تستخدم عصابات الجريمة الصينية العملات المشفرة لغسل مليارات الدولارات، بما في ذلك الأموال التي يتم جمعها من المساعدة في توريد المخدرات إلى الولايات المتحدة أو خداع الضحايا الأميركيين، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال".

وأوضحت الصحيفة الأميركية، أن هذه العصابات، تستغل الطبيعة اللامركزية لأسواق العملات المشفرة للتهرب من قبضة السلطات الصينية والأجنبية.

 

وذكرت أنها تستخدم العملات المشفرة لغسل أرباح تجارة المخدرات والمقامرة غير القانونية، كما حققوا مبالغ ضخمة من عمليات الاحتيال الاستثماري التي تعد بعوائد سهلة في أسواق العملات المشفرة.

وقالت شركة الأبحاث "تشيناليسيس" في تقرير لها العام الماضي، إن عناوين العملات المشفرة المرتبطة بمجموعة من تجار المواد الكيميائية المشتبه بهم في الصين، تلقت أصولا تزيد قيمتها عن 37.8 مليون دولار منذ عام 2018 مقابل شحن مكون رئيسي للفنتانيل. 

ووفقا للصحيفة، فغالبا ما يتم إرسال هذه الشحنات إلى دول أميركا الوسطى والمكسيك، حيث تستخدمها عصابات المخدرات لتصنيع المخدر والذي يتم شحنه بعد ذلك إلى الولايات المتحدة.

وفي أكتوبر، فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية الأميركي عقوبات على شبكة من الأفراد والشركات المتمركزة في الصين بسبب تصنيع وتوزيع المكونات المستخدمة في الفنتانيل وغيره من المخدرات. 

وقالت وزارة الخزانة، إن بعض هؤلاء الأفراد احتفظوا بمحافظ عملات مشفرة لإرسال واستقبال الأموال.

وأصبح استهلاك مخدر الفنتانيل مشكلة صحية عامة رئيسية بالولايات المتحدة، حيث يساهم في وفاة أكثر من 100 ألف شخص سنويا، وفقا لأحدث الأرقام الصادرة عن مراكز إدارة الأمراض والوقاية منها. 

وتضفي الطبيعة العابرة للحدود الوطنية لهذه العصابات مزيدا من الصعوبات ضمن جهود  القبض على المجرمين أو مساعدة الضحايا على استعادة أصولهم، لأنها تتطلب التعاون بين المسؤولين في بلدان مختلفة، كما يقول المدافعون عن مكافحة الاحتيال.

وذكرت الصحيفة، أن محاربة الاتجار الدولي للمخدرات، كان نقطة تفاهم نادرة بين الصين والولايات المتحدة، بعد أن اتفق مسؤولي البلدين، هذا العام على العمل معا لمعالجة هذه القضية.

ووفقا لوول ستريت جورنال، تسلط هذه الحالات الضوء على الطبيعة المتغيرة لغسيل الأموال، والتي يتم إجراؤها بشكل متزايد من خلال العملات المشفرة بدلا من الأساليب القديمة مثل شحن حقائب النقد.

وفيما تبقى هذه الطريقة الجديدة مشكلة للمحققين، يذكر التقرير، أنها تمنحهم أيضا طرقا جديدة لتتبع تدفقات الأموال، نظرًا لأن معظم تحويلات العملات المشفرة يتم حفظها في دفاتر الحسابات العامة.

واتخذت بكين منذ سنوات موقفا متشددا ضد العملات المشفرة، مما أجبر البورصات على الإغلاق، وحظر التداول وسجن المديرين التنفيذيين الذين عملوا سابقا في هذه الصناعة. 

وفي يناير، قال مجلس الدولة القوي إنه سيقدم قانونا منقحا لمكافحة غسل الأموال إلى أعلى هيئة تشريعية في البلاد لمراجعته. وشدد خبراء قانونيون على أن معالجة دور العملات المشفرة في غسيل الأموال هي القضية الأكثر إلحاحًا.

وقالت قوات الشرطة الصينية في يناير، إن وكالات إنفاذ القانون في جميع أنحاء البلاد حققت في أكثر من 800 حالة، وأغلقت خمسة بنوك سرية تستخدم للمساعدة في معالجة المدفوعات، وكشفت عن أموال بقيمة حوالي 4 مليارات دولار بناء على بيانات "بلوكتشين". 

وقد عملت مع شركة تحليلات "blockchain OKLink" لتتبع المحافظ، والتي تسمح بتخزين ونقل العملات المشفرة.

وفي أواخر عام 2022، ألقت الشرطة الصينية القبض على 63 مشتبهًا بهم على صلة بجماعة إجرامية استخدمت العملات المشفرة لغسل ما يعادل 1.7 مليار دولار تقريبا، في عملية شملت 17 مقاطعة.

