موقع النيلين:
2025-05-19@14:28:06 GMT

لا أسباب للصوم إلا واحد!

تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT


اجتهادات كثيرة عن سبب فرض الصيام، منها أسباب سامية وراقية، مثل إحساس الأغنياء بالفقراء، أو لأسباب أخرى صحية مثلاً ترتبط برحمة الله سبحانه وتعالى من فوائد تنعكس على صحة الإنسان.. ومنها جوانب إنسانية سلوكية، مثل تعليم الصبر والسيطرة على النفس فى شهواتها ونزعاتها، وعند الغضب، والامتناع عن ظلم الآخرين بالفعل أو القول، والرّقى فى التعامل مع الجميع، الأسرة والأقارب والجيران والزملاء إلخ إلخ.

.

أغلب ما سبق، خاصة الجانب السلوكى هى تعاليم الإسلام أصلاً.. الداعى لكل صور الفضيلة والخير والسلام والمحبة حتى قبل فرض الصوم.. وهى تعاليم أساسية لازمة وملازمة لشخصية المسلم.. بل هى أيضاً من تعاليم كل الأديان السماوية، لكن تُضاف عليها فى الإسلام الأوامر والإرشادات النبوية الشريفة للرسول الكريم، عليه الصلاة والسلام، بالنظافة وتنظيم تناول الطعام (نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع) وتنظيم حتى مقادير الطعام (ثُلث لطعامه وثُلث لشرابه وثُلث لنفسه) وهى تفاصيل اهتم بها الإسلام ضمن سلوكيات كثيرة شديدة الخصوصية، مثل قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِى الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ)، ولذلك فلابد من شىء آخر وراء فريضة الصيام.. نحسب أنها فرز الطائعين عن غيرهم وتمييز المؤمنين المسلمين بأوامر الله سبحانه ونواهيه.. إنها نسخة أرضية جديدة لتعليمات الله لآدم وزوجه (وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ) لماذا هذه الشجرة؟ ولماذا سيكونان من الظالمين؟ لم نعرف ولا نعرف ولا يحق لنا أن نسأل وليس علينا إلا الطاعة لرب العزة وتعاليمه.. علينا أن نقتدى بالملائكة، ولدينا مثال مهم لم يُذكر فى اعتقادنا إلا لنتعلم منه.. (اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا) لا تفكير ولا تردّد ولا سؤال ولا جدال.. هكذا فعلت الملائكة وعلى عكسهم وخلافهم فعل إبليس وهنا الفرز بين خلق الله والفرق بينهم فى الطاعة!

ولذلك (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ) ولا يصح إلا القول سمعاً وطاعة.. ولذلك يقول (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) ولا يصح ولا ينبغى إلا القول «سمعاً وطاعة»، ولا سوى ذلك..

أمرنا ربنا ونحن نستجيب على الفور.. الاستثناءات والإعفاء من الصوم لها أصل ومستمدة بالاستنتاج والاجتهاد من (فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ) و(وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ) ووفقاً لتفسير المنار للإمام محمد عبده تعنى أن من يتحمل الصيام بالكاد ولديه قدرة استطاقة بصعوبة، فقد أعطاه الله البديل.. لييسر على عباده، ولذلك جاء بعدها (فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ).

وهكذا.. نصوم وسنصوم رمضان، سواء كان مفيداً للصحة أو مهذّباً للسلوك أو يذكّرنا أو لا يذكّرنا بالفقراء.. إنه أمر إلهى لا علينا إلا طاعته والاستجابة له.. وكل عام وأنتم بخير.

أحمد رفعت – الوطن نيوز

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

حكايات 5 صحفيين قتلهم الاحتلال في غزة في يوم واحد

غزة- في صباح جديد أثقلته رائحة البارود والدم، استيقظ الفلسطينيون، اليوم الأحد، على فاجعة جديدة بعد أن استهدفت إسرائيل بآلتها الحربية 5 صحفيين دفعة واحدة، ورغم ذلك، لم يكن المشهد غريبا على غزة، فقد ألِفَ الاحتلال قتل الصحفيين في القطاع منذ بدء حربه عليه قبل 19 شهرا.

لم يكن هؤلاء الصحفيون الخمسة مجرد أرقام تُضاف إلى قوائم الشهداء المتزايدة، بل شهودٌ على المجازر، ورواة لحكايات الناس المُنهكين تحت الركام، وكانوا في الوقت ذاته، مثلهم، يحاولون النجاة بأنفسهم وأهليهم، يومًا بيوم.

