عربي21:
2025-06-01@05:43:08 GMT

فزع النظام الاستبدادي العربي بعد طوفان الأقصى

تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT

أصابت النظام الاستبدادي العربي حالة من الفزع بعد عملية "طوفان الأقصى"، فقد اتسعت الهوة بين الأنظمة الاستبدادية العربية وشعوبها بعد الحرب الإسرائيلية الوحشية على غزة، وتصاعد خوف وقلق القادة السلطويين العرب بعد صمود المقاومة في غزة، وتنامى فزع المستبدين العرب من إمكانية تحقيق حركة "حماس" نصر استراتيجي، وهزيمة الكيان الاستعماري الصهيوني، وأفول مشروع الهيمنة الأمريكي.

فقد نشّطت عملية "طوفان الأقصى" الذاكرة السلطوية العربية، واستدعت كوابيس أحداث "الربيع العربي"، وازدادت الخشية من حدوث موجة ثانية من الانتفاضات الشعبية في المنطقة تهدد الحكم الاستبدادي والاستقرار الهش القائم على القمع.

فضحت حرب الإبادة الصهيونية على غزة خضوع الحكام المستبدين العرب لكيان الاحتلال الإسرائيلي، وكشفت عن علاقات العشق المتبادل بين الاستبدادية والصهيونية، فبعد مرور نحو خمسة أشهر على حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة وسقوط نحو 30 ألف شهيد وأكثر من 70 ألف جريح، وتدمير البنية التحتية لقطاع غزة، لا نجد أي ضغوطات رسمية عربية حقيقية على كيان الاحتلال لوقف حرب الإبادة، بل تمنع دول عربية عديدة المظاهرات والاحتجاجات الشعبية المناصرة للقضية الفلسطينية، وتعتقل الناشطين، وهو ما يعبر عن رغبة واضحة لدى المستبدين العرب بهزيمة "حماس".

تعمقت الفجوة بين الشعوب مع تكشف حالة عجز وخضوع وتواطؤ الأنظمة الاستبدادية العربية، وتصاعد التأييد العالمي للقضية الفلسطينية ومناهضة المستعمرة الصهيونية. ففي الوقت الذي صمت فيه الحكام المستبدون العرب ولم يقوموا بأي خطوة حقيقية لوقف حرب الإبادة، ظهرت المواقف الأكثر مساندة للقضية الفلسطينية ووقف حرب الإبادة الجماعية في غزة من قادة ودول من الجنوب العالمي وبعض الدول الأوروبية ففي فترة مبكرة من الحرب على غزة (في 29 تشرين الأول/ أكتوبر 2023)، قال الدبلوماسي الأمريكي السابق دينيس روس، الذي يشغل حاليا منصب مستشار في معهد واشنطن، وكان من مهندسي ما وصفت بأنها عمليات السلام أثناء حكم كل من جورج بوش الأب وبيل كلينتون، إن دعم الحرب على غزة حتى القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)؛ هي رغبة قادة عرب وليس فقط إسرائيل والولايات المتحدة. فحسب روس، "إسرائيل ليست الوحيدة التي تعتقد أن عليها هزيمة حماس"، مضيفا: "خلال الأسبوعين الماضيين، عندما تحدثت مع مسؤولين عرب في أنحاء مختلفة من المنطقة أعرفهم منذ فترة طويلة، قال لي كل واحد منهم إنه لا بد من تدمير حماس في غزة"، ونقل عنهم أنه "إذا اعتبرت حماس منتصرة، فإن ذلك سيضفي الشرعية على أيديولوجية الرفض التي تتبناها الجماعة، ويعطي نفوذا وزخما لإيران والمتعاونين معها، ويضع حكوماتهم في موقف دفاعي".

