سيناتور أمريكي ينتقد إدارة بايدن: نحن نقصف اليمن لحماية سفن دول أخرى ونسمي ذلك “دفاعاً عن النفس”
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
الجديد برس:
أبدى السيناتور الأمريكي تيم كين، تحفظه على محاولات المسؤولين في إدارة بايدن نفي علاقة ما يحدث من عمليات يمنية في البحر الأحمر بالأوضاع في غزة، مؤكداً أن الولايات المتحدة لن تستعيد قوة الردع باستمرار قصف عشرات أو حتى مئات الغارات على اليمن وإنما في حال دفعت نحو التوصل إلى هدنة إنسانية في غزة.
وجاء حديث السيناتور كيم أثناء جلسة استجواب عقدتها لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي قبل يومين، مع كلٍ من المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ، ونائب مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط، دانيال بي شابيرو، حول العمليات العسكرية الأمريكية ضد اليمن.
واستهل السيناتور كيم حديثه بالقول: “يجب أن أعترف بأن لدي شكوكاً كبيرة حول ما نقوم به الآن، لدي شكوك كبيرة بشأن السلطات القانونية، لدي شكوك كبيرة حول غياب المسؤولية المشتركة الحقيقية مع الدول التي تتعرض سفنها للهجوم من قبل الحوثيين، ولماذا يجب أن تتحمل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عبء حماية سفن الدول الأخرى؟ لدي شكوك جدية حول فعالية هذه العملية من حيث وقف التصعيد في الهجمات على البحر الأحمر”.
ثم فند السيناتور كيم الشكوك التي أشار إليها واحد تلو الأخر، وفي مقدمتها شرعية العمليات الأمريكية بدون تفويض من الكونغرس وفقاً للدستور الأمريكي، منوهاً إلى أن ما يحدث في اليمن لا ينطبق مع مفهوم الدفاع عن النفس الذي يخول سلطة الرئيس إجراء عمليات عسكرية دون الرجوع إلى الكونغرس.
يقول السيناتور كيم: “فيما يتعلق بالسلطة القانونية، أعتقد أننا جميعاً نقر بأنه لا يوجد تفويض من الكونغرس لهذه الأعمال العدائية، لقد تم تحديد قرار صلاحيات الحرب بشكل واضح عندما كنا نتحدث عن 200 هجوم على الحوثيين، نحن نخسر قواتنا، وهم يخسرون خسائر في صفوف المدنيين وغيرها”.
وتابع موضحاً الصلاحيات التي تخولها صلاحيات عمليات الدفاع عن النفس ومدى منافة ذلك على الحالة في اليمن بالقول: “الدفاع عن النفس يعني أنه يمكنك الدفاع عن الموظفين الأمريكيين، عن الأصول العسكرية الأمريكية، ربما يمكنك الدفاع عن السفن التجارية الأمريكية، لكن الدفاع عن السفن التجارية للدول الأخرى بأي حال من الأحوال فهذا ليس دفاعاً عن النفس بموجب الدستور، ولا يمكن لرئيس أن يجعله دفاعاً عن النفس من خلال تسمية دولة أخرى بأنها شريك، إذا كنت تدافع عن السفن التجارية لدول أخرى، فمن المضحك في نظري أن نطلق على ذلك دفاعاً عن النفس”.
وأعتبر السيناتور كيم أن العمليات التي تقوم بها أمريكا ليس لها جدوى في تحييد عمليات قوات صنعاء، قائلاً: “أعتقد أن أكثر شكوكي جدية الآن هي مدى فعالية ذلك، وقد قال الرئيس بايدن بنفسه إن الإجراءات التي نتخذها ليس من المرجح أن تردع التصعيد الحوثي”.
وخاطب السيناتور “ليندركينغ وشابيرو” بالقول: “أشعر بخيبة أمل بعض الشيء لأنك حاولت بسرعة استبعاد ارتباط ما يحصل في البحر الأحمر عن الوضع في غزة”، مشيراً إلى بداية وتصاعد العمليات اليمنية وأن من وصفهم بالحوثيين في البحر الأحمر كانت متعلقة بغزة من حيث التوقيت وكذلك المبررات.
ولفت إلى أن فترة التهدئة التي شهدتها الحرب في غزة أبان اتفاق تبادل الأسرى، انعكست هي الأخرى على انخفاض التصعيد في البحر الأحمر، مؤكداً أن التوصل إلى اتفاق هدنة هو ما سينهي التوتر في المنطقة.
يقول السينتاتور كيم: “في المرة الوحيدة التي رأينا فيها شيئاً من تخفيف التصعيد كان عندما تم إبرام صفقة الرهائن الأولى، لذا في محاولة لإعادة بناء الردع، لا أعتقد أنك ستفعل ذلك إذا نفذت الـ 200 ضربة أو حتى تحولت إلى 400 ضربة، 800 ضربة، 1200 ضربة، وأعتقد أنكم ستعيدون بناء الردع عندما نحصل على صفقة رهائن تقودنا إلى هدنة تقودنا إلى تقديم مساعدات إنسانية إلى غزة وتعطينا القدرة على مناقشة ما إذا كان من الممكن تمديد فترة الهدنة هذه، ولذلك، آمل ألا تصروا على استبعاد أن هذا لا يتعلق حقاً بغزة لأن توقيته كان متعلقاً بغزة”.
