلاف الجوي، قد تصبح هذه الظاهرة أكثر وضوحا. كما يقدم الدليل العلمي الأول على أن الغلاف الجوي المريخي المتهالك ما يزال يحتفظ بقدرة على إنتاج ظواهر ضوئية مرئية، رغم كل ما تعرض له من تآكل بسبب الرياح الشمسية على مدى مليارات السنين.
المصدر: لايف ساينس