عاش 40 عاما في فرنسا فرحلوه خلال 8 ساعات.. تفاصيل مثيرة عن قضية إمام انتقد الأعلام ثلاثية الألوان
تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT
أثارت قضية الإمام التونسي محجوب المحجوبي الذي قررت فرنسا ترحيله بعد تصريحات له انتقد فيها الأعلام ثلاثية الألوان، جدلا كبيرا.
إقرأ المزيدوفي فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، وصف محجوبي، وهو إمام مدينة بانيول سور سيز "العلم الثلاثي الألوان" بأنه "علم شيطاني لا قيمة له عند الله"، دون أن يحدد إن كان يتحدث عن العلم الفرنسي.
وفي فيديو آخر، تحدث الإمام عن ظهور المهدي المنتظر الذي سيوحد جميع المسلمين، وقال: "سوف يعلن نفسه وعندها يسقط كل الحكام في كل الحكومات ولن تكون لدينا كل هذه الأعلام الثلاثية الألوان التي نعاني منها، وتسبب لنا الصداع ولا قيمة لها عند الله، بل قيمتها الوحيدة هي قيمة شيطانية".
وتابع: "انظروا إلى كل هذه الأعلام التي لدينا في المباريات هي أعلام شيطانية لا قيمة لها. من فرضوها فعلوا ذلك ببساطة حتى يكره بعضنا بعضا ولا نحب بعضنا ولوضع الحقد في قلوبنا".
وفي تصريحات لصحيفة "ديلي ميل"، تحدث المحجوبي عن تفاصيل ما حصل معه، قائلا إنه ذات يوم توجه إلى باب منزله ليرى من الذي كان يقرع بصوت عال، ليجد نفسه في مواجهة 15 ضابط شرطة يرتدون ملابس مدنية.
وقال: "لقد خرجوا من قافلة من السيارات ونزلوا دون سابق إنذار إلى منزلي في بانيول سور سيز"، وهي بلدة جذابة تعود إلى القرن الثالث عشر بالقرب من أفينيون.
???????????? C'est suite à cette vidéo devenue virale sur les réseaux sociaux, que Gérald #Darmanin a demandé le retrait du titre de séjour de l'imam de Bagnols-sur-Cèze, Mahjoub #Mahjoubi. pic.twitter.com/ORlB9xP2HS
— Cerfia (@CerfiaFR) February 18, 2024ويزعم المحجوبي، الذي يدير شركة بناء، أنهم قدموا له وثيقة ولم يشرحوا ما تتضمنه طالبين منه توقيعها، وبعد أن كتب اسمه اعتقلوه، وأمهلوه بضع دقائق لجمع أمتعته قبل أن يأخذوه بعيدا، متجاهلين توسلات زوجته أميرة وأطفالهما الباكين، أصغرهم يبلغ من العمر 7 أعوام، والآخر في العاشرة ويعالج من مرض السرطان.
وتم نقله جوا إلى باريس، وفي مركز الشرطة أدرك أنه وقع على أمر حكومي يضع نهاية مفاجئة لإقامته التي استمرت 4 عقود في فرنسا، أصدره وزير الداخلية جيرالد دارمانين، بموجب الصلاحيات التي يمنحها قانون الهجرة الجديد الصارم الذي دخل حيز التنفيذ الشهر الماضي.
وفي الساعة 8:30 مساء يوم الخميس 22 فبراير، أي بعد 8 ساعات فقط من اعتقاله، تم وضعه تحت الحراسة على متن طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الفرنسية متجهة إلى تونس.
ويقول محجوبي: "لأنني تكلمت بكلمة واحدة، تم تدمير عالمي بأكمله. لقد فصلوني عن زوجتي وأطفالي، ودمروا عملي، وطردوني من البلد الذي عشت فيه لمدة 40 عاما. البلد الذي أحبه".
والكلمة الصغيرة التي أشار إليها هي "Tricolore" (أو ثلاثية الألوان باللغة العربية)، وترمز للعلم الوطني الفرنسي، بخطوطه العمودية باللون الأزرق والأبيض والأحمر.
إقرأ المزيدويصر الإمام المحجوبي على أن استخدامه لكلمة "ثلاثية الألوان" كان "زلة لسان" مؤسفة، وذلك عندما كانت خطبته الحماسية في أوجها قبل 3 أسابيع، وقد تزامنت مع بطولة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم تقام في ساحل العاج، وكان ينوي، باعتباره مشجعا كبيرا لكرة القدم، شجب الأعلام الوطنية المختلفة التي تم التلويح بها بشكل تصادمي من قبل المشجعين المنافسين.
