«إلحق نفسك».. جملة طاردت الشاب إسلام عباس الشهير بإسلام بكار، القاطن بمنطقة إمبابة، 37 سنة، دون أن تُسبب أثراً إيجابياً قوياً فى اتخاذ قرار بالإقلاع عن تعاطى المخدرات، خاصة بعد أن قضى 15 سنة فى الإدمان النشط، حيث بدأ رحلته بـ«سيجارة» وفق ما رواه لـ«الوطن»، ومرة تلو الأخرى وجد طريقه إلى رفاق السوء، ليتدرج الأمر من السيجارة إلى تعاطى الأدوية والمواد المخدرة.

لم تمر الـ15 سنة التى قضاها إسلام فى الإدمان مرور الكرام، بل عانى مشكلات جمة، أولاها على سبيل المثال وليس الحصر، مشكلات اجتماعية بينه وبين زوجته التى تربطه بها صلة قرابة «بنت خالته»، نظراً لعصبيته، إلى جانب مشكلات بينه وبين والدته التى حرصت على نصحه كثيراً لترك هذا الطريق، فحينما تزوج إسلام بكار من ابنة خالته، لم تكن تعلم شيئاً عن تعاطيه للمخدرات، ورغم معرفتها بعد الزواج لم تتخل عنه: «أصيلة وشالتنى فوق راسها وكان نفسها أتغير للأفضل».

دائماً ما كان «إسلام» يصاب بضيق حينما يشاهد المصريين باختلاف طبقاتهم، يتناولون طعام الإفطار على عربة «الفول والطعمية» فى الساعات المبكرة من صباح كل يوم: «بشوف الناس بتاكل عادى وأنا نفسى أعمل زيهم ومش قادر معدتى مش قابلة الأكل بسبب الأقراص المخدرة»، ليزداد الوضع سوءاً يوماً بعد يوم، إلى أن حذرته والدته قائلة: «إلحق نفسك»، ووقتها قرر التوجه إلى صندوق علاج ومكافحة الإدمان، ليبدأ رحلة جديدة فى حياته، يرضى فيها عن نفسه بعد مرور 40 يوماً فقط ليتغير إلى «إنسان جديد». وجود الكثير من المدنيين الذين مروا بنفس ظروفه شجّع إسلام بكار على رحلته فى التعافى: «الناس دى منحتنى أمل إن الأمر مش صعب»، ليكون تاريخ ميلاده الحقيقى 3-11-2017 وليس 20-11-1987 المدون فى بطاقة الرقم القومى: «تاريخ ميلادى الحقيقى هو بداية رحلتى فى التعافى»، حيث تغيرت حياة إسلام بكار بعد التعافى ورزق بطفلين، وعمل بأحد المراكز العلاجية فى توجيه الراغبين فى التعافى من الإدمان حول كيفية فتح ملف الأوراق المطلوبة: «رسالتى للمدمن إلحق نفسك.. الإقلاع للرجالة والاستمرارية للأبطال»، مشيداً بجهود الصندوق والقائمين على المراكز العلاجية وحرصهم على تقديم خدمات متميزة ومجانية للمتعافين.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الإدمان المتعافون علاج الدولة

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية: الإدمان هو البوابة لكل طريق منحرف

أكد الدكتور نظير محمد عياد مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الحديث عن مخاطر الإدمان، ضرورة حياتية وفريضة دينية، وأن المحافظة على العقل والجسد والأخلاق أساس مجتمع آمن ومتماسك ومستقر، حيث أن الإدمان هو البوابة لكل طريق منحرف وشاذ، وأنه الأداة التي يتسلح بها أعداء الوطن للإجهاز عليه، من خلال القضاء على شبابه، الذين هم سواعد نهضته وعماد قوته، محذرًا  من الانجرار في هذا الطريق الذي يفقد الإنسان صوابه وأخلاقه ويصبح عبئًا على نفسه ووطنه، لافتًا إلى أن آثار هذه المخدرات تتعدى الفرد لتطال الأسرة والمجتمع، مهددة الأمن القومي والقيم الاجتماعية والدينية.

مفتي الجمهورية يشارك في جنازة الدكتور أحمد عمر هاشم بالجامع الأزهر مفتي الجمهورية ينعى العالم الراحل الدكتور أحمد عمر هاشم

جاء ذلك خلال خلال كلمة فضيلته في ندوة «الإدمان وارتباطه بانهيار القيم المجتمعية» لطلاب مدارس محافظة القاهرة، في إطار برنامج التوعية الطلايىة التي تنظمها وزارة التربية والتعليم.

