ظلّ صامتًا، تتحرك عيناه يمينًا ويسارًا، تجلس بجواره والدته، التي كان ينظر إليها ممتنًا، غير مصدّق رحلة وصوله من فلسطين إلى معبر رفح، بعد استجابة الرئيس عبد الفتاح السيسي لأمنيته؛ ليبدأ صاحب الـ13 عامًا رحلة علاجه من مرض أنهش جسده، وأضعف قواه، ليجعله لا يقوى على الحراك.

4 ساعات تفصلنا عن وصول البطل الفلسطيني محمد أنور إلى مصر، برفقة أسرته، بعدما عانى عند ولادته من شلل في الدماغ، جعله عاجزًا عن التحدث، بسبب إصابته بحالة من التشنج باستمرار، ليتطلب «محمد» التعامل معه بطريقة خاصة، نظرًا لظروفه المرضية، حسبما أكد «بلال» حمدان ابن خالة الطفل محمد خلال حديثه لـ«الوطن».

معاناة العلاج في فلسطين 

صدمة تعرض لها الطفل «محمد»- الذي لديه 3 أخوة من الذكور وفتاتان - كانت السبب وراء إصابته بتلك الحالة، التي لا يعرف كيف حدثت له، يقول «بلال»: «ما أدري ما حدث له، هل هو بسبب الحروب والخوف والرعب الذي يعيشه أهالي غزة يوميًا؟ نشكر مصر وأهلها والرئيس على الاستجابة الفورية لحالة محمد، لقد أنقذتموه من الموت، ربي يحفظكم، وبإذن الله سأكون في استقبالهم بمجرد وصولهم، فأنا الوحيد المتبقي له، فقد استشهد جميع أعمامه».

يتواصل «بلال» مع أسرة الطفل محمد أنور الفلسطيني، عبر «فيسبوك»، فليس هناك وسيلة اتصال أخرى، فهم لا يحملون هاتفًا محمولًا، يساعد على التواصل معهم، وعلى الرغم من ذلك فأنه يتابع معهم الموقف خطوة بخطوة منتظرًا قدومهم.

أمنية أسرة الطفل محمد أنور الفلسطيني

جاء ابن خالة محمد أنور، الطفل الفلسطيني صاحب الـ13 عامًا، إلى مصر قبل 4 أشهر برفقة زوجته، تمنى أن تلحق به خالته وأبنائها المصريين، حاملي جوازات السفر المصرية، لأن أمنيتهم التواجد في أم الدنيا.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: محمد أنور الفلسطيني غزة فلسطين محمد أنور

إقرأ أيضاً:

صورة طفل فلسطيني بوجه غائر وذراع هزيلة تشعل حملة تضليل رقمية عالمية

بين صورة تلخّص عملية التجويع، وأخرى تشكك في وجودها، وجد الطفل الغزّي محمد المطوق نفسه في قلب معركة رقمية لم يخترها.

صورة واحدة، لوجه غائر وذراع هزيلة، وجسد نُحتت تفاصيل عظامه من الجوع، كانت كفيلة بأن تتصدر الصفحات الأولى لصحف عالمية كبرى، وتختصر في ملامحها مأساة آلاف الأطفال في غزة الذين أنهكهم الحصار والتجويع.

لكن ما إن بدأت هذه الصورة تتنقل بين الشاشات والمنصات، حتى انطلقت في الجهة المعاكسة حملة رقمية مضادة، تقودها حسابات إسرائيلية، بعضها رسمي، وأخرى ذات طابع منسق، تحاول النيل من مصداقية الصورة، والطعن في الرواية الإنسانية التي حملتها إلى واجهة الرأي العام الدولي.

Almost all the so-called “hunger” photos from Gaza — if not all — show extremely thin, sickly children next to healthy, well-fed parents.

There is no such thing as selective hunger.

These children are clearly suffering from severe medical conditions, most likely due to the high… pic.twitter.com/ISyZL0xCQT

— The Voice Of Truth ???? (@thevoicetruth1) July 26, 2025

هل يعاني محمد المطوق من المجاعة فعلا أم إن الصورة جرى استخدامها في سياق مضلل كما تدعي تلك الحسابات؟ ولماذا تركّز الهجوم على هذا الطفل تحديدا؟ وما سر تزامن الحملة مع اتساع تغطية الإعلام الدولي لمأساة غزة؟

في هذا التقرير تتبعنا جذور الحملة، ورصدنا تفاعلاتها، وقابلنا الصورة بالوثيقة، وسردية الاحتلال بالشهادة، في محاولة لفهم ما وراء الهجوم.. وما يخفيه من سرديات مضادة.

تضليل إسرائيلي منسق

رصدت وكالة "سند" للرصد والتحقق الإخباري في شبكة الجزيرة حملة رقمية شاركت فيها حسابات إسرائيلية، سعت إلى إنكار المجاعة التي يعاني منها سكان غزة، والتشكيك في وسائل الإعلام الدولية التي تنقل حقيقة الأوضاع الإنسانية في القطاع.