ولكن بدلا من أن يقول متعدد الجنسيات، ادعى أنه قال "Tricolore" عن طريق الخطأ.
تجدر الإشارة إلى أن الحكومة الفرنسية كانت قد أطلقت مؤخرا مجموعة من التدابير لإظهار تصميمها على مكافحة الإسلام المتطرف وتعزيز القيم العلمانية للجمهورية.
حيث منعت الطالبات من ارتداء العباءة، كما تم تقليص الدعم الحكومي للمدارس والكليات الإسلامية. وخلال هذا الأسبوع، أعلن وزير التعليم الفرنسي عن خطط لإغلاق أكاديمية إسلامية بارزة في نيس، قائلا إن تمويلها "يتعارض مع قانون مناهضة الانفصال" الذي تم تقديمه في عام 2021.
المصدر: ديلي ميل
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الإسلام باريس تطرف عنصرية
إقرأ أيضاً:
من السرير لأصوات نزلاء قربه.. ساركوزي يروي تفاصيل قضاها بالسجن بعد إدانته بأموال ليبيا
(CNN)-- كتب الرئيس الفرنسي الأسبق، نيكولا ساركوزي، في كل أربع وعشرين ساعة قضاها خلف القضبان، أكثر من عشر صفحات من كتابه الجديد الذي يروي فيه تجربته في سجن لا سانتيه بباريس.
ويتذكر الرئيس الفرنسي الأسبق في كتابه، الذي صدر، الأربعاء، بعد شهر من خروجه من السجن في العاشر من نوفمبر/ تشرين الثاني، قائلاً: "كان من الممكن أن يكون فندقاً متواضعاً، لو تجاهلنا الباب المدرع ذي فتحة المراقبة".
ويصف ساركوزي السجن بأنه "جحيم"، وذلك في "مذكرات سجين"، التي تتناول موجة الاهتمام والتدقيق الشعبي المكثف الذي أحاط بإدانته في سبتمبر/ أيلول بتهمة التآمر الجنائي لتمويل حملته الانتخابية عام 2007 بأموال من ليبيا.
وأُفرج عن ساركوزي مبكراً من عقوبته البالغة خمس سنوات في نوفمبر/ تشرين الثاني بانتظار البتّ في استئنافه، ويقول عن فترة سجنه إن المنظر من نافذته كان محجوباً بألواح بلاستيكية، مضيفاً أنه كان من المستحيل رؤية السماء أو حتى معرفة حالة الطقس، ويكتب أنه كان يتعرض ليلاً لسخرية زملائه السجناء التي كانت تتردد أصداؤها في أرجاء مجمع السجن. وفي إحدى الليالي، استيقظ على صوت سجين أشعل النار في زنزانة مجاورة.
فترة عصيبة
كانت تلك الفترة بعيدة كل البعد عن الرفاهية التي كان يتمتع بها كرئيس لفرنسا بين عامي 2007 و2012.
وكتب: "جلستُ على السرير، الذي لم يكن مُرتبًا، فصُدمت. لم أشعر قط، حتى خلال خدمتي العسكرية في الجيش، بمرتبة أقسى من هذه. حتى الطاولة كانت ستكون أنعم"، ومع ذلك، وكغيره من السجناء فيما يُسمى بجناح الشخصيات المهمة، الذي يتألف من 18 زنزانة، كان يتمتع بتلفاز خاص، ودُش، وثلاجة، وموقد طهي.
ويروي الكتاب تفاصيل حياته اليومية في السجن، ويتخللها لمحات من الأسابيع التي تلت صدور الحكم عليه وحتى وصوله إلى أبواب سجن لا سانتيه في 21 أكتوبر/ تشرين الأول.
وفي فرنسا، أُثيرت ضجة كبيرة حول اللقاءات الرسمية التي عُرضت على ساركوزي بعد إدانته.
وفي السجن أيضاً، زاره زميله السابق ووزير العدل الحالي، جيرالد دارمانين، مما أثار استنكاراً شديداً من كثيرين في فرنسا. ووفقاً للكتاب، تلقى رسائل ومكالمات دعم من قادة العالم وسفراء.
وقال ساركوزي إن السفير الأمريكي في باريس، تشارلز كوشنر، والد جاريد كوشنر، صهر دونالد ترامب، طلب أيضاً لقاءه لأول مرة في السجن. وكان كوشنر الأب، الذي عفا عنه ترامب لاحقاً، قد قضى عقوبة السجن بتهمة التهرب الضريبي، والانتقام من شاهد فيدرالي، والكذب على اللجنة الانتخابية الفيدرالية.
