صحيفة المناطق السعودية:
2024-06-12@09:35:30 GMT

برامج رمضان التلفزيونية مجددًا

تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT

سعود كاتب*

ربَّما لأنَّني من جيلٍ كانتْ برامجُ رمضانَ التلفزيونيَّة تعنِي لهُ الكثيرَ، وهِي «حميميَّةٌ» سبقَ لي الكتابةُ عنهَا، وعن التغيُّراتِ التي طرأتْ وتطرأُ عليهَا عامًا تلوَ عامٍ، فإنِّي لمْ أستطعْ مقاومةَ طرحِ هذَا الموضوعِ مجدَّدًا (بتصرُّفٍ) في مقالِي هذَا.

لقدْ ظلَّت حميميَّةُ التلفزيونِ للعائلةِ السعوديَّةِ في رمضانَ قويَّةً ومتماسكةً ومتفوِّقةً لعقودٍ عديدةٍ مضتْ، وتذكُرهَا جيدًا الأجيالُ المتتاليةُ منذُ السبعينيَّات تقريبًا، ببرامجِهَا ومسلسلاتِهَا الرمضانيَّةِ التِي لا تُنسَى، ومنهَا: على مائدةِ الإفطارِ، ومواقف مشرِّفة، والكاميرَا الخفيَّة، وربوع بلادِي، ومسابقات الكبارِ القرآنيَّة، وفوازير الأطفالِ، وغيرها.

أخبار قد تهمك “الداخلية” توزّع 7840 سلة من المواد الغذائية صدقة عن شهداء الواجب في شهر رمضان المبارك 6 مارس 2024 - 2:59 صباحًا هيئة الإذاعة والتلفزيون تطلق باقة برامجية “ثرية واستثنائية” لشهر رمضان 2024 6 مارس 2024 - 1:31 صباحًا

وبطبيعةِ الحالِ، تطوَّرَ التلفزيونُ، وتطوَّرتْ برامجهُ، وجاءت الفضائيَّاتُ من كلِّ حدبٍ وصوبٍ، جالبةً معهَا برامجَ مختلفةً بجودةٍ «فنيَّةٍ» أعلَى، ومحتوى أكثر تنوُّعًا. ولكنْ، ومعَ كلِّ ذلكَ، ظلَّت حميميَّةُ التلفزيونِ الرمضانيَّةُ للعائلةِ السعوديَّةِ ثابتةً وقويةً، جالبةً معها ميزانيَّاتِ المعلنِينَ المليونيَّة المتناميةَ عامًا بعدَ عامٍ.

في هذِهِ الأثناءِ، تطوَّر ما كانَ يُسمَّى بـ»طريقِ المعلوماتِ السَّريع»، وحلَّت مرحلةُ «ثورةِ المعلوماتِ» التي غيَّرتْ وجهَ العالمِ، وأحالتهُ إلى قريةٍ صغيرةٍ تبدَّلتْ فيها أُسس الإعلامِ ومفاهيمِهِ، وسقطَ فيهَا «التَّاج» من علَى رأسِ الصحافةِ المطبوعةِ، دونَ أنْ يعرف له مستقرٌّ في هذَا المحيطِ الجديدِ الذي لا تتوقفُ أمواجُهُ ولا تهدأُ.

وبالأسلوبِ نفسِهِ الذِي سقطَ بهِ «تاجُ الحميميَّةِ» من على رأسِ الصحافةِ المطبوعةِ، فإنَّ تاجَ «حميميَّةِ التلفزيونِ الرمضانيَّةِ» للعائلةِ السعوديَّةِ، شارفِ اليوم على السقوطِ، إنْ لمْ يكنْ قدْ سقطَ بالفعلِ.

هذه الحميمية كانت نعمة لا يبدو أن التلفزيون يدرك حقيقة قيمتها بالنسبة له، ولا حقيقة أن زوالها ليس مجرد خسارة مادية إعلانية فحسب، بل هو خسارة لقاعدة التلفزيون الوحيدة الصامدة التي تحميه، وتجمع بقايا ولاء مشاهديه بكافة شرائحهم واهتماماتهم.

التلفزيونُ -للأسفِ- لمْ يولِ هذهِ القاعدةَ مَا تستحقهُ من عنايةٍ ولا تقديرٍ، حيثُ واصلَ -ولا يزالُ يواصلُ- رفضَهُ وتقليلَهُ من أهميَّةِ أصواتِ الانتقاداتِ، وعدم الرِّضَا التي تتعالَى رمضانَ تلوَ رمضانَ، ومجيبًا عليهَا بعباراتٍ استفزازيَّةٍ وغير مهنيَّةٍ مثل: «الريموت في يدِ المشاهدِ»، أو «نسب المشاهدةِ لها رأي مختلف»!.

