عصور‭ ‬متعاقبة‭ ‬تجذرت‭ ‬خلالها‭ ‬عادات‭ ‬باتت‭ ‬جزءاً‭ ‬أصيلاً‭ ‬من‭ ‬ثقافتنا‭ ‬المصرية‭, ‬انتزعت‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل‭ ‬من‭ ‬جوهره‭ ‬ضد‭ ‬الإسراف‭ ‬وتزكية‭ ‬النفس‭ ‬إلى‭ ‬عبء‭ ‬مادى‭ ‬يُثقل‭ ‬كاهل‭ ‬الأُسر‭, ‬ونفوس‭ ‬تهزمها‭ ‬الشراهة‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬لذ‭ ‬وطاب‭ ‬من‭ ‬المأكل‭ ‬والمشرب‭, ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادى‭ ‬العالمى‭ ‬الموجِع‭ ‬أخذ‭ ‬من‭ ‬التقشف‭ ‬فى‭ ‬رمضان‭ ‬درباً‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬سَلكه‭, ‬فنعود‭ ‬للهَدى‭ ‬القَويِم‭ ‬عنوة‭, ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬يقع‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬الزوجة‭ ‬والأم‭ ‬المصرية‭ ‬مهمة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬فى‭ ‬الاستهلاك‭ ‬والحِنكة‭ ‬فى‭ ‬التدبير‭.


قال‭ ‬الخبير‭ ‬الاقتصادى‭ ‬علاء‭ ‬عوض‭ ‬أن‭ ‬رمضان‭ ‬يتميز‭ ‬بارتفاع‭ ‬شديد‭ ‬فى‭ ‬الاستهلاك،‭ ‬نتيجة‭ ‬لثقافة‭ ‬المصريين‭ ‬فى‭ ‬الاحتفاء‭ ‬بشهر‭ ‬رمضان‭ ‬عبر‭ ‬الأطعمة‭ ‬والمشروبات‭ ‬لدرجة‭ ‬الانخراط‭ ‬فى‭ ‬جمعيات‭ ‬وتخصيص‭ ‬ميزانيات‭ ‬للولائم،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬استهلاك‭ ‬المواطن‭ ‬المصرى‭ ‬أنخفض‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬بنسبة‭ ‬30‭% ‬عن‭ ‬رمضان‭ ‬2023‭.‬
وأشار‭ ‬عوض‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬انخفاض‭ ‬الاستهلاك‭ ‬جانب‭ ‬إيجابى‭ ‬خرج‭ ‬من‭ ‬أزمة‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار،‭ ‬حيث‭ ‬ارتفعت‭ ‬الأسعار‭ ‬بنسبة‭ ‬100%‭ ‬عن‭ ‬رمضان‭ ‬الماضي،‭ ‬ومن‭ ‬أسباب‭ ‬ذلك‭ ‬ارتباط‭ ‬الأعلاف‭ ‬بسعر‭ ‬الدولار‭ ‬فى‭ ‬السوق‭ ‬الرسمي،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تزايدها‭ ‬مع‭ ‬الدولار،‭ ‬ومن‭ ‬ثَمَ‭ ‬قفزات‭ ‬رهيبة‭ ‬فى‭ ‬أسعار‭ ‬السلع‭ ‬والمنتجات،‭ ‬فلجأ‭ ‬المصريين‭ ‬للتقشف‭ ‬الذى‭ ‬بات‭ ‬جليًا‭ ‬حتى‭ ‬فى‭ ‬مظاهر‭ ‬الاحتفال‭ ‬فى‭ ‬الشوارع‭ ‬كالزينة‭ ‬والفوانيس‭ ‬التى‭ ‬قلت‭ ‬بنسبة‭ ‬كبيرة‭ ‬وملحوظة‭ ‬هذا‭ ‬العام‭. ‬
