لا يمكن للمرء تصور عظمة شهر رمضان وبركته، فهو كلما حلّ هلت معه البركات والخيرات لمن يعقد العزم والنية على الفوز بالجنة. شهر رمضان هو فرصة ذهبية منحنا إياها الخالق حتى نتصافى ونتعافى من أمراضنا النفسية وحتى نطرد كل غلّ وحقد وغل تجاه بعضنا، وحتى نبدأ معا صفحة جديدة في ظل السكينة الروحية والسكون النفسي.


هو أبواب من الجنة تفتح للصائمين المجدين، شهر أغلقت فيه أبواب النار وصفدت فيه الشياطين. حري بنا أن نقف أمامه موقف المثابرين المخططين لعدم تفويت أي فرصة لنغنم بعدها بالراحة، واي راحة ونحن نطرق أبواب التوبة وأبواب الجنة.
إعلم عزيزي القارئ أنك ستلحق بركب المغفور لهم في رمضان إذا تعاملت مع رمضان على أنه رمضانك الأخير- ومن منا يضمن عمره-؟ فصُمْ صيام مودع، وتعامل مع كل طاعة على أنك قد لا تكررها فيما بعد، ستجد نفسك سباقا لكل خير خاشعا في كل صلاة، ولقد كان هذا حال السلف في رمضان: يأخذون إجازة من مدارسة الحديث ليركزوا في القرآن، فهلا نأخذ إجازة من أمور الدنيا لنركز في شهر الإحسان؟ّ
سنضع اليوم من خلال منبر ركن قلوب حائرة عبر موقع النهار أونلاين أمامك أيها المتسابق في ماراثون رمضان عشر نصائح إذا نفذتها فستنافس حتى خط الفوز مع الفائزين، والجائزة تستحق الكد والتعب، تستحق العرق والجهد، تستحق التضحية والثبات: فليست الميدالية الذهبية هي جائزة الأوائل بل إنها الجنة ياعزيزي، وهل بعد الجنة جائزة؟ وهل أفضل من رمضان سباق؟
وإليك عزيزي المتسابق الوصايا العشر لعل الله ينفع بها:
1-قف مع نفسك وقفة المحاسبة وضع التوبة نصب عينيك:
*فرصة الشهر الفضيل تأتي لتغسل ذنوب سنة مضت ولتمحو أدران النفس.
*كذلك فشهر رضمان يلين ويطهر خبث القلوب ” وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ”.
*و رمضان فرصة عظيمة لتجديد العهد مع الله، الله أقبل عليك فلِمَ تدبر عنه؟ أقبلْ عليه بقلبك وتب توبة نادم، ومزق دفاتر ذنوبك القديمة، وسجّل بأعمالك كتبًا من الحسنات تمحو ما سلف من خطايا وسيئات.
* اجلس مع نفسك قبيل رمضان وفي بداياته واستغفر ربك على ذنوبك، استحضر ذنوبك وابكها وجدد العزم على الإقلاع من مطار الذنوب لتجد أحسن استقبال في مطار الوصول.
2-ضع خطة سير تفز من خلالها بالجنة.:
*لا يخفى على أحد أننا نخطّط للدنيا كل يوم، ونعيد الخطط ونعد لها ونطورها ونحن نعلم أنها فانية، فلم لا نخطط للحياة الباقية؟ وقد قيل لو أن الدنيا ذهبٌ يفنى والآخرة ترابٌ يبقى لآثرنا الباقي على الفاني؛ فما بالك والآخرة هي النعيم الباقي؟!
*فخطط مثلا لفوزك في رمضان بالفوز العظيم، خطط لكي تعتق في لياليه من النيران، خطّط لتنال أجر ليلة القدر، إجلس مع أسرتك وصحبتك الطيبة وخطط لرمضانك ورمضانهم، فإن لم تخطط للفوز فكأنّك خططت للخسارة، وحدد هدفك وعدد ختماتك وكم جزءا ستحفظ أو تراجع من القرأن.
3-تسلّح بالدعاء ولا شيء غير الدعاء:
*الدعاء سلاح المؤمن، وسباق الفوز في رمضان قد تنتصر فيه بدعوة، وقد تصل لمنصات التتويج بدمعة، وقد تكرم من أثر سجدة، فإجعل لك في كل ساعة دعوة وفي كل مكان سجدة وفي كل ليلة دمعة.
* حدّد لنفسك أدعية تلازمك وتلازمها طوال الشّهر، وثق دومًا أن الداعي مستفيد إما بالتعجيل في الدنيا أو بالتأخير في الآخرة، ولا تحرم المظلومين من دعواتك كل صلاة؛ فهم أحوج منك إلى الدعاء، وأرسل مع بريد الدعاء شكاوى المظلومين لرب العالمين عل الرد يكون سريعا.
4-في ظلال القرآن الكريم:
