يشكو بعض الآباء من تعمّد أبنائهم للأذى والتكسير في مختلف أنحاء المنزل، سواء كان الأمر يتعلق بتكسير الألعاب، أو تمزيق القصص، أو حتى تخريب الممتلكات الخاصة والعامة.

ويكون هذا السلوك طبيعياً في المراحل الأولى لنمو الطفل، لكن خروجه عن السيطرة وتحوله إلى رغبة في التدمير قد يكون مؤشراً لمشكلة تستدعي تدخّل الوالدين بل واستعانتهما بمتخصصين في بعض الأحيان.

ويمكن أن يظهر السلوك المدمر بأشكال مختلفة، بما فيها العدوانية، ونوبات الغضب، والتحدي، إلى جانب تعمّد الإضرار بالممتلكات.

وتقول المستشارة النفسية والتربوية الدكتورة رولى أبو بكر للجزيرة نت "تعد معالجة السلوك المدمر لدى الأطفال مهمة معقدة ومتعددة الأوجه تتطلب فهمًا عميقًا للأسباب الكامنة وإستراتيجيات فعالة للتدخل".

معالجة السلوك المدمر تعتمد على تقييم مدى خطورة الفعل (بيكسلز) التمييز بين الطبيعي والمقلق

وتؤكد رولي أن الوقوف على الأسباب الكامنة وراء الرغبة في التدمير أمر ضروري للتدخل الفعال "ويمكن أن يعزى هذا السلوك في كثير من الأحيان إلى مجموعة من العوامل" أبرزها:

الفضول خلال بعض مراحل النمو الضيق العاطفي صعوبات التواصل الصدمات النفسية الضغوطات البيئية

ويمكن اعتبار الانفجارات العرضية وبعض الأفعال المدمرة جزءًا طبيعيًا من مراحل نمو الطفل، إلا أن السلوك المستمر والمتصاعد قد يشير إلى مشكلات أساسية أعمق تتطلب الاهتمام "ومن الضروري أن يتناغم الآباء مع مشاعر أطفالهم وأن يأخذوا في الاعتبار السياق الذي يحدث فيه السلوك".

وتقول المستشارة النفسية "يعد التمييز بين السلوك الطبيعي والسلوك المقلق أمرًا أساسيًا للآباء في تحديد متى يكون التدخل ضروريًا، في حين يمكن توقع درجة معينة من السلوك المدمر خلال مراحل معينة من النمو، مثل مرحلة الطفولة ومرحلة المراهقة".

وتضيف "في بعض المراحل، يرغب الطفل في التعبير عن استقلاليته دون أن يحسن التعبير، وقد يكون هذا السلوك ناجماً عن الحاجة إلى الاهتمام، أو لحاجة نفسية غير مشبعة من حب وتعاطف وتقدير، إلى جانب حب الاستطلاع والرغبة في التعرف على الأشياء، مما قد يدفعه إلى العبث والتخريب".

وتشدد المستشارة النفسية والتربوية على ضرورة أن يتوخى الآباء الحذر من العلامات التي تشير إلى أن السلوك أصبح مفرطًا أو ضارًا "من العدوان المستمر، والانفجارات المتكررة، والتدمير المتعمد للممتلكات، وإيذاء النفس أو الآخرين. ويمكن أن تساعد استشارة طبيب الأطفال أو المعالج على معرفة الأسباب".

رولى أبو بكر: من الجيد إبقاء أطفالنا مشغولين في القيام بشيء بناء وألا نستسلم لجميع مطالبهم (الجزيرة) معالجة السلوك المدمر

وتشير المستشارة التربوية إلى أن معالجة السلوك المدمر يعتمد على تقييم مدى خطورة السلوك وتحديد الخطوات المناسبة للتدخل، إذ "يتطلب اتباع نهج شمولي يأخذ في الاعتبار العوامل العمرية والعاطفية والتنموية والبيئية للطفل، من خلال فهم الأسباب الكامنة وراء هذا السلوك، والتمييز بين ما هو طبيعي وما هو مقلق، وطلب المساعدة المهنية عند الضرورة. ويمكن للوالدين إدارة ومعالجة ميول أطفالهم التدميرية بشكل فعال".

كما تشدد على ضرورة "بقاء الأهل هادئين، وتحديد حدود واضحة حول ما هو مقبول وغير مقبول، والحديث مع الطفل أو قضاء بعض الوقت معه لتعليمه كيفية إدارة مشاعره بشكل صحي، كما يجب ألا نغفل أهمية الروتين للطفل. ومن الجيد إبقاء أطفالنا مشغولين في القيام بشيء بناء ومثمر، وألا نستسلم لجميع مطالبهم، فمن السهل أن يتحول المدللون إلى مدمرين، لذا لا بد من تعليم الطفل على الانضباط".

وتختم "علينا أيضاً أن نشجع السلوك الجيد لدى الطفل ونعززه، ونظهر له الحب، ونعطيه خيارات بدلا من إجباره على فعل شيء ما".

السلوك التخريبي وعمر الطفل

من جانبها، تقول المستشارة التربوية رانية الطباع للجزيرة نت إن "المفاهيم الإدراكية للطفل تتطور بالنمو والتدريب، فيتعامل مع الأدوات بالشكل السليم، دون تكسير أو تخريب أو إلحاق أي أذى بمن حوله".

وتضيف "في حال عدم تشكل السلوك الإيجابي للملكية وعدم محافظته على ممتلكاته والآخرين يجب البحث عن أسباب السلوك التخريبي أو التدميري والذي يختلف شكله حسب عمر الطفل، وكيفية تفاعل الكبار منذ بداية ظهوره".