فتقول‭ ‬منال‭ ‬ربة‭ ‬منزل‭ ‬بمحافظة‭ ‬القاهرة‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المعتاد‭ ‬لدينا‭ ‬تحضير‭ ‬أصناف‭ ‬مختلفة‭ ‬على‭ ‬مائدة‭ ‬رمضان‭ ‬خاصة‭ ‬الأيام‭ ‬الأولى،‭ ‬حيث‭ ‬المحاشى‭ ‬والبشاميل‭ ‬والرقاق‭ ‬بجانب‭ ‬البط‭ ‬والدجاج‭ ‬والحمام‭ ‬والبوفتيك،‭ ‬ولكن‭ ‬نكتفى‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬بصنف‭ ‬واحد‭ ‬رئيسى‭ ‬على‭ ‬الإفطار،‭ ‬ونقلل‭ ‬من‭ ‬استهلاك‭ ‬اللحوم‭ ‬والدواجن‭ ‬قدر‭ ‬الإمكان‭.‬

الخبير‭ ‬الاقتصادى‭ ‬علاء‭ ‬عوض‭ ‬


وبالنسبة‭ ‬للحلويات‭ ‬نعتمد‭ ‬على‭ ‬صناعة‭ ‬الجلاش‭ ‬والكنافة‭ ‬والأرز‭ ‬بلبن‭ ‬فى‭ ‬المنزل‭ ‬كبدائل‭ ‬أوفر،‭ ‬ونبدل‭ ‬بين‭ ‬الفاكهة‭ ‬والحلويات‭ ‬والعصائر،‭ ‬فلا‭ ‬نجمعهم‭ ‬معًا‭ ‬فى‭ ‬يوم‭ ‬واحد‭ ‬كالماضي،‭ ‬ولكن‭ ‬نتبع‭ ‬ثقافة‭ ‬الصنف‭ ‬الواحد‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬الاتجاهات‭.‬
كما‭ ‬تقول‭ ‬ياسمين‭ ‬معلمة‭ ‬وربة‭ ‬منزل‭ ‬بمحافظة‭ ‬الجيزة‭ ‬أنها‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬خطة‭ ‬للتوفير‭ ‬مع‭ ‬عائلتها،‭ ‬حيث‭ ‬تقطن‭ ‬مع‭ ‬زوجها‭ ‬فى‭ ‬بيت‭ ‬عائلة‭ ‬يتكون‭ ‬من‭ ‬أربع‭ ‬أُسر،‭ ‬فعهدوا‭ ‬إلى‭ ‬أماكن‭ ‬الجملة‭ ‬لشراء‭ ‬الخضار‭ ‬وتم‭ ‬تقسيمه‭ ‬بالتساوى‭ ‬بين‭ ‬البيوت‭ ‬الأربعة،‭ ‬مع‭ ‬مراعاة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الخضروات‭ ‬كالطماطم‭ ‬أقل‭ ‬نضجًا‭ ‬لتصمد‭ ‬حتى‭ ‬آخر‭ ‬الشهر‭.‬
وفى‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬أكد‭ ‬الخبير‭ ‬الاقتصادى‭ ‬أن‭ ‬فكرة‭ ‬شراء‭ ‬الجملة‭ ‬بكميات‭ ‬كبيرة‭ ‬وتقسيمها‭ ‬بين‭ ‬الأهل‭ ‬والجيران‭ ‬جيدة‭ ‬جدًا،‭ ‬بل‭ ‬ويمكن‭ ‬تنفيذها‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬فردي،‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬منافذ‭ ‬البيع‭ ‬التى‭ ‬توفرها‭ ‬الدولة،‭ ‬حيث‭ ‬يتوافر‭ ‬فيها‭ ‬منتجات‭ ‬جملة‭ ‬وبأسعار‭ ‬مخفضة‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬أسواق‭ ‬الجملة‭ ‬العادية‭.‬
استقرار مؤقت وانخفاض
قريب وعقول مُدبرة
أكد‭ ‬الخبير‭ ‬الاقتصادى‭ ‬علاء‭ ‬عوض‭ ‬للوفد‭ ‬على‭ ‬استقرار‭ ‬الأسعار‭ ‬على‭ ‬مستوياتها‭ ‬الحالية‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬رمضان،‭ ‬بينما‭ ‬ستشهد‭ ‬انخفاضًا‭ ‬بهامش‭ ‬لن‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬20‭% ‬بعد‭ ‬الشهر‭ ‬الكريم،‭ ‬كما‭ ‬صرح‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬ستوفر‭ ‬لحوم‭ ‬جيدة‭ ‬وبتكلفة‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬الجزار‭ ‬بنسبة‭ ‬تتراوح‭ ‬من‭ ‬25‭% ‬إلى‭ ‬30‭%‬،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬منافذ‭ ‬بيع‭ ‬أمان‭ ‬والعربات‭ ‬المتنقلة‭ ‬التى‭ ‬توفرها‭ ‬الدولة‭ ‬ضمن‭ ‬خطتها‭ ‬لتخفيف‭ ‬الأعباء‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭. ‬
وعن‭ ‬مصادر‭ ‬أوفر‭ ‬للبروتين‭ ‬الحيوانى‭ ‬أشار‭ ‬عوض‭ ‬إلى‭ ‬اللحوم‭ ‬الأكبر‭ ‬سنًا‭ ‬واللحم‭ ‬الجملى‭ ‬والجاموسي،‭ ‬وإلى‭ ‬الدواجن‭ ‬حيث‭ ‬زادت‭ ‬بنسبة‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬اللحوم‭ ‬حوالى‭ ‬60‭%‬،‭ ‬والأسماك‭ ‬حيث‭ ‬ارتفعت‭ ‬بنسبة‭ ‬تتراوح‭ ‬من‭ ‬60‭% ‬إلى‭ ‬70‭%‬،‭ ‬مع‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬أنواع‭ ‬المأكولات‭ ‬البحرية‭ ‬تجاوزت‭ ‬80‭ ‬و90‭% ‬فى‭ ‬تضخم‭ ‬وصل‭ ‬لذروته‭.‬
وقالت‭ ‬السيدة‭ ‬هدى‭ ‬بمنطقة‭ ‬المنيب‭ ‬أن‭ ‬أسرتها‭ ‬تتبع‭ ‬أسلوب‭ ‬التقشف‭ ‬بالفعل‭ ‬منذ‭ ‬3‭ ‬سنوات‭ ‬بسب‭ ‬الأوضاع‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬حيث‭ ‬تستهلك‭ ‬اللحوم‭ ‬أقل‭ ‬تكلفة‭ ‬كالحم‭ ‬الجملى‭ ‬والمفروم‭ ‬وبنفس‭ ‬كميات‭ ‬الأيام‭ ‬العادية‭ ‬دون‭ ‬رمضان،‭ ‬وتُحد‭ ‬من‭ ‬العزائم‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬حتى‭ ‬أوقفتها‭ ‬نهائيا‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭. ‬وأضافت‭ ‬هدى‭ ‬أنها‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬الخضار‭ ‬كالبطاطس‭ ‬أو‭ ‬الباذنجان‭ ‬وأطباق‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬بابا‭ ‬غنوج‮»‬‭ ‬لإشباع‭ ‬أفرد‭ ‬الأسرة‭ ‬كونها‭ ‬تؤكل‭ ‬بالخبز‭ ‬بجانب‭ ‬كميات‭ ‬اللحم‭ ‬الضئيلة،‭ ‬وهكذا‭ ‬تحاول‭ ‬توفيق‭ ‬أنواع‭ ‬الأطعمة‭ ‬مع‭ ‬بعضها‭ ‬البعض‭ ‬بحيث‭ ‬تكون‭ ‬مشبعة‭ ‬بدون‭ ‬الإكثار‭ ‬من‭ ‬الدواجن‭ ‬واللحوم‭.‬
‭ ‬وقالت‭ ‬أسماء‭ ‬ربة‭ ‬منزل‭ ‬بمنطقة‭ ‬القناطر‭ ‬أنها‭ ‬تدبر‭ ‬الطعام‭ ‬على‭ ‬حسب‭ ‬ومقدار‭ ‬اليوم‭ ‬والأشخاص‭ ‬وبالتالى‭ ‬لا‭ ‬تهدر‭ ‬أى‭ ‬كميات‭ ‬فتحافظ‭ ‬على‭ ‬مخزون‭ ‬الشهر‭ ‬دون‭ ‬عجز،‭ ‬وبالنسبة‭ ‬للعصائر‭ ‬وجدت‭ ‬بديل‭ ‬أوفر‭ ‬فى‭ ‬الكركاديه‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬سعره‭ ‬الرخيص‭ ‬وكمية‭ ‬الكبيرة،‭ ‬وتعتمد‭ ‬على‭ ‬التمر‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬الياميش‭ ‬والمكسرات‭ ‬لارتفاع‭ ‬أسعارهم‭.‬