*لا تقرأ القرآن من أجل القراءة فقط بل عش في ظلاله، تدبر آياته، نفذ أوامره، إجتنب نواهيه، اجعل خلقك القرآن، ونافس أهلك في التدبر والمراجعة والحفظ.
*وحبّذا لو كتبت بعد كل جزء الآيات التي علقت بقلبك وناقشتها في جلسة من جلسات الأسرة، واعلم أن ختمة القرآن برمضان تفوق المليار حسنة، فأملأ حساب توفيرك قبل أن ينتهي الموسم فالعرض لفترة محدودة، واستغل إقبالك على القرآن بمراجعة ما تحفظ أو حفظ ما لم تحفظ.
5-إكبح جماح لسانك وليّنه بالذكر :
*ما أروع أن يكون لسانك دائم الذكر وقلبك دائم الشكر في رمضان، سيندم أهل الجنة في الجنة على لحظة لم يذكروا الله فيها ، ورمضان تحديدا هو شهر إقبال الجوارح على الطاعة، فاجعل لسانك ينافس في سباق الذكر.
* حدد ذكرًا كل يوم تكثر منه مع الاستمرار في باقي الأذكار
* وإذا جلست مهموم القلب فلا تلومنّ إلا نفسك، فعلاجك في صيدلية الذكر.
6-رابط في محرابك وقت السّحر:
لم يجد المؤمنون وقتا يتقربون فيه إلى الله أفضل من وقت السحر”وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ”فلا تضيّع وقت السحر أمام التلفاز أو حتى في تذكرة الناس بفضل الفجر على الفيسبوك،بل استجمع قواك وامكث بمحراب تقواك واسكب عبرات الندم ودموع الشوق أمام الملك لتسقي شجرة خوفك فتثمر رضا وقبولا وسعادة تجد حلاوتها في قلبك، فعزّك في ذلك لله ورفعتك في تذللك له، وكن من القائمين ولو بركعتين، فالفائزون السابقون ” كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ “.
7-أقرض الله قرضا حسنا:
إعلم عزيزي القارئ أن البنك الوحيد الذي له فروع هنا وهناك -بالدنيا والآخرة-هو بنك الصدقة، فافتح حسابا به في رمضان، وتصدّق ولو بالقليل يوميًا لتأخذ أجر المتصدقين:” وربّ درهم سبق ألف درهم”، فلا تبخل على نفسك وأقرض الله قرضا حسنا يضاعف لك يوم القيامة؛ فقد كان حبيبك محمد أجود ما يكون في رمضان.
8-صل من قطعك وتواصل مع رحمك:
الكيّس من استغل كل الطرق لكسب الأجر، والعاقل من ضحّى بحظ النفس اليوم لينقذها من حر النار غدا، فإبدأ رمضان باتصالك بمن لا يتوقّع وصالك، ونقِّ قلبك فالحياة أقصر من أن تضيع في مشاحنات، وهنئ أرحامك برمضان وذكرهم بفضل صيامه وقيامه، واطمئن على فقراء عائلتك وأغنهم عن السؤال و” الأقربون أولى بالمعروف”.
9-اعتكف بقلبك أولًا:
يشتعل سباق الجنان وماراطون الفائزين في رمضان في العشر الأواخر، فاشحذ همتك ومرِّن نفسك في أول رمضان ووسطه لتفوز في آخره، وقبل أن تعتكف بجسدك في مسجد الحي اعتكف بقلبك ونقه من حقدك على أي حي، وقبل أن تطلب من ربك العفو والعتق اعف عمن أساء إليك، واجعل دموع الندم والأوبة والشوق للقاء الله هي وسيلتك للصعود على منصات التتويج قبيل رمضان؛ فربما نظر الله إلى تذللك في ليلة من لياليه فأعتقك، فيا لسعادتك وقتها” فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ”.
10-سابق لكل خير تنل الأجر:
إذا أردت أن تعمل عند الله فكن من دلال خلقه عليه والآخذين بنواصيهم إليه، وزع عليهم مطويات وأوراقًا توضح لهم فضل رمضان، قرب منهم المصاحف والمسابح، وزع عليهم أوراد محاسبة، دلهم على طرق الخير والصدقة والبر و لك مثل أجرهم “الدالُ على الخيرِ كفاعله”.
رمضان فرصة -قد لا تتكرر-لكل مسارع للخيرات ولكل تائب أرهقته العثرات ولكل منهك من الذنوب والهفوات؛ فعلينا أن نحسن استغلاله، فهل ترضى أن يفوز غيرك وتخسر أنت ؟ أو يُعتق جارك وتُترك أنت؟ فسارع لكل خير وبادر في كل سباق: جعلنا الله وإياكم من الفائزين في رمضان ومن المعتوقين من النيران.