وختم حديثه: “أنا أعتبر نفسي ضمن معسكر أعضاء مجلس الشيوخ الذين يعتقدون أن تورط الولايات المتحدة في حرب أخرى في الشرق الأوسط من شأنه أن يعكس أننا لم نتعلم أي شيء تقريباً على مدار الـ 25 عاماً الماضية”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: فی البحر الأحمر الدفاع عن عن النفس فی غزة
إقرأ أيضاً:
غارات أمريكية تستهدف “القاعدة” في أبين: واشنطن تتدخل لحماية نفوذها وسط صراعات فصائل السعودية والإمارات
يمانيون | خاص
في سياق استمرار التدخل الأمريكي العسكري في اليمن، قُتل عدد من المسلحين، يُعتقد أنهم من عناصر تنظيم “القاعدة”، في سلسلة غارات نفذتها طائرات أمريكية بدون طيار فجر اليوم على منطقة خبر المراقشة، إحدى أبرز معاقل التنظيم بمحافظة أبين الواقعة جنوب البلاد، في تصعيد يعكس الأجندة الأمريكية المتشابكة في المحافظات الخاضعة لسيطرة التحالف السعودي الإماراتي.
مصادر محلية أفادت بأن الغارات استهدفت تجمعات يشتبه بارتباطها بتنظيم القاعدة في منطقة جبلية وعرة، وأدت إلى مقتل عدد من القادة والعناصر، أبرزهم القيادي سالم قاسم الكازمي، المعروف بـ”حسان الصنعاني”، إلى جانب كل من أبو محمد البيضاني، وأبو عطاء الصنعاني، بالإضافة إلى عدد آخر من المسلحين، بينهم فهد وحيش الطريحي، وجعفر مسعود الوليدي (الملقب بأبو خطاب)، وهمام أمزنو، وضاح امسواد.
الغارات الأمريكية على مناطق خاضعة لفصائل ما يسمى بـ”المجلس الانتقالي الجنوبي” والموالية للإمارات، تأتي في وقت تعاني فيه هذه المحافظات من انفلات أمني وتكاثر التنظيمات المسلحة، ما يثير تساؤلات جدية حول دور واشنطن الحقيقي في الجنوب اليمني: هل تستهدف فعلاً التنظيمات المصنفة على قوائم الإرهاب؟ أم أنها تفرض حضورًا أمنيًا وجويًا لحماية مصالحها الاستراتيجية ونفوذها العسكري؟
وبحسب متابعين، فإن هذه العمليات الجوية لا تنفصل عن استراتيجية واشنطن القديمة الجديدة، الهادفة إلى إعادة رسم خريطة السيطرة في الجنوب اليمني بما يخدم مصالحها العسكرية والاقتصادية، خصوصًا في المناطق الساحلية والممرات البحرية الحساسة.
تُشير المعطيات الميدانية إلى أن المناطق التي تُستهدف بالغارات الأمريكية، هي ذاتها المناطق التي فشل التحالف السعودي الإماراتي – رغم سنوات من التواجد العسكري الكثيف – في تأمينها أو طرد الجماعات الإرهابية منها، ما يعزز الشكوك حول وجود تواطؤ غير مباشر أو علاقة وظيفية بين هذه الجماعات وأذرع التحالف، تُستخدم أداة لتصفية الحسابات والسيطرة على مناطق النفوذ.
وتنشر الولايات المتحدة طائرات استطلاع وهجوم دون طيار بانتظام في الأجواء اليمنية، مستفيدة من التسهيلات العسكرية المقدمة من قواعد التحالف، خاصة في محافظتي حضرموت وشبوة، وهو ما يكرس الاحتلال الأمريكي غير المعلن لأجزاء من الجنوب اليمني.
من جهتها، ترى صنعاء أن التدهور الأمني وتنامي الجماعات الإرهابية في المحافظات الجنوبية والشرقية ليس وليد الصدفة، بل نتيجة مباشرة لسياسات الاحتلال الأمريكي السعودي الإماراتي، الذي أغرق هذه المناطق في فوضى مدروسة تخدم أطماع الخارج، وتحرم أبناء تلك المحافظات من الأمن والاستقرار.
ويؤكد مراقبون أن صنعاء، التي تمكنت من طرد “القاعدة” و”داعش” من محافظات عدة، باتت تقدم نموذجًا في اجتثاث الإرهاب ومكافحته بوسائل مستقلة، دون الحاجة للوصاية الأمريكية التي تحوّلت إلى عبء أمني على اليمن والمنطقة.
ويأتي توقيت الغارات الأمريكية في ظل تعثر التحالف في احتواء الانقسامات بين الفصائل الموالية له في أبين وشبوة وعدن، وتصاعد التذمر الشعبي في الجنوب من الفوضى وغياب الخدمات.
ويُرجح مراقبون أن تكون واشنطن بصدد إعادة فرض اليد العليا في تلك المناطق عبر استخدام ذريعة “مكافحة الإرهاب”، في حين أن الهدف الأعمق هو ضبط معادلة النفوذ المتآكلة بفعل تنامي الرفض الشعبي واحتدام الصراعات البينية بين أدواتها المحلية.
الغارات الأمريكية على أبين ليست سوى حلقة في سلسلة طويلة من التدخلات التي تسعى من خلالها واشنطن لتثبيت حضورها العسكري في جنوب اليمن تحت ستار محاربة الإرهاب، بينما الواقع يؤكد أن هذه التنظيمات تنمو وتتحرك في ظل الحماية الضمنية للتحالف وأجهزته الأمنية.
في المقابل، تستمر صنعاء في تقديم نفسها كقوة مركزية حقيقية قادرة على اجتثاث الإرهاب، لا عبر القصف الجوي الأعمى، بل من خلال تحرير الأرض، واستعادة السيادة، وبناء الأجهزة الأمنية الوطنية القادرة على فرض النظام وضمان الأمن.