شيخ الأزهر: أسماء الله الحسنى منها ما هو مقتصر على الذات الإلهية
تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT
قال الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر إن في قوله تعالى "ولله الأسماء الحسنى" تقديم للخبر على المبتدأ بما يفيد القصر، قصر شيء على شيء، فإذا قدمت الخبر على المبتدأ، فلا بد أن يكون ذلك لسبب بلاغي، وهو هنا إفادة قصر الخبر على المبتدأ، فعندما تقدم الخبر "لله" على المبتدأ "الأسماء الحسنى" دل ذلك على انحصار الخبر في المبتدأ، بمعنى أن الأسماء الحسنى لله وحده، فإنه لو قال "الأسماء الحسنى لله"، من الممكن أن يفهم منها أنها لله ولغيره، لكن حين قال "لله الأسماء الحسنى" فلا يمكن أبدا أن يفهم منها أن الأسماء الحسنى تتعدى لفظ الجلالة، لذلك تم تقديم الخبر على لإفادة القصر والحصر.
وأوضح فضيلة الإمام الأكبر في الحلقة الثالثة من برنامج "الإمام الطيب"، أن الأسماء الحسنى منها أسماء مختصة لا يصح أن يتسمى بها غير الذات الإلهية، ومنها أسماء يجوز إطلاقها على الغير ولكن بإطلاق مختلف عن إطلاقها بالنسبة لله سبحانه وتعالى، ومن أول الأسماء التي اختص بها الله جل وعلا ولا يمكن أن يتسمى بها أحد هو لفظ "الله"، ولم يحدث أن سمعنا أن شخصا ما سماه قومه "الله" وأصبح ينادى بهذا الاسم، في دلالة على أن الله سبحانه وتعالى قد حفظ هذا الاسم من أن يطلق على غيره، وكذلك اسم "الرحمن" واسم "الحكم" أيضا، لا يصح أن يتسمى بها أحد غيره، مضيفا أن هناك أسماء يجوز أن يوصف أو يتسمى بها البشر، مع ملاحظة أنه حين يطلق على شخص يكون مغايرا تماما لإطلاقه على الذات الإلهية، فالفرق بين الوصفين هو الفرق ما بين الذاتين، فهذا خالق منزه عن النقائص وهذا مخلوق مملوء نقائص، هذا علمه أزلي وحاضر وأبدي وهو يعلم الأشياء قبل حدوثها، وهذا علمه قاصر على ما يراه أو ما يصل إليه.
وأشار فضيلة الإمام الأكبر إلى أن القرآن الكريم فيه بعض الآيات نسبت فيها أوصاف الأسماء الحسنى لبعض البشر والأنبياء، ومن ذلك قوله تعالى "اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم"، وقوله "إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا"، فالقرآن سمى بعض الناس والأنبياء بأسماء الله الحسنى، منها سميع وبصير، وأيضا قوي مثلا مع سيدنا موسى، "إن خير من استأجرت القوي الأمين"، فالقرآن فيه أسماء من أسماء الله الحسنى سمي بها غيره من الناس والأنبياء، إلا أن الفرق بين الإسمين هو الفرق ما بين المسميين، فالمسمى الإلهي منزه عن النقائص والبشري محوطة بنقائص لا نهاية لها.
