سورية تدين استخدام واشنطن المتكرر للفيتو وترفض ذرائعها للدفاع عن الاحتلال الإسرائيلي
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
نيويورك-سانا
أدانت سورية بأشد العبارات استخدام الولايات المتحدة المتكرر للفيتو لشل مجلس الأمن ومنعه من الاضطلاع بمسؤولياته، مؤكدة رفضها الذرائع التي تسوقها للدفاع عن الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني في استخفافٍ سافرٍ بإرادة شعوب ودول العالم.
وقال مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير قصي الضحاك: تجتمع الجمعية العامة اليوم مجدداً للتعبير عن موقفها حيال استخدام الولايات المتحدة الأمريكية الفيتو ضد مشروع قرار يطالب بوقفٍ فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، بهدف حماية “إسرائيل” وتوفير الحصانة لها، وتمكينها من مواصلة جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، والإبادة الجماعية التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني دون خشية من مساءلة أو عقاب.
وأعرب الضحاك عن إدانة سورية بأشد العبارات لاستخدام الإدارة الأمريكية المتكرر للفيتو لشل مجلس الأمن ومنعه من الاضطلاع بمسؤولياته الأساسية، ورفض سورية جملةً وتفصيلاً الذرائع التي تسوقها واشنطن للدفاع عن جرائم “إسرائيل” في استخفافٍ سافرٍ بإرادة شعوب ودول العالم، موضحاً أن هذه الجرائم لم تقتصر على أهلنا في فلسطين المحتلة، بل امتدت إلى الأراضي السورية واللبنانية من خلال الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المنشآت المدنية ومنازل المدنيين الآمنين.
وأشار الضحاك إلى أن الإدارة الأمريكية حالت دون اعتماد مشروع القرار الذي تقدمت به الجزائر وحظي بدعم الأغلبية العظمى من أعضاء مجلس الأمن، لكونه يستجيب لمطالب جل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في إنهاء ما نشهده منذ خمسة أشهر من عدوان إسرائيلي وحشي وجرائم همجية كشفت مجدداً الوجه الحقيقي للاحتلال أمام أعين العالم وعرت الأكاذيب التي روج لها هو ورعاته في الغرب على مدى سنواتٍ طويلة.
وأوضح مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة أن تقديم الوفد الأمريكي مشروع قرار مضاد ليس إلا محاولة يائسة لحرف الأنظار عن منعها مجلس الأمن من النهوض بمسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين والمماطلة ومنح المزيد من الوقت للاحتلال الإسرائيلي لمواصلة جرائمه وحصاره وتجويعه للشعب الفلسطيني.
وبين الضحاك أنه إلى جانب الدعم في مجلس الأمن، فتحت الإدارة الأمريكية مخازن أسلحتها وقدمت شتى أشكال العتاد والذخائر والخبرات للاحتلال الإسرائيلي في انخراط مباشر في قتل الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني، وغالبيتهم من النساء والأطفال، وتشريد أكثر من مليونين، وتدمير المشافي والمدارس، لا بل وحتى استهداف وكالات الأمم المتحدة ومقارها والطواقم والقوافل الإنسانية.
ولفت مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة إلى أن ما شهده العالم على مدى الأشهر الماضية في الأراضي الفلسطينية المحتلة تجاوز كل ما يقال عن الإنحياز الأمريكي الأعمى لـ”إسرائيل” وعن سياسة المعايير المزدوجة التي تتبعها الإدارات الأمريكية وعدد من حلفائها، وفضح نفاقها، إذ حالت على مدى أشهر دون تشكيل أي لجنة تحقيق أو آلية دولية تضمن توثيق جرائم الاحتلال، وخلت بياناتها من أي حديث عن المساءلة، لا بل واصلت تشويهها لأحكام الميثاق، واستخفت بالرأي العام الدولي ومواقف الدول الأعضاء، لا بل وحتى مطالبة الأمين العام لمجلس الأمن بالتحرك وفقاً للمادة الـ99 من الميثاق.
وشدد الضحاك على وقوف سورية الدائم إلى جانبِ الشعبِ الفلسطينيِ الشقيق في نضالِهِ لتحريرِ أرضِهِ المحتلّة وإقامةِ دولتهِ المستقلة وعاصمتُها القدس، ووضع قرارات الأمم المتحدة الخاصة بفلسطين والأراضي العربية المحتلة موضع التطبيق، ومنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
وأكد الضحاك ضرورة الوقف الفوري للإبادة وأعمال القتل والتدمير التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، ومحاسبة متزعميه ومنع إفلاتهم من العقاب، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة، والحيلولة دون أي عدوان على رفح أو محاولات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: الأمم المتحدة سوریة الدائم مجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
خلاف نادر بين واشنطن وتل أبيب بسبب الموقف الإسرائيلي بسوريا
كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، الأربعاء، عن بروز خلاف غير معتاد بين الولايات المتحدة وإسرائيل بسبب ما وصفته بموقف تل أبيب "العدائي" تجاه سوريا، في وقت يسعى فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تهدئة التوتر المستمر بين البلدين منذ عقود.
وقالت الصحيفة في تقرير بعنوان: "أمريكا لديها حليف جديد في سوريا وتريد من إسرائيل الانضمام إليه" إن الإدارة الأمريكية عبّرت عن استيائها من التصعيد الإسرائيلي الأخير، معتبرة أن هذا النهج أصبح نقطة توتر نادرة في العلاقات بين الطرفين، التي عادة ما تقوم على دعم أمريكي ثابت لإسرائيل.
ووفقاً للتقرير، وصلت المفاوضات الخاصة باتفاقية أمنية ترعاها واشنطن بين سوريا وإسرائيل إلى طريق مسدود، في الوقت الذي يضغط فيه ترامب على إسرائيل للقبول بتفاهم شبيه مع دمشق. وتشير الصحيفة إلى وجود مخاوف داخل إسرائيل من أن تؤثر سياستها تجاه سوريا على مستوى التنسيق الاستراتيجي مع الولايات المتحدة.
وشهدت أواخر نوفمبر تصعيداً ميدانياً عندما شنت القوات الجوية الإسرائيلية غارات على منطقة بيت جن، الواقعة على بعد 50 كيلومتراً من دمشق، ما أسفر بحسب البيانات الأولية عن مقتل 13 مدنياً، بينهم نساء وأطفال، وإصابة 25 آخرين. وقد سبقت الغارات مواجهات بين قوة إسرائيلية كانت تنفذ عملية توقيف وسكان محليين اعترضوا طريقها.
وبعد التغيير السياسي في سوريا نهاية عام 2024 وتولي الإدارة الجديدة برئاسة الرئيس المؤقت أحمد الشرع، سيطرت إسرائيل على منطقة عازلة في الجولان جنوب البلاد، ونفذت عمليات عسكرية ضد ما تبقى من قوات الجيش التابع للنظام السابق.
وبررت تل أبيب هذه الخطوات بأنها تهدف لحماية المستوطنات والمدن الشمالية ومنع وصول الأسلحة إلى السلطة الجديدة في دمشق.
وتشير وول ستريت جورنال إلى أن المفاوضات الجارية منذ أشهر بين الطرفين بشأن اتفاقية أمنية توقفت بسبب رفض إسرائيل سحب قواتها من المواقع التي سيطرت عليها جنوب سوريا، وهو مطلب رئيسي للشرع.
وذكرت مصادر أن تل أبيب تدرس الانسحاب من بعض المواقع فقط مقابل اتفاق سلام كامل مع سوريا، وهو ما تعتبره الصحيفة أمراً غير مرجح في الوقت الحالي.