60 عاما على وجود الخوذ الزرق في قبرص من دون حل في الأفق
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
في قلب مدينة نيقوسيا، فتح عنصران من قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام المنتشرة في قبرص منذ عام 1964، بوابة مغلقة ودخلا المنطقة المنزوعة السلاح الفاصلة بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك والشاهدة على نزاع مستمر منذ عقود ولا نهاية له في المدى المنظور.
منذ 60 عاما، تدخلت قوات الأمم المتحدة لمنع اشتباكات بين الطرفين أدت في ما بعد إلى تقسيم الجزيرة إلى شطرين إثر غزو تركيا ثلثها الشمالي في عام 1974 ردا على انقلاب نفذه قبارصة يونانيون قوميون أرادوا إلحاق الجزيرة باليونان.
وتتولى قوة الأمم المتحدة حفظ السلام على طول خط فاصل يبلغ 180 كيلومترا.
ويُسيّر جنود الأمم المتحدة دوريات في شوارع تضم أبنية مدمرة ومباني ومتاجر مهجورة في المنطقة الفاصلة بين جمهورية قبرص التي تعترف بها الأمم المتحدة والعضو في الاتحاد الأوروبي منذ عام 2004 في الجزء الجنوبي من الجزيرة، و"جمهورية شمال قبرص التركية" المُعلن قيامها في عام 1983، ولا تعترف بها سوى أنقرة.
وقال الجندي البريطاني، مايكل كلاسبر، لوكالة فرانس برس "عندما تصل إلى هنا أول مرة، تشعر بأن الأمر سريالي حقا".
وتوقفت محادثات إعادة توحيد الجزيرة منذ عام 2017، بعد انهيار آخر جولاتها. وتطالب "جمهورية شمال قبرص التركية" حاليا بحل على أساس دولتين.
وفي يناير، عُيّنت مبعوثة أممية جديدة إلى قبرص، هي الأولى منذ انتُخب في فبراير 2023 رئيس جمهورية قبرص، نيكوس خريستودوليدس، الذي أعرب عن أمله في "استئناف المفاوضات".
وبعد أكثر من ستة عقود من الحوار غير المثمر، طُرح مستقبل قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في قبرص ولا سيما في ظل إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، حين مورست ضغوط لمراجعة مهمات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
"الحاجة إلى حل"وقال المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في قبرص، عليم صدّيق، لفرانس برس "نيّتنا دائماً أن نأتي وننجز مهمتنا بحفظ السلام ونغادر. إنّ واقع أننا ما زلنا هنا، بعد مرور 60 عاما، يُظهر أننا ما زلنا بحاجة إلى حل للمشكلة القبرصية".
وقوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في قبرص هي أقدم بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
وحصلت قبرص على استقلالها من المملكة المتحدة عام 1960، لكن الجمهورية الجديدة انهارت تحت ضغط توترات طائفية بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك. وفي ديسمبر عام 1963 تصاعدت حدة النزاع إذ اندلعت أعمال عنف دامية بين الطرفين.
وقُسمت العاصمة نيقوسيا على طول ما سُمّي "الخط الأخضر". وانتشرت قوات بريطانية. وفي 4 مارس 1964، صوت مجلس الأمن الدولي لإنشاء قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في قبرص.
ومنذ الغزو التركي في عام 1974 الذي قسم قبرص من الغرب إلى الشرق، سادت الجزيرة حالة من السلم إلى حد كبير جراء الوضع القائم، لكن المنطقة العازلة التي يصل عرضها إلى ثمانية كيلومترات، تشهد توترات.
وفي كل عام، تشهد الجزيرة مخالفات تشمل عبور مدنيين بشكل غير قانوني، وصيد غير شرعي وتهريب، وفقا للأمم المتحدة التي ترفض غالبا طلبات سكان سابقين للقدوم واستعادة ممتلكاتهم إذ إن الأمر قد يشكل انتهاكا للوضع القائم.
ويشمل دور بعثة الأمم المتحدة التأكد من عدم حدوث أي تغيير في "الخط الأخضر"، ويتولى عناصرها إبلاغ المسؤولين في حال ملاحظة أي تغيرات.
"الوضع القائم موضع تساؤل"في أغسطس 2023، اعتدت قوات قبرصية تركية على عناصر لحفظ السلام حاولوا منع شق طريق في المنطقة العازلة بين شطري الجزيرة.
وحدث الاعتداء في قرية بيلا وهي إحدى القرى القليلة التي يسكنها قبارصة يونانيون وأتراك في قبرص، وتقع في المنطقة العازلة الخاضعة لرقابة الأمم المتحدة.
وأدت الواقعة التي أثارت إدانات "بموجب القانون الدولي"، إلى إصابة أربعة من قوات حفظ السلام.
واعترف المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في قبرص بأن "الأمين العام (للأمم المتحدة) أشار بوضوح إلى أن الوضع القائم يتغير، وأنه بات موضع تساؤل لدى كلا الطرفين".
وأضاف صدّيق "نأمل بأن يسلط ذلك الضوء على أهمية العودة إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى تسوية دائمة تمهد الطريق لانسحاب قوة حفظ السلام".
ورأى الخبير في القضية القبرصية، جيمس كير ليندسي، أن الأمم المتحدة "ضرورية جدا" في هذه الأثناء، مشيراً إلى "وضع محفوف بالمخاطر" في الجزيرة المتوسطية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: للأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: 200 ألف نازح و74 قتيلاً في شرق الكونغو
اتهمت الحكومة الرواندية اليوم الأربعاء، جمهورية الكونغو الديمقراطية وبوروندي بارتكاب انتهاكات متعمدة لعملية السلام في شرق الكونغو، بعد دخول حركة “إم 23” المسلحة المدعومة من كيغالي إلى بلدة استراتيجية قرب الحدود مع بوروندي.
وأفاد بيان صادر عن الحكومة الرواندية بأن الجيشين الكونغولي والبوروندي ومجموعات متحالفة معهما يقصفون بشكل ممنهج قرى مأهولة بالمدنيين قرب الحدود، باستخدام طائرات مقاتلة وطائرات مسيرة هجومية، مؤكدة أن حركة “إم 23” مضطرة للتصدي لهذه الهجمات.
وتقدمت حركة “إم 23” نحو ضواحي بلدة أوفيرا الاستراتيجية يوم الثلاثاء، ما يضع اتفاق السلام الذي توسطت فيه واشنطن مؤخراً تحت تهديد الانهيار.
وأوضحت الأمم المتحدة أن نحو 200 ألف شخص فروا من منازلهم في شرق الكونغو خلال الأيام القليلة الماضية بسبب تقدم المتمردين المدعومين من رواندا، وأن 74 شخصاً على الأقل قتلوا، معظمهم من المدنيين، فيما نُقل 83 مصاباً إلى المستشفيات جراء تصاعد الاشتباكات.
وأشار مسؤولون وسكان محليون إلى أن حركة “23 مارس” المدعومة من رواندا تتقدم نحو بلدة أوفيرا على بحيرة قرب الحدود مع بوروندي، وتخوض معارك مع قوات الكونغو وجماعات محلية تعرف باسم وازاليندو في قرى شمال البلدة.
وشهدت واشنطن يوم الخميس مراسم لتوقيع اتفاق سلام بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورؤساء البلدين، حيث أكد الاتفاق الالتزامات التي جرى التوصل إليها بوساطة الولايات المتحدة وقطر لإنهاء الحرب المستمرة لعقود. وقال ترامب إن إدارته نجحت في إنهاء صراع دام 30 عاماً وأدى إلى مقتل الملايين.