مطبخ عريق وبدائل غير ممكنة
أما‭ ‬ما‭ ‬يُروج‭ ‬حول‭ ‬استبدال‭ ‬المصريين‭ ‬اللحوم‭ ‬بأرجل‭ ‬الدواجن،‭ ‬أكد‭ ‬الخبير‭ ‬الاقتصادى‭ ‬علاء‭ ‬عوض‭ ‬أن‭ ‬ثقافة‭ ‬المصريين‭ ‬لن‭ ‬تسمح‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬بفكرة‭ ‬أكل‭ ‬أرجل‭ ‬الدجاج،‭ ‬إذ‭ ‬يعتبره‭ ‬المصرى‭ ‬طعام‭ ‬الكلاب‭ ‬والقطط،‭ ‬وهو‭ ‬غير‭ ‬مضطر‭ ‬لذلك‭ ‬لأنه‭ ‬سيعوض‭ ‬البروتين‭ ‬الحيوانى‭ ‬بأخر‭ ‬نباتى‭ ‬كالفول‭ ‬والعسل‭ ‬الأسود‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬الأطباق،‭ ‬فمصر‭ ‬تمتاز‭ ‬بمطبخ‭ ‬منذ‭ ‬7000‭ ‬سنة،‭ ‬وهذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الأفكار‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬إلا‭ ‬تشنيع‭ ‬وإساءة‭ ‬إلى‭ ‬المصريين‭ ‬من‭ ‬مروجيه،‭ ‬وذلك‭ ‬طمعًا‭ ‬فى‭ ‬تحطيم‭ ‬معنويات‭ ‬الشعب‭ ‬المصرى‭.‬
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تزكية النفس شهر رمضان الأطعمة والمشروبات سعر الدولار مائدة رمضان

إقرأ أيضاً:

حوارية تحت عنوان “ذاكرة المكان وجمالياته” في الطفيلة

صراحة نيوز-عقدت في قاعة مديرية ثقافة الطفيلة ندوة حوارية بعنوان “ذاكرة المكان وجمالياته”، متضمنة 3 محاور رئيسة، سلطت الضوء على ملامح تاريخ الطفيلة وتراثها المادي والشفهي، بمشاركة نخبة من الكتاب والباحثين من محافظة الطفيلة.
وجاءت الندوة، التي أدارها مدير ثقافة الطفيلة الدكتور سالم الفقير، ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته الـ39 تحت شعار “هنا الأردن.. ومجده مستمر”، وبالتعاون بين رابطة الكتاب الأردنيين ومديرية ثقافة الطفيلة.
واستعرض الباحث والمؤرخ الدكتور إسحاق عيال سلمان، في المحور الأول، تاريخ الطفيلة، ومتناولا تطور الحياة فيها عبر العصور، وما مرت به من مراحل اجتماعية وعمرانية،.
كما أضاء على تفاصيل الحياة اليومية، وعلاقات الناس بالمكان، في سرد يجمع بين التوثيق والتحليل.
وتحدث عن بعض المراجع المهمة التي وثقت جوانب من الحياة المحلية، ومنها كتاب “60 عاما لامرأة أردنية”، مشيرا إلى ما تضمنه من شهادات حية تعكس أنماط العيش والعلاقات الاجتماعية في الطفيلة مطلع القرن الـ20، ما يجعله وثيقة أدبية واجتماعية تكمل السرد التاريخي الرسمي بمشهد إنساني نابض من قلب المكان.