هناك من ألحد في سماء الله الحسنى
وحول قوله تعالى "فذروا الذين يلحدون في أسماءه"، بين فضيلة الإمام الأكبر أن الإلحاد هو الانحراف من الحق إلى الباطل، وعن الصواب إلى الخطأ، وهذا هو الانحراف، ومن هذا المنطلق، هناك من ألحد في اسماء الله الحسنى، فأخرجها عن المعاني التي وضعت له هذه الأسماء، والمراد هنا المشركون، فهم الذين ألحدو في أسماء الله الحسنى، فكانوا مثلا يأخذون حروف هذه الأسماء ويدخلوها في أسماء آلهتهم، ومن ذلك تسمية أوثانهم "اللات والعزى" من "الله العزيز"، و"مناة الثالثة الأخرى" من "المنان"، فهم أخذوا أسماء الله الحسنى وانحرفوا بها عن طريقها المستقيم وأطلقوا حروفها على الأوثان، مضيفا أن من الإلحاد أيضا تفسير الأسماء الحسنى بما يوهم أن الله مشابه للخلق، على غرار من يفسرون قوله "فاصبر انك بأعيننا"، أن الله له عين، فهناك من يفسر اسمه تعالى "سميع"، أن الله له أذن، واسمه تعالى "بصير" أن الله له عين، فهم بذلك ألحدوا فيها، لأنهم انحرفوا بها عن معناها وقربوا بها بين الله والبشر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإمام الأكبر أسماء الله الحسنى الذات الإلهية قصر خبر أسماء الله الحسنى الأسماء الحسنى الإمام الأکبر أن الله
إقرأ أيضاً:
آية واحدة تحميك وأسرتك ومنزلك من أي مكروه وسوء.. وأوصى بها سيدنا النبي
قال رسول الله ﷺ في فضل آية الكرسي:«مَن قالها حين يُصبح أُجير من الجنِّ حتى يُمسي، ومَن قالها حين يُمسي أُجير منهم حتى يُصبح» وقال: “مَنْ قرأَ آيةً الكُرسِيِّ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ مكتوبةٍ ، لمْ يمنعْهُ من دُخُولِ الجنةَ إلَّا أنْ يمُوتَ”.
آية الكرسي تحمي البيوت التي تقرأ فيها من الشياطين والجن.
فمن جملة الحديث الذي قاله الرسول عليه الصلاة والسلام لأبي هريرة: “إذا أويتَ إلى فراشِك فاقرأْ آيةَ الكرسيِّ، لن يزال معك من الله حافظٌ، ولا يقربك شيطانٌ حتى تصبحَ” ارقوا بها أنفسكم وأبنائكم.
آية الكرسي كاملةأعوذ بالله من الشيطان الرجيم/ بسم الله الرحمن الرحيم: « اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ».
تعد أعظم آية في القرآن الكريم إضافة إلى عدد من الفضائل الكثيرة الأخرى، والتي وردت بها السنة النبوية، و آية الكرسي هي الآية 255 من سورة البقرة، و عُرفت بكونها سيدة القرآن الكريم، وقراءة آية الكرسي عبادة لله وراحة للقلب، وفيها توجد القاعدة الأساسية للدين الإسلامي التي هي معنى التوحيد الخالص لله -تعالى- وفيها أيضًا علاج للعديد من الأمراض الجسدية والنفسية، وكما أنها مكونةٌ من خمسين كلمةً فيها خمسون بركةً من الله، وهي من الآيات التي جمعت الكثير من أسماء الله ففيها 17 اسمًا لله -تعالى- منها الاسم الأعظم الذي لا يُرد دعاء المسلم عند الدعاء به.
فوائد آية الكرسي1- من يقرأها في بيته تكون حارسة له وتُخرج منه الشيطان.
2- من يقرأها في الليل يخرج الشيطان من بيته ولا يدخله حتى يصبح.
3- من يقرأها فى الفراش قبل النوم عن نفسة أو عن أولاده يحفظهم الله -تعالى- ولا يقربهم الشيطان حتى يصبحوا، كما يبعد عنهم الكوابيس المزعجة.
4- من يقرأها فى الصباح قبل أن يخرج من بيته ومن ثم يقول بعدها يا حفيظ ثلاث مرات فسوف يكون فى حفظ الله تعالى إلى أن يعود
5- لمن يقرأها في الليل أو النهار بأي عدد (أقلها ثلاث مرات) تشرح الصدور وتكشف الهموم والغم والكربات وتحفظ النفس والأولاد والمال.
6- لقراءتها بعد كل صلاة مكتوبة أجر عظيم.
ودلت السنة النبوية على فضل قراءة آية الكرسي دبر الصلاة، فروى أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه: عن رَسُول اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ، إِلا الْمَوْتُ». أخرجه النسائي في السنن الكبرى، والطبراني في المعجم الكبير، وابن السني.