قبل عملية "طوفان الأقصى" كانت الهوة بين الشعوب العربية الأنظمة الاستبدادية واسعة، وأصبحت بعد حرب الإبادة أكثر اتساعا وشمولا، وقد تعمقت الفجوة بين الشعوب مع تكشف حالة عجز وخضوع وتواطؤ الأنظمة الاستبدادية العربية، وتصاعد التأييد العالمي للقضية الفلسطينية ومناهضة المستعمرة الصهيونية. ففي الوقت الذي صمت فيه الحكام المستبدون العرب ولم يقوموا بأي خطوة حقيقية لوقف حرب الإبادة، ظهرت المواقف الأكثر مساندة للقضية الفلسطينية ووقف حرب الإبادة الجماعية في غزة من قادة ودول من الجنوب العالمي وبعض الدول الأوروبية، وهو ما جعل الحكام العرب في حالة يرثى لها من البؤس والهوان والحرج، وفي ظل بروز صورة جديدة للتضامن الأممي والعالمي مع فلسطين، حيث تشهد عواصم ومدن أوروبية وأمريكية وآسيوية مظاهرات غير مسبوقة للتضامن مع الشعب الفلسطيني وتنديدا بالمجازر الإسرائيلية.

كانت جنوب أفريقيا وليس دولة عربية هي من توجهت إلى محكمة العدل الدولية من أجل محاسبة الاحتلال على جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها في قطاع غزة، وقدمت مرافعة محكمة تثبت أن "إسرائيل" ارتكبت جريمة إبادة جماعية، وتواصل جنوب أفريقيا معركتها القضائية ضدّ الكيان الصهيوني.

أما الرئيس البرازيلي، لولا دا سيلفا، فلم يتوقف عن تصريحاته القوية بشأن العدوان الصهيوني على قطاع غزة، وكان دا سيلفا، قد قال في 18 شباط/ فبراير 2024، للصحفيين في أديس أبابا حيث حضر قمة للاتحاد الأفريقي، إنّ "ما يحدث في قطاع غزة ليس حربا، إنها إبادة جماعية"، مضيفا: "ليست حرب جنود ضدّ جنود، إنها حرب بين جيش على درجة عالية من الاستعداد ونساء وأطفال". وأضاف أنّ ذلك "لم يحدث في أيّ مرحلة أخرى في التاريخ"، قبل أن يستدرك بقوله: "في الواقع، سبق أن حدث بالفعل حين قرّر هتلر أن يقتل اليهود"، وهو توصيف بالغ الدقة أثار حالة من الجنون لدى الكيان الصهيوني. وكرر دا سيلفا كلامه من قلب العاصمة المصرية القاهرة، وقال في منشور آخر على منصة إكس في 24 شباط/ فبراير 2024 إنّه لن يتخلّى عن "كرامته في وجه الباطل"، في إشارة إلى مطالبات حلفاء الاحتلال الموجّهة له للتراجع عن إدانته للاحتلال. وأضاف الرئيس البرازيلي: "ما تفعله الحكومة الصهيونية ليس حربا، إنّها إبادة جماعية. الأطفال والنساء يُقتلون".

ظهور مواقف سياسية وأخلاقية قوية لدى عدد من زعماء الدول في جنوب العالم تناصر القضية الفلسطينية، تفضح الزعماء المستبدين العرب، وتزيد من عزلنهم عن شعوبهم، إن ظهور مواقف سياسية وأخلاقية قوية لدى عدد من زعماء الدول في جنوب العالم تناصر القضية الفلسطينية، تفضح الزعماء المستبدين العرب، وتزيد من عزلنهم عن شعوبهم، إذ لم يقتصر الأمر على الرئيس البرازيلي، فقد اصطفّت دول أمريكا اللاتينية وراءه في مواجهته مع الكيان المحتل. فقد بادر عدد من رؤساء دول المنطقة إلى تأييد دا سيلفا وإعلان الموافقة على كلامه من أنّ الكيان الصهيوني يعيد إنتاج النازية ضدّ الشعب الفلسطيني، حيث قال الرئيس الفنزوي لينيكولاس مادورو: "نؤيّد تصريحات الرئيس البرازيلي، وأنّ ما تفعله الحكومة الصهيونية هو ذاته ما ارتكبه هتلر ضدّ الشعب اليهودي من اضطهاد وإبادة والإجهاز عليه وقتله وارتكاب جرائم بشعة ضده". وأوضح الرئيس الفنزويلي أنّ "الجيش الإجرامي الصهيوني يتمتّع اليوم بنفس التشجيع ونفس التمويل ونفس الدعم الذي كان يحظى به هتلر في عهده".