مع لقاءات مباشرة مع عائلته مرة كل يومين على الأقل، فإن واقع ساركوزي في السجن يختلف تمامًا عن وصفه لحياة النزلاء فيما يُسمى بجناح كبار الشخصيات أو جناح العزل. يكتب: "لا أحد يراهم. لا أحد يقابلهم".
ولادة جديدة
بالنسبة لساركوزي، يُمثل الكتاب محاولةً لتحسين صورته العامة.
انتهى زمن الجدل الدائر حول تطبيق العدالة الصارمة. فقد صرّح الرئيس الفرنسي، المعروف بتشدده في تطبيق القانون والنظام، عام 2012: "يجب على المحاكم الفرنسية أن تُعاقب، لأنّ كون المرء مجرماً رفيع المستوى أسوأ بكثير من كونه مجرماً عادياً".
وفيما حلّ محلّ ذلك، رواياتٌ وردية عن حياته بعد الإدانة.
ويروي بالتفصيل كيف اصطحب مريضاً مراهقاً مصاباً بالسرطان إلى مباراة كرة قدم قبل أيام من دخوله السجن، وكيف استقبله الجمهور بالتصفيق في المطاعم. ويقول إنّ مشجعي كرة القدم غمروه بالدعم، ويتذكر كيف اصطفت العائلات على جانبي الشوارع أثناء اصطحاب موكبه إلى السجن، وهو ما يُشابه، على حدّ قوله، الحشود التي هلّلت له ليلة انتخابه رئاسياً.
وتلقى موظفو السجن سيلاً من رسائل المعجبين، شملت 20 نسخة من الكتاب المقدس، و30 نسخة من الرواية نفسها الحائزة على جوائز، ومئات الرسائل يومياً – "أكثر مما تلقيته كرئيس"، كما كتب.
ولمن قد يظن أن الكتاب يبالغ في تصوير فترة سجنه، يحذر السطر الأول من الكتاب: "هذه ليست رواية".
رئيس مدان
متمسكاً ببراءته المعلنة، يخصص ساركوزي نصف فصل لانتقاد التحقيق الصحفي الذي أدى إلى إدانته في نهاية المطاف.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني، أيدت أعلى محكمة في فرنسا إدانته في قضية منفصلة تتعلق بتمويل غير قانوني لحملته الانتخابية لإعادة انتخابه عام 2012. وهو من بين القلائل من القادة السياسيين المعاصرين الذين خاضوا تجربة السجن كسجين.
ومن المثير للدهشة أنه يقارن نفسه بألفريد دريفوس، السجين السابق في سجن لا سانتيه، والذي أصبح قضيةً بارزةً في فرنسا بسبب اضطهاده الظالم. وقد سعت فرنسا لاحقًا، بعد أن كان دريفوس ضحيةً لمعاداة السامية الشرسة، إلى تصحيح الظلم الذي لحق به.
وتُعدّ زيارات قسيس السجن كل أحد من أهم محطات فترة سجن ساركوزي التي استمرت 20 يومًا. ويُصرّح الرئيس السابق بأنه استعاد إيمانه، مستمدًا العون من سيرة السيد المسيح التي أحضرها معه إلى زنزانته. كما أحضر معه مجلدين من رواية "الكونت دي مونت كريستو"، التي تُصوّر قصة هاربٍ أسطوري من السجن.
يبدو أن السياسي اليميني قد تأثر بشكل لا يُنكر بفترة سجنه. فبعد أن لمس رعاية الموظفين، وواقع الحياة القاسية خلف القضبان، بدا ألم الفراق عن عائلته جليًا. وكذلك تقديره الجديد لكل ما فقده: "في سجن لا سانتيه، بدأت حياتي من جديد"، هكذا يختتم كتابه.
لكن يكاد يخلو الكتاب، المؤلف من 213 صفحة، من أي تعاطف مع زملائه السجناء. فهو يُصوّر نفسه كرجلٍ مُختلف، حرفيًا - معزولًا عن زملائه السجناء ويحظى بمعاملةٍ من الموظفين - ومجازيًا، كرجلٍ بريء يعيش "ما لا يُتصور"، كما يدّعي.
ويكتب ساركوزي في الصفحات الأخيرة من كتابه، مستذكراً حشود الشرطة والإعلام والمؤيدين التي أحاطت به خلال فترة سجنه: "دخلتُ السجن رئيساً للدولة، وخرجتُ منه بنفس المنصب".
لكنّ واقع سجن ساركوزي أكثر قسوة. فقد دخل السجن مداناً، وخرج منه بنفس المنصب.