ومع الغياب شبه التام للدراسات الإعلامية، واستطلاعات آراء وتوقُّعات «العملاء» الموثوقة، سيطر الفكر الذي يتعامل مع التلفزيون على أنَّه «تيك توك»، و»سناب شات»، ومع المشاهد على أنَّه هو ذات مستخدم شبكات التواصل الذي يجذبه التهريج والتسطيح والمياعة المتكلَّفة، والتكرار الممل، وغير المفهوم لكل ذلك عامًا تلو عام. وكانت نتيجة ذلك أنْ خفتت بشكلٍ غير مسبوق نظرات الاهتمام المعتادة نحو شاشة التلفزيون من قِبل أفراد الأسرة على إفطار رمضان، إذْ لمْ يعدْ هناكَ عملٌ جادٌّ يستحقُّ الإنصات، ولمْ تعدْ هناكَ كوميديَا تستحقُّ مجرَّد الابتسامِ، ناهيكَ عن الضَّحكِ.. يُستثنَى -بكلِّ تأكيدٍ- من ذلكَ برامجُ قليلةٌ جيدةٌ تُعدُّ على أصابعِ اليدِ الواحدةِ، تحضرُ سنويًّا لتُنقذَ ما يُمكنُ إنقاذهُ لقنواتِهَا.

هلْ سيتغيَّر ذلكَ هذَا العام، أمْ أنَّ اهتمامَ المشاهدِ ببرامج رمضانَ التلفزيونيَّةِ وصلَ لمرحلةِ اللاعودة؟!.

*كاتب سعودي
نقلاً عن: al-madina.com

المصدر: صحيفة المناطق السعودية

كلمات دلالية: رمضان مقال مقالات

إقرأ أيضاً:

عمار شيلا وحكاية صالحين !!

*عندما سقطت الخرطوم قام الأستاذ عمار شيلا يستعيد البث الذي يحفظ به معادلة الأخبار من بورتسودان ولما كان التقدير بأن تكون العودة اولا للتلفزيون القومي لم تأخذ الرجل عصبية المؤسسة وانما ادار دفة الإعلام الوطني من تلفزيون السودان*

*إن ما قام به عمار شيلا وعجزنا عنه جميعا يجعله مامونا على التلفزيون القومي وعلى الإعلام الوطني وهذه مزية فوق المقدرات الإدارية والإعلامية الفريدة لشيلا الذي شارك في إدارة واحدة من القنوات الناجحة جدا-النيل الأزرق -السنوات القليلة الماضية قبل أن يقودها منفردا من بعد وفي ذلك شهادة منشورة اليوم من جنرال الإعلام السوداني أستاذنا حسن فضل المولى*

*إن الربكة التى صاحبت تكليف عمار شيلا بإدارة قطاع التلفزيون في هيئة الإذاعة والتلفزيون يسأل عنها مجلس الوزراء الذي تتبع له الهيئة فلقد كانت إشارة الرئيس البرهان تكليف شيلا بإدارة التلفزيون ربما للأسباب التى ذكرتها عاليا على أن يحتفظ البزعي بخبرته وإدارته للهيئة العامة وتحتها قطاعي الإذاعة والتلفزيون الأمر الذي كان يقتضي مراجعة قانون الهيئة وإعلان التعديل الجديد ولكن المجلس الوزاري مارس القطع الأخضر وهي يخطيء الإشارة الأمر الذي أدى للربكة وإعادة الرصة*!!

*على كل -الخطأ عادي ووارد -في ظل الضغوطات الكبيرة والسلطات المتداخلة وهو ليس الخطأ الأول ولا الأكبر في تاريخ التكليفات ومن داخل الحوش تحفظ الذاكرة خطأ الرئيس نميري في تكليف صالحين وزيرا للإعلام كله وكان المقصود الصلحي ولقد نجح الأول نجاحا مذهلا بينما احتفظ الأول بمقامه الرفيع*!!

*مبارك للتلفزيون اذا مقدم الأستاذ عمار شيلا ولقد جاء في الوقت الذي يتولد فيه الإبداع حقيقة من رحم المعاناة وسنعود لذكر معاناة الزملاء في التلفزيون ومعاناة التلفزيون في ظل الحاجة والحالة القائمة*!!

*بقلم بكري المدنى*

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • عمار شيلا وحكاية صالحين !!
  • ياسمين عبدالعزيز مفاجأة رمضان 2025.. أعمال صنعت نجومية "وحش الكون"
  • هل تشهد السوق السوداء رواجا بعد ارتفاع تسعير دولار الصاغة مجدد؟
  • كيفية كشف برامج التجسس على الهاتف
  • في ذكرى ميلاد أجمل نجمات جيلها زهرة العلا.. أسرار من حياتها
  • كيف دخل مبنى التلفزيون وكم بقى ؟
  • الرئيس الإقليمي للأولمبياد الخاص الدولي يدعو برامج المنطقة لزيادة عدد الألعاب والمسابقات والاهتمام بصحة اللاعبين
  • وفد من مجلس الشورى يطّلع على برامج وخطط هيئة تطوير المنطقة الشرقية
  • الرئيس الإقليمي للأولمبياد الخاص الدولي يدعو برامج المنطقة لزيادة عدد الالعاب والمسابقات والاهتمام بصحة اللاعبين
  • شمال غزة يواجه الجوع مجددًا: 50 طفلًا يعانون سوء التغذية خلال أسبوع واحد