ومن جانبه، وقف الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو إلى جانب نظيره البرازيلي، وقال: "تشهد غزة حرب إبادة، وفي تصرّف جبان يتم قتل آلاف الأطفال والشيوخ المدنيين.. إنّ الرئيس لولا قال فقط الحقيقة، وإما أن ندافع عن الحقيقة أو أنّ الهمجية ستقتلنا".

وأعلن رئيس بوليفيا لويس آرسي، تضامنه المطلق مع الرئيس البرازيلي في مواجهته مع "إسرائيل"، وجاء في تصريح له على شبكات التواصل الاجتماعي في موقع الرئاسة: "نحن دولة بوليفيا نعرب عن تضامننا المطلق ودعمنا للشقيق الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا الذي اعتبرته سلطة الكيان شخصا غير مرغوب فيه لأنّه قال الحقيقة حول الإبادة التي ترتكبها إسرائيل ضدّ الشعب الفلسطيني". وكان الرئيس آرسي، قد أعلن يوم 31 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، قطع العلاقات مع "إسرائيل بسبب الجرائم التي ترتكبها في فلسطين، وانضمّ الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل، إلى دعم الرئيس البرازيلي، بعدما تمّ تصنيفه كشخص غير مرغوب فيه "من قِبل "إسرائيل لإدانته الصادقة لإبادة السكان الفلسطينيين في غزة"، وكتب في منصة إكس متّهما الكيان الصهيوني بارتكاب جرائم الإبادة ضدّ الفلسطينيين، وقال: "كلّ التحية والإعجاب بشجاعتك، سوف تكون دائما في الجانب الصحيح من التاريخ".

لم تقتصر التصريحات والمواقف المناصرة للشعب الفلسطيني والمناهضة للعدوان الصهيوني ضدّ غزة، على دول الجنوب العالمي، فقد برزت مواقف دول أوروبية قوية بحيث قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إنّ إيرلندا كانت لفترة طويلة تعدّ الدولة الأكثر عداء للكيان في أوروبا، ولكن النرويج تفوّقت عليها، وهي تواجه حاليا أزمة دبلوماسية حادة مع سلطة الاحتلال، يقع في قلبها وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي. وأوضحت الصحيفة أنّ إسبن بارث إيدي أدلى بسلسلة من التصريحات القاسية ضدّ الكيان الصهيوني، وكان وزير الخارجية الغربي الوحيد الذي أدان الاحتلال ولم يدع إلى إطلاق سراح المحتجزين في غزة، وقال إنّ أوروبا تفقد مصداقيتها عندما لا تدين سلطة الكيان الإسرائيلي على الأشياء ذاتها التي أدانت بها روسيا. وعندما بدأت جلسات الاستماع في القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا على الاحتلال في محكمة العدل الدولية في لاهاي، أعربت النرويج عن دعمها للدعوى، وقال إيدي إنّ جيش الاحتلال يرتكب جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية.