رانية الطباع: على الأهل الاهتمام بتعليم الطفل وتدريبه منذ سنوات عمره الأولى (الجزيرة) عوامل سلوك التخريب عند الطفل

وتشير رانية الطباع إلى أن هناك عوامل تؤثر على تشكل سلوك التخريب عند الطفل، منها:

السلامة الجسدية والعقلية والنفسية، فعدم سلامته تؤدي إلى عجزه عن إدراك الأمور بشكل مناسب أو التفاعل مع المحيط بطريقة سليمة. معرفة الطريقة الصحيحة لاستعمال الأدوات، ويكون ذلك بتعليم الطفل بشكل مباشر أو غير مباشر. التدريب على آليات التعامل مع المشاعر السلبية، مثل: الغضب، الغيرة، والانتقام.. بشكل إيجابي. تفاعل الكبار مع سلوكيات الطفل، إلى جانب ردود أفعالهم اتجاهه.

وتتابع "لذلك، على الأهل الاهتمام بالطفل منذ سنواته الأولى بتعليمه وتدريبه والانتباه أن يكونوا هم القدوة لأبنائهم. وعليهم ملاحظة أي تغير يطرأ كظهور سلوكيات سلبية مثل التكسير والتخريب. عندها، عليهم أولًا الانتباه إلى العوامل التي تحدثنا عنها سابقا ووضع خطة علاجية".

مهارات التأقلم تساعد الطفل على تعلم طرق صحية للتعامل مع مشاعره مثل التنفس العميق (بيكسلز) نصائح لمساعدة الوالدين

ونشر موقع "إيزي دايسيز" بعض النصائح لمساعدة الوالدين في معالجة السلوك المدمر للطفل بطريقة هادئة، ومنها:

وضع حدود واضحة: دع طفلك يعرف ما هو السلوك غير المقبول والعواقب التي ستتبعه إذا انخرط في سلوك مدمر. توفير الاهتمام الإيجابي: تأكد من أن طفلك يحصل على ما يكفي من الاهتمام الإيجابي منك، حتى لا يشعر بالحاجة للانخراط في سلوك مدمر لجذب انتباهك. تعليم مهارات التأقلم: ساعد طفلك على تعلم طرق صحية للتعامل مع مشاعره، مثل التنفس العميق أو التحدث عن مشاعره. إعادة توجيه السلوك: إذا لاحظت أن طفلك بدأ الانخراط في سلوك مدمر، فحاول توجيه انتباهه إلى نشاط مفيد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: هذا السلوک

إقرأ أيضاً:

الشحي يُهدي الإمارات «الميدالية الأولى» في «آسيوية الشباب»

 
دبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة أسطورتا مانشستر سيتي يشجعان اللاعبين في الإمارات على تطوير مهاراتهم إقبال كبير على المشاركة في بطولة الإمارات الوطنية للفنون القتالية المختلطة


أهدى ثاني الشحي الإمارات الميدالية الأولى، في الألعاب البارالمبية الآسيوية للشباب، بفوزه ببرونزية كرة الطاولة الفئة « تي 3»، فيما ذهبت الذهبية إلى الياباني كيتا وجوايوى، بينما حصل على يي وي من الصين تايبيه على الفضية.
وهنأ ماجد العصيمي، رئيس اللجنة البارالمبية الآسيوية، اللاعب على المجهود الذي بذله خلال المسابقة، مؤكداً أن الإنجاز يمثل قوة دفع له للسير على الطريق نفسه.
من جانبه، أكد ذيبان المهيري، أمين عام اللجنة البارالمبية، رئيس الوفد، أن الإنجازات التي ظل يحققها أصحاب الهمم على جميع المستويات ثمرة الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة لهذه الفئة، مما كان له المرود الإيجابي في وصولهم إلى منصات التتويج.
وأشار إلى أن ميدالية كرة الطاولة تؤكد الاهتمام بهذه اللعبة، من أجل أن يحقق أبطالنا النجاحات لرفع علم الدولة عالياً.
ووصف المهيري الميدالية الأولى، بأنها «أول الغيث»، مشيراً إلى أن الاستثمار في جيل الشباب بأت أمراً مهماً، من أجل تكوين قاعدة قوية لتحقيق الطموحات المطلوبة في جميع المحافل القارية والدولية.
بدوره، أشاد أحمد فاروق مدرب اللاعب بالإنجاز، في ظل منافسة قوية، خاصة أن اليابان صاحبة باع طويل في اللعبة، وقال: «الميدالية البرونزية تمنح اللاعب دافعاً قوياً خلال المرحلة المقبلة».

مقالات مشابهة

  • الاهتمام الدولي بلبنان: ابعاد وخلفيات
  • بعد مسلسل دينا الشربيني .. احترس هذه الأشياء تسبب الفشل الكلوي
  • « تعديل السلوك بالسيكودراما ومواكبة التكنولوجيا ».. ضمن فعاليات مؤتمر قادة الخدمة الاجتماعية بالأزهر في الغردقة
  • انفجار للغاز يدمر منزلا بالكامل في السليمانية (صور)
  • زخم متنامٍ: هل تتمكن المبادرات الأمنية من معالجة قضايا الأمن الجماعي الأوروبي؟
  • الشحي يُهدي الإمارات «الميدالية الأولى» في «آسيوية الشباب»
  • المستشارة أمل عمار تشارك في احتفالية أجندة بيكين +30 وتؤكد التزام مصر بتمكين المرأة
  • كواشف إشعاعية. منتجات الطاقة الذرية للتحقق من معالجة الأغذية
  • هل يمكن للشوكولاتة الداكنة أن تبطئ الشيخوخة ؟ وكيف!
  • استقالة الحكومة البلغارية غداة تظاهرة حاشدة