دعا حاخام إسرائيلي إلى قتل نساء وأطفال غزة، معتبرا أن ذلك يأتي استجابة لتعاليم "الشريعة اليهودية" (هالاخا).

وجاءت الدعوة على لسان الحاخام إلياهو مالي في مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي الخميس.

إقرأ المزيد سيناتور أمريكي: لا مزيد من الأموال لآلة حرب نتنياهو لقتل الأطفال الفلسطينيين

ويرأس الحاخام المعهد الديني التوراتي "ييشيفاة شيرات موشيه" في مدينة يافا (وسط) التي يدرس بها طلاب يخدمون بالجيش الإسرائيلي.

ويقول "مالي" في مقطع الفيديو: "في حربنا المقدسة وفي حالتنا هذه في غزة، فإنه وفق ما تقوله الشريعة "لا تُحيي كل نفس"، ومنطق هذا واضح جدا وهو: إذا لم تقتلهم فإنهم سيقتلونك".

وزعم أن من وصفهم بـ"مخربي" حرب اليوم "أطفال الحرب السابقة الذين أبقيناهم على قيد الحياة، والنساء في الواقع من يصنعن الإرهابيين"، على حد تعبيره.

وتابع: "هذا يعني أن هذه القاعدة "لا تُحيي كل نفس" واضحة جدا في مفهومها، فإما أنت أو هم".

واستطرد الحاخام المتطرف: "من يأتي لقتلك اقتله أولا".

وأردف بالقول: "الذي جاء لقتلك بهذا المفهوم لا يشمل فقط الشاب بعمر 16 أو 18 أو 20 أو 30 عاما والذي يوجه عليك السلاح الآن، وإنما أيضا جيل المستقبل (أطفال غزة)، وكذلك أولئك الذين ينجبون جيل المستقبل (نساء غزة) لأنه لا يوجد فرق حقا".

وعندما سئل عما إذا كان يتحدث أيضا عن كبار السن، فأجاب: "هذا سؤال ثقيل، هناك القلب اليهودي"، دون مزيد من التوضيح.

فيديو هدية للمطبعين والمنبطحين من العرب:
"وفق الشريعة اليهودية يجب قتل الجميع في غزة، بما في ذلك الأطفال والمسنين"، هذا ما قاله الحاخام إلياهو مالي، رئيس المدرسة الدينية "شيرات موشيه" التي يواصل طلابها الخدمة في الجيش، خلال مؤتمر للمدرسة الدينية.
pic.twitter.com/0Cs1XmxulA

— Dr.Sam Youssef Ph.D.,M.Sc.,DPT. (@drhossamsamy65) March 8, 2024

جدير بالذكر أن الخطورة تكمن في أن عددا من طلاب الحاخام الياهو مالي يخدمون بالجيش.

واستهجنت زعيمة حزب "العمل" المعارض ميراف ميخائيلي، تصريحات الحاخام، حيث قالت في منشور عبر منصة "إكس" إن "استخدام الهالاخا (أي الشريعة اليهودية) لا يمنح أي حاخام الإذن بتقديم اليهودية أو إسرائيل على أنها متعطشة للدماء والانتقام".

وأضافت في إشارة الى أقوال الحاخام: "هذا التصريح يمس بشكل مباشر بأمن إسرائيل، ومثل غيره من التصريحات المشوهة باسم الهالاخا سيستخدمها عدونا في القتال على الساحة الدولية".

وتابعت: "إنني أطالب الجيش ووزارة الدفاع بوقف التعاون مع المدرسة الدينية "شيرات موشيه في يافا" حتى يتم إقالة الحاخام، ويجب على الجيش الإسرائيلي أن لا يسمح بمثل هذا الفساد الأخلاقي الخطير في صفوفه".

שימוש ב"הלכה" לא נותן לאף "רב" רשות להציג את היהדות או את ישראל כצמאי דם ונקם. הטקסט הזה פוגע באופן ישיר בבטחון מדינת ישראל וכמו אמירות מעוותות נוספות בשם "ההלכה" ישמש את אויבנו במאבק בזירה הבינלאומית.

אני דורשת מצה"ל ומשרד הביטחון להפסיק לשתף פעולה עם הישיבה עד לפיטוריו של… pic.twitter.com/EoGID2MOI5

— Merav Michaeli מרב מיכאלי (@MeravMichaeli) March 8, 2024

أما رابطة "مكافحة التشهير بإسرائيل"، فقالت في منشور على منصة إكس: "ندين بشدة كلمات رئيس مدرسة شيرات موشيه الدينية في يافا، الحاخام إلياهو مالي، الذي يدعو غيها إلى قتل جميع سكان غزة، بما في ذلك النساء والأطفال".

وأضافت: "الدعوة العشوائية لإيذاء الأبرياء ظلم أخلاقي خطير، وهو ما يضر بأعمال الجيش في غزة خلال الحرب، ويشوه صورة دولة إسرائيل في العالم".