كل هذه المواقف نجد نقيضها عند المستبدين العرب، فبينما كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستمع إلى تصريحات دا سيلفا القوية، كان السيسي يلوذ بالصمت، ويغلق معبر رفح بذريعة عدم سماح "إسرائيل" بدخول المساعدات، وهو ما نفاه محامي الكيان الإسرائيلي في محكمة العدل الدولية، بل إن الرئيس الأمريكي جو بايدن قال إنه مارس ضغوطات على السيسي لفتح المعبر وإدخال المساعدات الإنسانية، وبلغ الأمر مداه عندما ظهر في الحكومة المصرية من يتوافق من الكيان الصهيوني، على غرار وزير الخارجية المصري سامح شكري، حين ردّ على سؤال وجّهته له وزيرة خارجية الكيان السابقة تسيبي ليفني حول المقاومة، قائلا: إنّ "حركة حماس كانت من خارج الأغلبية المقبولة للشعب والسلطة الفلسطينية"، يمكن فهم سلوك ومواقف المستبدين العرب لحظة اكتمال إعادة بناء الاستبدادية العربية، بعد الانقلاب على انتفاضات "الربيع العربي" التي جاءت بالإسلاميين إلى السلطة، حيث تبدلت المنطقة وتحولت إلى واحة استبدادية في ظل الهيمنة الأمريكية، وظهر مشروع إعادة بناء الشرق الأوسط، وبرزت تصورات جديدة حول مهددات الاستقرار في نظام سلطوي في المنطقة تحت الهيمنة الأمريكية، إذ لم يعد ينظر إلى الحكم الاستبدادي كتهديد وعقبة تحول دون الاستقرار، بل أصبح الاستبداد مطلبا ضروريا للاستقرارواتّهم حركة حماس بأنها ترفض "التنازل عن دعم العنف"، في إشارة ضمنية منه إلى أنّه يعتبرها "حركة إرهابية"، في حين قال منسق الإغاثة في الأمم المتحدة، مارتن غريفيث، في مقابلة مع شبكة سكاي نيوز البريطانية، إنّ حماس ليست منظمة إرهابية بل تُصنّفها الأمم المتحدة رسميا كحركة سياسية.

يمكن فهم سلوك ومواقف المستبدين العرب لحظة اكتمال إعادة بناء الاستبدادية العربية، بعد الانقلاب على انتفاضات "الربيع العربي" التي جاءت بالإسلاميين إلى السلطة، حيث تبدلت المنطقة وتحولت إلى واحة استبدادية في ظل الهيمنة الأمريكية، وظهر مشروع إعادة بناء الشرق الأوسط، وبرزت تصورات جديدة حول مهددات الاستقرار في نظام سلطوي في المنطقة تحت الهيمنة الأمريكية، إذ لم يعد ينظر إلى الحكم الاستبدادي كتهديد وعقبة تحول دون الاستقرار، بل أصبح الاستبداد مطلبا ضروريا للاستقرار، ولم يعد يشار إلى وجود الاستعمار الصهيوني الإسرائيلي كمهدد للاستقرار، وتبدلت تعريفات الصديق والعدو، فاختزلت مهددات الاستقرار بوجود حركات "الإسلام السياسي" على اختلاف توجهاتها السياسية سواء الديمقراطية السلمية أو الجهادية الثورية.

فقد تبلورت رؤية جديدة تقوم على تصفية القضية الفلسطينية وإدماج المستوطنة الاستعمارية الإسرائيلية في نسيج المنطقة، من خلال تأسيس تحالف بين الإمبريالية الأمريكية والاستبدادية العربية والاستعمارية الإسرائيلية تحت ذريعة مواجهة خطر مشترك يتمثل بالحركات الإسلامية؛ التي تقوم أيديولوجيتها الدينية السياسية على مناهضة الإمبريالية والاستبدادية والاستعمارية، وأصبحت الأنظمة الاستبدادية العربية متماهية مع الرؤية الإمبريالية الأمريكية والمستعمرة الصهيونية في بناء التصورات الأساسية حول المنطقة، وأصبحت تتبنى السردية الأمريكية الإسرائيلية حول تعريف الاستقرار وماهية الصديق والعدو.