ونقل مراسل الجزيرة أن غارات إسرائيلية استهدفت -فجر الأحد- الصحفيين: عزيز الحجار، وعبد الرحمن العبادلة، ونور قنديل، وزوجها الصحفي خالد أبو سيف، وأحمد الزيناتي، مما أسفر عن استشهادهم مع عدد من أفراد عائلاتهم.

المهندس الصحفي

كان الصحفي أحمد الزيناتي (35 عاما) شابا طموحا، تحدى ظروف الحصار والبطالة، وانتقل من تخصصه الأساسي في الهندسة المدنية، إلى عالم الصحافة، بعدما نال أيضا درجة الماجستير في إدارة الأعمال بتقدير امتياز وكان الأول على دفعته.

يروي صديقه المقرب سراج أبو حمام أن الزيناتي، بعد أن أُغلقت في وجهه أبواب العمل في الهندسة بفعل الحصار، ذهب إلى الصحافة، وعمل مع عدة مؤسسات منها شبكة سراج الإعلامية.

إعلان

كما كتب في مدونات ومواقع أجنبية، أبرزها "تومبلر" (Tumbler) موثقا بالصوت والصورة كل ما يمر به قطاع غزة من أزمات إنسانية وقصص نضال يومية، وكانت مدونته، التي يتابعها آلاف الأشخاص حول العالم، مرآة تنقل معاناة الغزيين بلغات أخرى.

ومؤخرا ركَّز على توثيق المجاعة والكارثة الإنسانية في غزة، وتأثر كثيرا بالمجازر والقصف، لا يتحمل أخبار الدماء والدمار، وكان جلّ همه أن يتوقف هذا الشلال من الإبادة، يقول أبو حمام.

الشهيد الصحفي أحمد الزيناتي استشهد رفقة زوجته الصيدلانية نور الهدى وأطفالهما (مواقع التواصل)

 

وفي الشهر الأول من الحرب، تعرَّض منزل الزيناتي في خان يونس لقصف عنيف أدى إلى استشهاد طفليه موسى وخالد، وإصابة زوجته بجروح خطيرة فيما نجا ابنه محمد، وقبل 4 شهور فقط، رزق بطفل جديد سماه "خالد" تيمنا بطفله الذي فقده، لتعود غارات الاحتلال مجددا وتقتل أحمد وزوجته الصيدلانية "نور الهدى المدهون" ورضيعها خالد.

ويقول أبو حمام: كان أحمد نموذجا للإنسان المجتهد، ويستعد لتحصيل درجة الدكتوراه. فيما يروي محمود العيلة، صديق آخر لأحمد، قائلا: "كان الشهيد حريصا على فضح جرائم الاحتلال عبر عمله في الرصد والتحليل"، مضيفا "كان يتقن التحليل من المصادر المفتوحة، ويجيد جمع الأدلة وتفكيكها".

الشهيدة الصحفية نور قنديل رفقة زوجها الصحفي خالد أبو سيف ارتقيا بقصف الاحتلال صباح اليوم (مواقع التواصل) الزوجان وطفلتهما

أما الصحفية نور قنديل فقد شكلت إلى جانب زوجها الصحفي خالد أبو سيف مثالا للشراكة المهنية والزوجية، وكلاهما درس الصحافة، وعملا معا كفريق متكامل في التصوير والمونتاج وإنتاج الأفلام الوثائقية، كصحفيين مستقلين، يغطيان القصص الإنسانية ويوثّقانها لصالح العديد من وسائل الإعلام.

يقول محمد قنديل، إن شقيقته نور كانت نشيطة وشغوفة وطموحة، لا تكلّ ولا تملّ، وإضافة لشغلها في التصوير الحر والمونتاج، كانت تعمل في قسم الإعلام والعلاقات العامة بمستشفى يافا في دير البلح حتى لحظة استشهادها.

إعلان

ورزق الزوجان نور وخالد بطفلتهما الوحيدة قبل 4 أشهر، وسموها "أيلول السلام" تزامنا مع المفاوضات التي انتهت بالتوصل لوقف إطلاق النار الأخير في يناير/كانون الثاني الماضي.

وكان الزوجان -حسب محمد- يُعدان لإطلاق مشروع إعلامي عبر منصات التواصل، واشتريا جهاز حاسوب (لابتوب) مؤخرا لاستخدامه في المونتاج، لكن القصف الإسرائيلي لم يُمهلهما، واستُشهدا مع طفلتهما الصغيرة، ودفن معهما حلم لم يرَ النور.

