الشعاب المرجانية في البحر الأحمر معرضة للخطر اثر غرق سفينة "روبيمار"
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
عندما غرقت السفينة البريطانية روبيمار في البحر الأحمر بعد هجوم الحوثيين، غرق معها 21 ألف طن من الأسمدة، ما قد يؤدي إلى تكاثر الطحالب الضخمة، الأمر الذي قد يخلق مناطق مميتة للحياة البحرية وحرمان الشعاب المرجانية من الضوء.
فبالإضافة إلى بقعة الوقود المتسرب، يمكن لأسمدة كبريتات فوسفات الأمونيوم أن توفر كمية كبيرة من العناصر الغذائية في المياه التي تؤوي الشعاب المرجانية النادرة والثدييات البحرية والأسماك المرجانية، ما يكوّن زبداً رغوياً كثيفاً على المياه.
تعد روبيمار أول سفينة تغرق منذ أن بدأت جماعة الحوثي استهداف السفن التجارية في نوفمبر تشرين الثاني الماضي، وغرقت في منطقة ضيقة بين اليمن وإريتريا على عمق نحو 100 متر (330 قدماً) يوم السبت.
وتزخر المياه الضحلة نسبياً بالقرب من السواحل بالشعاب المرجانية، وقال علي السوالمة، مدير محطة العلوم البحرية في الجامعة الأردنية، إنها «كمية هائلة من الأسمدة، وهو موقع رهيب».
خطر الأسمدة على الحياة البحرية
كان العلماء يأملون أن يكون البحر الأحمر بمثابة ملجأ للشعاب المرجانية بعد تكيفه مع ظروف المياه الدافئة، إذ يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجة حرارة محيطات العالم.
وقالت مصادر في صناعة الشحن إن الصراع في المنطقة يزيد من تعقيد أي عملية تنظيف وسيثني سفن الإنقاذ عن دخول المياه عالية المخاطر.
وليس من الواضح حتى الآن من الذي قام بالتأمين على شركة روبيمار المسجلة في بليز، وبالتالي سيدفع تكاليف الإصلاح، ولا يُعرف أيضاً كيف تم تخزين الأسمدة ومدى تأمين عدم وصولها إلى المياه، وحتى الآن لم يتم الإبلاغ عن أي أضرار.
لكن السوالمة قال إن غرق السفينة قد يكون أسوأ كارثة بيئية شهدتها المنطقة منذ أكثر من عقد من الزمن.
قد تتسبب الأسمدة في تحفيز النمو المفرط للطحالب، ما يؤدي إلى استهلاك الكثير من الأكسجين بحيث لا تستطيع الحياة البحرية العادية البقاء، وهذا يخلق مناطق ميتة، حيث لا شيء يعيش، وغالباً ما تحتوي الأسمدة أيضاً على بقايا من مواد كيميائية ضارة بالحياة البحرية.
وقال محمد الباشا من شركة التحليلات الأميركية نافانتي غروب، إن «مجتمعات الصيد على طول ساحل البحر الأحمر اليمني في الحديدة وتعز ستتأثر بالتلوث»، وقد يؤدي ذلك إلى انخفاض الصيد والإضرار بسبل العيش.
النظام البيئي المرجاني
ويُعد غرق السفينة روبيمار واحدة من المرات القليلة التي تغرق فيها سفينة وعلى متنها كميات هائلة من الأسمدة في السنوات الأخيرة، وقد يكون الغرق الوحيد في نظام بيئي مرجاني حساس.
وفي وقت سابق من هذا العام، اصطدمت سفينة ترفع العلم الألماني على متنها ألف طن من الأسمدة النيتروجينية بجسر، وغرقت على طول حدود نهر الدانوب بين صربيا وكرواتيا، لكن السلطات الصربية قالت إن تحليل المتابعة كشف عن عدم زيادة التلوث.
ويفتقر البحر الأحمر إلى المغذيات، إذ يتلقى القليل من المدخلات الصناعية من تصريف مياه الصرف الصحي في المناطق الحضرية وعمليات تربية الأحياء المائية.
وقال ديريك مانزيلو، منسّق مراقبة الشعاب المرجانية التابعة للإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي، إن إلقاء كمية كبيرة من الأسمدة في المحيط فجأة قد يتسبب في ظهور بعض الطحالب الشديدة جداً.
تشير الدراسات إلى أنه نظراً لأن الشعاب المرجانية في البحر الأحمر تتكيف مع ظروف المياه الدافئة، فقد تكون أكثر مرونة في مواجهة ارتفاع درجات حرارة المحيطات، ما يتطلب فروقاً أكبر في درجات الحرارة للتبييض، وهي العملية التي تطرد بها الشعب المرجانية الطحالب الملونة التي تعيش في أنسجتها عند تعرضها لإجهاد حراري.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: الشعاب المرجانیة البحر الأحمر من الأسمدة
إقرأ أيضاً:
محور عسكري جديد في القرن الإفريقي
متابعات تاق برس- كشف مصادر إعلامية إريترية، عن ترتيبات لتشكيل محور عسكري جديد في القرن الأفريقي يضم كلا من “مصر والسودان والصومال وإرتيريا”، وسط صمت رسمي من الأطراف المعنية، في وقت تتصاعد فيه التحولات الأمنية في البحر الأحمر والقرن الإفريقي.
ويأتي المحور العسكري – بحسب الزاوية نت- وسط توترات كبيرة تشهدها منطقة الهضية الإثيوبية بين أديس ابابا الطامعة في الوصول إلى البحر الأحمر وإريتريا التي ترفض تلك المحاولات، وتحشد على الحدود عبر انتشار واسع لوحدات وآليات قوات الدفاع الإريترية، ضمن تحركات تهدف إلى تعزيز الوجود العسكري وتأمين النقاط الاستراتيجية على طول الشريط الحدودي.
وتمر العلاقة بين دولتي إثيوبيا وإريتريا بحالة من التوتر منذ فترة طويلة بسبب تحركات تقوم بها أديس ابابا وكثيرا ما تحدث الرئيس أسياسي أفورقي إلى تصاعد الجدل الإقليمي حول ملف البحر الأحمر، ومطالب إثيوبيا المتكررة بالحصول على منفذ بحري، وتحديداً ميناء عصب.
حيث قال أفورقي في لقاء تلفزيوني “كيف لنا أن نعطي ميناء عصب لآبي أحمد، بينما هو لديه اتفاقية تجارية مع جيبوتي؟ وفسر التصريح على نطاق واسع كإشارة إلى استمرار التقارب مع جيبوتي، وربما رسالة ضمنية لإثيوبيا بأن إريتريا لن تكون “جسر عبور” على حساب المصالح الجيبوتية.
ووجه الرئيس الإريتري أسياس أفورقي اتهامات مباشرة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وقال إن أبو ظبي تلعب دوراً خفياً وخطيراً في تأجيج الأزمات بالقرن الأفريقي، وعلى رأسها النزاع في السودان، والتوتر المتصاعد حول موانئ البحر الأحمر.
وأشار إلى أن رئيس الإمارات محمد بن زايد يحاول بسط نفوذ بلاده على ميناء عصب الحيوي، وقال إن ما يحدث ليس مجرد مطالب إثيوبية، بل جزء من مشروع توسّعي تقوده أبو ظبي عبر شبكة من الموانئ والقواعد العسكرية.
وأضاف: “هذا ليس نهجًا شبيهاً بما قام به زايد المؤسس، بل سياسة توسعية تسعى للهيمنة على البحر الأحمر والمحيط الهندي”.
إثيوبياإريترياالسودان