المصدر: وكالات

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الإسلام الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة الديانة اليهودية القضية الفلسطينية المسلمون تل أبيب حركة حماس طوفان الأقصى قطاع غزة وفيات

إقرأ أيضاً:

الوقاية الدينية والصحية.. حماية المجتمع تبدأ من الداخل

 

 

محمد بن علي بن ضعين البادي
في الآونة الأخيرة، شهدنا تصاعدًا ملحوظًا في الأصوات التي تنادي بمنع دخول بعض الجنسيات إلى البلاد، بحجة انتشار أمراض مُعدية في أوطانهم، وهو أمر ظاهرٌ منه الحِرص على الصحة العامة، ويستحق التقدير والمتابعة. ولكن، الخطر الحقيقي لا يكمن في القرارات وحدها، بل في اختزال القضية في البُعد الصحي فقط، وإغفال البُعد الديني والأخلاقي الذي يضمن حماية الإنسان والمجتمع على حد سواء.
المجتمع المسلم لا يدير شؤونه بالخوف أو الإجراءات الصحية وحدها، بل يستند إلى منهج رباني جعل الوقاية قبل العلاج، والسلوك قبل القانون، وتقوى الله قبل كل شيء. فالأمراض مهما كثرت أسماؤها أو تنوعت صورها، لا تنتشر إلا في بيئةٍ خالية من الضوابط الأخلاقية، ومرتعٍ للسلوكيات المنحرفة، وفراغٍ قيَمي.
إن تصنيف النَّاس على أساس جنسيتهم، أو ربط الأمراض بهويات بشرية، لا يعالج جذور المشكلة، بل يخلق وهمًا بالأمان، ويغفل المجتمع عن مسؤولياته الداخلية، ويتساهل فيما هو أخطر وأشد تأثيرًا. فقد انتقل مرض في بيئة تعلن الأمان، وولد خطر من داخل المجتمع نفسه، لا من خارجه.
ويبين لنا هدي النبي صلى الله عليه وسلم المبين في الوقاية من الأوبئة والأمراض، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها." وهذا الحديث يضع مبدًا شرعيًا عظيمًا، قائمًا على منع نقل الوباء، وحفظ الأنفس، وسد أبواب الضرر قبل وقوعه. فلا يجوز شرعًا أن يدخل الإنسان أرضًا يعلم أنها موبوءة، كما لا يحل لمن كان في أرض موبوءة أن ينتقل إلى غيرها، فيكون سببًا في نقل الأذى للآخرين.
وعليه، فإنَّ المسؤولين عن حماية المجتمع مطالبون بمراعاة هذا الأصل النبوي الواضح، خاصة إذا أعلنت دولة ما بشفافية أن لديها أعدادًا هائلة من المصابين بمرض مُعدٍ. فكيف لنا أن نسمح بقدومهم، ونحن نعلم أن الشرع سبقنا بالتحذير، وأوجب حفظ النفس والمجتمع من كل ما يهددهما؟
وفي هذا الوطن المبارك، الذي أنعم الله عليه ببيوت الله العديدة، تتضاعف مسؤوليتنا في توجيه الناس وترسيخ القيم الصحيحة؛ فالمساجد لم تُبنَ للصلاة فقط؛ بل للتعليم والتوجيه، ولتحصين النفوس قبل وقوع الزلل. ومن على المنابر يجب أن يُسمع خطاب صريح وحكيم، يذكّر الناس بخطورة المحرمات، وأن التساهل فيها لا يهدم الفرد فقط، بل يُهدد سلامة المجتمع بأسره. فبالعفة تُحفظ الأجساد، وبالاستقامة تُصان الأبدان، وبالوعي الديني الصادق تُغلق أبواب الفتن والأمراض معًا، ويصبح المجتمع حصينًا بترابط قيمه وسلوكياته.
المطلوب ليس التراخي في الإجراءات الصحية، ولا التهاون في حماية المجتمع؛ بل المطلوب أن يسير الوعي الصحي والوعي الديني جنبًا إلى جنب، دون أن يطغى أحدهما على الآخر؛ فالقرار وحده لا يصنع أمة واعية، والمنع وحده لا يبني حصانة دائمة، أما ترسيخ القيم فهو الضمانة الأبدى.
حماية المجتمع تبدأ من داخله، من تربية الضمير، وإحياء الرقابة الذاتية، وتذكير الناس أن طاعة الله ليست خيارًا ثانويًا، بل هي خط الدفاع الأول عن صحتهم وأخلاقهم وأمنهم المجتمعي. فبالدين تُصان الأجساد، وبالقيم تُحمى الأوطان، ومن أراد وقاية حقة فليبْدأ بإصلاح السلوك قبل التفكير في منع الدخول.
 

مقالات مشابهة

  • الوقاية الدينية والصحية.. حماية المجتمع تبدأ من الداخل
  • السعودية.. فيديو ما قاله إمام الحرم صالح بن حميد عن أطفال فلسطين بخطبة الجمعة
  • تقدير إسرائيلي: الجيش يُخطط لعملية عسكرية واسعة النطاق في لبنان
  • مصطفى بكري يدعو لتطبيق عقوبة الإعدام في جرائم التحرش المدرسي .. فيديو
  • حفاظًا على الأطفال.. مصطفى بكري يدعو لتطبيق عقوبة الإعدام في جرائم التحرش المدرسي| فيديو
  • خطيب الحرم المكي يدعو لجعل أطفال فلسطين قدوة لتربية الأبناء
  • عادل نعمان: تجديد تعريف الشريعة ومفهوم الكافر ضرورة يفرضها واقع العصر
  • عادل نعمان يدعو لضرورة إعادة تعريف المفاهيم الدينية الكبرى بما يتناسب مع تطورات العصر
  • الدكتوراه للباحث عبده العميسي في الفقه المقارن من كلية الشريعة جامعة صنعاء
  • الحبس وغرامة 200 جنيه عقوبة إثارة الرعب بين الناس طبقا للقانون