????THE NEW YORK TIMES IS SICK.

That child in their “famine in Gaza” photo?
Mohammed al-Mutawaaq.
He has a muscular disorder.

They knew that.
They didn’t care.
They wanted a photo to make Israel look like monsters.

Disgusting. Dangerous. Deranged. pic.twitter.com/vJBSgOJrLC

— Jews Fight Back ???????????????? (@JewsFightBack) July 27, 2025

 

 

واستندت الحملة إلى نشر معلومات مغلوطة، وترويج سرديات مضللة، والتشكيك في الصور والمقاطع التي توثق معاناة السكان، لا سيما الأطفال، بهدف تقويض التعاطف العالمي مع الفلسطينيين وتقليب الرأي العام ضد التغطية الإنسانية.

الصورة تتصدر الصحف العالمية

وفي 25 يوليو/تموز الجاري، تصدّرت صورة الطفل محمد المطوّق غلاف صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، ورافقها عنوان يصف سوء التغذية في غزة بأنه يهدد حياة الأطفال.
سرعان ما انتشرت الصورة في وسائل إعلام عالمية مرموقة، بينها الغارديان وديلي ميرور البريطانيتان، تحت عناوين مثل "أطفال غزة يموتون جوعا"، و"طفل يبلغ من العمر عاما ونصفا يواجه المجاعة".

إعلان

كما غطّت الصورة منصات إعلامية كبرى مثل "سي إن إن"، وبوليتكو، ووصفتها بأنها "مروعة"، مستعرضة تفاقم أزمة الجوع في القطاع بفعل استمرار الحرب وعرقلة دخول المساعدات.

تشكيك وتهكم

تزامنا مع هذه التغطية، شنت حسابات إسرائيلية -من بينها حسابات موثقة- حملة تشكيك ضد صورة الطفل، وادعت أنه لا يعاني من المجاعة، بل من "اضطراب عضلي"، متسائلة "لماذا لا تظهر والدته أو شقيقه بالوضع ذاته؟".

Can someone explain to me why the New York Times is using a photo of Mohammed al-Mutawaaq, a child with a muscular disorder, as the face of famine in Gaza? pic.twitter.com/olFjiFgcXt

— Vivid.???????? (@VividProwess) July 27, 2025

Mohammad’s older brother is not experiencing any famine. @HonestReporting @EFischberger pic.twitter.com/23OJWqTouO

— Open Source Intel (@Osint613) July 27, 2025

 

 

وظهر وسم "محمد المطوق" باللغتين العربية والإنجليزية ضمن أبرز الوسوم على منصة "إكس"، مصحوبا بتعليقات ساخرة، منها "الطفل مريض منذ الولادة.. فبركة دعائية جديدة ضد إسرائيل.. الصورة معدلة أو توليد ذكاء اصطناعي".

Why is the @NewYorkTimes using a photo of Mohammed al-Mutawaaq, a CHILD WITH a MUSCULAR DISORDER, AS the FACE OF FAMINE IN GAZA?!?!https://t.co/nPo89ZjKR8
STILL NO FAMINE IN GAZA
STILL NO GENOCIDE IN GAZA
GENOCIDE IN SYRIA THOUGH ????‍♀️#DruzeGenocide #AlawitesGenocide pic.twitter.com/bBvnr7LFtd

— Nikki ✝️???????????????? (@Nikki87679054) July 27, 2025

 

لم تقف الحملة عند الحسابات الشخصية، بل شارك فيها وزير الشتات الإسرائيلي عميحاي شيكلي، عبر إعادة نشر تدوينة للمحامي الأميركي ليو تيريل -رئيس فريق مكافحة معاداة السامية في حملة الرئيس دونالد ترامب- قال فيها إن "الصورة جزء من بروباغندا حماس"، متهما الإعلام الغربي بـ"تشويه صورة إسرائيل باستخدام صور من صراعات أخرى أو لأطفال مرضى".

THIS. Images of children from different conflicts. Images of children with genetic diseases. Doctored/AI-generated images. The list goes on. All to tarnish Israel.

The media and YOU should not perpetuate Hamas propaganda. https://t.co/4K82JB4eXj

— Leo Terrell (@LeoTerrellDOJ) July 27, 2025

 

وكتب تيريل على حسابه الرسمي بمنصة إكس "بالضبط، صور لأطفال من صراعات أخرى، وأطفال يعانون من أمراض وراثية، وصور معدّلة أو منتجة بالذكاء الاصطناعي، كل ذلك بهدف تشويه صورة إسرائيل"، مطالبا وسائل الإعلام بالتوقف عن ترويج دعاية حماس، وفق تعبيره.

وثائق طبية تفنّد الادعاء

تحققت "سند" من المعلومات المتداولة، واطلعت على ملف الطفل محمد المطوق في العيادات الخارجية التابعة لمستشفى الرنتيسي-النصر للأطفال، بوزارة الصحة في غزة.