وأشار، إلى أن جميع الشرائع والرسالات جاءت لتنظيم علاقة الإنسان بربه وبالمجتمع، وحثت على احترام العقل والمحافظة على الجسد، وبيان القيم والأخلاق التي تبني مجتمعًا آمنًا ومستقرًا، موضحًا أن أول أبواب الفساد الأخلاقي يبدأ من غياب العقل، وأن الإدمان لا يتوقف على المخدرات فقط، بل يتعداها إلى انتشار الشائعات والرذائل وسوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أهمية شعور الإنسان بمراقبة ربه وأنه سيد هذا الكون، فلا يحقر نفسه ولا ينزل عن المكانة التي وضعه الله فيها.

ولفت المفتي إلى أن الإدمان لا يهدد الفرد فحسب، بل يستهدف كيان الأمة بأسرها، إذ يضرب عمقها القيمي والأخلاقي ويعطل طاقاتها الإنتاجية، مشيرًا إلى أن الوطن لا يُبنى إلا بسواعد شبابه الواعي المحافظ على عقله وأخلاقه، وأن كل شاب هو مشروع قائد إذا امتلك الوعي والإرادة، داعيًا إلى إدراك خطورة الحرب الخفية التي تُشن على العقول من خلال بث السموم الفكرية والسلوكية، مؤكدًا أن مواجهة هذه الحرب تكون بالعلم والإيمان والانتماء الصادق، لا بالانسياق وراء المغريات الزائفة التي تُهلك الجسد وتفسد الضمير.

كما شدد على أن بناء الوعي لا يتحقق إلا بتكامل دور الأسرة والمدرسة والإعلام والمؤسسات الدينية، مشيرًا إلى أن التنشئة السليمة تبدأ من البيت الذي يغرس القيم ويحصن الأبناء من الانحراف، وأن المدرسة تُكمل هذا الدور بتربية العقول على التفكير السليم واحترام الذات، داعيًا إلى جعل الحوار والمصارحة أساس العلاقة بين الأجيال، فالكلمة الطيبة والنصيحة الصادقة هما أول خطوط الدفاع في مواجهة الإدمان، مؤكدًا أن حماية الشباب مسؤولية وطنية مشتركة لا تقل أهمية عن حماية الحدود.

من جانبها أعربت الدكتورة إيمان حسن، رئيس الإدارة المركزية للأنشطة الطلابية بوزارة التربية والتعليم، عن شكرها وتقديرها لفضيلة مفتي الجمهورية على كلمته المؤثرة، التي لامست عقول وقلوب الطلاب، مؤكدة أن الندوات التي تعقدها دار الإفتاء في مدارس الجمهورية تحمل رسالة توعوية رفيعة المستوى وتقدم أنموذجًا متكاملًا للتعاون بين المؤسسات التعليمية والدينية في حماية المجتمع من الظواهر السلبية، مشيرة إلى أن مثل هذه اللقاءات تُعد من أنجح الوسائل لترسيخ ثقافة الوعي والانضباط الفكري والأخلاقي بين الطلاب ودعم دور المدرسة في بناء شخصية المواطن الصالح الذي يدرك مسؤوليته تجاه وطنه.

وفي ختام اللقاء، قدمت الدكتورة همت إسماعيل أبو كيلة، درع مديرية التربية والتعليم لفضيلة المفتي؛ تقديرًا لجهوده المستمرة في دعم القيم والمبادئ الأخلاقية ونشر الوعي بين الشباب، معربة عن امتنانها لحرصه على التواصل المباشر مع الطلاب والاستماع إلى تساؤلاتهم وإرشادهم نحو الطريق الصحيح لبناء الذات وحماية الوطن.

مقالات مشابهة

  • إسلام آباد.. تفاصيل لقاء رئيس مجلس الشورى مع رئيس وزراء باكستان
  • أبطال وصناع فيلم ضي في ضيافة منى الشاذلي
  • رئيس الشورى يعقد جلسة مباحثات رسمية مع رئيس الجمعية الوطنية الباكستانية في إسلام آباد
  • رئيس مجلس الشورى يعقد جلسة مباحثات رسمية مع رئيس الجمعية الوطنية الباكستانية في إسلام آباد
  • مفتي الجمهورية: الإدمان هو البوابة لكل طريق منحرف
  • مستقبل وطن بالإسكندرية يُكرّم أمانة صناعة المحتوى على جهودها بالشيوخ
  • أذكار الصباح الثابتة عن النبي.. حصن نفسك ولا تتكاسل عنها
  • إسلام جمال يكشف أسرار الإعداد البدني في الدوري المصري
  • كيف تحصن نفسك من كل شيء قبل النوم؟.. بـ10 سور تنجو من أكبر مخاوفك
  • علاقة ممتدة.. إسلام صادق يعلق على زيارة الخطيب لـ حسن شحاتة