شلل تشتت الانتباه يُقيدك دون أن تدري؟ 8 أساليب للتخلّص منه
تاريخ النشر: 13th, June 2025 GMT
هل سبق أن وجدت نفسك غارقا في سيل من الأفكار والمشاعر، متسمّرا في مكانك عاجزا عن التحرك أو إنجاز أي مهمة؟ تتراكم الأطباق في الحوض، تعلو كومة الغسيل، الأطفال بحاجة للاستحمام، الرسائل البريدية تتكدس، ينهال عليك سيل من الالتزامات المهنية أو الدراسية، وكلما وجهت انتباهك لشيء، تفلت أشياء أخرى من بين يديك. وفجأة، يمر الوقت دون إنجاز يُذكر.
إذا بدت لك هذه الحالة مألوفة، فقد تكون تعاني مما يُعرف بـ"شلل اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه" (ADHD Paralysis)، وهو مصطلح يُستخدم لوصف العجز الذهني المؤقت عن اتخاذ القرار أو بدء المهام، ويشيع بشكل خاص لدى المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD).
يُعد هذا الشلل العقلي أكثر من مجرد تسويف أو مماطلة، بل هو تفاعل معقد بين الضغوط اليومية والتحديات الذهنية الناتجة عن خلل كيميائي في الدماغ، تحديدا في مستويات الدوبامين، وهو ناقل عصبي يرتبط بالتحفيز والمكافأة.
أبحاث عديدة توصلت إلى أن أدمغة المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه غالبا ما تنتج كميات أقل من الدوبامين. وهذا ما يجعل من الصعب عليهم الشروع في المهام أو الالتزام بها، خاصة إذا لم تكن تلك المهام مجزية على الفور. في الوقت نفسه، قد يظهر المصابون تركيزا مفرطا على بعض الأنشطة دون غيرها، مما قد يُساء تفسيره على أنه "كسل" في مهام أخرى.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كيف تحول الموسيقى والفن إلى علاج لتعزيز الصحة النفسية في العراق؟list 2 of 2ما إدمان التسوق؟ وكيف تصمد أمام العروض والخصومات؟end of list إعلانولا يقتصر السبب على كيمياء الدماغ فقط، بل يتضمن كذلك ما يُعرف بـ"الوظائف التنفيذية"، وهي العمليات العقلية المسؤولة عن التخطيط، التنظيم، تحديد الأولويات، وإدارة الوقت. وعندما تتعطل هذه الوظائف، يصبح إنجاز المهام أشبه بمحاولة قيادة سيارة دون مكابح أو بوصلة.
أشكال الشلل المرتبط باضطراب فرط الحركةيتجلى هذا الشلل الذهني في صور متعددة، أبرزها:
الشلل العقلي: تتداخل الأفكار وتطغى، ما يجعل الخطوة التالية غير واضحة تماما. شلل المهام: تعرف ما عليك فعله، لكنك لا تستطيع البدء أو اتخاذ الخطوة الأولى. شلل الاختيار: تُحاصرك الخيارات لدرجة أنك لا تستطيع اتخاذ أي قرار. لماذا تصاب بشلل اضطراب فرط الحركة؟عند التعرض للضغط أو التهديد أو المواقف المربكة، تنشط لدى الإنسان استجابة "القتال أو الهروب أو التجمّد" (Fight, Flight or Freeze). المصابون باضطراب فرط الحركة أكثر عرضة لاستجابة "التجمّد"، بسبب سهولة تشتيت انتباههم أو العكس؛ التركيز الزائد على جزئية واحدة مع إغفال بقية التفاصيل.
ومع الانخفاض الطبيعي في الدوبامين لديهم، فإن فقدان التحفيز يصبح أمرا معتادا. وعندما يشعر المصاب بالإرهاق أو بالملل، فإنه يفقد قدرته على اتخاذ قرارات، ويغرق في شلل ذهني يتفاقم كلما طالت مدته.