وبلغت الكراهية والعدوانية تجاه الحركات الإسلامية في المنطقة أوجها بعد الانقلاب على "الربيع العربي"، وهو ما تجلى في بناء استراتيجية تقوم على التخلص من الإسلاميين محليا، وتسليم قيادة المنطقة إقليميا للمستعمرة الاستيطانية اليهودية، ومحو وإزالة وتصفية القضية الفلسطينية؛ من خلال نسج تحالفات مع الأنظمة العربية الاستبدادية والإمبريالية الأمريكية والمستعمرة الصهيونية، أسفرت عن توقيع اتفاقات السلام "الإبراهيمية"، وبناء تحالفات عسكرية مشتركة، من خلال استراتيجية أمريكية غربية طموحة تسعى إلى إدماج المستعمرة الاستيطانية اليهودية في نسيج المنطقة العربية الإسلامية، تحت ذريعة مواجهة خطر مشترك تمّ اختزاله بمقولة "الإرهاب" الإسلامي، والذي بات يكافئ مصطلح "الإسلام السياسي" وحركاته المقاومة بنسختيه السنية والشيعية، وممثليه في المنطقة؛ المنظمات السنية المنبثقة عن أيديولوجية الإخوان المسلمين المسندة من تركيا، والحركات السياسية والمقاومة الشيعية المنبثقة عن أيديولوجية ولاية الفقيه المسندة من إيران.

خلاصة القول أن فزع المستبدين العرب تصاعد عقب عملية "طوفان الأقصى" المباغتة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، فقد عصفت العملية الناجحة والمذهلة بركائز الأمن القومي الإسرائيلي وعقيدة الردع الصهيوني، وسرعان ما صدرت تحذيرات عالمية واسعة من خطر ظهور موجة جديدة من "الربيع العربي"، وصعود حركات الإسلام السياسي في المنطقة، والترهيب من موجة جهادية عالمية جديدة تهدد الاستقرار العالمي والإقليمي.

فالخوف من عودة الإسلام السياسي بعد "طوفان الأقصى" ومنع انبعاثه والقضاء على "حماس"، أصبح الهدف المشترك للأنظمة الاستبدادية العربية والإمبريالية الغربية والاستعمارية الصهيونية، فظهور كينونة مسلمة مقاومة يخل بالنظام العالمي الموجود، ليس من حيث الأمن أو الثقافة فقط، بل كذلك من حيث الفلسفة. وقد تمّ وسم ظهور الإسلام السياسي بإزاحة الغرب عن المركز، باعتباره إطارا مفككا للاستعمارية الصهيونية والغربية على الصعيدين الإبستمولوجي والاستراتيجي، فالحركات الإسلامية تتوافر في جوهرها على أجندة تؤسس لكينونة مناهضة لسياسات ومصالح ومشاريع الغرب الإمبريالي.

twitter.com/hasanabuhanya

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاستبدادي غزة حماس حماس غزة العالم العربي الاستبداد طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القضیة الفلسطینیة للقضیة الفلسطینیة الهیمنة الأمریکیة الرئیس البرازیلی الکیان الصهیونی الإسلام السیاسی الربیع العربی طوفان الأقصى حرب الإبادة إعادة بناء فی المنطقة دا سیلفا على غزة وهو ما فی غزة

إقرأ أيضاً:

اقتحامات العدو الصهيوني للمسجد الأقصى:محاولات تهويد مستمرة تستهدف فرض أمر واقع

 

تحمل اقتحامات الصهاينة المتطرفين المتواصلة للمسجد الأقصى رسائل يؤكد أهمها مدى إصرار العدو الصهيوني على تجاوز الوضع القائم في المدينة، والمضي في خططه الهادفة لتهويد المدينة وفرض أمر واقع على المسجد الأقصى المبارك.