وتُظهر الوثائق الرسمية أن الطفل وُلِد بتاريخ 23 ديسمبر/كانون الأول 2023، ويعاني من آثار نقص أكسجين عند الولادة، مما سبب له ضمورا دماغيا وقصورا في القدرات الحركية، ويحتاجا تغذية خاصة، وأن حالته تطورت إلى سوء تغذية حاد خلال الحرب، وهو ما لم تذكره الحسابات الإسرائيلية المشاركة في الحملة.

 

صورة للتقرير الطبي لحالة الطفل محمد المطوق (وكالة سند)

 

View this post on Instagram

A post shared by saeed Mohamed/ سائد محمد (@saeedmhm97)

 

 

سوء تغذية حاد

في تصريحات خاصة لـ"سند" أكدت والدة الطفل هداية المطوق أن ابنها البالغ من العمر عاما وسبعة أشهر "وُلد ولم يكن يعاني من سوء التغذية المهدد لحياته"، رغم معاناته بسبب نقص الأكسجين وارتخاء العضلات.

إعلان

كما ظهرت والدته، في مقطع فيديو عبر "إنستغرام" قالت فيه إن طفلها "كان يمارس حياته مثل أي طفل طبيعي، قبل معاناته من سوء تغذية سام".

View this post on Instagram

A post shared by Sana Aljamal (@sana_aljamal82)

 

View this post on Instagram

A post shared by Ahmed Jalal (@a.j.press)

 

 

وأكدت أن وزنه انخفض من 9 إلى 6 كيلوغرامات بسبب الحرب والمجاعة، لافتة إلى أنها تعيش في خيمة مؤقتة بدون خدمات أساسية.

One and a half years old, Mohammed Al-Mutawaq In danger of starvation Severe weight loss from 9 to 6 kg Severe malnutrition Living in an uninhabitable tent Needs milk and food Of course, it's clear there's no need to explain (no Pampers) Instead of Diaper, use a plastic bag ???? pic.twitter.com/Pru9VojNtY

— dr. mohammed hamad – Gaza (@Medo198518) July 26, 2025

 

 

وخلال تصوير الفيديو، رفعت المطوق صورة قديمة لطفلها الصغير، الذي بدا في حالة طبيعية، قبل تأثره بسبب قلة الطعام ونقص الحليب، مما يدحض الرواية الإسرائيلية حول عدم معاناة الطفل من سوء التغذية أو تأثره بأوضاع الحرب.

ويعكس الهجوم الرقمي على صورته جزءا من سردية أوسع، تسعى لتقويض تأثير المشاهد الإنسانية القادمة من القطاع، والتشويش على التقارير التي تنقل حقيقة ما يجري تحت الحصار والقصف.

وقالت وزارة الصحة في غزة، اليوم الاثنين، إن مستشفيات القطاع سجلت 14 حالة وفاة جديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية بسبب سوء التغذية، ليرتفع إجمالي وفيات المجاعة إلى 147 حالة، من بينهم 88 طفلا.

ويقف قطاع غزة على أعتاب كارثة إنسانية غير مسبوقة، تهدد حياة عشرات آلاف الأطفال الرضّع، في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي في منع إدخال حليب الأطفال منذ 150 يوما متواصلة، في وقت يُقدر فيه عدد الأطفال دون سنّ العام الواحد في القطاع بأكثر من 40 ألف رضيع.

ويحذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من أن نحو 650 ألف طفل فلسطيني يواجهون خطر الموت، بسبب الجوع وسوء التغذية ونقص الغذاء، مع تعثر دخول المساعدات واستمرار سياسة الحصار.

مقالات مشابهة

  • استجابوا بنداء الحياة.. كوادر الدفاع المدني تنقذ “شهم” من الغرق في عين الباشا
  • بيان من أسرة الشهيد محمد المبارك عبدالعزيز وإبنته جواهر
  • إتحاد الحراش تعلن تعاقدها مع الحارس عميري
  • خطاب السيسي يعيد ترسيخ ثوابت القاهرة تجاه غزة.. وخبير: مصر دائما حاملة لهموم الشعب الفلسطيني
  • الشعب الجمهوري: كلمة الرئيس السيسي عبرت عن خارطة طريق واضحة لدعم الشعب الفلسطيني
  • ورشة إدارة حالة الطفل: ضرورة وضع نظام إدارة حالة يضمن حصول الطفل على أفضل استجابة
  • الرئيس الفلسطيني يثمن دعوة الرئيس السيسي لترامب من أجل وقف الحرب في غزة
  • مرشح حماة الوطن بانتخابات الشيوخ: نرغب في حياة سياسية برلمانية بها مشاركة من الجميع
  • صورة طفل فلسطيني بوجه غائر وذراع هزيلة تشعل حملة تضليل رقمية عالمية
  • حماة الوطن: كلمة الرئيس السيسي جسدت ثوابت الدولة في دعم الشعب الفلسطيني