المصدر: النهار أونلاين

كلمات دلالية: فی رمضان

إقرأ أيضاً:

قاعدة النصر الإلهي ووعي الأُمَّــة

 

 

من أهم الثوابت التي يستند إليها المؤمنون في مسارهم الجهادي والفكري، أن مسألة العدوّ ليست لغزًا غامضًا ولا معادلة معقّدة، بل قضية محسومة بنصّ القرآن الكريم وسنن الله التي لا تتبدل.. فالله سبحانَه بيّن للأُمَّـة طبيعة الصراع ومكامن القوة وشروط النصر، وحدّد الطريق الذي لا يمكن أن تضل معه الأُمَّــة مهما واجهت من قوى أَو تحالفات.
وقد استلهم شهيد القرآن، السيد القائد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- هذه القواعدَ من آيات واضحة تؤكّـد أن النصر بيد الله، وأن الهداية عنصر أَسَاسي في مواجهة أعداء الأُمَّــة من قوى الطغيان والاستكبار، وعلى رأسهم أمريكا والكيان الإسرائيلي المحتلّ وأدواتهم الإقليمية.
ويؤكّـد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله- في خطاباته أن الأُمَّــة لا تنتصر بقدراتها المادية وحدها، ولا بصوت إعلامها، بل تنتصر حين تكون علاقتها بالله واضحة وراسخة، وحين تتحَرّك وفق الهداية والبصيرة.
ومن هنا جاء تأكيدُه على أن مواجهةَ العدوان السعوديّ الإماراتي، المدعوم أمريكيًّا و”إسرائيليًّا”، لا تتم فقط عبر السلاح، بل عبر وعي شامل يحدّد طبيعة المعركة ويكشف أساليب التضليل التي يعتمد عليها الأعداء لخلخلة جبهة الداخل، ويثبت أن الصمود الحقيقي يبدأ من قوة الوعي والهداية.
والرجوع إلى القرآن وتصديقًا لقول الله تعالى: ﴿لن يضروكم إلا أذى﴾، يؤكّـد أن قدرة العدوّ – مهما ضخّم من ترسانته العسكرية والإعلامية – تبقى محدودة، وأن معظم ضرره يتمثل في الحرب النفسية، والحصار، والإعلام الموجّه، وإثارة الإرباك داخل المجتمعات.
وهذا ما بدا واضحًا في العدوان الأمريكي-السعوديّ-الإماراتي على اليمن، حَيثُ حاول الأعداءُ إسقاط الشعب عبر التضليل والحصار أكثر من الاعتماد على القوة العسكرية، غير أن وعي الشعب اليمني وإدراكه لطبيعة الصراع أفشل تلك المساعي، وأثبت أن الصمود يبدأ من القلب والفكر قبل الميدان.
كما أن وعد الله في قوله: ﴿وإن يقاتلوكم يولّوكم الأدبارُ ثم لا يُنصَرون﴾ يضع معادلة حاسمة بأن الغلبة النهائية ستكون لمن يرتبط بالله ارتباطا واعيًا.
وقد أثبتت التجربة اليمنية خلال سنوات العدوان أن المجاهد اليمني استطاع الصمود أمام أحدث التقنيات العسكرية السعوديّة والإماراتية المدعومة أمريكيًّا و”إسرائيليًّا”، ليس لقوة السلاح فحسب، بل لقوة المعنويات وصلابة الوعي المستند إلى مشروع متكامل يحدّد العدوّ الحقيقي، وفي مقدمته الاحتلال الأمريكي والكيان الإسرائيلي المحتلّ ومن يتحالف معهما.
ومع أن القرآن يقدّم وعودًا واضحة بالنصر، إلا أنه يربطها بقاعدة عملية صارمة: ﴿وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة﴾.