لا يقتصر تأثير هذا الاضطراب على الإنتاجية فقط، بل يمتد إلى الجوانب الاجتماعية والنفسية:
المماطلة المستمرة. صعوبة في اتخاذ القرارات وتحديد الأولويات. خلل في إدارة الوقت والتنظيم. القلق والتقلبات المزاجية والانتقاد الذاتي. الشعور بالعجز والعزلة الاجتماعية. 8 خطوات للتعافي من شلل اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه الكتابة والتنظيم: سواء باستخدام مفكرة أو تطبيق رقمي، تساعد الكتابة على تفريغ الذهن وتنظيم المهام وتجنب النسيان. تقسيم المهام الكبيرة: بدلا من العمل على مهمة ضخمة دفعة واحدة، قسمها إلى خطوات صغيرة قابلة للإنجاز، واستخدم قائمة تحقق لتوليد شعور بالإنجاز. جدولة الأنشطة اليومية: تخصيص وقت محدد لمهام متكررة يقلل عدد القرارات اليومية، مما يسهل الالتزام ويوفر طاقة ذهنية. يقلل الروتين من عدد القرارات التي تحتاج إلى اتخاذها ويقلل فرص حدوث شلل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أو تبعات المعاناة من عمى الوقت. التخلي عن الكمالية: السعي للمثالية قد يؤدي إلى الجمود، لذا فإن الإنجاز البسيط أفضل من الإحجام التام. مكافأة الذات: خصص لحظات صغيرة للاحتفال بإنجازاتك، ولو كانت بسيطة، لتعزيز الدافعية من خلال تحفيز الدوبامين. الحركة البدنية: قم بتمارين خفيفة أو تحرك لبضع دقائق. النشاط الجسدي يُنعش الجهاز العصبي ويكسر حلقة التشتت أو الجمود الذهني. كسر الرتابة: غيّر بيئتك أو جدولك، استمع لموسيقى مختلفة، أو جرّب روتينا جديدا. التغيير يحفز العقل ويجدد النشاط. طلب الدعم النفسي: الاستعانة بأخصائي نفسي سلوكي قد يساعدك في إدارة الأعراض، وتعلم استراتيجيات تنظيمية فعالة، وربما استخدام أدوية عند الحاجة. إعلانليس من السهل دائما التمييز بين المماطلة العادية و"شلل فرط الحركة وتشتت الانتباه"، لكن الفارق الحقيقي هو تأثيره الشامل على الإنتاجية والنفسية والعلاقات. من خلال الفهم العميق لهذه الحالة وتطبيق خطوات عملية، يمكن التغلب عليها وتحقيق تقدم ملموس، يوما بعد يوم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الحج حريات الحج باضطراب فرط الحرکة
إقرأ أيضاً:
مجمع إرادة بالرياض: التوتر اضطراب طبيعي واستمراره لفترة طويلة دون تدخل يكون ضارًا
أوضح مجمع إرادة والصحة النفسية بالرياض عضو تجمع الرياض الصحي الثالث، أن التوتر أو القلق هو جزء طبيعي من الحياة، ويمثل استجابة الجسم الطبيعية للضغوط والتحديات اليومية، وفي بعض الحالات يمكن أن يكون مفيدًا، ويساعد على التركيز والإنجاز واتخاذ القرارات بسرعة، غير أن التوتر يصبح ضارًا إذا استمر لفترات طويلة وأثّر سلبًا على حياة الشخص دون إدارة صحيحة.
وبين استشاري الطب النفسي، المساعد للخدمات الطبية بالمجمع الدكتور عبدالإله بن خضر العصيمي، أن ردود فعل الجسم أثناء التوتر والقلق ناتجة عما يسمى "الجهاز العصبي الذاتي السمبثاوي"، وهرمونات التوتر في الجسم التي بدورها تقوم بتنظيم وظائف الأعضاء والغدد في الجسم بصورة ذاتية، وتتأثر بالضغوط الخارجية والبيئية وما تتلقاه الحواس غالبًا.