كما وجه المدعون العامون الصينيون اتهامات إلى مديرين تنفيذيين مشهورين في مجال العملات المشفرة. حُكم على تشاو دونغ، مؤسس منصة العملات المشفرة الرئيسية "RenrenBit"، بالسجن لمدة سبع سنوات في عام 2022، بتهمة  تقديم خدمات تبادل العملات المشفرة لشركة غير مشروعة متورطة في المقامرة في الخارج وفي عمليات احتيال استثماري.

وقال المسؤولون، إنه تم استخدام عملة "تيثر" الرقمية، وهي عملة مستقرة مرتبطة بالدولار الأميركي، كوسيلة لهذه المجموعات لغسل الأموال.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: العملات المشفرة

إقرأ أيضاً:

أسعار النفط مستقرة مع ترقب المستثمرين لمحادثات إيران والبيانات الصينية

مايو 19, 2025آخر تحديث: مايو 19, 2025

المستقلة/- استقرت أسعار النفط دون تغير يذكر، اليوم الاثنين، وسط حالة ترقب حذرة من قبل المستثمرين لمخرجات المحادثات النووية الجارية بين إيران والولايات المتحدة، بالإضافة إلى صدور بيانات اقتصادية مهمة من الصين، أكبر مستهلك للسلع الأولية في العالم، وذلك لتقييم أثر التوترات التجارية المستمرة مع الولايات المتحدة على الطلب العالمي.

بحلول الساعة 00:22 بتوقيت غرينتش، سجلت العقود الآجلة لخام برنت انخفاضًا طفيفًا بقيمة 5 سنتات لتصل إلى 65.36 دولارًا للبرميل، بينما ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 3 سنتات إلى 62.52 دولارًا للبرميل.

وكانت العقود قد شهدت مكاسب تجاوزت 1% خلال الأسبوع الماضي، مدعومة باتفاق مؤقت بين الولايات المتحدة والصين، أقوى اقتصادين في العالم، على وقف النزاع التجاري لمدة 90 يومًا. هذا الاتفاق يشمل خفضًا كبيرًا في التعريفات الجمركية، مما دفع الأسواق إلى توقع تحسن في الطلب على النفط والسلع الأولية.

ويترقب المستثمرون صدور مجموعة من البيانات الاقتصادية من الصين اليوم، والتي تتضمن مؤشرات الناتج الصناعي، التي ستعطي مؤشرات أوضح على صحة الاقتصاد الصيني ومدى تأثير النزاع التجاري على نشاطه الصناعي.

وفي سياق منفصل، جدد المبعوث الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف، موقف واشنطن بأن أي اتفاق نووي مع إيران يجب أن يتضمن ضمانات بعدم تخصيب اليورانيوم، وهو التصريح الذي قوبل بردود فعل سريعة من الجانب الإيراني، ما يعكس تعقيدات المفاوضات الجارية.

وعلى صعيد الإنتاج، أظهرت بيانات شركة بيكر هيوز الأسبوعية أن عدد منصات التنقيب العاملة في الولايات المتحدة انخفض بمقدار منصة واحدة الأسبوع الماضي ليصل إلى 473 منصة، وهو أدنى مستوى منذ يناير الماضي. ويأتي هذا الانخفاض في إطار توجه المنتجين إلى تقليل الإنفاق، مما قد يبطئ من نمو إنتاج النفط الأمريكي خلال العام الجاري.

في ظل هذه المعطيات، يبدو أن سوق النفط تتجه إلى مرحلة من الثبات النسبي، بانتظار نتائج المحادثات النووية والأداء الاقتصادي للصين، والتي ستحدد بشكل أكبر توجهات الأسعار في الفترة القادمة.

مقالات مشابهة

  • هبوط جماعي للعملات المشفرة وبيتكوين تتراجع إلى 103 آلاف دولار
  • خطف وابتزاز مالكي العملات المشفرة يتزايد عالميا.. أصابع مقطوعة وفدية بالملايين
  • الذهب يرتفع مدفوعا بتراجع الدولار والنفط ينخفض تحت تأثير بيانات صينية
  • الخطف والابتزاز يلاحقان مالكي العملات المشفرة حول العالم
  • أسعار العملات المشفرة مقابل الدولار
  • أسعار النفط مستقرة مع ترقب المستثمرين لمحادثات إيران والبيانات الصينية
  • البتكوين تتجاوز حاجز 105 ألف دولار
  • تهديد لمقاتلة F-35 الأمريكية التي تكلّف مليارات الدولارات! صواريخ اثارت ذعر واشنطن
  • مقابل مليارات الدولارات.. سعي أمريكي لنقل مليون فلسطيني من غزة إلى ليبيا
  • بالفيديو.. محاولة لاختطاف بنت رجل أعمال وتحذير من مكسكة فرنسا