وهذا ما انعكس على الواقع اليمني من خلال بناء القدرات العسكرية المتطورة، وتعزيز القوة البحرية والصاروخية، وحماية الجبهة الداخلية، وتطوير الوعي الجمعي في مواجهة التضليل الإعلامي الموجّه من قبل أمريكا وكَيان الاحتلال الإسرائيلي المحتلّ وأدواتهم في المنطقة.
فالإعداد في الرؤية القرآنية ليس عسكريًّا فقط، بل يشملُ الوعيَ والسياسةَ والاقتصاد والإعلام، وهو ما شدّد عليه السيدُ القائدُ في كُـلّ مراحل المواجهة، مؤكّـدًا أن التحصينَ الداخلي هو مفتاحُ كُـلّ قوة، وأن الصمودَ لا يكتملُ إلا بالتماسك الاجتماعي والفكري والديني.
كما يوضّح السيدُ القائد أن الهدايةَ ليست مُجَـرّدَ التزام فردي، بل مشروعٌ جماعي يصنعُ وعيًا عامًّا يميزُ الحق من الباطل، ويصون الأُمَّــة من الانحراف والانقسام.
فالأمة التي تفقد بُوصلة الهداية تصبح فريسةً سهلةً للتضليل النفسي والإعلامي، بينما الأُمَّــة التي تمسك بها تتجاوز المحن، وتحوّل التحديات إلى قوة، وتبني مجتمعًا قادرًا على مواجهة العدوان الأمريكي-الإسرائيلي والسعوديّ-الإماراتي بكل ثبات.
إن معادلةَ النصر في القرآن الكريم ليست شعارًا، بل نظام حياة يعيد الأُمَّــة إلى مركز قوتها الحقيقي: ارتباطها بالله، وتمسكها بالقيم، واستعدادها العملي.
وهذا الفهم هو الذي جعل الشعب اليمني نموذجًا للصمود أمام تحالف العدوان السعوديّ-الإماراتي المدعوم أمريكيًا و»إسرائيليًّا»، وحوّل سنوات الحرب إلى مرحلة وعي وتماسك وبناء داخلي.
وبهذا الإدراك تنتقل الأُمَّــة من موقع الدفاع إلى موقع الفاعلية، ومن حالة الخوف إلى اليقين، ومن واقع الاستضعاف إلى موقع القدرة على رسم مستقبلها بعيدًا عن الهيمنة الأمريكية والصهيونية الإسرائيلية ومشاريع الاحتلال في المنطقة، مع تعزيز البناء الفكري والثقافي الذي يضمن بقاء الأُمَّــة متماسكة على الهداية والوعي.

مقالات مشابهة

  • حسنة ملقاة على الطريق تدخلك الجنة.. لا تستهين بها أو تضيعها
  • آيات كان يرددها النبي قبل النوم.. حصّن نفسك طوال الليل وداوم على قراءتها
  • احذر 3 أفعال تعرض صاحبها للهلاك.. أخرجت آدم من الجنة ولعنت إبليس
  • 1500 فرصة عمل داخل 19 مصنع وشركة في بلبيس والعاشر من رمضان
  • فضل يوم الجمعة: يوم مبارك يجمع الطاعات والدعوات والأجر العظيم
  • دعاء للميت يوم الجمعة .. ردد أفضل 310 أدعية تنير القبر وتجعله من رياض الجنة
  • إبراهيم عيسى: الدين عند الله هو الإسلام.. ودخول الجنة أمر إلهي
  • رقية رفعت: الفوز بالمسابقة العالمية للقرآن اصطفاء إلهي.. وأشكر الرئيس السيسي
  • روجليتش يرفض طواف فرنسا للتركيز على اللقب الخامس في إسبانيا
  • قاعدة النصر الإلهي ووعي الأُمَّــة