وأوضح أن هذا الاضطراب يظهر في عدة صور، أشهرها وأكثرها شيوعًا الخوف المفرط من أشياء -لا تشكِّل خطرًا حقيقيًا أو يكون هذا الخطر ضئيلًا- كبعض الحشرات، والدماء، والإبر، والرعد، والقطط، وركوب الطائرة، والمرتفعات، والأماكن الضيقة، والمصاعد وغيرها، ويطلق عليه الرهاب المحدَّد، ويمكن أن يحدث على شكل نوبات هلع متكررة، وتصل ذروة النوبة غالبًا خلال عشر دقائق، وغالبًا ما ترافقها أعراضًا جسدية، ويشعر المصاب بها بالتوتر والقلق الشديد من حدوث نوبة أخرى قادمة، ويتوتر أيضًا متوقعًا إصابته بمرض خطير أو مميت أو فقدان السيطرة، كما أنه يكون على شكل خوف من الإحراج أو الانتقاص أثناء التفاعل الاجتماعي وخصوصًا في بعض المواقف (مثل التحدث أمام الجمهور) ويصاحبه انسحاب من تلك المواقف، أو ظهور أعراض جسدية محددة مثل رعشة الأطراف، التعرق، الخفقان، وصعوبة في الكلام، ويطلق عليه "القلق الاجتماعي"، إضافة إلى أنه ينتج عن كثرة تناول الكافيين، واضطراب النوم، أو بعد تناول أدوية معينة، ونادرًا بسبب مرض عضوي، أو بعد تناول مواد منشطة.
وأفاد أن هذا الاضطراب يحدث لدى الأطفال بعد عمر السنتين فيما يسمى اضطراب "قلق الانفصال عن الوالدين"، ويتضمن الخوف المفرط من الانفصال عن الوالدين أو الأشخاص المقربين، مبينًا أن التوتر والقلق يكون عامًا وبشكل يومي تقريبًا، ويعاني المصاب به من تفكيرٍ وهمّ مفرط في الأحداث اليومية، والخوف من حدوث أسوء الاحتمالات، ويكون مصحوبًا بالتململ والإحساس بالتعب وضعف التركيز وسرعة الغضب، ويترافق معه بعض الأعراض الجسدية واضطراب النوم.
وأشار المساعد للخدمات الطبية بمجمع إرادة بالرياض، إلى أن هناك اضطرابات توتر وقلق أخرى، منها، رهاب الساح أو (رهاب الخلاء) ويأتي على شكل خوف من أن يكون في مكان ما أو الخروج عندما يكون الهروب صعبًا أو محرِجًا، أو عندما تكون المساعدة غير متوفرة، وغالبًا يتم تجنُّب هذه (الأماكن أو الأوضاع) من الشخص، ومنها ما هو مصاحب لاضطرابات الصدمة (مثل التعرض للقتل أو الكوارث الطبيعية أو الحوادث الخطيرة أو غيرها)، وتشمل الأعراض أيضًا اليقظة المفرطة، وظهور ذكريات مرتبطة بالصدمة بشكل مفاجئ، والسلوكيات التجنبية، والأرق والأحلام السيئة المرتبطة بالصدمة، وأعراض الاكتئاب وغيرها.
وأضاف الدكتور العصيمي، أن من ضمن العوامل للإصابة بالتوتر أو القلق، ضغوط الحياة وتغيراتها التي ينتج عنها رد فعل مفرط غير متكيف يصاحبه أعراض القلق "العلاقة مع الآخرين، العمل، الدراسة، الأمور المالية، الزواج، الطلاق ونحوها"، وتسهم أنماط التفكير السلبية والشخصية وتأثير البيئة المحيطة والتاريخ العائلي كعوامل أخرى تحفز التوتر والقلق.
وعن مضاعفاته، أوضح أن القلق كاضطراب مستمر يعيق حياة الشخص مهنيًا وأكاديميًا واجتماعيًا، ويصاحبه أعراض عضوية مزعجة كارتفاع في ضغط الدم، والسكر، وأعراض الجهاز الهضمي، والأعراض العصبية، والشد في الجسم، وضعف المناعة، والعجز الجنسي.
وعن مواجهة التوتر أو القلق فبيّن أن ذلك يكون بتخفيف تناول الكافيين أو ما يمكن أن يزيد من التوتر، وتعديل النظام الغذائي إلى صحي، وتنظيم النوم، ووضع جدول من النشاطات والهوايات الممتعة، وتنظيم الوقت والأولويات، وأخذ قسطٍ من الراحة وممارسة التأمل وطرق الاسترخاء كالتنفس العميق وغيره.
وذكر الدكتور عبد الإله العصيمي أن العلاج بالأدوية النفسية والجلسات النفسية لدى المختصين في الطب النفسي، وعلم النفس الإكلينيكي، والمتابعة في الخطة العلاجية المقررة تساعد في علاج أغلب اضطرابات التوتر والسيطرة عليها بشكل فعال.
القلقالتوترمجمع إرادة والصحة النفسيةقد يعجبك أيضاًNo stories found.