وتناولت رئيسة جمعية سيدات الطفيلة الخيرية الدكتورة حنان الخريسات، في المحور الثاني، التراث الشفهي والشعبي في الطفيلة، مستعرضة أنماط الحكايات الشعبية، والأمثال، والأهازيج، وما تحمله من رموز ومعان ترتبط بالحياة اليومية، والعلاقات الاجتماعية، والعادات المتوارثة.
وأشارت إلى أن هذا التراث يشكل جزءا من الموروث الثقافي، وهو مصطلح يشمل كل ما تنتجه الجماعة من تعبيرات غير مكتوبة، تنتقل شفهيا من جيل إلى آخر.
وبينت أن الموروث الشفهي يضم الألفاظ والتعابير، وأساليب الحكي والغناء، والطقوس المرتبطة بالمناسبات المختلفة، التي تعبر عن وجدان المجتمع ونظرته إلى ذاته ومحيطه.
كما أوضحت كيف يتجلى هذا الموروث في تفاصيل الحياة، ليشكل نسيجا حيويا من الهوية الثقافية، التي لا تزال حاضرة في الذاكرة الجماعية للناس رغم تغيرات الزمن.
وقدمت المهندسة وفاء الطراونة، من جامعة الطفيلة التقنية، في المحور الثالث، قراءة في الخصائص المعمارية التقليدية في الطفيلة، مستعرضة نماذج من البناء القديم، وخصوصية استخدام المواد المحلية في تشييد البيوت، وتفاصيل التصميم التي تعكس بساطة العيش وانسجام الإنسان مع بيئته.
وتحدثت بشكل خاص عن قرية السلع وبلدة ضانا، باعتبارهما نموذجين حيين لفن العمارة التقليدية التي ما تزال قائمة، وذات قيمة تاريخية وجمالية.
وأشارت إلى أن المواقع السياحية، مثل ضانا، تسهم في إبراز هذه العمارة للزوار، وتشكل فرصة حقيقية للتعريف بتراث الطفيلة المعماري، ووسيلة لإعادة إحياء المباني القديمة عبر الاستخدام السياحي المستدام.
وتوقفت خلال حديثها عند قصر الباشا صالح العوران، الذي يعد أحد أبرز الأمثلة على الطراز المعماري الفريد في المنطقة، من حيث بناؤه المتين، وتفاصيله التصميمية المختلفة عن النمط السائد في مساكن الطفيلة آنذاك، سواء في حجمه أو تنسيقه الداخلي أو مواده المستخدمة، مما يمنحه طابعا خاصا يميزه ضمن النسيج العمراني المحلي.
وفي نهاية اللقاء، قامت رابطة الكتاب الأردنيين، ممثلة بالدكتور هشام القواسمة، بتكريم المشاركين، تقديرا لمساهماتهم الثقافية والمعرفية في إبراز ملامح الطفيلة وتوثيق ذاكرة المكان.

مقالات مشابهة

  • حوارية تحت عنوان “ذاكرة المكان وجمالياته” في الطفيلة
  • الشارقة الإسلامي يعزز ثقافة الادخار لدى الأجيال الناشئة
  • وزير الثقافة يتفقد مديرية ثقافة اربد
  • الطيور تمتلك “ثقافة” و”تراثا” تتناقله الأجيال
  • «الجليلة» و«دبي للتحكيم الدولي» يتعاونان لتعزيز ثقافة العطاء
  • السودان يقابل الخبير “نويصر” بخطاب ناري ويوجه صفعة مزدوجة للأمم المتحدة
  • عين الدفلى..حجز أكثر من 4 قناطير من اللحوم البيضاء
  • محمد مندور يكتب: ثقافة الإصغاء وتحقيق العدالة الثقافية
  • مشتريات المصريين من الذهب تنخفض إلى 11.5 طن في 3 شهور
  • الطيور تمتلك ثقافة وتراثا تتناقله الأجيال