مخططات صهيونية ومساع حاخاماتية لفرض أمر واقع على المسجد الأقصى في استغلال واضح للحظة العربية والإسلامية الراهنة وما تشهده من خنوع؛ الأمر الذي يدفع الكيان الغاصب لتنظيم اقتحام كبير بالآلاف يتقدمهم مسؤولون في حكومة الكيان؛ في عملية تدنيس كبرى لحرمات المسجد الأقصى المبارك وثالث الحرمين الشريفين.

تتزايد المخاطر التي يتعرض لها المسجد الأقصى ومدينة القدس، في ظل مخططات صهيونية ومساعي حاخاماتيه لتهويد المسجد الأقصى وتقسيمه زمانياً ومكانياً، ضمن محاولة تحقيق وجود يهودي دائم مباشر فيه.

يتعرض المسجد الأقصى إلى انتهاكات واقتحامات صهيونية منظمة ومتعاظمة، حتى باتت اقتحامات المستوطنين الصهاينة وإقامة طقوسهم في باحاته أو أحياء البلدة القديمة في القدس المحتلّة تحت «حراسة» قوات العدو، التي تكاد تكون عملا يوميا، تمثل تهديدا لهوية الأقصى.

ويحرص المستوطنون الصهاينة وتحت حماية قوات العدو، على اقتحام المسجد الأقصى وبشكل استفزازي خلال أعيادهم الدينية في عملية تدنيس صارخ لحرمة المسجد وانتهاك قدسيته لدى كافة المسلمين حول العالم.

واستباح آلاف المستوطنين الصهاينة، من بينهم وزراء في حكومة العدو وأعضاء «كنيست»، شوارع القدس المحتلة وأزقة بلدتها القديمة، في الذكرى الـ58 لاحتلالها حسب التقويم العبري، فيما تسمى «مسيرة الأعلام».

ورافق هذه «المسيرة» اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى المبارك، واعتداءات على المواطنين المقدسيين ومحلاتهم التجارية والصحفيين، واقتحام مقر وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» في حي الشيخ جراح، ورفع شعارات تطالب بـ «السيطرة عليه واحتلاله»، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية.

وتحوّل الأقصى خلال الاقتحامات إلى ساحة لرفع أعلام العدو الإسرائيلي، حيث قامت مجموعات من المستوطنين برفع الأعلام داخله، منهم من وضعه على كتفه، ومنهم من رفعه عاليا ولوح به في تصرفات استفزازية لمشاعر المسلمين في كافة أنحاء المعمورة.

وأدّى المستوطنون الصهاينة الصلوات الجماعية، ورقصوا وغنّوا، وردّدوا الصلوات في كافة أنحاء المسجد الأقصى، كما شكّلوا حلقات صلوات مختلفة، وتمكنوا من إدخال أدوات الصلاة إليه وأداء طقوسهم وسط باحاته، بحماية شرطة العدو.

وتقدّم الوزير الصهيوني المتطرف إيتمار بن غفير اقتحامات الأقصى، وشارك في الاقتحامات اليوم عدد من أعضاء الكنيست الصهيوني.

ولم يتوقف العدو الإسرائيلي، منذ اغتصابه مدينة القدس في الخامس من يونيو 1967م، عن محاولاته الدؤوبة لتهويد المدينة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية وتغيير معالمها، عبر بناء المستوطنات وتوسيعها، والاستيلاء على منازل الفلسطينيين أو هدمها بحجج واهية، والاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى المبارك، والاعتداءات على المصلين، في خرق واضح لاتفاق «الوضع القائم» بالمدينة، الذي ينص على بقاء الوضع في المدينة على ما كان عليه قبيل احتلالها.

ما اتفاق »الوضع القائم«؟

في عام 1852م، أصدرت الدولة العثمانية سلسلة مراسيم لإدارة الأماكن المقدسة المسيحية في القدس، وذلك لتنظيم الوصول إليها بعد خلافات متكررة، ليُكرس هذا التنظيم في القانون الدولي ضمن معاهدة برلين عام 1878م، ويدعى رسميا اتفاق الوضع القائم أو الراهن ستاتيكوStatus Quo)).