وتروي صديقة الشهيدة نور، الصحفية ديانا المغربي، عنها أنها كانت منسقة نشطة وهادئة لمقهى "الثريا" للإعلام والاتصال" (غير حكومي) منذ عام 2017، والأولى على دفعتها في تخصص الإعلام، في كلية فلسطين التقنية، وعُرفت "بأدبها وأناقتها وإنجازها الصامت"، واهتمامها "العميق بالقضايا الوطنية والمقاومة".

الصحفي والإغاثي

ويتحدث الصحفي باسل السقا عن صديقه الصحفي الشهيد عبد الرحمن العبادلة، المولود عام 1994، والحاصل على دبلوم في الصحافة أنه عمل كمصور صحفي حر، وأسس منصة إلكترونية باسم "هنا الوطن"، نشر عبرها أخبارا وتقارير ومواد توثيقية.

وكان العبادلة متزوجا وأبا لـ4 أطفال، وبالرغم من تلقيه تهديدات من مخابرات الاحتلال بوقف النشر، فإنه واصل عمله دون تردد، وتم استهدافه بالقصف قرب منزله في بلدة القرارة شمال خان يونس.

ولم يكن عبد الرحمن صحفيا فقط، بل إنسانيا أيضا، فقد كان يدير مخيما للنازحين، ويوفر لهم تكية وطرودا غذائية وماءً للشرب.

كان مشهد قتل الاحتلال الصحفي عزيز الحجار مروعا إذ استهدف رفقة زوجته واثنين من أطفاله الثلاثة (مواقع التواصل) عزيز والعائلة

وفي جامعة الأقصى درس عزيز الحجار الصحافة، وبدأ عمله بها عام 2015، متنقلا بين العمل الرسمي والحر، فعمل لفترة مع تلفزيون فلسطين، ومع مؤسسات متعددة كصحفي حر.

يقول صديقه طارق الدقس: إن عزيز كان شغوفا بكشف الحقيقة، وفضح جرائم الاحتلال، وأنتج إلى جانب عمله الصحفي أعمالا درامية لقناة الأقصى.

إعلان

وكان استشهاد عزيز، مروعا، حيث قُتل رفقة زوجته واثنين من أطفاله الثلاثة، فيما أصيبت ابنته الصغرى بجراح خطيرة.

محاكمة الجناة

من جهته، يقول نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين، تحسين الأسطل، إن المجازر بحق الصحفيين أصبحت ممنهجة، وإن الاحتلال يقتلهم بلا رادع ولا مساءلة دولية.

ويؤكد أن النقابة تواصلت مع الاتحاد الدولي للصحفيين ومع كافة الأطراف الدولية، وطالبت بتفعيل قرار مجلس الأمن رقم 2222 الصادر عام 2015، وينص على حماية الصحفيين، وتقديم قادة الاحتلال للمحكمة الجنائية الدولية.

وحسب إحصائيات النقابة، ارتفع عدد الصحفيين الذين قُتلوا في الحرب على غزة إلى 217 شهيدا، معظمهم كانوا يؤدون واجبهم المهني، في محاولة أخيرة لإيصال صوت شعبهم إلى العالم.

مقالات مشابهة

  • دبلوماسي فرنسي: لهذا يجب علينا أن نقترب من تركيا أردوغان
  • حكايات 5 صحفيين قتلهم الاحتلال في غزة في يوم واحد
  • هل السهر طول الليل حرام؟.. احذره لـ5 أسباب مهلكة يغفلها كثيرون
  • وزير دفاع باكستان: لن نبدأ بمواجهة نووية.. وسنرد بالمثل إذا فُرضت علينا
  • خطاب السيسي في القمة العربية.. جدلية القول والفعل
  • جيبوتي: ما يمر به العالم العربي ليس مجرد أزمة عابرة.. ولكنها لحظة مفصلية تحتم علينا التعاون
  • الرئيس السيسي: علينا الوقوف صفًا واحدًا لمواجهة التحديات المصيرية للأمة العربية
  • ما أسباب صيام عشر من ذي الحجة 2025؟.. بها تفوز بـ11 جائزة
  • لماذا أمر النبي بقراءة آية الكرسي بعد كل صلاة؟.. الإفتاء تحدد 3 أسباب
  • «ضحكوا علينا».. تعليق مثير من أحمد سليمان بعد قرار لجنة التظلمات بشأن مباراة القمة