وضمن معاهدة برلين، توسع القانون ليشمل الأماكن الدينية الإسلامية واليهودية في القدس، ليصبح بعدها اتفاق الوضع القائم في القدس قانونا دوليا ملزما.

ولاحقا، تسلمت المملكة الأردنية الهاشمية الوصاية على المسجد الأقصى المبارك والأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، كجزء من اتفاق الوضع القائم.

وعقب احتلاله الجزء الشرقي من مدينة القدس في يونيو 1967م، اعترف كيان العدو الإسرائيلي باتفاق الوضع القائم بصورة شكلية لتجنب التصعيد والهجوم الدوليَين، لكن إجراءات حكومات العدو المتعاقبة منذ ذلك الحين حتى اليوم وممارساتها، خرقت هذا الاتفاق بصورة متكررة.

ويستند الوضع القانوني الخاص للمدينة، إلى القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية، وأبرزها: القرار 181 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقرار مجلس الأمن الدولي 242 وما تلاهما من قرارات أبرزها: 252 و267 و2334 وغيرها، التي دعت إلى انسحاب العدو الإسرائيلي من الأراضي التي احتلّتها عام 1967م، ومن بينها القدس، وبطلان الإجراءات الصهيونية الأحادية في الأراضي المحتلة، ومن بينها المدينة المقدسة، بما في ذلك إقامة المستوطنات وتغيير وضع المدينة وطابعها.

وفي سبتمبر 2024م، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالأغلبية، قراراً يطالب الكيان الإسرائيلي، القوة القائمة بالاحتلال، بـ”إنهاء وجودها غير القانوني في الأرض الفلسطينية المحتلة” بما فيها القدس الشرقية، خلال 12 شهراً، بناءً على فتوى طلبتها الجمعية العامة من محكمة العدل الدولية بشأن الآثار القانونية لسياسات العدو الإسرائيلي وممارساته في فلسطين.

ويؤكد الخبراء والمختصون بشؤون القدس، أن العدو الإسرائيلي يحاول فرض أمر واقع على الأرض بأن القدس لن تصبح بأي شكل من الأشكال قابلة للتقسيم.

كما أكدوا على أن صمود المواطنين المقدسيين وتمسكهم بمدينتهم، أفشل مخططات العدو لتهويدها، حيث لا يستطيع العدو التغلب على الواقع الديمغرافي في المدينة، حتى لو استطاع تهويد الواقع الجغرافي عبر المستوطنات والجدار والحواجز العسكرية.

مقالات مشابهة

  • مناورات ميدانية لخريجي “طوفان الأقصى” في ذمار والحديدة تأكيداً للوفاء لقضية فلسطين
  • مصدر بوزارة الدفاع: على المستثمرين والشركات العاملة لدى الكيان الصهيوني سرعة المغادرة
  • مناورة في مخلاف منقذة بذمار لخريجي دورات “طوفان الأقصى”
  • سرايا القدس تعرض مشاهد من تفجير منزل بداخله قوة إسرائيلية شرق غزة
  • “المجاهدين الفلسطينية” تثمن قرار بلدية برشلونة قطع العلاقات المؤسسية مع الكيان الصهيوني
  • طوفان الأقصى.. تحولات في الداخل الأمريكي
  • سجن وتغريم إمام بفرنسا في منشور عن طوفان الأقصى
  • المملكة ترأس اجتماع الفريق العربي المعني بإعداد الإستراتيجية العربية للأمن السيبراني
  • اقتحامات العدو الصهيوني للمسجد الأقصى:محاولات تهويد مستمرة تستهدف فرض أمر واقع
  • السيد القائد عبدالملك: المحبة والميل إلى اليهود الصهاينة والولاء لهم من قبل العرب حالة مرضية